المشاريع السلطوية الدينية بالمنطقة ومع كامل الأسف لا تتخطى كونها أُطر سلطوية هدفها السلطة وامتيازاتها، وتجد أن وسيلتها المُثلى إلى ذلك هو الدين واضعة إياه في منشأها ومسراها ومسيرتها، وكل ما تقوم به من أفعال تختم عليه بختم الدين ظلماً وبغياً وعدواناً على الدين وعلى المسلمين فتلك عقيدتهم ولا يحق لأحد أن يمس بها ويشوهها، فلم يدعو الإسلام ولا آل البيت الأطهار إلى الضغينة والكراهية والسب واللعن، ولم يدعو إلى قتل المسلم للمسلم أو تحقيره والنيل منه وإلحاق الضرر به، ولم يدعو إلى الإستعباد وإذلال المرأة وحرمانها من التعليم، وإذا أرداوا أن يعلموا كيف كرم الإسلام المرأة فليتدبروا القرآن، وليتدبروا سيرة رسول الله محمد (ص) كيف كان يعامل النساء وهو القائل استوصوا بالنساء خيراً، ورفقاً بالقوارير.
لم يأمر الإسلام بالإكراه بل قال لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي، والإكراه منفرٌ وقد يصل بالمرء مع الجهل والحاجة والفاقة إلى الكفر، وهنا يكون الراعي المدعي بالإسلام هو المتسبب والمسؤول عن ذلك شرعاً وعرفاً، ونحمد الله سبحانه وتعالى أننا في مجتمعاتنا الإسلامية نستقي تعاليم ديننا من بيوتنا من نعومة أظفارنا محصنين قبل أن نقع فرائس للمدعين وأصحاب الخطاب العدواني المتطرف.
لم يكتفي حملة لواء خلافة الله في إيران بما ألحقوه بشعبهم وبشعوب ودول المنطقة بل باتوا يتعاملون اليوم مع النساء كقطعان من العبيد يجب أن تُعامل بالذل وقد كرم الله الإنسان قائلا (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)، أو يعاملونهن كعدوٍ يجب ردعه والقصاص منه بعد ثورتهن من أجل الحرية والعدالة.. إنه الخوف بأنواعه الذي عشعش في عقول وقلوب الظالمين من المظلومين؛ الخوف على زوال السلطة ونعيمها، والخوف من هَبة المظلومِ وقصاصه، ولو أنهم أعدلوا لكان خيراً لهم فالعدل أساس المُلك ومن أراد أن يدوم مُلكِه فليرسخ وليُدم عدله ذلك العدل الذي أمر به الله مؤكداً عليه في شريعة الإسلام السمحاء، ولكن شتان بين الإدعاء والحقيقة.
بعد الفشل في قمع ثورة النساء في إيران خرج الأوصياء بإسم الإسلام على الناس بقوانين وأعراف جديدةٍ كالعفو المذل بشروطه وسجن المرأة مكبلة بالأصفاد في بيتها وتحت الرقابة الصارمة، أو الإدلاء بإعترافات بالإكراه مسجلة بالفيديو تبقى في سجل الضحية وتتيح للسلطات الإستبدادية إستخدام أقسى العقوبات بحق المُدلي بهذه الإعترافات في حال إرتكاب الضحايا أدنى المخالفات؛ هذا بالإضافة إلى نوعٍ آخر من القمع والإستعباد كتسخير المرأة للعمل بالمجان وبشكل مذل، أو الحرمان من إستخدام تكنولوجيا الإتصال والمعلومات لفترات طويلة أو الإقامة الجبرية أو الحرمان من الإقامة والدخول إلى مدينة بعينها وغيرها من الممارسات.
اليوم تتجه تلك السلطات في إيران في مسعاها القمعي الجديد إلى حرمان المرأة من التعليم لتتمكن من قمع المرأة وإبقائها على هامش الحياة والوجود لا يتخطى دورها الإنجاب والتربية وخدمة الأسرة، ويتجسد هذا الحرمان في اعتراف الدولة بتسميم الفتيات طالبات المدارس لمنعهن من التعليم، وقد نسبوا ذلك لجماعة متطرفة أخذت لها إسماً ووجوداً ضمن سيناريو المخطط، لكن المستفيد من ذلك واضح وهو النظام الذي يعاني من المشاركة الواسعة للطالبات في المظاهرات السلمية، وهذا ما دعى السلطات إلى التكتم على أسرار الموضوع والتعامل معه كمجرد حادث عابر، أو إتهام طفلتين وشابة في مكان ما، وآخريات من الفتيات قد قمن بفعل كل ما حدث من إصابات تسمم للفتيات بجميع أنحاء إيران من باب اللعب والعبث الصبياني، والحقيقة هي أن هذه الإدعاءات والتصريحات لا تمت للواقع ولا منطق العقل بصلة، ولا يمكن أن تكون بمستوى حكومة تتحمل مسؤولية دولة وشعب وأمانة دين كما تدعي.
أما التوجه القمعي الآخر فهو ملفتٌ جداً للنظر ومثير للإرتياب إذ تشارك المؤسسات التعليمية في قمع الطلاب، وكل ذلك بسبب مشاركة الطلاب في الإحتجاجات السلمية مطالبين بالحرية والعدالة؛ وقد جعلوا من تلك المشاركات جناية تستوجب العقاب في حين أنها تطالب بحقوق، وكما أسلفنا العدل أساس المُلك، فقيام المؤسسات التعليمية والأكاديمية في إيران بدور الجلاد لهؤلاء الطلاب الضحايا واتخاذ عقوبات إدارية وتعليمية قاسية بحقهم، وحرمانهم من التعليم خاصة الطالبات أمرٌ مؤسف ومخجل ويعد إنتهاكاً صارخا لقيم الحق والعدل، وأما أن تؤدي بعض هذه الإجراءات إلى وصول إحدى الطالبات إلى حافة الموت بسبب ما تعرضت له من تعنيف وتنكيل من قبل شخصٍ يُفترض به أن يكون رمزاً أكاديمياً وأباً رحيماً ومعيناً لجميع الطلاب وليس جلاداً.
ما يجري في إيران بحق النساء من قمع مشين، وبحق الطالبات من تسميم موجه وممنهج وحرمان من التعليم أمرٌ مُدانٌ لكنه وارد وغير مستغرب ويستوجب المساءلة.
يأمر الإسلام بطلب العلم من المهد إلى اللحد، وفي الجمهورية الإسلامية يحرمون الفتيات من التعليم ويسممونهن كي لا يذهبن إلى المدارس وتستمر سلطة السلاطين مهما كانت الوسائل والأدوات.. اعدلوا هو أقرب للتقوى.
موقع كواليس اليوم
لم يأمر الإسلام بالإكراه بل قال لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي، والإكراه منفرٌ وقد يصل بالمرء مع الجهل والحاجة والفاقة إلى الكفر، وهنا يكون الراعي المدعي بالإسلام هو المتسبب والمسؤول عن ذلك شرعاً وعرفاً، ونحمد الله سبحانه وتعالى أننا في مجتمعاتنا الإسلامية نستقي تعاليم ديننا من بيوتنا من نعومة أظفارنا محصنين قبل أن نقع فرائس للمدعين وأصحاب الخطاب العدواني المتطرف.
لم يكتفي حملة لواء خلافة الله في إيران بما ألحقوه بشعبهم وبشعوب ودول المنطقة بل باتوا يتعاملون اليوم مع النساء كقطعان من العبيد يجب أن تُعامل بالذل وقد كرم الله الإنسان قائلا (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)، أو يعاملونهن كعدوٍ يجب ردعه والقصاص منه بعد ثورتهن من أجل الحرية والعدالة.. إنه الخوف بأنواعه الذي عشعش في عقول وقلوب الظالمين من المظلومين؛ الخوف على زوال السلطة ونعيمها، والخوف من هَبة المظلومِ وقصاصه، ولو أنهم أعدلوا لكان خيراً لهم فالعدل أساس المُلك ومن أراد أن يدوم مُلكِه فليرسخ وليُدم عدله ذلك العدل الذي أمر به الله مؤكداً عليه في شريعة الإسلام السمحاء، ولكن شتان بين الإدعاء والحقيقة.
بعد الفشل في قمع ثورة النساء في إيران خرج الأوصياء بإسم الإسلام على الناس بقوانين وأعراف جديدةٍ كالعفو المذل بشروطه وسجن المرأة مكبلة بالأصفاد في بيتها وتحت الرقابة الصارمة، أو الإدلاء بإعترافات بالإكراه مسجلة بالفيديو تبقى في سجل الضحية وتتيح للسلطات الإستبدادية إستخدام أقسى العقوبات بحق المُدلي بهذه الإعترافات في حال إرتكاب الضحايا أدنى المخالفات؛ هذا بالإضافة إلى نوعٍ آخر من القمع والإستعباد كتسخير المرأة للعمل بالمجان وبشكل مذل، أو الحرمان من إستخدام تكنولوجيا الإتصال والمعلومات لفترات طويلة أو الإقامة الجبرية أو الحرمان من الإقامة والدخول إلى مدينة بعينها وغيرها من الممارسات.
اليوم تتجه تلك السلطات في إيران في مسعاها القمعي الجديد إلى حرمان المرأة من التعليم لتتمكن من قمع المرأة وإبقائها على هامش الحياة والوجود لا يتخطى دورها الإنجاب والتربية وخدمة الأسرة، ويتجسد هذا الحرمان في اعتراف الدولة بتسميم الفتيات طالبات المدارس لمنعهن من التعليم، وقد نسبوا ذلك لجماعة متطرفة أخذت لها إسماً ووجوداً ضمن سيناريو المخطط، لكن المستفيد من ذلك واضح وهو النظام الذي يعاني من المشاركة الواسعة للطالبات في المظاهرات السلمية، وهذا ما دعى السلطات إلى التكتم على أسرار الموضوع والتعامل معه كمجرد حادث عابر، أو إتهام طفلتين وشابة في مكان ما، وآخريات من الفتيات قد قمن بفعل كل ما حدث من إصابات تسمم للفتيات بجميع أنحاء إيران من باب اللعب والعبث الصبياني، والحقيقة هي أن هذه الإدعاءات والتصريحات لا تمت للواقع ولا منطق العقل بصلة، ولا يمكن أن تكون بمستوى حكومة تتحمل مسؤولية دولة وشعب وأمانة دين كما تدعي.
أما التوجه القمعي الآخر فهو ملفتٌ جداً للنظر ومثير للإرتياب إذ تشارك المؤسسات التعليمية في قمع الطلاب، وكل ذلك بسبب مشاركة الطلاب في الإحتجاجات السلمية مطالبين بالحرية والعدالة؛ وقد جعلوا من تلك المشاركات جناية تستوجب العقاب في حين أنها تطالب بحقوق، وكما أسلفنا العدل أساس المُلك، فقيام المؤسسات التعليمية والأكاديمية في إيران بدور الجلاد لهؤلاء الطلاب الضحايا واتخاذ عقوبات إدارية وتعليمية قاسية بحقهم، وحرمانهم من التعليم خاصة الطالبات أمرٌ مؤسف ومخجل ويعد إنتهاكاً صارخا لقيم الحق والعدل، وأما أن تؤدي بعض هذه الإجراءات إلى وصول إحدى الطالبات إلى حافة الموت بسبب ما تعرضت له من تعنيف وتنكيل من قبل شخصٍ يُفترض به أن يكون رمزاً أكاديمياً وأباً رحيماً ومعيناً لجميع الطلاب وليس جلاداً.
ما يجري في إيران بحق النساء من قمع مشين، وبحق الطالبات من تسميم موجه وممنهج وحرمان من التعليم أمرٌ مُدانٌ لكنه وارد وغير مستغرب ويستوجب المساءلة.
يأمر الإسلام بطلب العلم من المهد إلى اللحد، وفي الجمهورية الإسلامية يحرمون الفتيات من التعليم ويسممونهن كي لا يذهبن إلى المدارس وتستمر سلطة السلاطين مهما كانت الوسائل والأدوات.. اعدلوا هو أقرب للتقوى.
موقع كواليس اليوم