وأضافت أن السلطات الألمانية تمكنت شهر تشرين الثاني الماضي من اعتقال "إياد ك" ( 55عاماً) أحد أبرز المسؤولين عن إدارة العمليات اللوجستية لنقل حبوب الكبتاغون نحو دول الخليج عبر أوروبا، مؤكدة وجود صلة مباشرة له مع عائلة الأسد ولاسيما ماهر شقيق بشار الأسد .
وبحسب التحقيق، بدأ تتبع إياد الملقب بـ “أبو فوائد” واعتراض اتصالاته بعد مصادرة السلطات الرومانية في نيسان 2020 شحنة حبوب مخدرة ضخمة كانت وجهتها النهائية المملكة العربية السعودية.
يعتقد المدّعون العامون المحققون في إيسن والمحققون الجنائيون في "شمال الراين - وستفاليا" أن “ إياد” بمثابة القلب النابض لأحد كارتلات المخدرات، وقد تمكنوا من إثبات علاقته وصلاته بأكثر من طن من الحشيش وأكثر من طن من الكبتاغون بقيمة تبلغ حوالي 130 مليون يورو.
ماهر الأسد المسؤول الأكبر
ووفقاً للتحقيق، فإن المحققين باختصار مقتنعون بأن جميع صفقات المخدرات في سوريا تخضع لحماية نظام الأسد. وقد وجدوا دليلاً على أن الفرقة الرابعة، بقيادة شقيق الرئيس ماهر الأسد، تتولى مهمة شحنها وتجني أيضاً أموالاً من شحنات المخدرات. ويعتقدون أن الفرقة الرابعة تحصل على 300 ألف دولار عن كل حاوية يتم شحنها من اللاذقية، إضافة إلى 60 ألف دولار توزع للعناصر لإسكاتهم.وعادة ما يتم إخفاء الحبوب كمنتجات قانونية للشحن - أشياء مثل الإطارات المطاطية أو العجلات المسننة الفولاذية أو لفافات الورق الصناعية أو الأرائك أو حتى الفاكهة البلاستيكية.
استمالة المسيحين
كما كشف التحقيق كيف استخدم نظام أسد تلك التجارة لاستمالة مناطق مسيحية، حيث ووفقاً لمخبر من مدينة صيدنايا المسيحية، أن النظام سمح لعصابة تدعى الحوت بتنفيذ عمليات نهب لممتلكات رجال الأعمال وأثرياء ممن غادروا المنطقة، لكن وبعد أن جفت مصادر الدخل تلك، تحولوا إلى الكبتاغون كمصدر جديد ممتاز للإيرادات. يقول المخبر إنهم ينتجون الآن حبوباً في ثمانية مواقع بين صيدنايا وبلدة رنكوس، الواقعة بالقرب من الحدود اللبنانية.ويشير تقدير من معهد نيو لاينز للأبحاث ومقره واشنطن إلى أن القيمة الإجمالية للشحنات بلغت 5.7 مليار دولار على الأقل في عام 2021 ، وهي أعلى بعدة مرات من الصادرات السورية القانونية. ولا أحد يعرف مقدار المنتج الذي يصل بالفعل إلى وجهته، فيما تقدِّر مراكز الفكر ووكالات الاستخبارات الغربية أن إجمالي الأرباح يصل إلى رقم مؤلف من خانتين من فئة المليارات.