يهود سوريا يعودون إلى وطنهم..

 
غادر الأب والابن من سوريا في تسعينيات القرن العشرين، بعد أن رفع حافظ الأسد حظر السفر على يهود البلاد، الذين واجهوا عقوداً من القيود، بما في ذلك امتلاك العقارات أو الاحتفاظ بالوظائف.

غادر جميع اليهود في سوريا تقريباً، على الفور، كان عددهم بضعة آلاف، ولم يبق سوى أقل من 10 أشخاص في دمشق، وقد استقر جوزيف وهنري (الذي كان طفلاً في ذلك الوقت) في نيويورك.

لدى سؤال جوزيف (77 عاماً)، عن أسباب مغادرته في ذلك الوقت، قال: "ألم نكن في سجن؟ لقد أردنا أن نرى ماذا يوجد خارج هذا السجن، جميع من غادروا معنا حينها ما عادوا على قيد الحياة".

عندما أُطيح ببشار الأسد بدأت عائلة حمرا في التخطيط لزيارة لدمشق، زيارة ما كان بالإمكان تصورها قبلاً، وقد التقى أفراد العائلة مع نائب وزير الخارجية في سوريا.

قالت السلطات الجديدة، التي نصّبها المتمر$@دون الإسلا$@ميون الذين أطاحوا بالأسد، إن كافة الطوائف في سوريا سوف تلعب دوراً في مستقبل البلاد، لكن حوادث تعصب ديني وتقارير تتحدث عن قيام إسلاميين محافظين بالدعوة علانية في الأماكن العامة جعلت علمانيين سوريين وأفراداً من الأقليات يتوجسون خيفة.

يقول هنري (48 عاماً)، إن وزارة الخارجية تعهدت بحماية التراث اليهودي، وأثناء سيرهما في دمشق القديمة، المدرجة كأحد مواقع التراث العالمي على قائمة اليونيسكو، التقى هنري وجوزيف بجيرانهما السابقين (الفلسطينيين السوريين)، وانبهرا بالحروف العبرية المرسومة في الكنيس اليهودي.. "أريد أن أرى أطفالي يعودون ويشاهدون هذا الكنيس الجميل، إنه تحفة فنية".

يقول هنري أيضاً إن هناك أشياء مفقودة في الكنيس، على رأسها نسخة توراة مكتوبة بأحرف ذهبية، وهي موجودة في مكتبة بإسر$@ائيل حالياً، إسر$@ائيل التي فر إليها الآلاف من اليهود السوريين خلال القرن الماضي.

في الوقت الذي بقيت فيه المعابد اليهودية والمدرسة اليهودية في دمشق القديمة محفوظة بشكل جيد نسبياً، تحول أكبر كنيس يهودي في سوريا (بني تكريماً للنبي التوراتي إيليا، في جوبر) إلى أنقاض (نُهب قبل تدميره)، وقد كانت جوبر موطناً لمجتمع يهودي كبير لمئات السنين، حتى القرن التاسع عشر.