نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

الشرع والموعد السعودي

13/02/2025 - غسان شربل

ترامب يرسم خارطة جديدة للعالم

08/02/2025 - ‎علاء الخطيب

معنى المعارضة في سورية الجديدة

08/02/2025 - مضر رياض الدبس

( لا يمكن الاستخفاف بأحمد الشرع )

08/02/2025 - خيرالله خيرالله

معارضة أم ثورة مضادة؟

08/02/2025 - معقل زهور عدي

محاولة في فهم خطاب أحمد الشرع

05/02/2025 - وائل السواح

ابتكار الجماعة السياسية

31/01/2025 - مضر رياض الدبس


لماذا الرئيس الشرع هو رئيس ضرورة للمرحلة ؟





لم تشهد سوريا منذ إنطلاق الثورة السورية عام 2011 حراكاً سياسياً دبلوماسياً مجتمعياً كالذي تشهده الآن.بعد الثامن من كانون أول 2024 لحظة سقوط نظام الأسد، أصبحت سوريا بكل أطيافها ومكوناتها وتوجهاتها تحت المجهر الدولي والإقليمي والعربي وحتى الداخلي. سواء من السوريين داخل سوريا أو اللاجئين وحتى المغتربين.


 
لعل الأمر الأهم هو وصول قائد هيئة تحرير الشام سابقاً إلى سدة الحكم، عبر ما أطلق عليه الشرعية الثورية( شرعية التغلب).
المخرج القانوني ( الدستوري) لتعيين السيد أحمد الشرع رئيساً.
منذ هذه اللحظة وماقبلها كان الحديث الأبرز عن أهلية الهيئة وقياداتها وعلى رأسهم الشرع لقيادة المرحلة الإنتقالية، وهذا يفسر الزيارات الدبلوماسية والسياسية لمعظم الدول الغربية والاقليمية والعربية، وكذلك يفسر المواقف الحذرة لبعض الدول بذات السياق.
وعلى الرغم من رسائل الطمأنة التي ارسلها الرئيس السوري ووزير خارجيته للعالم، إلا أن جميع هذه الدول تنتظر تطبيق مايتم الحديث عنه على الأرض.
عدم الاعتماد على اللون الواحد، والمشاركة الواسعة للمجتمع السوري، والمرأة ، والأقليات، والتعليم، والأدلجة، والعلاقات السابقة لنظام الأسد، لبنان ، العراق، الجامعة العربية.
كل هذه ملفات تواجه الإدارة الجديدة وأي ملف منها هو تحد بحد ذاته.
لكن بالمقابل لماذا ترى معظم الدول أن وصول السيد الشرع للحكم هو ضرورة مرحلية؟
، وأنه يجب التعامل معها على أنها أمر واقع يجب الدفع باتجاه تثبيته مع التأكيد دائماً على انتقالية المرحلة.
الجواب على السؤال السابق، يرتبط بشكل أو بآخر بطريقة وصوله والهيئة للحكم، ومن خلال القبول الدولي للتغير الحاد الذي لحق بالعلاقات الدولية المتعلقة بسوريا، نتيجة سقوط الاسد.
السبب الأول: ربما يتعلق بجسم الهيئة كونها الجسم الأكثر تماسكاً وقوة عسكرية وأكثر انضباطاً وتدريباً من باقي الأجسام المتواجدة على الساحة.
السبب الثاني: يتعلق بطبيعة علاقات الهيئة مع محيطها الإقليمي والدولي والقبول الذي تحظى به خاصة من قبل الدول الإقليمية والعربية الأكثر نفوذاً في سوريا، والمقصد تركيا وقطر والسعودية، الإجماع الإقليمي والدولي على قبول الهيئة رفع من أسهمها.
السبب الثالث: لم تكن الهيئة بعيدة عن الأنظار الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بموقف الهيئة من تنظيم الدولة داعش، وأيضا بما يتعلق بالتعاون الاستخباراتي معها.
السبب الرابع: يتعلق بالوجود الإيراني السابق والاختلاف العقائدي بين الهيئة والمليشيات الإيرانية، وبالتالي الحد من النفوذ الإيديولوجي لإيران وامتداداتها في العراق ولبنان بشكل خاص.
السبب الخامس: يتعلق بالمزاج العام السوري بعد إنهيار حزب الله اللبناني نتيجة الحرب الإسرائيلية وبالتالي تقبل وصول الهيئة كمعادل موضوعي لنفوذ الحزب السابق في سوريا.
السبب السادس: يتعلق بطبيعة تنظيم الهيئة لنفسها مدنياً عبر إدارة مناطق نفوذها في إدلب، وبالتالي امتلاك التجربة الإدارية الأكثر نضجاً ببن التجارب السابقة، في ظل فشل الأجسام السياسية والعسكرية والإدارية التي كانت تمثل المعارضة السورية.
السبب السابع: يتعلق بكاريزما أحمد الشرع والتحولات التي طرأت على شخصيته، وطريقة تعاطيه مع المتغيرات السريعة التي حصلت وتحصل في سوريا، وقدرته على استيعاب هذه المتغيرات، وكذلك قبول الأطراف الإقليمية الشخصي له خاصة في المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر.
كل هذه الأسباب إضافة لاحتياج السوريين للاستقرار بعد سنوات من الحرب وقبولهم بأي قوى تحقق هذا الاستقرار ولو بصورة جزئية.
واحتياج دول المحيط السوري للاستقرار خاصة بما يتعلق بمشاكل اللاجئين والكبتاغون وتهديد الأمن القومي لدول الجوار وصولا الى أوربا، كل هذا يشكل عوامل مهمة للقبول بالحكومة السورية الانتقالية ودعمها لتحقيق هذا الاستقرار.
وفي انتظار الانتقال من مرحلة الأقوال والوعود إلى العمل على الأرض وتحقيق الوعود والتي باتت استحقاقاتها قريبة، نجد أن خطوات الحكومة وإن بدت مثقلة خاصة داخلياً إلا أنها تسير في سكة بدت واضحة في ظل عملية التحول التي تشهدها سوريا على مختلف القطاعات.
ولعل نجاح الحكومة يعتمد بصورة كبرى على تحقيق وعودها للداخل والخارج بالسوية ذاتها.
----------
الشرق نيوز

فراس علاوي
الخميس 13 فبراير 2025