وفي اليوم السابق (الثلاثاء)، تم تصويرها وهي تعين، ليز تراس، رئيسة وزراء جديدة للبلاد في قلعة بالمورال في إسكتلندا.
وبعد نحو سبعين عاما على اعتلائها عرش بريطانيا، ظهرت الملكة إليزابيث دائما في صحة جيدة في الأماكن العامة.
وقد شاركت بشكل دائم في مناسبات رسمية بينما لم يعلن إلا نادرا عن إدخالها المستشفى.
لكن في مايو ألقى الأمير تشارلز بدلا عنها للمرة الأولى خطاب العرش أمام البرلمان وهو من أبرز مهامها الدستورية.
وتعود المرة الأخيرة لدخولها مستشفى إلى 2013 عندما أمضت 24 ساعة في المستشفى بسبب التهاب في المعدة والأمعاء.
والعام الماضي، قبل بضعة أيام من بلوغها 95 عاما، فقدت الملكة زوجها الأمير فيليب، الذي كان سيبلغ من العمر مئة عام في العاشر من يونيو 2021.
وفقدت الملكة بذلك على حد تعبيرها "قوتها" و"سندها" الذي ظل منذ تتويجها في 1952 خلفها ومؤيدا لها بثبات.
وخلّف رحيل الأمير فيليب "فراغا كبيرا" في حياة زوجته، وفق ما أفاد ابنهما أندرو خلال قدّاس تأبيني على روح والده.
ومطلع يونيو احتفل البريطانيون على مدى أربعة أيام بمرور سبعين عاما على اعتلاء الملكة اليزابيث الثانية العرش.
ولم يسبق لأي عاهل بريطاني أن تولى العرش لهذه الفترة الطويلة.
ومن غير المرجح أن يحقق أي ملك آخر ذلك، فالأمير تشارلز وارث العرش يبلغ 73 عاما فيما نجله وليام سيحتفل بعيده الأربعين قريبا
وقد شهدت العلاقة بين المؤسسة الملكية والشعب البريطاني خلال فترة وجود الملكة إليزابيث الثانية على عرش بريطانيا تغيرات كبيرة.جاء اعتراف الملكة بمسألة الإصلاح ليضاف إلى رصيدها حيث لم تبد حساسية تجاه الأمر إلا في مناسبة أو اثنتين. فقد ولدت في عصر متغير وفي بلاط يعود للقرن الـتاسع عشر، أكثر منه للقرن العشرين. ورغم التغيرات الكبيرة الناجمة عن الحرب العظمى إلا أن المجتمع البريطاني ظل على نطاق واسع يقر بالطبقية والثروة.
ورغم الايجابيات العديدة التي زخر به عهدها لم يخلو الامر من انتقادات
فعقب مصرع الأميرة ديانا، أميرة ويلز، في أغسطس/آب عام 1997 تعرضت الملكة لانتقادات واسعة لأنها لم تعد للندن من مزرعة الأسرة في بالمورال في إسكتلندا.
وما لم يستوعبه المنتقدون أن الملكة، كجدة حريصة على أحفادها وجدت أنه من الأفضل البقاء مع حفيديها نجلي ديانا وإبقاؤهما بعيدين عن الأضواء حتى يمكنهما الحداد في سلام.
وبعد أن شنت إحدى الصحف حملة عنيفة على موقف الملكة عادت الملكة إلى لندن. وفي خطوة غير مسبوقة ألقت خطاباً عبر التلفزيون أشادت فيه بطليقة ابنها.
تميزت الفترة الطويلة لعهد الملكة إليزابيث الثانية بإخلاصها اللامتناهي لدورها وبعزيمتها الصلبة في تكريس حياتها للعرش ولشعبها، وظلت لدى الكثيرين الثابت الوحيد في عالم سريع التقلبات والتغيرات، حيث تراجع النفوذ البريطاني والمجتمع تغير بشكل لافت جداً، حتى بات دور المؤسسة الملكية نفسه مثار جدل.
نجاح الملكة في الحفاظ على الملكية خلال هذه الفترات العصيبة كان إنجازاً عظيماً خصوصاً أنه لم يكن من المتوقع أن يؤول إليها العرش يوم أبصرت النور.
ولدت إليزابيث ألكسندرا ماري وندسور يوم 21 أبريل/ نيسان 1926، في منزل غير بعيد عن ميدان بيركلي في لندن. وكانت المولود البكر لألبرت، دوق يورك، الابن الثاني لجورج الخامس وزوجته الدوقة إليزابيث بوز-ليون.
تلقت إليزابيث وشقيقتها، مارغريت روز، المولودة سنة 1930، تعليمهما في المنزل، وترعرعتا في جو عائلي مفعم بالحب. وكانت إليزابيث مقربة جداً من والدها وجدها، جورج الخامس.
في سن السادسة، قالت إليزابيث لمدربها في الفروسية إنها تود أن تصبح "سيدة ريفية تملك الكثير من الخيول والكلاب".
ويقال إنها كانت تتحلى بقدر عال من المسؤولية منذ نعومة أظافرها. ونقل عن ونستون تشرتشل، قبل توليه رئاسة الوزراء، قوله: "إن ملامح السلطة ظاهرة عليها بشكل مدهش".
وأثبتت إليزابيث مهارتها في اللغات وقامت بدراسة معمقة في التاريخ الدستوري رغم تعليمها المنزلي.
وأقيمت جمعية كشفية خاصة بالبنات تحت اسم "فورست باكنغهام بالاس" حتى تتمكن إليزابيث من الاختلاط بأترابها من البنات.
.