كما قدم سعادة وزير الثقافة والرياضة تصوره لمفهوم "الهوية العميقة" والتي تشمل الكرامة الإنسانية، العلاقة مع الآخر، العمل، والعِلم، وكيفية تعاملنا مع الوقت، معتبرًا أن الهوية العميقة للمجتمعات كالوظائف الحيوية بالنسبة للفرد، مؤكدًا على "ضرورة البحث في المكونات العميقة للهوية وتعزيزها وعدم الاكتفاء بالهوية الظاهرة.
وقد تطرق سعادته إلى محاور متنوعة، من بينها سُبل تحقيق تطلعات الشباب وطموحاتهم انطلاقًا من الهوية، وكيفية تمكين الشباب لإحداث التأثير الإيجابي الذي يسعون إلى تحقيقه في مجتمعاتهم، واستكشاف ماهية التحديات التي قد تواجههم في عالمنا اليوم، وفي هذا الصدد قال "تأسست دولة قطر، على القيم العليا وفي مقدمتها الكرامة الإنسانية وقد تمكّن القطريّون من ابتكار الحلول للتحديات التي واجهتهم على مرّ التاريخ ، ورسخوا ثقافة الإبداع، والتكاتف"، معتبرًا ذلك بمثابة البصمة الوراثية التي تتناقلها الأجيال في قطر جيلًا بعد جيل، وأحد أهمّ مقوّمات الهوية الوطنية القطرية.
أعقب النقاش جلسة مخصصة للأسئلة والأجوبة، أُتيح من خلالها للجمهور طرح أفكارهم وتساؤلاتهم عبر المنصات الالكترونية التابعة لمؤسسة قطر.
وفي الختام دعا سعادة وزير الثقافة والرياضة الشباب إلى التفكير في تصوراتهم تجاه مكونات الهوية العميقة، مثل الوقت، والحرية، والعدالة، مشجعًا إياهم على الانفتاح بـ"ثقة ووعي" على الثقافات الأخرى، لأن ذلك سيؤدي إلى تعزيز تمسكهم بالهوية، معتبرًا أن مسؤولية الحفاظ على الهوية العميقة يتحملّها الفرد والمجتمع على حدّ سواء، قائلًا:" لا يمكن للمجتمع أن يتميز إلا بالفرد ولا يتميز الفرد إلا بانتمائه إلى المجتمع".
جدير بالذكر ان هذه الجلسة عقدت في إطار تكريس دور مؤسسة قطر في الحفاظ على اللغة العربية، والتراث والثقافة، إضافة إلى حرص مؤسسة قطر على نشر المعارف باللغة العربية ، وتعد الحلقة النقاشية، النسخة الافتراضية السابعة من سلسلة محاضرات المدينة التعليمية، حيث باشرت مؤسسة قطر بعقد النقاشات الافتراضية في إطار هذه السلسلة، مع فرض الإجراءات الوقائية ذات الصلة بتفشي جائحة "كوفيد-19"، وذلك حرصًا منها على استمرارية الحوار، وتبادل المعارف، ووجهات النظر، تجاه القضايا العالمية المعاصرة.