هيئة الأمر بالمعروف تصطاد 27 شاب وفتاة أقاموا "سهرات ماجنة" في الرياض

ففي حين يرى الفريق المؤيد لها إن أدائها واجب شرعي ومقدس لمنع "انتشار الرذيلة" وسد منابعها والحفاظ على الأخلاق، يرى الفريق الآخر إن الهيئة تقوم بعمل غير أخلاقي أصلاً ، ووصلت تجاوزات رجالها إلى حد التلصص على المواطنين والتدخل في أبسط حرياتهم الشخصية. كما ويحق للهيئة مداهمة المنازل تحت ذريعة التحقق من بلاغ يفيد بوجود مكان للدعارة مثلاً، أو حتى إيقاف رجل وزوجته في الشارع العام وإهانتهما بتهمة الخلوة الشرعية، بل حتى قد يمكن أن تقع صيداً ثميناً لهيئة الأمر بالمعروف بسبب أنك تجري مكالمة هاتفية في سوق عام أو بالقرب من مدرسة فتيات، والتهمة جاهزة بالطبع : معاكسة النساء. لكن المؤكد إن أحد لن يقبل بمثل هذه التدخلات في شؤونه الشخصية، حتى أولئك الذين يبدون تأييداً مصطنعاً لممارسات رجال الهيئة، غير أن الظروف المحيطة ربما تجعلهم إبداء القبول بالأمر الواقع.

وحسبما نقلت عدة مواقع إلكترونية سعودية، فإن رجال الهيئة ألقوا القبض على 17 رجلاً و10 نساء أثناء إحيائهم لسهرتين ماجنتين في مكانين منفصلين وسط العاصمة الرياض. وقال موقع "الوئام" إن عدداً من المقبوض عليهم قاوموا رجال الهيئة وحدث اشتباك بالأيدي معهم ورفضوا الاستسلام أو الرضوخ لهم بحجة وظائفهم رفيعة المستوى، محاولين الفرار بأكثر من طريقة، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل، وسلموا لجهات الاختصاص حتى عرض القضية على هيئة التحقيق والإدعاء العام.

وأضافت المصادر" إن رجال الهيئة قاموا بالمداهمة على إثر بلاغ عن تنظيم مواطنين ذوي مستويات وظيفية كبيرة في الدولة لسهرات ماجنة بالمنطقتين المشار إليهما، حيث تمت عملية المداهمة الأولى في إحدى الاستراحات في الحزم بالشفا في الرياض وفيها تم القبض على ثمانية رجال وأربعة نساء سعوديات وعثر بحوزتهم على عدد كبير من قوارير الخمر , وقاد عملية القوادة على الفتيات مواطن سعودي في إستراحة تعود ملكيتها لإثنين من المواطنين تواجدوا في السهرة ". حسبما قال المصدر.

أما العملية الثانية التي نفذتها الهيئة، فكانت لشقة بحي العريجا وتم القبض خلالها على تسعة رجال وست نساء، وعثر بحوزتهم أيضاً على قوارير خمر. وحسبما أفاد "الوئام" فإن إمرأة من الجنسية التشادية كانت وراء عملية "القوادة" في شقة يملكها سعودي اشتراك بالتنسيق معها لإحياء السهرة.

من جهته، دعا الناطق الإعلامي المساعد بهيئة الرياض الشيخ سعد العصيمي المواطنين إلى ضرورة التواصل مع الجهات المختصة للإبلاغ عن أي حالة مماثلة , لأن المواطن – حسب العصيمي- هو أحد القائمين على أمن هذا الوطن , ولأن المساهمة في القبض على هؤلاء فيه درء للمفاسد وحفظ لعورات المسلمين.