ومع بزوغ فجر امس استيقظ العالم على حدث مهم قد يغير في موازين الصراع، وذلك بانفجار هائل وقع في جسر القرم الرابط بين روسيا والعمق الأوكراني، في قطار يسير على جزء سكة الحديد من الجسر وبحسب صحفيين فإن قوة الإنفجار حطمت زجاج النوافذ، رغم البعد الكبير للمناطق السكنية و أدى الإنفجار حتى اللحظة لدمار الجسر بشكل شبه تام !
تفجير الشاحنة على جسر القرم أدى إلى اشتعال النيران في عدد من صهاريج الوقود في القطار الذي كان يسير عبر الجسر، وقد علّق مستشار الرئيس الأوكراني قائلا: سندمر كل ما هو غير شرعي وجسر القرم هو البداية.
وجاء في تغريدة ميخائيلو بودولياك: “يجب تدمير كل شيء غير قانوني، يجب إعادة كل شيء إلى أوكرانيا، ويجب طرد روسيا من أي مكان تحتله”.
كما أكد المتحدث باسم الكرملين لوكالة ريا نوفوستي أن بوتين أمر بتشكيل لجنة حكومية لكشف الوقائع وتحديد مسؤولية الانفجار ومن يقف خلفه. واتهم فلاديمير كونستانتينوف رئيس مجلس القرم، البرلمان المحلي الذي نصبته روسيا، “مخربين أوكرانيين” خسب تعبيره بالوقوف خلف التفجير.
ويستخدم الجسر التي شيّد بكلفة باهظة بأوامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2018، لنقل تجهيزات عسكرية للقوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا.
فهذا الجسر يعتبرخط الامداد البري الرئيس للقوات الروسية التي تعاني من أزمة الامداد العسكري اللوجستي منذ بداية انطلاق الهجوم المعاكس الأوكراني منذ بداية شهر سبتمبر الماضي، وبهذا تصبح القوات الروسية في العمق الأوكراني معزولة تماماً عن العمق الروسي وخط الامداد الاستراتيجي لها.
يعيدنا ماحدث للتفكير بالتطور الأخير قبل شهرين وانقلاب معادلة الحرب من واقع الهجوم الروسي والدفاع المستميت الأوكراني، إلى الهجوم الأوكراني واستعادة السيطرة على الأرض المحتلة سابقاً وخسائر فادحة تكبدتها القوات الروسية بالإضافة لخسارة مساحات واسعة في الاراضي التي سيطر عليها الروس بداية العملية العسكرية، مع اقتراب القوات الأوكرانية من الجمهوريات الانفصالية وتمكنها من عبور الحدود الادارية لجمهورية لوغانسك الانفصالية، مما وضع المراقبين بحالة من الذهول والاستفسار عما يجري في الحرب وكيف استطاعت القوات الأوكرانية توجيه ضربات قاصمة للجيش الروسي؟ إن المرحلة الأخطر اليوم في الحرب الروسية الأوكرانية بدأت بتدمير جسر “القرم” أو جسر مضيق “كيريتش” ويعتبر جسر كيريتش الطريق الوحيد الذي يربط شبه جزيرة القرم بالأراضي الروسية.
وسيكون لتدمير الجسر تأثير عميق على قدرات الجيش الروسي في جنوب أوكرانيا، خاصة في جبهة خيرسون، كما أن توقيت تعطيل الجسر يعتبر مثالياً للقوات الأوكرانية التي تستمر في هجومها المضاد وتحقق تقدما جيداً في شمال وشرق خيرسون.
ومن المتوقع حسب خبراء أن تتابع القوات الأوكرانية هجومها بقصف مدفعي وصاروخي أوكراني وعمليات داخل منطقة خيرسون لفصلها عن الجيش الروسي وعزل شبه جزيرة القرم بشكل كامل.
إن ما سبق يدل على اتباع القوات الأوكرانية بالفترة الأخيرة تكتيك ضرب طرق وخطوط الإمداد الروسية وعزل القوات الروسية في العمق الأوكراني مما يسهل على القوات الأوكرانية ضربها واصابتها في مقتل، وتحرير سريع للأراضي واستعادة السيطرة، ولعل الأوكران استطاعوا فهم تاريخ القوات الروسية ونقاط ضعفها، وبمرور تاريخي على جميع الحروب التي خاضتها روسيا نلاحظ أنها كانت تعاني من مشكلة التوغل السريع في الأراضي التي تستهدفها، وعدم تأمين خطوط الإمداد اللوجستي للقوات المهاجمة ووقعت به في كل حروبها علماً بأن أحد أهم أسباب انتصار الروس على قوات المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية كان قطع طرق الإمداد وعزل القوات المهاجمة، ولم يأخذ الروس الدروس المستفادة والعبر من هذه التجربة وهو ما استطاع المخططين العسكريين الأوكران سواء من خبراتهم الداخلية أو بمساعدة الدول الحليفة لهم (الولايات المتحدة الامريكية – دول الاتحاد الأوربي) استنتاجه واستعماله كأهم سلاح في مواجه الهجوم الروسي.
وما يعيب على فكر الدب الروسي هو استخدامه للقوة المفرطة بهدف اخافة العدو اعتقاداَ منه بكسر الروح المعنوية دون حساب أدق التفاصيل في العمليات العسكرية وما يمكن للطرف الأخر المواجه أن يستغله ويستعمله ضدهم.
وفي مشهد لن تجده حتى في أفلام الرسوم المتحركة مازال الجيش الروسي يُدهش العالم (بقدراته الاستثنائية) وبحسب فيديو انتشر منذ أسابيع يبين قدرات الجيش الروسي للدعم اللوجستي -واحدة من أهم أساطير الجيش الروسي-صواريخ S300 كانت ذاهبة للجبهة مع أوكرانيا سقطت على قارعة الطريق. كما انتشر فيديو يبين قوات روسية ذاهبة للقتال في أوكرانيا بعد التعبئة ومما يثير الدهشة أن حالة القوات في حالة سكر شديد وقد تناول عناصرها الخمور.
وإن استمر الوضع على هذا المنوال من تراجع للقوات الروسية وتلقيها ضربات موجعة، سنرى أول قنبلة نووية تكتيكية روسية تسقط ليس على أوكرانيا وإنما على موسكو نتيجة تخبّط القيادة الروسية وعدم وجود استراتيجية عسكرية واضحة وغياب التكتيكات القتالية التي تماشي حالات الحروب الحديثة ومن الممكن أن نرى تقهقر روسيا وجيشها في أوكرانيا وإلحاق هزيمة ساحقة بهم.
وهنا سيطبق المثل الشعبي على القيادة الروسية “كنّك يا أبو زيد ما غَزيت”.
----------
الشرق نيوز
تفجير الشاحنة على جسر القرم أدى إلى اشتعال النيران في عدد من صهاريج الوقود في القطار الذي كان يسير عبر الجسر، وقد علّق مستشار الرئيس الأوكراني قائلا: سندمر كل ما هو غير شرعي وجسر القرم هو البداية.
وجاء في تغريدة ميخائيلو بودولياك: “يجب تدمير كل شيء غير قانوني، يجب إعادة كل شيء إلى أوكرانيا، ويجب طرد روسيا من أي مكان تحتله”.
كما أكد المتحدث باسم الكرملين لوكالة ريا نوفوستي أن بوتين أمر بتشكيل لجنة حكومية لكشف الوقائع وتحديد مسؤولية الانفجار ومن يقف خلفه.
ويستخدم الجسر التي شيّد بكلفة باهظة بأوامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2018، لنقل تجهيزات عسكرية للقوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا.
فهذا الجسر يعتبرخط الامداد البري الرئيس للقوات الروسية التي تعاني من أزمة الامداد العسكري اللوجستي منذ بداية انطلاق الهجوم المعاكس الأوكراني منذ بداية شهر سبتمبر الماضي، وبهذا تصبح القوات الروسية في العمق الأوكراني معزولة تماماً عن العمق الروسي وخط الامداد الاستراتيجي لها.
يعيدنا ماحدث للتفكير بالتطور الأخير قبل شهرين وانقلاب معادلة الحرب من واقع الهجوم الروسي والدفاع المستميت الأوكراني، إلى الهجوم الأوكراني واستعادة السيطرة على الأرض المحتلة سابقاً وخسائر فادحة تكبدتها القوات الروسية بالإضافة لخسارة مساحات واسعة في الاراضي التي سيطر عليها الروس بداية العملية العسكرية، مع اقتراب القوات الأوكرانية من الجمهوريات الانفصالية وتمكنها من عبور الحدود الادارية لجمهورية لوغانسك الانفصالية، مما وضع المراقبين بحالة من الذهول والاستفسار عما يجري في الحرب وكيف استطاعت القوات الأوكرانية توجيه ضربات قاصمة للجيش الروسي؟
وسيكون لتدمير الجسر تأثير عميق على قدرات الجيش الروسي في جنوب أوكرانيا، خاصة في جبهة خيرسون، كما أن توقيت تعطيل الجسر يعتبر مثالياً للقوات الأوكرانية التي تستمر في هجومها المضاد وتحقق تقدما جيداً في شمال وشرق خيرسون.
ومن المتوقع حسب خبراء أن تتابع القوات الأوكرانية هجومها بقصف مدفعي وصاروخي أوكراني وعمليات داخل منطقة خيرسون لفصلها عن الجيش الروسي وعزل شبه جزيرة القرم بشكل كامل.
إن ما سبق يدل على اتباع القوات الأوكرانية بالفترة الأخيرة تكتيك ضرب طرق وخطوط الإمداد الروسية وعزل القوات الروسية في العمق الأوكراني مما يسهل على القوات الأوكرانية ضربها واصابتها في مقتل، وتحرير سريع للأراضي واستعادة السيطرة، ولعل الأوكران استطاعوا فهم تاريخ القوات الروسية ونقاط ضعفها، وبمرور تاريخي على جميع الحروب التي خاضتها روسيا نلاحظ أنها كانت تعاني من مشكلة التوغل السريع في الأراضي التي تستهدفها، وعدم تأمين خطوط الإمداد اللوجستي للقوات المهاجمة ووقعت به في كل حروبها علماً بأن أحد أهم أسباب انتصار الروس على قوات المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية كان قطع طرق الإمداد وعزل القوات المهاجمة، ولم يأخذ الروس الدروس المستفادة والعبر من هذه التجربة وهو ما استطاع المخططين العسكريين الأوكران سواء من خبراتهم الداخلية أو بمساعدة الدول الحليفة لهم (الولايات المتحدة الامريكية – دول الاتحاد الأوربي) استنتاجه واستعماله كأهم سلاح في مواجه الهجوم الروسي.
وما يعيب على فكر الدب الروسي هو استخدامه للقوة المفرطة بهدف اخافة العدو اعتقاداَ منه بكسر الروح المعنوية دون حساب أدق التفاصيل في العمليات العسكرية وما يمكن للطرف الأخر المواجه أن يستغله ويستعمله ضدهم.
وفي مشهد لن تجده حتى في أفلام الرسوم المتحركة مازال الجيش الروسي يُدهش العالم (بقدراته الاستثنائية) وبحسب فيديو انتشر منذ أسابيع يبين قدرات الجيش الروسي للدعم اللوجستي -واحدة من أهم أساطير الجيش الروسي-صواريخ S300 كانت ذاهبة للجبهة مع أوكرانيا سقطت على قارعة الطريق.
وإن استمر الوضع على هذا المنوال من تراجع للقوات الروسية وتلقيها ضربات موجعة، سنرى أول قنبلة نووية تكتيكية روسية تسقط ليس على أوكرانيا وإنما على موسكو نتيجة تخبّط القيادة الروسية وعدم وجود استراتيجية عسكرية واضحة وغياب التكتيكات القتالية التي تماشي حالات الحروب الحديثة ومن الممكن أن نرى تقهقر روسيا وجيشها في أوكرانيا وإلحاق هزيمة ساحقة بهم.
وهنا سيطبق المثل الشعبي على القيادة الروسية “كنّك يا أبو زيد ما غَزيت”.
----------
الشرق نيوز