وقالت الخارجية الروسية إن بوغدانوف استقبل وفداً من المعارضين السوريين يمثلون جميع المنصات المذكورة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وعدداً من المنظمات والجمعيات الأخرى، مضيفةً أنه جرى تبادل متعمّق لوجهات النظر حول الوضع في سوريا وما حولها، مع التركيز على مهام تعزيز تسوية شاملة.
وأشارت إلى أنه تمّ النظر في قضايا الوضع الإنساني والوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا، وآفاق عملية المصالحة الوطنية وإعادة إعمار البلاد بعد الصراع.
وحضر الاجتماع رئيس منصة موسكو قدري جميل، والنائب السابق لرئيس هيئة التفاوض خالد المحاميد، وممثل هيئة التنسيق في موسكو عادل إسماعيل، وعضو مجلس سوريا الديمقراطية "مسد" سيهانوك ديبو، وعضو المبادرة الوطنية في جبل العرب حسن الأطرش، وعبيدة النحاس من حركة التجديد الوطني، وعضو حزب الإرادة الشعبية علاء عرفات، والممثل عن حزب سوريا المستقبل علي العاصي.
وأَضافت الخارجية الروسية أن بوغدانوف جدّد دعمه المستمرّ لحوار بناء بين الأطراف السورية على أساس مبادئ الاحترام غير المشروط لسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها.
وفي ما يخص الاجتماع، يقول النائب السابق لرئيس هيئة التفاوض خالد المحاميد إنه "جرى التركيز على ضرورة تحريك المسار السياسي بعد تعطيل العملية السياسية، وفشل مسار اللجنة الدستورية"، مضيفاً أنه "تم طرح بعض الخطوات الجديدة، وننتظر الإجابة عليها من دمشق".
وحول هذه الخطوات، يؤكد المحاميد ل"المدن"، أنه جرى طرح إجراء مفاوضات مباشرة بين المعارضة والنظام في دمشق بمشاركة "كل من يرغب بالحوار دون شروط مسبقة وتحت سقف قرار مجلس الأمن 2254، وبضمانات أممية".
وتنتظر الخطوة موافقة النظام السوري، كما يؤكد المحاميد، الذي أضاف "نحن أمام مسار تفاوضي مباشر(..) مسار طويل"، مستدركاً: "لكن علينا البدء به، لا بد من تحريك المسار السياسي وفتح مسارات جديدة، لأن الوضع لا يحتمل أكثر، ولأن المركب قد يغرق بالجميع، والدولة قد تنهار ضمن هذه الظروف الصعبة".
واعتبر المحاميد أن انعقاد المفاوضات في دمشق من شأنه تسريع الحل السياسي وفق القرار الأممي 2254. ورداً على سؤال ل"المدن" هل يعني كل ذلك انتهاء المسار الدستوري من وجهة نظر روسيا؟، أجاب المحاميد ب"نعم".
وعما إذا تناول الاجتماع مسألة التقارب بين تركيا والنظام السوري، قال المحاميد: "تركيا جزء من مسار أستانة، ولها دور أساسي في الملف السوري، ومن دون التوافق التركي لن نصل إلى حلّ في سوريا، وبالعموم اللقاءات تجري بين دمشق وأنقرة بوساطة إيرانية".
ومع مضي تركيا في مقاربة التطبيع مع النظام السوري وحديثها عن ضرورة إجراء مصالحة بين النظام والمعارضة، يتخوف سوريون من أن تضغط أنقرة على الائتلاف في سبيل الدخول بمسار جديد شبيه بالذي تحدث عنه المحاميد.
ورغم تأكيد الكاتب والمحلل السياسي حسن النيفي، على وجود جذور مشتركة بين المساعي الروسية هذه، وبين التقارب التركي مع النظام، إلا أن النتائج المرجوة من كل ذلك "معدومة"، لأن الهوة بين تركيا والنظام عميقة، ومن الصعب جسرها رغم الزخم الإعلامي الكبير.
لكن الأنباء التي كشفتها وكالة "رويترز" الخميس، حول إجراء تقييم لكيفية عقد لقاء بين وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو ووزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، خلال زيارة أجراها رئيس جهاز المخابرات التركية هاكان فيدان إلى دمشق خلال الأسبوع الجاري، لا تدعم وجهة نظر النيفي.
وحول اجتماع بوغدانوف بشخصيات سورية في موسكو والحديث عن مسار تفاوضي مباشر، يقول النيفي ل"المدن"، إن موسكو لا تعوّل على شخصيات سورية لفتح مسار جديد، لأن الملف السوري مرهون بمواقف دولية، ولا ننسى أن الموقف الأميركي ثابت ورافض للتطبيع مع النظام السوري.
في الأثناء، أعلنت "منصة القاهرة" للمعارضة السورية، عدم مشاركتها في الاجتماع، وقال منسق المنصة فراس خالدي في بيان: "نستغرب اقحام اسم المنصة بين المشاركين، ونستنكر انتحال البعض صفة تمثيل المنصة ممّن لا تربطهم بها أي روابط"، وذلك في نفي لادعاء الخارجية الروسية تمثيل المنصة من خلال مشاركة خالد المحاميد.
وأضاف الخالدي "نؤكد نحن أعضاء منصة القاهرة التزامنا بدعم الجهود السياسية من أجل تحقيق انتقال سياسي حقيقي عبر التطبيق الكامل لبيان جنيف 1 والقرارات الدولية ذات الصلة بالحالة السورية وعلى وجه الخصوص القرار 2254".
ولا يقدم الاجتماع الأخير الذي جاء بدعوة من الخارجية الروسية أي جديد لأن موسكو استقبلت هذه الشخصيات أكثر من مرة، لكن توقيته يبعث بإشارات إلى الائتلاف المتخوف من أن تعيد أنقرة صياغة علاقتها به مع مضيها في التقارب مع النظام السوري.
----=
المدن