لم يمضي اسبوعين على إلغاء الدوحة لمهرجانها الثقافي السنوي لهذا العام ، حتى عادت لتعلن عن مهرجان آخر يحل مكان الأول و يتخذ عنواناً شيقا من النوع الذي يعجب المثقفين وهو مهرجان الحرية و الابداع الذي يدشن شراكة بين وزارة الثقافة القطرية و المؤسسة العربية للديمقراطية التي أنشأتها الشيخة موزة بنت ناصر المسند ليكون مقرها الدوحة
قبيل انعقاد القمة العربية بالدوحة ، ألغت وزارة الثقافة المهرجان الثقافي السنوى و الذي كان من المفترض انطلاقة خلال ابريل الحالي ، في حينها فجر هذا الخبر موجة من التساؤلات في صفوف المثقفين القطريين و الجمهور على حد سواء ، حيث تعودت الجماهير على مهرجان ثقافي سنوى يستضيف اسماء كبيرة كان من بينها الاوبرالي العالمي بافاروتي و الفنانة الكبيرة فيروز و ذلك في دورات سابقة ، كما سبق للمهرجان الثقافي ان استضاف فرقاً فنية عالمية مثل البلوشوى لتقدم عروضها على مسارح الدوحة ، و علية فقد كان الشغف كبيرا هذا العام للتواصل مع مفاجأت المهرجان والذي آثر لأسباب غير معروفة بدقة حتى الآن أن تكون مفاجأة 2009 هي الألغاء الكامل دون ابداء اسباب واضحة ، عزتها مصادر صحافية وقتها الى عجز الموازنة العامة للدولة عن تحمل نفقات المهرجان في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية ، بينما تخدث آخرون عن عدم جاهزية الوزارة لأطلاق المهرجان في موعده و خاصة و قمة الدوحة العربية والاميركية اللاتينية تستحوذ على الأهتمام الدولى مما لا يترك الفرصة للمهرجان الثقافي للظهور ، و دارت تخمينات أخرى عن أصابع سحرية عالية المستوى تحاول إحراج وزارة الثقافة التى أنشئت قبل شهور فقط أمام الراى العام داخل و خارج الدولة.
و مهما كانت الاسباب الحقيقية وراء إلغاء المهرجان الثقافي السابق فقد أعلنت وزارة الثقافة قبل أيام و من خلال مؤتمر صحافي عن مهرجان للحرية والابداع تحت رعاية من الشيخة موزة بنت ناصر المسندحرم أمير قطر ، حيث تتخذ الوزارة شريكا لها في المهرجان الجديد ممثلا بالمؤسسة العربية للديمقراطية التي انشأتها الشيخة موزة بالدوحة ،
ود افتتح المهرجان يوم الخميس 9 ابريل نيسان و يستمر لمدة ثلاث ايام ، و في إفتتاح الأمس الذي دشنه وزير الثقافة القطرى ، الدكتور حمد الكوارى ، متحدثا عن الدور الذى يسعى المهرجان للقيام به في الدوحة و من خلال هذة التفاعلات مع رموز الثقافة في العالم العربي ، و من خلال الكلمات الافتتاحية أيضا أكد السيد محسن مرزوق الأمين العام للمؤسسة العربية للديمقراطية أن المهرجان يطمح في خلق فضاء مسؤول ينشغل بقضية الحرية والإبداع، ذلك أن المهرجان في الأساس هو للفنانين الذين يمتلكون رؤية ويتمسكون بقضية الفنان أيا كان، مشيرا في هذا الصدد إلى ان اهتمام المؤسسة باختيار مدينة الدوحة لاحتضان المهرجان الأول لم يأت جزافاً، وإنما كون الدوحة حليفا ونصيرا لقضية الحرية والفنانين، مما يدفعهم لمزيد من العطاء في ظل مناخ حر يساهم في حوار الإبداع الذي يطور المجتمعات
وأضاف أن المهرجان لن يعقد في مكان واحد بل سيتفاعل مع الجمهور في كل مكان، وذلك من خلال إقامة فعالياته في أكبر المجمعات التجارية والمراكز الشبابية، ليتيح لأبناء المجتمع على مختلف شرائحهم المشاركة في فعالياته واستدراك معانيه، ومحاولة إقامة جسر شراكة حقيقية معه، إضافة إلى زرع ثقافة تقوم بدورها في التنمية وحرية التعبير.
ويذكر أن برنامج مهرجان الدوحة للإبداع والحرية الذي يستمر ثلاثة أيام يتضمن مجموعة من الفعاليات الأدبية والثقافية والفنية منها لقاء مع طلاب جامعة قطر تكريما لذكرى الراحل سعدالله ونوس من خلال عرض فيلم "وهناك أشياء يمكن أن يتحدث عنها المرء" ، وورشات للرسم الجداري والكاريكاتير، وندوة بعنوان "الحرية والإبداع في الفنون" و"الإبداع النسائي العربي" ومعرض للفنون التشكيلية والبصرية وأخر تكريما للفنان الراحل ناجي العلي تحت عنوان "دورة حنظلة" وحفلا موسيقيا تشارك فيه فرق من الخليج العربي وسورية والجزائر ولبنان. ويحضر هذه الورشات نخبة من المبدعين العرب مثل الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي والسينمائي السوري عمر أمير لاي والشاعر التونسي محمد الصغير أولاد أحمد والممثلة المسرحية جليلة بكار والفنان السوري صفوت صبري..كما يتضمن المهرجان أياما سينمائية، يتم خلالها تكريم المخرج برهان علوية وعرض فيلمه "كفر قاسم وخلص" ومعرضا للفن التشكيلي القطري، وعروضا موسيقية تشارك فيها مجموعة فرق، وليلة فلسطينية، إضافة إلى ندوة الحرية والابداع في الفنون، وأمسيات شعرية (شعر عامي) لعدد من الشعراء الخليجيين، ولقاء يجمع بين طلاب قطر والشاعر الكبير سميح القاسم وأمسية شعرية (الشعر الفصيح) يشارك فيها عدد من الشعراء العرب.
ومن فعاليات المهرجان والتي افتتحت أمس في مسرح قطر الوطني دورة حنظلة الاولى لمعرض الفنون التشكيلية والبصرية والكاريكاتير، والتي شارك فيها عدد من الفنانين القطريين منهم سلمان المالك كفنان كاريكاتير و التشيكيلين مثل : علي حسن ومحمد عتيق ووضحى السليطي وحيدر الحاج اسماعيل وحصة كلا. ويضم المعرض لوحات كاريكاتير للفنان الراحل ناجي العلي والفنانين جمال لونيس وعمر بوراس وسامر معضاد في التصوير المرئي والفوتوغرافي.
ندوة الابداع النسائي العربي
و كان المهرجان قد استهل أمس أولى فعالياته بندوة الإبداع النسائي العربي والتي شهدت تفاعلا ملموسا بين مفهوم الرجال للابداع النسائي ووجهات نظر المبدعات انفسهن واللاتي عبرن عن تجاربهن بل ومعاناتهن في رحلة ابداعهن. ما بين حالة من التحدي والصمود أحيانا، والمواجهة الشرسة أحيانا اخرى. كما تفجرت خلال الندوة قضايا أدبية وفكرية، واجتماعية عديدة من خلال ضيوف الندوة والحاضرين من أدباء ومتخصصين وقانونيين وإعلاميين واجهوا بأفكارهم المبدعات اللاتي تناولت كل منهن تجربتها الادبية ومهما اختلفت طبيعة وظروف تجربة كل منهن إلا انهن جميعا اتفقن على اشياء محددة وهى انه "لا ابداع بلا حرية"
تولت الدكتورة هدى النعيمي الأديبة و الكاتبة القطرية ، تقديم ضيفات الندوة الثلاث وهن من السعودية الدكتورة أشجان هندي، ومن اليمن الكاتبة هدى ابلان الامين العام لاتحاد كتاب اليمن ، ومن تونس الفنانة المسرحية جليلة بكار ، و قد تحدثت الكاتبات الثلاث عن هموم مشتركة تعايشها المراة المبدعة في العالم العربي ، فأكدت الفنانة جليلة بكار التي بدأت التمثيل و الوقوف على خشبة المسرح منذ العام 1975 انه رغم مرور كل هذة الاعوام المليئة بالتحديات الصعبة و المواقف الشديدة الحساسية في مواجهة المجتمع المتمثل بالاخر و هو في حالة جليلة بكار ، الاب او السلطة الأبوية ، و رغم تعددية الأدوار التي جسدتها و القضايا التي طرحتها مسرحيا أو سينمائيا أو تلفزيونيا فالتحدى لا يزال مستمرا ، و اشارت الى مثل حي و هو ان تأشيرة الدخول الى الدوحة التى وجدت فيها خانة المهنة (بدون) و هي التي ناضلت لسنوات كي تكتب في تلك الخانة الشقية (ممثلة) ، فما بال الحكومات ترفض الا ان يظل التحدى مستمرا .. و علية فان على المبدعات العربيات ان يشمرن دوما لمواجهة التحدى المستمر .
و كانت ثانية المتحدثات هي الكاتبة و الشاعرة هدى أبلان و هي المرأة التي تشفل منصبا حساسا في اليمن التي بعرف عنه انه مازال يعيش كمجتمعات قبائلية محافظة ، و رغم ذلك فان هدى ابلان تشغل منصب الامين العام لإتحاد الكتاب و الادباء في اليمن ، و قد شهدت اروقة الاتحاد مؤخرا شجار كلامي حاد كاد يصل الى الضرب ، بين شاعر يمني و شاعرة تعرضت للشتم من قبل الرجل الشاعر ، حتى تدخل الاخرون في انقاذ الموقف و تحجيم الرجل عن التمادى في الهجوم ، و كانت صحيفة الهدهد الدولية قد قدمت تقريرا كاملا عن تلك الحادثة في حينها ، و عن دور المراة في حالة الابداع اليمني ، تقول هدى ابلان : يكتسب مفهوم الحرية فى اليمن وبما يخص النساء تحديدا أجنحة اضافية وكثيرة لان رغبة التحليق فى فضاءات العقل تصبح واقعا انسانيا طبيعيا ناضلت من اجل ترسيخة كثير من التجارب المحققه بشهادة التاريخ فى القرون السابقة وصولا الى مخرجات القرن العشرين وبدايات الالفية الثالثة.
وقالت ان الثقافة الذكورية ترفض فرز الابداع الى معلن ومسكون عنه بما يحمل ذلك من كشف لحجب التقاليد وأستار الاعراف، واعتبار ان ما يقدمة الرجل من ثقافة وفن وابداع هو كل الحياة.. وحين بدأت ارهاصات الجديد الذي رسخته و انتزعته المثابرات المتكئات على منظومة من الافكار والقوانين العصرية التى حاولت ان تعيد الحياة الى عنصريها الطبيعين "الرجل والمرأة" باعتبارهما فكرة الابداع وعنصريه الاساسيين ومع ان المنجز اقل من الطموحات ومن المأمول من هكذا حراك الا انه فجر الاسئله الحقيقية التى يصعب التراجع عنها لاحقا
----------------------------------------------------------
الصورة : الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم أمير دولة قطر
قبيل انعقاد القمة العربية بالدوحة ، ألغت وزارة الثقافة المهرجان الثقافي السنوى و الذي كان من المفترض انطلاقة خلال ابريل الحالي ، في حينها فجر هذا الخبر موجة من التساؤلات في صفوف المثقفين القطريين و الجمهور على حد سواء ، حيث تعودت الجماهير على مهرجان ثقافي سنوى يستضيف اسماء كبيرة كان من بينها الاوبرالي العالمي بافاروتي و الفنانة الكبيرة فيروز و ذلك في دورات سابقة ، كما سبق للمهرجان الثقافي ان استضاف فرقاً فنية عالمية مثل البلوشوى لتقدم عروضها على مسارح الدوحة ، و علية فقد كان الشغف كبيرا هذا العام للتواصل مع مفاجأت المهرجان والذي آثر لأسباب غير معروفة بدقة حتى الآن أن تكون مفاجأة 2009 هي الألغاء الكامل دون ابداء اسباب واضحة ، عزتها مصادر صحافية وقتها الى عجز الموازنة العامة للدولة عن تحمل نفقات المهرجان في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية ، بينما تخدث آخرون عن عدم جاهزية الوزارة لأطلاق المهرجان في موعده و خاصة و قمة الدوحة العربية والاميركية اللاتينية تستحوذ على الأهتمام الدولى مما لا يترك الفرصة للمهرجان الثقافي للظهور ، و دارت تخمينات أخرى عن أصابع سحرية عالية المستوى تحاول إحراج وزارة الثقافة التى أنشئت قبل شهور فقط أمام الراى العام داخل و خارج الدولة.
و مهما كانت الاسباب الحقيقية وراء إلغاء المهرجان الثقافي السابق فقد أعلنت وزارة الثقافة قبل أيام و من خلال مؤتمر صحافي عن مهرجان للحرية والابداع تحت رعاية من الشيخة موزة بنت ناصر المسندحرم أمير قطر ، حيث تتخذ الوزارة شريكا لها في المهرجان الجديد ممثلا بالمؤسسة العربية للديمقراطية التي انشأتها الشيخة موزة بالدوحة ،
ود افتتح المهرجان يوم الخميس 9 ابريل نيسان و يستمر لمدة ثلاث ايام ، و في إفتتاح الأمس الذي دشنه وزير الثقافة القطرى ، الدكتور حمد الكوارى ، متحدثا عن الدور الذى يسعى المهرجان للقيام به في الدوحة و من خلال هذة التفاعلات مع رموز الثقافة في العالم العربي ، و من خلال الكلمات الافتتاحية أيضا أكد السيد محسن مرزوق الأمين العام للمؤسسة العربية للديمقراطية أن المهرجان يطمح في خلق فضاء مسؤول ينشغل بقضية الحرية والإبداع، ذلك أن المهرجان في الأساس هو للفنانين الذين يمتلكون رؤية ويتمسكون بقضية الفنان أيا كان، مشيرا في هذا الصدد إلى ان اهتمام المؤسسة باختيار مدينة الدوحة لاحتضان المهرجان الأول لم يأت جزافاً، وإنما كون الدوحة حليفا ونصيرا لقضية الحرية والفنانين، مما يدفعهم لمزيد من العطاء في ظل مناخ حر يساهم في حوار الإبداع الذي يطور المجتمعات
وأضاف أن المهرجان لن يعقد في مكان واحد بل سيتفاعل مع الجمهور في كل مكان، وذلك من خلال إقامة فعالياته في أكبر المجمعات التجارية والمراكز الشبابية، ليتيح لأبناء المجتمع على مختلف شرائحهم المشاركة في فعالياته واستدراك معانيه، ومحاولة إقامة جسر شراكة حقيقية معه، إضافة إلى زرع ثقافة تقوم بدورها في التنمية وحرية التعبير.
ويذكر أن برنامج مهرجان الدوحة للإبداع والحرية الذي يستمر ثلاثة أيام يتضمن مجموعة من الفعاليات الأدبية والثقافية والفنية منها لقاء مع طلاب جامعة قطر تكريما لذكرى الراحل سعدالله ونوس من خلال عرض فيلم "وهناك أشياء يمكن أن يتحدث عنها المرء" ، وورشات للرسم الجداري والكاريكاتير، وندوة بعنوان "الحرية والإبداع في الفنون" و"الإبداع النسائي العربي" ومعرض للفنون التشكيلية والبصرية وأخر تكريما للفنان الراحل ناجي العلي تحت عنوان "دورة حنظلة" وحفلا موسيقيا تشارك فيه فرق من الخليج العربي وسورية والجزائر ولبنان. ويحضر هذه الورشات نخبة من المبدعين العرب مثل الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي والسينمائي السوري عمر أمير لاي والشاعر التونسي محمد الصغير أولاد أحمد والممثلة المسرحية جليلة بكار والفنان السوري صفوت صبري..كما يتضمن المهرجان أياما سينمائية، يتم خلالها تكريم المخرج برهان علوية وعرض فيلمه "كفر قاسم وخلص" ومعرضا للفن التشكيلي القطري، وعروضا موسيقية تشارك فيها مجموعة فرق، وليلة فلسطينية، إضافة إلى ندوة الحرية والابداع في الفنون، وأمسيات شعرية (شعر عامي) لعدد من الشعراء الخليجيين، ولقاء يجمع بين طلاب قطر والشاعر الكبير سميح القاسم وأمسية شعرية (الشعر الفصيح) يشارك فيها عدد من الشعراء العرب.
ومن فعاليات المهرجان والتي افتتحت أمس في مسرح قطر الوطني دورة حنظلة الاولى لمعرض الفنون التشكيلية والبصرية والكاريكاتير، والتي شارك فيها عدد من الفنانين القطريين منهم سلمان المالك كفنان كاريكاتير و التشيكيلين مثل : علي حسن ومحمد عتيق ووضحى السليطي وحيدر الحاج اسماعيل وحصة كلا. ويضم المعرض لوحات كاريكاتير للفنان الراحل ناجي العلي والفنانين جمال لونيس وعمر بوراس وسامر معضاد في التصوير المرئي والفوتوغرافي.
ندوة الابداع النسائي العربي
و كان المهرجان قد استهل أمس أولى فعالياته بندوة الإبداع النسائي العربي والتي شهدت تفاعلا ملموسا بين مفهوم الرجال للابداع النسائي ووجهات نظر المبدعات انفسهن واللاتي عبرن عن تجاربهن بل ومعاناتهن في رحلة ابداعهن. ما بين حالة من التحدي والصمود أحيانا، والمواجهة الشرسة أحيانا اخرى. كما تفجرت خلال الندوة قضايا أدبية وفكرية، واجتماعية عديدة من خلال ضيوف الندوة والحاضرين من أدباء ومتخصصين وقانونيين وإعلاميين واجهوا بأفكارهم المبدعات اللاتي تناولت كل منهن تجربتها الادبية ومهما اختلفت طبيعة وظروف تجربة كل منهن إلا انهن جميعا اتفقن على اشياء محددة وهى انه "لا ابداع بلا حرية"
تولت الدكتورة هدى النعيمي الأديبة و الكاتبة القطرية ، تقديم ضيفات الندوة الثلاث وهن من السعودية الدكتورة أشجان هندي، ومن اليمن الكاتبة هدى ابلان الامين العام لاتحاد كتاب اليمن ، ومن تونس الفنانة المسرحية جليلة بكار ، و قد تحدثت الكاتبات الثلاث عن هموم مشتركة تعايشها المراة المبدعة في العالم العربي ، فأكدت الفنانة جليلة بكار التي بدأت التمثيل و الوقوف على خشبة المسرح منذ العام 1975 انه رغم مرور كل هذة الاعوام المليئة بالتحديات الصعبة و المواقف الشديدة الحساسية في مواجهة المجتمع المتمثل بالاخر و هو في حالة جليلة بكار ، الاب او السلطة الأبوية ، و رغم تعددية الأدوار التي جسدتها و القضايا التي طرحتها مسرحيا أو سينمائيا أو تلفزيونيا فالتحدى لا يزال مستمرا ، و اشارت الى مثل حي و هو ان تأشيرة الدخول الى الدوحة التى وجدت فيها خانة المهنة (بدون) و هي التي ناضلت لسنوات كي تكتب في تلك الخانة الشقية (ممثلة) ، فما بال الحكومات ترفض الا ان يظل التحدى مستمرا .. و علية فان على المبدعات العربيات ان يشمرن دوما لمواجهة التحدى المستمر .
و كانت ثانية المتحدثات هي الكاتبة و الشاعرة هدى أبلان و هي المرأة التي تشفل منصبا حساسا في اليمن التي بعرف عنه انه مازال يعيش كمجتمعات قبائلية محافظة ، و رغم ذلك فان هدى ابلان تشغل منصب الامين العام لإتحاد الكتاب و الادباء في اليمن ، و قد شهدت اروقة الاتحاد مؤخرا شجار كلامي حاد كاد يصل الى الضرب ، بين شاعر يمني و شاعرة تعرضت للشتم من قبل الرجل الشاعر ، حتى تدخل الاخرون في انقاذ الموقف و تحجيم الرجل عن التمادى في الهجوم ، و كانت صحيفة الهدهد الدولية قد قدمت تقريرا كاملا عن تلك الحادثة في حينها ، و عن دور المراة في حالة الابداع اليمني ، تقول هدى ابلان : يكتسب مفهوم الحرية فى اليمن وبما يخص النساء تحديدا أجنحة اضافية وكثيرة لان رغبة التحليق فى فضاءات العقل تصبح واقعا انسانيا طبيعيا ناضلت من اجل ترسيخة كثير من التجارب المحققه بشهادة التاريخ فى القرون السابقة وصولا الى مخرجات القرن العشرين وبدايات الالفية الثالثة.
وقالت ان الثقافة الذكورية ترفض فرز الابداع الى معلن ومسكون عنه بما يحمل ذلك من كشف لحجب التقاليد وأستار الاعراف، واعتبار ان ما يقدمة الرجل من ثقافة وفن وابداع هو كل الحياة.. وحين بدأت ارهاصات الجديد الذي رسخته و انتزعته المثابرات المتكئات على منظومة من الافكار والقوانين العصرية التى حاولت ان تعيد الحياة الى عنصريها الطبيعين "الرجل والمرأة" باعتبارهما فكرة الابداع وعنصريه الاساسيين ومع ان المنجز اقل من الطموحات ومن المأمول من هكذا حراك الا انه فجر الاسئله الحقيقية التى يصعب التراجع عنها لاحقا
----------------------------------------------------------
الصورة : الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم أمير دولة قطر