نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


مع وقف التنفيذ..مشاركة بالمجزرة وتزوير للتاريخ وتسول مخابراتي




يمكن اعتبار مسلسل (مع وقف التنفيذ)، الذي يقدم تشويهاً وتزويراً فاضحاً لواقع الحياة في سوريا ومأساة أهلها، ومشاركة درامية في المجازر التي ترتكب بحقهم، عملاً فنياً أمنياً، أي مشغول بفكر أمني وضيع ومنحط وطائفي. العمل من تأليف كل من علي وجيه ويامن الحجلي وإخراج سيف الدين سبيعي، وربما هو بالنسبة للموالين المؤيدين لإجرام الأسد ومجازره بحق السوريين ليس سوى مسلسل ممتع، أما بالنسبة لجمهور الثورة السورية، فقد كان شيئاً مختلفاً يمكن وصفه بالـ "مقرف" بالمعنى السياسي والفني معاً.. كون أي عمل يتناول أداء السلطة هو عمل سياسي بالضرورة. فالمسلسل المزوّر والمغرق في وقاحته وافترائه على الواقع لا يتجاوز الخطوط الحمراء المخابراتية كي يواجه المشكلة الحقيقية التي صنعت كل هذا الخراب والتشرد والمجازر.. وهو لا يجرؤ على الاقتراب منها بقدر ما يعمل على قول نقيضها.. المشكلة في سوريا: جيش قياداته طائفية وأجهزة استخبارات وأمن طائفية من لون إجرامي واحد هي التي أحالت كل حيواتنا لحياة مع وقف التنفيذ.

ز


هل القصص راسخة حقيقية في الواقع..!؟

بالنسبة للسيناريو فن سرد القصص كان فاشلاً، لا ذاكرة حية لهذه القصص التي تحاول واقعنة هذه القصص، وتصور أشخاصاً هامشيين لم يكونوا على قيد الحياة يوماً، هذه التفاصيل الإضافية يجب على المرء أخذها بعين الاعتبار لم يبق تنوع في سوريا اليوم، جمهورية الصمت والرعب الأسدي، انهارت بالكامل، وصورة رئيس النظام السوري القوي، انهارت هي الأخرى بدورها، وفي الثورات لا حلول وسطى هناك من يعشق الموت للحياة، ومن يعشق الحياة للموت، هذه هي التفصيلات لا أكثر
حينما نطلع على وسائل إعلام النظام السوري التي تناولت المسلسل، نجد أن الكثير يعتقدون أن سبب البلاء ليس رأس النظام، إنما أزلامه وأذياله وأنيابه، يعتقد الكثيرون أن المشكلة نحن بينما لا مشكلة مع هؤلاء، بين نحن وهؤلاء، المعادلة الطبيعية أن تكون المشكلة في هؤلاء الذين يحكمونا وليس فينا. المسلسل يحاول أن يصور واقع مزرعة أسدية هم فيها الأسياد ونحن العبيد، وعبيد الموالاة يسهل سوقهم من بعض مشاهد تنفيس عسكرة فعل الدراما السورية، وأضحت أجهزة فروع الأمن هي المسؤولة عن مضمون ومحتوى وأهداف العمل، وهذه خسارة فادحة تضاف لخساراتنا الكبرى التي تجشمناها بفعل نظام يعبد البوط العسكري والاستخباراتي والأمني ويجعل المنتج الدرامي فعل إلهامي له ومصدر كل المفاخر والمعالي في بلاد الخراب الأسدي. سنفهم الآن لماذا يقبل قطاع الدراما في سوريا على إنتاج مسلسلات على أهواء قيادات الجيش والاستخبارات والأمن وتعاليمهم. مسلسل مع وقف التنفيذ؛ إنه تزوير للتاريخ، وهذه "مهزلة"، تجعل انهيار إمبراطورية الدراما السورية بشقيها المحلي والعربي هي التي مع وقف التنفيذ، وتبحث عن كل وسيلة لتجعل النقد كل النقد لا يقترب من الخطوط الحمراء، وعلى ما يبدو أن القطاع الأمني السوري يرسخ لنا نسخة مضحكة حتي في أشد الأعمال تراجيديا، إنه الضحك على الواقع وله وعليه، تجعل النظام عكس الواقع معروف بسمعته الطيبة، "حارة العطارين" الخيالية في ضواحي دمشق تعود للحياة، هكذا يبدو من مشهد تعبوي على طريقة البعث، تقاليد أبدية يمكن تلخيصها بحنفية مي، وعراضة شامية وحشد جماهيري وخطابات خشبية،

عباس النوري: البعثي الانتهازي مُنتج شعبي!

عباس النوري بظهوراته الإعلامية المقروءة والمتلفزة، طالما كان حريصاً أن يبقى أسيراً لتأكيد ولاءاته المتجددة للنظام، وهذا بالضبط الدور الذي يؤديه في مسلسل (مع وقف التنفيذ)، فوزان الرفيق البعثي الوضيع والانتهازي الذي يبدو وكأنه مفصول عن بنية النظام. إنه ينتمي لشعب حقير ومنافق لا يستحق نظاماً وطنياً شريفاً كهذا. نعم المشكلة في الشعب أما النظام فهو العدالة وهو القصاص وهو الذي يرسم النهايات السعيدة في دراما العهر المخابراتي.  لقد عاش النوري تجربة طويلة لم تغنِ عطاءاته في التمثيل، فوزان شخصية في المسلسل تعطي انطباعاً بعدم جماهيرية النوري، لأنه مصر على الالتصاق بشكل فني واحد وتعابير جسدية ولفظية لا تدلل على التنوع المفترض بعد هذه التجربة الطويلة طالما كانت سمته التكرار والملل والضجر من فنان لا يشتغل على أدائه وعمله بمقدرته على الحوارات الصحفية واللقاءات المتلفزة لضرورات تجديد الثقة فيه كفنان برتبة موالي.

فايز قزق: كوميديا رجل السلطة الفاسد!

في تجربته الفنية يبدو الفنان فايز قزق مكرسا للمتعة والتشويق والترفيه لا المضمون والفائدة المرجوتان، بل يتقدم عليهما بأشواط، دور رجل السلطة التقليدي المحاط بصندوق أسود من الفساد والانهيار الأخلاقي، والذي تمكن "عدالة الخراب الأسدي" في المحصلة من النيل منه بسهولة في نهاية المسلسل.. هو دور مرسوم خارجياً، هدفه التنفيس الدرامي، في دراما لا تملك أي مصداقية. لأن آلية العدالة الأسدية في الواقع ترقي الفاسد والمجرم وتكافؤه على إجرامه كما يعلم جميع السوريين الذين باتوا يبصقون على هكذا أدوار تثبت أن عين الدولة الشريفة ساهرة لتقتص من الفاسدين!
خلال السنوات العديدة المنصرمة، كانت أدوار قزق الموالي يلعب فيها دور رجل السلطة الفاسد، وليست أكثر من كوميديا تهريجية رخيصة.. يؤديها قزق بتشنج يضاعف الإحساس بزيفها ولا تسهم بإحداث أي تطوير سوى على مستوى عنوان العمل الدرامي.

غسان مسعود: الشخصية المعارضة القاصرة

وعن مدى فاعلية دور غسان مسعود في مسلسل مع وقف التنفيذ، وإذا ما تحدثنا عن دور الفنان مسعود عموماً يمكن القول إنه ليس ذا جدى كبيرة ولا يمكن أن يؤثر في الجمهور، ومسعود لا يقدم دوراً مهماً إلا من حيث استعراض معاناته المصطنعة بأداء ممجوج، فالمعتقل السابق الذي قضى سنوات في المعتقل وكأنه في معتقل أمريكي.. لا يتعرض للتعذيب ولا لقلع أظافر على أيدي وحوش، ولا لكسر ظهر بالكرسي الألماني على أيدي من هم أشد إجراما من النازية من أبناء طائفة مسعود نفسه، هذا المعتقل "المرّفه" كل المسلسلات السورية كررت ذات النسخة من المشهد للمعتقل السياسي السابق، ولا يمكن للولوج وراء المؤسسة الأمنية هي سبب تعاسة المعتقل وليس الوشاية التي تظهر لازمة توشم ماضي وحاضر ومستقبل الشخصية القاصرة وضرورات التسول السياسي والفكري.

أورينت نت - أحمد صلال
الاربعاء 4 ماي 2022