**مدير مهرجان أيام قرطاج المسرحية، معز مرابط للأناضول:
- المسرح سلاح في مواجهة أسلحة الدمار الشامل
- تنظم الدورة الحالية تحت شعار "بالمسرح نحيا بالفن نقاوم"
- المسرح كان حاضرا وشاهدا على ما عرفته الإنسانية من استبداد وطغيان بقوة بالنظر للوضع الذي تعرفه غزة".
المسرح يدافع عن حق الحياة
وأكد أن "غزة تعيش حرب إبادة جماعية ومأساة إنسانية كبيرة وانتهاكات على امتداد عقود لحقوق شعب كامل ولا وجود لشك في أن المسرح له دور ومسؤولية لإيصال هذه القضايا".وشدد على أن "القضية الفلسطينية هي أم القضايا في العالم".
وأضاف: "هناك أسلحة دمار شامل والكيان الصهيوني يرتكب مجازر في حق أطفال ونساء وشيوخ وفي حق شعب كامل ومأساة على امتداد عقود طويلة".
وأوضح أن "بالمسرح نقاوم بالفن نقاوم هو شعار الغاية من ورائه هي التحسيس والتوجه للضمائر الحرة في العالم وللشعوب الحرة في العالم حتى نواجه مع بعض هذه الحرب".
المسرح في مواجهة أسلحة الدمار الشامل
واعتبر مرابط، أن "المسرح سلاح في مواجهة أسلحة الدمار الشامل التي تستعملها الصهيونية".وأشار إلى أنه "في مقابل أسلحة الدمار الشامل لنا أسلحة فتاكة وقوية، بل أقوى حتى من هذه الأسلحة التي يستعملها العدوان على غزة".
وأضاف: "أسلحتنا (المسرحية) قادرة على تغيير الذهنية والعقلية والمواقف واليوم نرى أن العديد من الشعوب تغير موقفها وعديد الحكومات تغير مواقفها ونرى الإعلام في الغرب يروج الأكاذيب الصارخة التي لا تنطلي على الشعوب وعلى الفكر والوعي الحر وبالمسرح قادرين على إيصال الرسالة أكثر فأكثر".
وبين أن "أيام قرطاج المسرحية في هذه الدورة أردناها للتضامن مع إخوتنا في فلسطين مع أهلنا في فلسطين وهذا ما عبرنا عنه من خلال تنظيم الدورة (رغم الحرب) وأن تكون هذه الأيام منصة حقيقية لإبلاغ الصوت العالي في حق الشعب الفلسطيني في أرضه وفي وطن مستقل وفي حق ابنائه في العيش ككل أطفال العالم".
المسرح من أسمى طرق المقاومة
وأكد مرابط أن "الكيان الصهيوني هو أبشع صورة لانتهاك حق الإنسان في الوجود وفلسطين أرض مغتصبة وشعب معزول يعاني الدمار وحرب الإبادة ليس هناك أبشع من هذه الصورة للوجه القبيح للإنسانية".وشدد على أن "الإنسانية التي تفكر بضمير حر وتنادي بحق الوجود عليها أن تضع حدا لهذه المجزرة والمسرح قادر عل إيصال هذه القضية والتأكيد على أن الفن والتعبيرة الفنية تصل وجدان وعقول الناس وهذا من أسمى الطرق للمقاومة".
كل طرق المقاومة ضرورية اليوم
ووفق مرابط "كل طرق المقاومة ضرورية اليوم، المقاومة بالفن والمقاومة بالمواجهة وهذا ضروري وهذا أساسي في حربنا ضد القمع الاستبداد الذي نراه في غزة".وبين أن "القضية الفلسطينية حاضرة في هذه الدورة عبر رموز فنية فلسطينية فغسان كنفاني (روائي وكاتب مسرحي فلسطيني اغتيل في بيروت 1972) حاضر في عديد الأعمال المبرمجة في هذه الدورة وحاضر في "غزال عكة" المسرحية التي تقدمها رائدة طه وهو عمل يصل الناس وأوصل معاناة الشعب الفلسطيني طيلة هذه العقود وأوصل صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على المقاومة إلى آخر رمق لافتكاك حقوقه".
وأشار إلى أن "هناك عديد الأسماء في العالم العربي أوصلت أصواتها تجاه القضية الفلسطينية في هذه الدورة وهناك عمل آخر قُدم في الدورة مثل عمل "بام عيني 1948" للفنان غنام غنام الذي يتحدث عن النكبة، وهذه شهادات مهمة جدا لإحياء الذاكرة وحتى يبقى الحق الفلسطيني حاضرا في كل لحظة".
وتابع: "نحن الشعب التونسي والشعوب العربية وكل العالم حاضر في ذهنه هذا التحدي الذي يمارسه الكيان الصهيوني".
دورة تكريمات
وفي خصوص الدورة 24 لأيام قرطاج المسرحية قال مرابط، "بالإضافة إلى البعد التضامني الهام والأساسي لهذه الدورة فهذه الأيام هي في دورتها الأربعين لتأسيس أيام قرطاج المسرحية التي لها حضور كبير في الساحة العربية ولها إشعاع ودور كبير تلعبه طيلة الأربعين سنة في نشر ثقافة المسرح وهذا الوعي بدور المسرح في مجتمعاتنا".وأضاف: "في هذه الدورة من خلال التكريمات والتتويجات أردنا إسداء لمسة وفاء وتقدير للناس التي وهبت حياتها للمسرح وخدمت المسرح في الوطن العربي وفي إفريقيا وفي تونس وكانت إضافتها وبصمتها كبيرة في دعم إشعاع المسرح في أوطاننا وهذا كان حاضرا في تكريم الأستاذ رؤوف الباسطي (مخرج تونسي) والفنانة الكبيرة ناجية الورغي من تونس وسعاد محاسن وهي أسماء أثرت وقدمت الكثير للساحة المسرحية في تونس".
وتابع: "أيضا عديد الضيوف من العالم العربي وإفريقيا حاضرون أيضا في هذه التكريمات مثل روجي عساف ومسرح دوار الشمس في بيروت وحنان الحاج علي التي كانت حاضرة في الافتتاح بإلقاء شهادات تحت القصف وكانت شهادة مؤثرة جدا والمقاومة حاضرة في عديد تجارب المسرح العربي وهذه مسائل نريد التأكيد عليها لأنها تعبر عن وجدان شعوبنا وعلى وجدان مجتمعاتنا".
وانطلقت أولى عروض أيام قرطاج المسرحية في قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة بالعاصمة تونس، السبت 2 ديسمبر مع عرض مسرحية "كتاب الأدغال" للمخرج الأمريكي روبرت ويلسون.
ويشارك في الدورة الـ24 من المهرجان، أكثر من 60 عملا من 28 بلدا من مختلف القارات.
وتعد "أيام قرطاج المسرحية" مهرجان دولي للمسرح، انطلق عام 1983.