واستنكر "هيرست"، في مقال نشره بموقع "ميدل إيست آي"، تقديم أوروبا مساعدات باهظة لأوكرانيا خلال الحرب، بينما بخلت على تركيا وسورية، حيث ساهمت بمساعدة بسيطة بمواجهة كارثة الزلزال التي حلت بالبلدين.
وقال إن بريطانيا قدمت ٢,٧ مليار دولار من الأسلحة لأوكرانيا، و٦ ملايين دولار فقط للإغاثة في كارثة حلث بـ٢٣ مليون شخص في تركيا وسورية. ويسأل مستهجنا: "هل هذه الأرقام حقيقية؟"، قبل أن يجيب: "على ما يبدو نعم".
واستغرب "هيرست" من إرسال الدول الأوروبية فرق الإنقاذ بعد مرور ٣ أيام من وقوع الزلزال لتتم عمليات البحث والإنقاذ بشكل بطيء وكئيب.
وأضاف: "للأسف حلت زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى بريطانيا وبروكسل مكان أخبار الزلزال، ولوحظ أن زيارته لبريطانيا أولا مفضلاً إياها عن فرنسا وبروكسل كانت مصدر فخر وطني".
وعاد "هيرست" للتذكير بأن بريطانيا قدمت لأوكرانيا ٢,٧ مليار دولار عندما كان لديها إرادة سياسية، ويمكن فهم إرادتها تجاه زلزال تركيا وسورية بالنظر إلى المبلغ الذي قدمته للإغاثة وهو ٦ ملايين دولار، فقط، وفوق ذلك تبجح وزير الخارجية البريطاني عند حديثه عن كرم الشعب البريطاني.
في المقابل أشار "هيرست" إلى أن السعوديين جمعوا شعبيا فقط ٥١ مليون دولار بعد إطلاق حملة تبرعات لإغاثة سورية وتركيا.
وعلى الجانب الآخر، استعرض "هيرست" ما نشرته مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية الساخرة في غضون يوم واحد من وقوع الكارثة، حيث نشرت رسما كاريكاتيريا يظهر مبنى مدمرا وسيارة مدمرة وكومة من الأنقاض مع التعليق: "لا داعي لإرسال دبابات"، مستذكرا أن هذه المجلة العنصرية أريد لها في ٢٠١٥ أن تصبح مركزا للدفاع عن الديمقراطية وحرية التعبير ضد الإرهابيين.
وأضاف أن "إحجام الاتحاد الأوروبي عن أن يكون المستجيب الأول في هذه الأزمة أضاع فرصة لإظهار القيادة الأخلاقية والإنسانية أمام ملايين الناس وأن الغرب يمكنه إعادة البناء".
واعتبر أنه كان من "الأجدى التعامل بالمثل مع ما قدمته تركيا على مستوى الاهتمام بالقضايا الإنسانية".
ولفت في هذا الصدد إلى أنه "كان لتركيا دور في استضافة أكثر من ٣,٦ مليون لاجئ سوري، و٣٢٠ ألف شخص من جنسيات أخرى. وقد أنفقت ٥,٥٩ مليار دولار على شكل مساعدات إنسانية العام الماضي، وهو ما يمثل ٠,٨٦% من ناتجها المحلي الإجمالي، ما يجعلها رائدة على مستوى العالم، وفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة مبادرات التنمية".
وحتى على المستوى المصلحي، رأى "هيرست" أنه من مصلحة أوروبا تمامًا ضمان قدرة تركيا على التعامل مع سياستها المتمثلة في إعادة توطين اللاجئين في شمال سورية ومواصلتها.
وبعد الإشارة إلى عدم القيام بشيء تجاه الوضع المتدهور في سورية، أكد "هيرست"، في مقاله، أنه كل عام تتسع الهوة بين الشيء الصحيح الذي يجب فعله والأشياء التي نقوم بها في نهاية المطاف. "*كل عام، تصبح الكلمات التي ينطق بها القادة الأوروبيون أكثر بشاعة*".
واختتم مقاله بما قاله كبير مسؤولي السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، "جوزيب بوريل" بأن "أوروبا حديقة. لقد بنينا حديقة. كل شيء يعمل. إنها أفضل مزيج من الحرية السياسية والازدهار الاقتصادي والتماسك الاجتماعي الذي تمكنت البشرية من بنائه، الأشياء الثلاثة معًا... معظم بقية العالم عبارة عن غابة، ويمكن للغابة أن تغزو الحديقة. يجب أن يذهب البستانيون إلى الغابة. يجب أن يكون الأوروبيون أكثر انخراطًا مع بقية العالم. وإلا فإن بقية العالم سوف يغزونا بطرق ووسائل مختلفة".