قمط...مجموعة قصصية جديدة للكاتبة هدى النعيمي عن دار كتارا للنشر

وتتمحور مجموعة القصص الجديدة، وعددها 15 قصة، حــول مجــلات الطفــل، حيث كتبت كل واحدة منها بشــكل قصـصـي لتمثــل وتعــبر عــن “قصــة مجلــة طفــل”، وتشرح الكاتبة فيها معنى “قمط” العنوان الذي اختارته لمجموعتها القصصية بقولها “القمط” هــو مــا يلــف بــه الطفــل الرضيــع، ومــن هنــا تأخــذ المجموعــة عنوانهــا، فتلك المجــلات كانــت تلتــف حــول مخيلاتنــا وتلف بهــا عقولنــا الصغــيرة في ذلــك الوقــت.
وتتخيــل الكاتبــة نفســها صغـيـرة تتصفــح المجلــة التــي تصلهــا ســواء مــن المكتبــة المجــاورة، أو مــن خــلال الزميــلات في المدرسة نظرا لقلــة انتشــار المكتبــات في تلــك الحقبــة مــن الزمــن، مضيفة “لأن الصغــيرة تقــرأ المجلــة بمخيلتهــا الخصبــة والبريئــة، يصعــب عليهــا تقبل أفــكار كبــيرة وردت في بعــض تلــك الصفحــات، لــذا تبقــى الأســئلة معلقــة في الذهن فتكــبر الطفلة وفي ذهنهــا ومخيلتهــا شــبكه متناقضــة مــن المعــارف والأحاســيس ضمــن حبكــة قصصيــة مختلفــة في كل قصــة.. وبعدها تعــود لتقــرأ تلــك المجــلات القديمــة، فتصبح الصغـيـرة تعــرف الآن حقيقــة القــراءة، لتتصفــح مجلاتهــا القديمــة لتراهــا بعيــون أخــرى، ولتقــع في نفســها وقعا مختلفا”.
وتشرح المؤلفة شغف أبناء جيلها بقراءة المجلات بقولها “في تلــك الايام، وقبــل حقبــة الموبايــلات والانتشــار الكثيــف للتلفزيــون، كان للمجــلات عــلى أنواعهــا تأثـيـر كبــير على قرائهــا، وكانــت واســعة الانتشــار في بــلاد الوطــن العــربي، وكان للطفــل نصيــب مــن تلــك المجــلات، خاصــة في مـصـر والعــراق اللتــين اهتمتــا بمجــلات الأطفــال”.
استعرضت الكاتبة النعيمي أهم المجلات تأثيرا في جيلها، مشيرة إلى أن “مجلة العــربي” الكويتيــة قامت منــذ صدورهــا في خمســينيات القــرن المــاضي بإصدار ملحــق صغــر الحجــم باســم “العــربي الصغــر”، يحمــل معلومــات عامــة، وبعضهــا متخصصــة، كــما يحمــل قصصا متنوعــة للأطفــال دون أن يتوجــه إلى مرحلــة سنية بعينها ثم تحــول هذا الملحق إلى مجلــة منفصلــة في عــام 1986 ليكون لها خصوصيــة واســتقلالية واعتباريــة مجلــة للطفــل العــربي.
كما أشارت الى صدور مجلــة “ماجــد” عــام 1979 في الإمــارات العربية المتحدة تزامنا مع عام الطفــل الــذي احتفلــت بــه هيئــة الأمــم المتحــدة، وانتــشرت المجلة في الخليج ، ولا تــزال تصــدر مــع تغـيـر في شخصيات لم تكن موجودة في البدايــة، وهــو شــأن الكثـيـر مــن المجــلات التــي تغــيرت مــع تغـيـر فنــاني “الكوميكــس” ودخــول أجيــال شــابة ذات اهتمامــات مختلفــة إلى الطاقــم الفنــي للمجلــة.
وقالت “إن مجــلات الطفــل مثــل “لولــو الصغـيـرة” و”ســمير” و”المزمــار” و”ســامر” وغيرهــا، كانــت تصــل الى مكتبات قطر وهنــاك جيــل مــن الرجــال والنســاء قــرأ تلــك المجــلات، وتأثــر بهــا فكانــت مفتــاح القــراءة وبوابــة المكتبــات التــي نهلنــا منهــا بعــد ذلــك”.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المجموعة القصصية تأتي ضمن مجموعة متميزة من المؤلفات التي أصدرتها دار /كتارا/ للنشر في شتى المجالات، أبرزها كتاب: “الفن التشكيلي في دولة قطر ستون عاما من الابداع”، للفنان حسن عبد الرحمن الملا، كتاب: “بيارق على مرافئ الابداع” للدكتورة كلثم جبر، كتاب: “الاديب الشاعر حمد النعيمي” للأستاذ علي فياض، كتاب: “رحلة حول قطر” للرحالة الفرنسي بيير دانيال، وكتاب: “ركائز الحداثة وما بعدها” اعداد إدارة البحوث بكتارا، إلى جانب مؤلفات أخرى تحت النشر في شتى المعارف والعلوم.