موسى عبد الكريم هو المعماري ، الذي حُلم ذات يوم ان يمتلك قلعة ، فقاده الحلم الى بناء القلعة وحدة ، بنقل الاحجار و صفها حتى صارت القلعة واقعاً ملموساً يقصده زوار لبنان شاهدة على قوة الارادة و الصدق العزيمة ، و كاتب هنا لا يحكي حلم حياته فقط ، و لكنه للحق يؤرخ للاحداث التاريخية الجسام التى هزت المنطقه خلال خلال فصول حياته التى بدأت عام 1931 ، و هي مرحلة زمنية زحمة من تاريخ العرب ، فمن الاستعمارات الاجنبية الى الثورات و التحرر الى الانقلابات العسكرية و الحروب الاهلية كتلك التى هزت جدار الامة جمعاء عندما اسقطت بيروت في قبضتها ، فهو – الكاتب – لم يترك حدثا من هاتيك الاحداث الا اوضح انعكاسها على حياته و اسرته و بالطبع على حلم حياته المتمثل بصناعة تلك القلعة المهيبة او الحصن الحصين الذي يطلق علية اليوم في منشوارت السياحة اللبنانية ب " قلعة موسى " و هناك و الى اليوم تستطيع ان تقابل موسى ، الجالس على كرسي خشبي يبتسم في وجة الزوار اللذين اتوا من كل أنحاء الدنيا ليتظروا ما تفعله اليد الواحدة ، و و هو يهدى الكتاب الى زوار بفرح لا ينقص كل يوم و لا يتزحزح ، و عن هذا الفرح يقول في كتابه الذى نحاوره اليوم " كانت القلعة محط الانظار بطابعها الوحيد الاوحد و كان السياح يصورون حجارة الطابق الاول بطابعها المميز والنقوش التى تحكي لنا حكايات و كأنها بنيان معلق على بنيان ، ومما زاد همتي همةما كنت اسمعة من الزوار و السياح و لا سيما الاجانب منهم ما كانوا يهمسونه في آذان بعضهم البعض و يقولون انه يستحيل على رجل فرد أن يقوم بما يقوم به هذا الرجل و قلت لهم هل حاولتم يوما ان تقوموا بما أقوم به ؟ قالوا لا نقوى على مثل هذا العمل ، فاجبتهم : فحاولوا و ما على الانسان الا ان يحاول ، لانه علينا ان نفكر و الله هو المدبر ، و كان بين السياح اناس متطفلون مزعزعزو الايمان ، غير ثابتين على راي ، كنت لهؤلاء واقفا بالمرصاد محاولاً اقناعهم بطريقة او باخرى قائلا لهم : انبشوا التراب الذي تحت أقدامكم ، ربما عثرتم على ما يوصلكم الى القمة و لا تدعوا الحسرة تاكل قلوبكم و تذيب نفوسكم ، بل اقتدوا بالذين وصلوا الى الذهب عن طريق التراب و اسألوهم كيف الوصول الى القمة ، لا تقفوا مكتوفي الايدى ، لانني عزمت عزماً حقاً على أن أجمع مالا حلالاُ بعرق الجبين ليحقق الحلم الذي راودني منذ عهد التلمذة ، حتى أصبحت اليوم خبيرا في شؤون الكهرباء و صممت نواعير تدفعها المياه وصنعت في القلعة مغارة كبيرة تحكى قصة الدهور و الاجيال و المرسلين و اقمت جانبها نواعير أخرى تتحرك بشكل متواصل حتى صارت تاتي بالسائح الى هنا ليراها "
هذا الكتاب دليل على قوة الارادة عندما يصدق الحلم و عندما تشتد العزيمة و ترتفع الهمة و لا بد حينها للقلعة ان تعلو .
هذا الكتاب دليل على قوة الارادة عندما يصدق الحلم و عندما تشتد العزيمة و ترتفع الهمة و لا بد حينها للقلعة ان تعلو .