جانب من عمل خبراء الأثار أمام قطع أثرية من سوريا في المتحف الوطني التشيكي – 8 من حزيران 2022 (národní muzeum
لماذا هذه القطع الأثرية في التشيك؟
المتحف نشر بدوره بيانًا قال فيه إن التحف تم نقلها من مقتنيات “المتحف الوطني” بدمشق إلى التشيك بهدف ترميمها على يد أفضل الخبراء من مواقع الترميم في المتحف التاريخي في سياق المساعدة في إنقاذ التراث الثقافي العالمي في سوريا.وأضاف البيان أن هذه الخدمات يقدمها المتحف الوطني لمدة خمس سنوات على أساس البرنامج الحكومي الأولي لتقديم المساعدة الإنسانية والإنمائية وإعادة الإعمار في سوريا في 2016-2019.
ويستمر البرنامج إلى الآن بفضل الإعلان عن برنامج إعادة إعمار من جمهورية التشيك في منطقة الشرق الأوسط في الفترة 2022-2024، فإضافة إلى سوريا، شارك المتحف الوطني في إنقاذ الأشياء ذات القيمة الثقافية والتاريخية في أفغانستان والآن في أوكرانيا.
وأشار إلى أنه منذ عام 2017، يقدم المتحف الوطني المساعدة للزملاء السوريين من خلال “المديرية العامة للآثار والمتاحف” في سوريا كل عام.
وأوضح المتحف الجهود المبذولة بين التشيك وحكومة النظام في مجال الآثار بأنه “في عام 2021 وحده، جرى إرسال ما مجموعه 21 صندوقًا يتضمن المواد اللازمة للمتحف الوطني بدمشق لنقل التحف، أما في الوقت الحاضر وصلت المساعدة من المتحف الوطني إلى المرحلة التالية، حيث نقلت 20 قطعة تاريخية نادرة مباشرة من دمشق، والتي سيتم ترميمها في ورش المتحف الوطني التشيكي، والتي تم نقلها بمساعدة جيش جمهورية التشيك”.
ما القطع؟
أوضح بيان المتحف أن القطع الـ20 هي قطع أثرية معدنية معظمها من العصر البرونزي من الفترة 2500-1500 قبل الميلاد ومن العصور القديمة، ومن بين الأشياء النادرة التي يجب ترميمها. على سبيل المثال، اكتشافات على شكل تماثيل برونزية وإبرة برونزية من أوغاريت وثلاثة نقوش مقبرة حجرية من تدمر (تمثالان لنساء وتمثال واحد لرجل).وستعرض بعد ذلك القطع التي رممت في المتحف الوطني كجزء من معرض يقام بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا، وستعاد القطع الأثرية إلى سوريا بحلول عام 2023 على أبعد تقدير، حسب بيان المتحف.
ولا تقتصر جهود التشيك المبذولة على قضية آثار سوريا إلى الترميم، بل تحدث البيان أيضًا أنه سيحضر خبراء الآثار من سوريا وسيتلقون أيضًا تدريبًا على طرق الترميم الحديثة.
بعثات تشيكية في سوريا
أجرى المتحف الوطني حفريات أثرية في قرية “الشامية” بالقرب من اللاذقية في عام 2019 بالتعاون مع نظرائه السوريين، حسب البيان.واعتبر البيان أن المنطقة “جذابة للغاية” لأنها توثق حياة الناس لفترة طويلة نسبيًا إذ ركزت البعثة الاستطلاعية على اكتشاف ما كان يحدث هنا في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.
وأكد أنه من المقرر القيام برحلة استكشافية أخرى إلى هذه المنطقة في تشرين الأول من العام الحالي بهدف الحصول على عدد من البيانات الجديدة حول الهيكل الاستيطاني وكذلك عن البيئة الطبيعية.
الصحفي السوري الناشط في الدفاع عن الآثار السورية عمر البنيه، قال لعنب بلدي، إن بعض الدول مثل جمهورية التشيك وهنغاريا ليس لديها الخبرات اللازمة في الآثار السورية وترميمها، لكن هذه الدول بالإضافة إلى روسيا لم تقطع علاقاتها مع النظام السوري والنظام يتعاون معها على أساس فكرة الدفاع عن الآثار السورية وحمايتها وترميمها.
وأضاف البنيه أن البلدان الأوروبية التي سبق أن كانت تعمل في سوريا في الآثار قطعت علاقتها مع النظام السوري والآن يرى في البلدان الحليفة له بديلًا في في قضية الآثار وترميمها والتنقيب عنها، وهذا يندرج تحته المشاريع التي تجريها روسيا في ترميم بعض المناطق الأثرية في سوريا كـ”قوس النصر” في تدمر.
العلاقات السورية- التشيكية
تعتبر التشيك الدولة الأوروبية الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي أبقت على سفارتها مفتوحة في دمشق، خلال الحرب في سوريا، بينما أغلقت معظم الدول الغربية سفاراتها في دمشق سنة 2012.وتعود العلاقات الجيدة بين التشيك والنظام السوري إلى العلاقات الوطيدة التي أقامتها السفيرة التشيكية في دمشق إيفا فيليبي، عندما تولت منصبها سنة 2010، وفق ما نقله موقع يورونيوز عن الخبير السياسي في شؤون الشرق الأوسط مارك سيجكا، من جامعة “مندل دي بيرنو”.
فمنذ بداية الثورة في سوريا عام 2011، دافعت فيليبي عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ومنحت سفارة بلادها تأشيرات لعديد الشخصيات الممثلة للنظام السوري.
وأعلن مسؤولو التشيك مرارًا تأييدهم النظام السوري، وقال فيصل مقداد، عام 2016 عندما كان نائب وزير خارجية النظام لدى زيارته براغ في نيسان 2016، إن براغ “لم تنخرط بالعقوبات الاقتصادية الأوروبية على سوريا”.