تعد لميعة إحدى أهم الشاعرات العراقيات اللواتي لعبن دورا محوريا ضمن حركة الحداثة في الشعر العراقي والعربي عموما، إلى جانب شعراء من أمثال نازك الملائكة وبدر شاكر السياب، في خمسينيات القرن الماضي وتغني بها الشاعر الكبير بدر شاكر السياب: "ذكرتك يا لميعة والدجى ثلج وأمطار"
عرفت عمارة، المولودة في بغداد عام 1929، بجرأة في كتابة الشعر، جعلتها من أهم الشخصيات الشعرية النسوية، اللواتي كتبن عن المرأة والحب والغزل.
ولدت الشاعرة الراحلة لعائلة صابئية مندائية عريقة معروفة في منطقة الكريمات ببغداد..
نالت لقبها نسبة إلى مكان ولادة والدها في مدينة العمارة جنوبي العراق، حيث بدأت كتابة الشعر مبكرا وهي في ربيعها الـ12، وكانت ترسل قصائدها إلى الشاعر اللبناني المهجري، إيليا أبو ماضي، الذي كان صديقا لوالدها.
نشرت أول قصيدة لها في أربعينيات القرن الماضي، وكانت حينها في الرابعة عشر من عمرها. وبمجرد أن قرأ إيليا أبو ماضي قصيدتها كتب قائلا "إن كان في العراق مثل هؤلاء الأطفال فعلى أية نهضة شعرية مقبل العراق".
من بين قصائدها الشهيرة "وحيدة على شواطئ الاطلسي":
من غرفتي أحكي عن الحب أنا
وعن هوى لم ألمسِ
كفيلسوف يصف الخمر التي لم يحتسِ.
خلال مسيرتها الأدبية الطويلة، صدرت لها عدة مجموعات شعرية، أبرزها "الزاوية الخالية" و"عودة الربيع" و"أغاني عشتار" في السيتينيات، و"يسمونه الحب" عام 1972 و"لو أنبأني العراف" عام 1980.
لم تقتصر كتابات الراحلة لميعة عباس عمارة التي هاجرت من العراق في نهاية سبعينيات القرن الماضي واستقرت بولاية كاليفورنيا حتى مماتها، على الشعر الحر الفصيح، بل كانت لديها أيضا قصائد باللهجة العامية لاقت صدى واسعا في العراق لطرافتها وعمقها.
يقال إن هناك علاقة حب نشأت بين لميعة وبدر شاكر السياب، وظهر ذلك جليا من خلال القصائد المتبادلة التي كتبها الشاعران بعضهما للآخر.
تميزت لميعة، التي كانت زميلة السياب في دار المعلمين العالية- كلية الآداب ببغداد، بالجمال والروح المرحة مما جعل الشاعر البصري يقع في حبها.
نعاها الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة الجمعة قال فيها "نودع الشاعرة الكبيرة لميعة عباس عمارة، في منفاها، ونودع معها أكثر من خمسة عقود من صناعة الجمال".