هرب شهيد تاركا خلفه مسقط رأسه بسهوله الشاسعة وجباله الجليلة في احد وديان الهملايا شمال غرب باكستان بعدما اصبحت هذه المنطقة منذ حوالى سنتين امارة لمجموعة من طالبان تريد فرض الشريعة الاسلامية فيها.
وارغم هذا الرسام البالغ من العمر 45 عاما على هذا الخيار الأليم بعدما هدده مسلحون من عناصر طالبان اقتحموا شقته ذات يوم.
ويروي "ضربوني وشتموني على نشاطاتي التي قالوا انها محرمة في الدين وقالوا لي اعتبارا من اليوم عليك ان تتوقف عن رسم كائنات حية والا فسوف تلقى عقابا شديدا".
واستقل شهيد عندها الحافلة الى كراتشي مصطحبا معه زوجته واطفاله الاربعة وقال "كانت هذه الوسيلة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة مع عائلتي".
ولن يتمكن اي شيء من حمله على العودة، ولا حتى الهدنة الهشة التي تم التوصل اليها اخيرا بعد مفاوضات بين السلطات والاسلاميين.
ويقول "انا فنان. ماذا عساي افعل ان عدت في هذه الظروف؟ طالبان سيبقوا مسيطرين على المنطقة ولن يسمحوا لامثالنا بالعمل".
ويحظر اي مظهر يعتبر "غير اسلامي" في وادي سوات وقام الاسلاميون بذبح معارضين وتدمير اكثر من 120 مدرسة للبنات.
وكان شهيد يكسب معيشته بشكل مريح بفضل فنه فيرسم مشاهد وبورتريهات لنجوم سينما هنود وباكستانيين تلقى اقبالا من السياح في هذا الوادي المعروف بحفاوته وانفتاحه والذي كان قبلة سياحية مميزة في باكستان.
لكن مع وصول الاسلاميين، خلت الوادي من السياح وتحولت حياة الفنانين فيها جحيما.
ومن ضحايا هذا التحول شبانة وهي راقصة تجاهلت التحذيرات وتحدت التهديدات فخطفت وعثر على جثتها في كانون الاول/ديسمبر تحمل آثار رصاص ملقاة عند مستديرة في مينغورا كبرى مدن وادي سوات.
وهجر الفنانون والراقصون والمغنون الواحد تلو الاخر الوادي فتوزعوا على مدن مثل كراتشي ولاهور واسلام اباد.
وعلى مسافة مئة كلم من وادي سوات، باتت مدينة بيشاور عرضة بدورها لاعمال عنف المتطرفين الاسلاميين.
واغلق مسرح لاهور الوحيد "نيشتار هول" منذ ست سنوات ويتم استهداف الفنانين مثل علم مجاهد الممثل الشهير الذي خطف في كانون الثاني/يناير واطلق سراحه بعد خمسة ايام بشرط ان يكف نشاطاته.
وهرب المغني الشهير هارون باشا من مدينة سوابي المجاورة الى الولايات المتحدة.
ويروي في رسالة الكترونية موجهة الى وكالة فرانس برس "بدأت اتلقى تهديدات بالقتل من طالبان قبل سنة. قالوا لي ان اتوقف عن الغناء. تلقيت رسائل واتصالات هاتفية وكانوا يأتون الى منزلي".
وتستهدف اعتداءات محلات الموسيقى والفيديو ومقاهي الانترنت والحلاقين في كل ارجاء المنطقة وقد اغلق معظمها ابوابه. وتعرض ضريح شاعر صوفي من القرن السابع عشر يدعى رحمن بابا اخيرا لعدة تفجيرات.
غير ان ذكريات العنف تلاحق كل الذين هربوا، ومنهم هاشم خان العامل من وادي سوات التي لجأ الى كراتشي.
ويقول "في مينغورا رأيت جثثا ممددة قرب مستديرة غرين شوك، في المكان الذي القيت فيه جثة الراقصة شبانة. تلك المستديرة الخضراء التي كانت ترمز الى جمال مدينتنا تحولت الى المستديرة الدموية".
وارغم هذا الرسام البالغ من العمر 45 عاما على هذا الخيار الأليم بعدما هدده مسلحون من عناصر طالبان اقتحموا شقته ذات يوم.
ويروي "ضربوني وشتموني على نشاطاتي التي قالوا انها محرمة في الدين وقالوا لي اعتبارا من اليوم عليك ان تتوقف عن رسم كائنات حية والا فسوف تلقى عقابا شديدا".
واستقل شهيد عندها الحافلة الى كراتشي مصطحبا معه زوجته واطفاله الاربعة وقال "كانت هذه الوسيلة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة مع عائلتي".
ولن يتمكن اي شيء من حمله على العودة، ولا حتى الهدنة الهشة التي تم التوصل اليها اخيرا بعد مفاوضات بين السلطات والاسلاميين.
ويقول "انا فنان. ماذا عساي افعل ان عدت في هذه الظروف؟ طالبان سيبقوا مسيطرين على المنطقة ولن يسمحوا لامثالنا بالعمل".
ويحظر اي مظهر يعتبر "غير اسلامي" في وادي سوات وقام الاسلاميون بذبح معارضين وتدمير اكثر من 120 مدرسة للبنات.
وكان شهيد يكسب معيشته بشكل مريح بفضل فنه فيرسم مشاهد وبورتريهات لنجوم سينما هنود وباكستانيين تلقى اقبالا من السياح في هذا الوادي المعروف بحفاوته وانفتاحه والذي كان قبلة سياحية مميزة في باكستان.
لكن مع وصول الاسلاميين، خلت الوادي من السياح وتحولت حياة الفنانين فيها جحيما.
ومن ضحايا هذا التحول شبانة وهي راقصة تجاهلت التحذيرات وتحدت التهديدات فخطفت وعثر على جثتها في كانون الاول/ديسمبر تحمل آثار رصاص ملقاة عند مستديرة في مينغورا كبرى مدن وادي سوات.
وهجر الفنانون والراقصون والمغنون الواحد تلو الاخر الوادي فتوزعوا على مدن مثل كراتشي ولاهور واسلام اباد.
وعلى مسافة مئة كلم من وادي سوات، باتت مدينة بيشاور عرضة بدورها لاعمال عنف المتطرفين الاسلاميين.
واغلق مسرح لاهور الوحيد "نيشتار هول" منذ ست سنوات ويتم استهداف الفنانين مثل علم مجاهد الممثل الشهير الذي خطف في كانون الثاني/يناير واطلق سراحه بعد خمسة ايام بشرط ان يكف نشاطاته.
وهرب المغني الشهير هارون باشا من مدينة سوابي المجاورة الى الولايات المتحدة.
ويروي في رسالة الكترونية موجهة الى وكالة فرانس برس "بدأت اتلقى تهديدات بالقتل من طالبان قبل سنة. قالوا لي ان اتوقف عن الغناء. تلقيت رسائل واتصالات هاتفية وكانوا يأتون الى منزلي".
وتستهدف اعتداءات محلات الموسيقى والفيديو ومقاهي الانترنت والحلاقين في كل ارجاء المنطقة وقد اغلق معظمها ابوابه. وتعرض ضريح شاعر صوفي من القرن السابع عشر يدعى رحمن بابا اخيرا لعدة تفجيرات.
غير ان ذكريات العنف تلاحق كل الذين هربوا، ومنهم هاشم خان العامل من وادي سوات التي لجأ الى كراتشي.
ويقول "في مينغورا رأيت جثثا ممددة قرب مستديرة غرين شوك، في المكان الذي القيت فيه جثة الراقصة شبانة. تلك المستديرة الخضراء التي كانت ترمز الى جمال مدينتنا تحولت الى المستديرة الدموية".