نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


شارع الوحدة بغزة مثقل بذكريات أليمة بعد عام من الحرب





في ليلة من مايو/أيار قبل عام حلت مأساة مشتركة على ثلاثة آباء فلسطينيين فقدوا أحباءهم ومنازلهم في غارة جوية إسرائيلية استهدفت شارع الوحدة غرب مدينة غزة وتطاردهم منذ ذلك الحين ذكريات الماضي الأليمة.


 
في ليلة من مايو/أيار قبل عام حلت مأساة مشتركة على ثلاثة آباء فلسطينيين فقدوا أحباءهم ومنازلهم في غارة جوية إسرائيلية استهدفت شارع الوحدة غرب مدينة غزة وتطاردهم منذ ذلك الحين ذكريات الماضي الأليمة.
نجا رياض اشكنتنا مع طفلته سوزي البالغة سبعة أعوام من الموت، لكنه فقد زوجته وأطفاله الأربعة، في حين يأتي يومياً إلى مكان شقته بالمبنى السكني المدمر بشارع الوحدة غرب المدينة، ويقول إنه يشتم رائحة أبنائه وزوجته.
ويعود اشكنتنا (43 عاماً) بذاكرته إلى ليل الأحد السادس عشر من مايو/أيار 2021 عندما كان يتابع أحداث الحرب في غزة على التلفزيون، وسمع أصوات ضربات جوية عنيفة أسفرت عن هدم منزله المكون من ثلاث طوابق، وبقي تحت الأنقاض لاثنتي عشرة ساعة.
ويقول متنهداً وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية: "أتذكر كنت مصاباً تحت الأنقاض، سمعت صوت ابنتي دانا وهي تصرخ أبي أبي، ناديت عليها لكنها لم تعد ترد"، ويشير بيده: "هنا كان البيت، هنا كانوا يلعبون".
ويتذكر رياض: "لحظة ضرب المبنى أسرعت إلى غرفة الأولاد، لمحت زوجتي تحاول الإمساك بهم، فجأة انهار سقف البيت وسقطت الأرضية تحتي"، ويتابع: "بينما كنت تحت الأنقاض سمعت ابني زين (عامان ونصف) يتأوه، أبي، أبي، لكن سرعان ما تلاشى صوته". 
وعندما انتشل رياض من تحت الأنقاض نقل إلى مستشفى الشفاء القريب من منزله، وحينها أبلغه شقيقه باستشهاد زوجته عبير وأربعة من أطفاله الخمسة. يقول وهو يحبس دموعه: "لو مرت 100 سنة لن أنساهم".
وتلقت سوزي جلسات للدعم النفسي لكنها توقفت لأنها تعبت من الذكريات الأليمة، وفق ما قال والدها.
"أشعر أننا كلنا يتامى"
من جهتها تتساءل أم رياض البالغة من العمر 65 عاماً: "لماذا قتل هؤلاء الأطفال والنساء الأبرياء؟".
وتتذكر أم رياض التي كانت تسكن مقابل منزل ابنها رياض: "كنت ألعب مع أحفادي في بيتهم وقبل القصف بدقائق غادرت. أنا مصدومة لا أستطيع أن أصدق أنهم لن يعودوا"، مضيفة: "أشعر أننا كلنا يتامى"
ذكريات "موجعة"
ويجمع الناجون من عائلات اشكنتنا والكولك وأبو العوف ذكريات "موجعة" حسب شكري الكولك الذي فقدت عائلته 22 شخصاً.
واستشهد والدا شكري وزوجته وثلاثة من أبنائه وثلاثة من أشقائه وشقيقته وأبناؤهم، في منزلهم المكون من أربع طوابق ويضم ثماني شقق ودمر كلياً.
وكان المبنى انهار وبقي شكري 12 ساعة تحت الأنقاض قبل نقله إلى المستشفى. ونجا من أبنائه زينب وأسامة.
واستأجر منزلاً يبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن منزله القديم محاولا أن ينسى لكن "هذا مستحيل"، فيما لا يريد الزواج مرة ثانية معتبراً أنه "لا يمكن لأي امرأة أن تتعايش مع مأساتي... الموت والحياة متسويان عندي".
كوابيس في النهار
ومن بين أولئك المتضررين من الحرب روى علاء أبو العوف الذي فقد 14 شخصاً من عائلته من بينهم زوجته ديانا وابنتاه شيماء وروان قصته، مشيراً إلى أنه قرر وقف الدعم النفسي لأبنائه الناجين لأنها "تذكرهم بالألم".
وانتقل أبو العوف للعيش في شقة تبعد مئات الأمتار عن منزله المدمر في شارع الوحدة، ويعيش الآن مع زوجته الثانية وطفلتهما وابنته مرام (8 أعوام) التي نجت من ا 
ويتساءل: "هل سيُعاد بناء العمارة السكنية التي كنت فيها مع عائلتي وأشقائي؟". ويقول: "أرى كوابيس الليل وأعاني الكوابيس أيضاً في النهار".
ويضيف: "كل شيء هنا يذكرني بزوجتي وأبنائي وجيراني".
واستشهد نحو 45 فلسطينياً من عائلات اشكنتنا وأبو العوف والكولك والأفرنجي، في القصف العنيف الذي نفذه سلاح الجو الإسرائيلي.
وفي أحد عشر يوماً استشهد في القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على قطاع غزة 232 شخصاً، بينهم 65 طفلاً، وأصيب 1900 آخرون بجروح، وفق وزارة الصحة في غزة.
 

وكالات - تي ار تي
الاثنين 9 ماي 2022