وتاتي اقامة ملتقى دمشق الاول للرقص المعاصر بمبادرة وتنظيم من تجمع "تنوين" للرقص المسرحي، وهو تجمع غير حكومي اسس بداية العام 2009.
ويضم الملتقى عروضا لاربع فرق من الدنمارك وهولندا وفرنسا والمانيا، تم اختيارها "في محاولة كي يلم الجمهور باهم اتجاهات الرقص المعاصر كونه موضوع متشعب كثيرا"، كما تقول الراقصة ومصممة الرقص السورية مي سعيفان التي اسست تجمع "تنوين" لفرانس برس.
وعن الظروف التي شجعتهم على تنظيم ملتقى هو الاول من نوعه في سوريا، قالت سعيفان "بشكل عام نلمس اقبالا وتقبلا كبيرا (من الجمهور) لعروض الرقص المعاصر التي اقمناها" سابقا.
واضافت "نحس ان هناك (في دمشق) بيئة مناسبة الان لخروج هكذا ملتقى" للرقص المعاصر الذي يضم الى جانب العرض ورشات عمل ومحاضرات.
وافتتح ملتقى دمشق بعرضين قدمهما راقصين فرقة مانكوبي الدنماركية التي يديرها مصمم الرقص الدنماركي ينس بيريغلرد.
العرض الاول "المنحوتة الراكضة" صممه لارس دال بيدرسون ويحاول فيه راقصان تقديم منحوتات جسدية عبر تقنية في الحركة تحيل الى صور التماثيل وتشكيلاتها الحركية القاسية، والتي تتحول في العرض الى تشكيلات انسيابية عبر حوار جسدي الراقصين واضاءة خافتة تبرز حدود الجسد وتعزز اثر حركاته.
اما العرض الثاني "ايقوني/ساخر" الذي صممه مدير الفرقة الدنماركية، فيعتمد اكثر على استلهام الحركة من التصرفات والسلوكيات العادية في الحياة اليومية، منشئا على الخشبة معادلا تجريديا راقصا لعلاقات الرجل بالمرأة في مجتمعه، وكل منهما بجنسه، في اداءات حيوية ممسرحة تشكل مزيجا ثقافيا مع مصاحبة خلفيات اغان وحوارات ساخرة بلغات عديدة.
وموجة الرقص المعاصر بدا ظهورها في سوريا اواخر تسعينات القرن الماضي، مع تاسيس فرقة "ليش" للمسرح الحركي والتي ادارتها الراقصة نورا مراد، وهي الان عضو في تجمع "تنوين" المحدث.
وشهدت موجة الرقص المعاصر انتعاشة مع تاسيس فرق جديدة مثل فرقة "رماد" للمسرح الراقص تحت ادارة الراقص والمصمم لاوند هاجو الذي قضى مقتولا منذ اشهر.
وكذلك شكل تاسيس قسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية دفعا لهذه الموجة، الا ان نشاطها لم يتجاوز تقديم بعض العروض المتفرقة والقليلة، وذهب نشاط بعض الفرق اكثر الى تعهد عروض افتتاح المناسبات والمهرجانات.
ويشكل ملتقى دمشق المستمر حتى 23 نيسان/ابريل الجاري، نقطة انعطاف للعاملين في مجال الرقص المعاصر في سوريا، فهو الاول من نوعه، اضافة الى كون مؤسسيه يرتبطون بشراكة تجمعهم ضمن شبكة "مساحات" مع فرق عربية تقيم بالتزامن ملتقيات شبيهة في بيروت ورام الله وعمان.
وتاسست شبكة "مساحات" بعد لقاء بين فرقة "مقامات" للمسرح الراقص التي تقيم ملتقى بيروت، وفرقة "سرية رام الله" التي تقيم مهرجان رام الله للرقص المعاصر، وانضم الى هذه الشبكة اخيرا المركز الوطني للثقافة والفنون الادائية في عمان وتجمع "تنوين" في دمشق، لتتولى هذه الشبكة عمليا لاول مرة هذا العام ادارة اربعة ملتقيات رقص معاصر عربية تقام في شكل متزامن.
ويضم ملتقى دمشق ايضا عروضا لفرقة مصممة الرقص الهولندية غيوليا موريدو، وفرقة مصممي الرقص الفرنسيين هيلا فطومي وايريك لامورو اللذين يعتبران من رواد مصممي الرقص المعاصر الفرنسيين.
ويختتم الملتقى مع عرض لمصمم الرقص سمير عقيقة الالماني من اصل جزائري الذي عمل راقصا مع مصممة الرقص الشهيرة بينا باوش في فرقة "فوبرتال للمسرح الراقص".
ويحاول هذا الراقص والمصمم كسر الشكل التقليدي للعرض الراقص من خلال دمج الاشكال الحركية مع العناصر المرئية السينمائية في صيغة مبتكرة سماها "الرقص المسرحي السينماتوغرافي".
وفي عرضه الذي سيقدمه في دمشق، سيبدا عقيقة بكسر الحاجز مع الجمهور عبر توجيه عدة ملاحظات هي نقيض تلك التي تذاع في الصالات لضبط الحضور، من قبيل "اذا نسيت ان تقفل هاتفك النقال فليس لدينا مشكلة، اذا اردت التقاط الصور الرجاء استخدام الفلاش فهو جيد لارضاء غرورنا...".
وتعقيبا على انخراط تجمع "تنوين" في شبكة "مساحات" العربية للرقص المعاصر، قالت مؤسسة سعيفان "هدفنا الابعد هو تاسيس شبكة لراقصي ومصممي الرقص (عبر "مساحات") تشمل كل الوطن العربي".
واوضحت ان عملهم ضمن شبكة عربية للرقص العماصر "ممتع جدا ويسهل شغلنا ويجعلنا نحس بالدعم واننا لسنا وحيدين بل نحن جزء من حركة قوية ومتصاعدة اكبر منا"، لافتة الى ان هذه "الشراكة" توسع نطاق حركة ملتقيات الرقص المعاصر وتقوي الحديث عنها.
واضافة الى ملتقيات الرقص المعاصر في المدن العربية الاربع، يستضيف ملتقى بيروت للرقص المعاصر من 23 ولغاية 26 نيسان/ابريل الجاري "الملتقى العربي الاول للرقص المعاصر" الذي دعي اليه مصممو رقص من كافة انحاء العالم العربي لتقديم اعمالهم، اضافة الى المشاركة في محاضرات وورشات عمل، وسيناقشون ايضا موضوع التواصل والتعاون في ما بينهم وامكانية انشاء جمعية عربية للراقصين ومصممي الرقص العرب.
--------------------------
الصورة : مصممة الرقص السورية مي سعيفان
ويضم الملتقى عروضا لاربع فرق من الدنمارك وهولندا وفرنسا والمانيا، تم اختيارها "في محاولة كي يلم الجمهور باهم اتجاهات الرقص المعاصر كونه موضوع متشعب كثيرا"، كما تقول الراقصة ومصممة الرقص السورية مي سعيفان التي اسست تجمع "تنوين" لفرانس برس.
وعن الظروف التي شجعتهم على تنظيم ملتقى هو الاول من نوعه في سوريا، قالت سعيفان "بشكل عام نلمس اقبالا وتقبلا كبيرا (من الجمهور) لعروض الرقص المعاصر التي اقمناها" سابقا.
واضافت "نحس ان هناك (في دمشق) بيئة مناسبة الان لخروج هكذا ملتقى" للرقص المعاصر الذي يضم الى جانب العرض ورشات عمل ومحاضرات.
وافتتح ملتقى دمشق بعرضين قدمهما راقصين فرقة مانكوبي الدنماركية التي يديرها مصمم الرقص الدنماركي ينس بيريغلرد.
العرض الاول "المنحوتة الراكضة" صممه لارس دال بيدرسون ويحاول فيه راقصان تقديم منحوتات جسدية عبر تقنية في الحركة تحيل الى صور التماثيل وتشكيلاتها الحركية القاسية، والتي تتحول في العرض الى تشكيلات انسيابية عبر حوار جسدي الراقصين واضاءة خافتة تبرز حدود الجسد وتعزز اثر حركاته.
اما العرض الثاني "ايقوني/ساخر" الذي صممه مدير الفرقة الدنماركية، فيعتمد اكثر على استلهام الحركة من التصرفات والسلوكيات العادية في الحياة اليومية، منشئا على الخشبة معادلا تجريديا راقصا لعلاقات الرجل بالمرأة في مجتمعه، وكل منهما بجنسه، في اداءات حيوية ممسرحة تشكل مزيجا ثقافيا مع مصاحبة خلفيات اغان وحوارات ساخرة بلغات عديدة.
وموجة الرقص المعاصر بدا ظهورها في سوريا اواخر تسعينات القرن الماضي، مع تاسيس فرقة "ليش" للمسرح الحركي والتي ادارتها الراقصة نورا مراد، وهي الان عضو في تجمع "تنوين" المحدث.
وشهدت موجة الرقص المعاصر انتعاشة مع تاسيس فرق جديدة مثل فرقة "رماد" للمسرح الراقص تحت ادارة الراقص والمصمم لاوند هاجو الذي قضى مقتولا منذ اشهر.
وكذلك شكل تاسيس قسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية دفعا لهذه الموجة، الا ان نشاطها لم يتجاوز تقديم بعض العروض المتفرقة والقليلة، وذهب نشاط بعض الفرق اكثر الى تعهد عروض افتتاح المناسبات والمهرجانات.
ويشكل ملتقى دمشق المستمر حتى 23 نيسان/ابريل الجاري، نقطة انعطاف للعاملين في مجال الرقص المعاصر في سوريا، فهو الاول من نوعه، اضافة الى كون مؤسسيه يرتبطون بشراكة تجمعهم ضمن شبكة "مساحات" مع فرق عربية تقيم بالتزامن ملتقيات شبيهة في بيروت ورام الله وعمان.
وتاسست شبكة "مساحات" بعد لقاء بين فرقة "مقامات" للمسرح الراقص التي تقيم ملتقى بيروت، وفرقة "سرية رام الله" التي تقيم مهرجان رام الله للرقص المعاصر، وانضم الى هذه الشبكة اخيرا المركز الوطني للثقافة والفنون الادائية في عمان وتجمع "تنوين" في دمشق، لتتولى هذه الشبكة عمليا لاول مرة هذا العام ادارة اربعة ملتقيات رقص معاصر عربية تقام في شكل متزامن.
ويضم ملتقى دمشق ايضا عروضا لفرقة مصممة الرقص الهولندية غيوليا موريدو، وفرقة مصممي الرقص الفرنسيين هيلا فطومي وايريك لامورو اللذين يعتبران من رواد مصممي الرقص المعاصر الفرنسيين.
ويختتم الملتقى مع عرض لمصمم الرقص سمير عقيقة الالماني من اصل جزائري الذي عمل راقصا مع مصممة الرقص الشهيرة بينا باوش في فرقة "فوبرتال للمسرح الراقص".
ويحاول هذا الراقص والمصمم كسر الشكل التقليدي للعرض الراقص من خلال دمج الاشكال الحركية مع العناصر المرئية السينمائية في صيغة مبتكرة سماها "الرقص المسرحي السينماتوغرافي".
وفي عرضه الذي سيقدمه في دمشق، سيبدا عقيقة بكسر الحاجز مع الجمهور عبر توجيه عدة ملاحظات هي نقيض تلك التي تذاع في الصالات لضبط الحضور، من قبيل "اذا نسيت ان تقفل هاتفك النقال فليس لدينا مشكلة، اذا اردت التقاط الصور الرجاء استخدام الفلاش فهو جيد لارضاء غرورنا...".
وتعقيبا على انخراط تجمع "تنوين" في شبكة "مساحات" العربية للرقص المعاصر، قالت مؤسسة سعيفان "هدفنا الابعد هو تاسيس شبكة لراقصي ومصممي الرقص (عبر "مساحات") تشمل كل الوطن العربي".
واوضحت ان عملهم ضمن شبكة عربية للرقص العماصر "ممتع جدا ويسهل شغلنا ويجعلنا نحس بالدعم واننا لسنا وحيدين بل نحن جزء من حركة قوية ومتصاعدة اكبر منا"، لافتة الى ان هذه "الشراكة" توسع نطاق حركة ملتقيات الرقص المعاصر وتقوي الحديث عنها.
واضافة الى ملتقيات الرقص المعاصر في المدن العربية الاربع، يستضيف ملتقى بيروت للرقص المعاصر من 23 ولغاية 26 نيسان/ابريل الجاري "الملتقى العربي الاول للرقص المعاصر" الذي دعي اليه مصممو رقص من كافة انحاء العالم العربي لتقديم اعمالهم، اضافة الى المشاركة في محاضرات وورشات عمل، وسيناقشون ايضا موضوع التواصل والتعاون في ما بينهم وامكانية انشاء جمعية عربية للراقصين ومصممي الرقص العرب.
--------------------------
الصورة : مصممة الرقص السورية مي سعيفان