رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي يتحدث للصحافة من قاعدة عسكرية في وسط إسرائيل، 7 أبريل، 2024. (Israel Defense Forces)
وفي رسالة مماثلة، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن الهدف من انسحاب القوات من القطاع هو التحضير للهجوم المتوقع في مدينة رفح بأقصى جنوب غزة.
وادعى غالانت أنه بسبب النجاحات العسكرية، توقفت حماس عن العمل كمنظمة عسكرية في جميع أنحاء قطاع غزة، لكنه ناقض نفسه بعد ذلك، قائلا إن الجيش الإسرائيلي لا يزال يستعد للتعامل مع كتائب حماس المتبقية في رفح.
وأوضح متحدث باسم غالانت في وقت لاحق أن وزير الدفاع كان يشير إلى منطقة خان يونس وأجزاء أخرى من القطاع حيث عمل الجيش، وليس كل غزة.
وقال وزير الدفاع “إن إنجازات الفرقة 98 ووحداتها مثيرة للإعجاب للغاية، حيث استهدفت الإرهابيين، ودمرت أهداف العدو والمستودعات والأسلحة و[المواقع] تحت الأرض والمقرات وغرف الاتصالات”.
“خرجت القوات من [غزة] وهي تستعد لمهامها المستقبلية. لقد رأينا أمثلة على مثل هذه المهام في [مستشفى] الشفاء، وكذلك لمهمتها المستقبلية في منطقة رفح”.
وأضاف: “سوف نصل إلى وضع لا تسيطر فيه حماس على قطاع غزة، وحيث لا تعمل كإطار عسكري يشكل خطرا على مواطني دولة إسرائيل”. وقال مسؤولون إسرائيليون أنه تم تفكيك 18 كتيبة من أصل 24 كتيبة تابعة لحماس في قطاع غزة، مما يعني أنها لا تعمل كوحدة عسكرية منظمة، على الرغم من وجود خلايا أصغر.
ولا تزال أربع كتائب تابعة لحماس موجودة دون أن تمس فعليا في رفح جنوب قطاع غزة، وتوجد اثنتان أخريان في الجزء الأوسط من القطاع.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرارا أنه وافق على خطط الجيش لعملية في رفح، إلا أنه لم يعط الضوء الأخضر لتنفيذها.
وقد سبب الهجوم المخطط له على رفح قلقا شديدا في المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة ومصر، وذلك لأن المدينة الواقعة في جنوب غزة تأوي أكثر من مليون فلسطيني نازح من أماكن أخرى في القطاع. وقالت إسرائيل إنها تخطط لإخلاء وحماية المدنيين من رفح كجزء من خططها الهجومية.
الجيش الإسرائيلي يعمل “على إعادة جميع الرهائن في أسرع وقت ممكن”
متطرقا للعملية التي نُفذت في نهاية الأسبوع لاستعادة جثة الرهينة إلعاد كتسير، قال هليفي يوم الأحد: “كنا جميعا نود استعادته حيا. ولم ننجح في ذلك”.
وقال: “سنواصل العمل بأي طريقة. سنواصل جهودنا الاستخباراتية والعملياتية لإعادة جميع الرهائن في أسرع وقت ممكن. بصفتي رئيس الأركان، أشعر شخصيا بمسؤولية إعادتهم، وكذلك يفعل قادة الجيش الإسرائيلي الآخرون وجنوده”.
كما قال هليفي إن محادثات التفاوض بشأن الرهائن يجب أن تتم “بمسؤولية وحذر ويجب ترك تفاصيلها في الغرف المناسبة”.
وتابع: “إن جيش الدفاع قوي بما يكفي لكي تعرف دولة إسرائيل كيف تدفع ثمن عودة أبنائها وبناتها. لدينا واجب أخلاقي تجاههم وسيعرف جيش الدفاع كيفية تحمُل دفع الثمن الباهظ وسيعرف أيضا كيفية العودة والقتال بقوة”. وأردف قائلا: “عندما خرجنا إلى الحرب في البداية، كنا نعرف وقلنا أنها ستستمر لفترة طويلة، لتحقيق الأهداف. لقد حققنا إنجازات كبيرة للغاية في القتال في غزة، لكن الأهداف لم تتحقق بالكامل بعد، وهي عودة جميع الرهائن إلى الوطن، وعودة جميع سكان الشمال والجنوب إلى منازلهم بأمان، وتفكيك حماس في غزة بما يسمح بحكومة غير حماس في قطاع غزة”.
“هذا الواقع معقد للغاية ولا توجد حلول بسيطة. إننا نخوض الحرب بمسؤولية وتصميم، ويجب ألا نكون واهمين… كما قلنا، بعض الأهداف ستستغرق وقتا طويلا، ولن نتوقف حتى نحققها. إن عودة الرهائن مهمة وعاجلة، وتوقيتها يختلف عن توقيت الأهداف الأخرى”.
إسرائيل “في حرب متعددة الجبهات”
في معرض حديثه عن تهديدات إيران بالرد على اغتيال إسرائيل المزعوم لأكبر ضابط في الحرس الثوري الإيراني في سوريا، قال هليفي إن الجيش الإسرائيلي مستعد تماما لأي سيناريو.
وقال إن إسرائيل تواجه “حربا متعددة الجبهات”، مضيفا “ليس هناك سبب للذعر، ولكن ليس هناك مجال للتقاعس. يجب أن نكون على دراية بالوضع، وأن نكون على استعداد دائما”.
وأضاف أن “قوات جيش الدفاع مستعدة وتعمل في جميع الساحات، في الجنوب، في الشمال، في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وفي الساحات البعيدة. جيش الدفاع يعرف أيضا كيفية التعامل مع إيران، في الهجوم والدفاع”.
ومضى قائلا: “قمنا بالاستعداد لموقف كهذا، ولدينا أنظمة دفاع جيدة، ونحن نعرف كيفية العمل بقوة ضد إيران في أماكن قريبة وبعيدة. نحن نعمل بالتعاون مع الولايات المتحدة والشركاء الاستراتيجيين في المنطقة”. وقال أنه منذ بداية الحرب على غزة “حاولت إيران التنصل والتستر على التورط المباشر فيها، لكننا نعلم أنها تنشط وتوجه وتمول وتنقل المعرفة إلى كل وكلاءها في المنطقة، من حزب الله، عبر يهودا والسامرة إلى اليمن”.
وأضاف: “إيران لا تهدد إسرائيل فقط، بل العالمين الغربي والعربي بأكملهما. إن إيران مشكلة عالمية، كانت وستظل المشكلة الكبرى”.
7 أكتوبر لحظة “فاصلة”
متطرقا كما يبدو إلى النقاش الدائر حول تجنيد الحريديم والتغييرات الأخرى في الخدمة العسكرية الإلزامية، قال هليفي إن الجيش الإسرائيلي سيحتاج إلى أن يكون أكبر وأن يخضع لتغييرات لمنع حدوث هجوم مثل 7 أكتوبر مرة أخرى.
وقال لوسائل الإعلام “إن السابع من أكتوبر هو نقطة فاصلة في الأمن الإسرائيلي. لقد بدأنا التحقيق في الأحداث المعقدة لهذا اليوم، وسوف نتعلم ونتخذ قرارات”.
وقال هاليفي: “إن فرضيات العمل التي عملنا بموجبها، والسيناريوهات التي أعددنا لها، وتصور العدو الذي كنا لدينا، من الواضح لنا أنها يجب أن تتغير… يجب أن يكون جيش الدفاع أقوى وأكبر، حتى لا يتكرر ما حدث في 7 أكتوبر مرة أخرى. وبالطبع، هذه ليست التغييرات الوحيدة”.
“القرارات التي نتخذها اليوم لها تأثير حاسم وفاصل على بناء قوة جيش الدفاع في المستقبل القريب والبعيد”.
وأضاف: “ليس لدينا رفاهية تأجيلها. إن تأجير القرارات بشأن بناء قوة جيش الدفاع تعرّض أمن البلاد للخطر”، في إشارة كما يبدو إلى تقارير أفادت بأن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يعارض قيام الجيش بشراء طائرات مقاتلة جديدة.