نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


دمشق برؤية غربية ......مسرحية بريطانية تغضب الجمهور الفلسطيني




رام الله - حسام عزالدين - اختتمت فرقة مسرح بريطانية عرض مسرحيتها "دمشق" في منطقة الشرق الاوسط بعرضها السادس على خشبة مسرح القصبة في رام الله بالضفة الغربية بعد ان عرضت في خمس دول عربية ومنعت في تونس.


دمشق  برؤية غربية ......مسرحية بريطانية تغضب الجمهور الفلسطيني
وان كانت المسرحية احدثت غضبا في سوريا وتفاعلا في مصر والاردن ولبنان، كما قال مخرج المسرحية فيليب هاورد الا انها في رام الله انتهت وسط اجواء من الرضى عن مضمونها ومعارضة قليلة من الحضور.
وقد صفق الجمهور بحرارة مع نهاية المسرحية وعلى فترتين خلال عرضها. وبالمقابل، القى شاب غاضب كرة ورقية باتجاه اعضاء الفرقة مع نهاية المسرحية ما دفع مدير مسرح القصبة جورج ابراهيم لتقديم اعتذار لمخرج المسرحية امام الجمهور مع نهاية المسرحية.
ومسرحية "دمشق" للمخرج البريطاني فيليب هاورد، تأتي ضمن مشروع اطلقه المجلس الثقافي البريطاني في ست دول عربية. ويقول المجلس ان المشروع يهدف الى "منح الجمهور العربي فرصة لمشاهدة مسرحيات تتناول صورتهم في بريطانيا".
وقال المخرج هاورد عقب انتهاء المسرحية ان "المسرحية بكل وضوح تقول لاي انسان في اي مكان بانه ان لم يكن هناك اتصال مع من تسمعهم وان تجاهلت ما يقولونه فانه سيكون هناك نتيجة سلبية".
وكانت فرقة المسرح المكونة من اربعة ممثلين وراوية عرضت مسرحيتها في كل من سوريا ولبنان ومصر والاردن ومنعت من العرض في تونس بناء على طلب من السفارة السورية، كما قال مخرج المسرحية هاورد امام الحضور في رام الله مسا السبت.
وتتناول المسرحية على مدار ساعتين ونصف الساعة الجدل الثقافي الدائر بين الشرق والغرب من خلال الشخصية المسرحية "بول" مؤلف الكتب الاسكتلندي الذي يصل الى دمشق في يوم عيد الحب ويحاول عقد صفقة ترويج كتاب لتعليم الانكليزية في معهد تعليم الانكليزية في سوريا.
وتظهر المسرحية رغبة الحكومة السورية بالاطلاع على الثقافة الانكليزية لكن وزارة التربية والتعليم ترفض الكتاب لاسباب تتعلق بعدة قضايا يتناولها الكتاب لا تتلائم مع الثقافة السورية والعربية اجمالا.
ومن هذه القضايا، اقامة علاقات عاطفية بين شبان وشابات اثناء الدراسة والفاظ تظهر في الكتاب تتعلق بشتم الأم وما ذكره الكتاب عن اسم يهودي يأتي على ذكره خاصة وان اليهودي يظهر في رسومات الكتاب وعلى صدره علم اسرائيلي.
وتتولى مهمة التفاوض مع مؤلف الكتب التعليمية بول، الفتاة "منى" التي تجيد الانكليزية وتظهر على انها فتاة فلسطينية هاجر والداها من الاراضي الفلسطينية في العام 1967 بسبب الاحتلال الاسرائيلي.
يظهر "بول" الشخصية المسرحية الرئيسية، اهتمامه بالعودة الى بلاده بعد فشل الصفقة خاصة وان زوجته تنتظره للاحتفال بعيد الحب لكن انفجار قنبلة في مطار بيروت يرجىء رحلته يومين اضافيين.
يستغل مؤلف الكتب بقاؤه في دمشق ويحاول التفاوض على التعديلات المقترحة على الكتاب التعليمي مع منى.
وتقول له منى "مثلا الكتاب يظهر السيدة محمد بالنقاب ونحن لا نريد هذه الصورة لان المعهد الذي سيكون الوسيط في ترويج الكتاب علماني".
وتضيف " كذلك قضية القتل على خلفية الشرف لا نريدها في كتبنا وهذه القضايا اصلا موجودة في بريطانيا".
وترتفع نبرة منى حين تنتقد ما جاء في الكتاب التعليمي عن حقوق الانسان وعن الديمقراطية.
وتقول لبول "اي ديمقراطية هذه؟ ديمقراطيتك احتلت العراق وتأتي اليوم لتفهمنا الديمقراطية"
ويغيب النقاش بين بول ومنى حول الكتاب خلال فترات المسرحية لتظهر بينهما اثناء اقامته في الفندق علاقة عاطفية تتطور الى علاقة جنسية.
ويظهر في المسرحية "زكريا" وهو موظف استقبال في الفندق الذي اقام فيه بول حيث يظهر زكريا ذلك الانسان الدائم التفكير في الجنس وحب الهجرة وانه مستاء لبعده عن عائلته بسبب عمله.
وفي حين حاول زكريا اقناع بول بان لديه ميول للكتابة وانه الف كتاب اسمه "حياتي"، يتجاهل بول محاولات زكريا هذه ويقابلها ببرود ويحاول التنصل من الاستماع اليه.
وتنتهي المسرحية بان وصل الى زكريا مسدس عن طريق صديق له عمل في احدى التنظيمات الاسلامية ووجه زكريا مسدسه نحو بول واخذ يصرخ به ليوقظه من نومه لان سيارته التي ستنقله الى المطار قد وصلت.
ودوى داخل قاعة المسرح صوت اطلاق رصاصة بعد اطفاء الانوار ولم ير الحضور سوى بقعة دم على الارض ليختفي زكريا وبول عن خشبة المسرح. وقال المخرج بانه تعمد ابقاء النهاية مفتوحة.
وقال سائد زهران وهو احد الحضور الذي شاهد المسرحية، موجها حديثه الى المخرج "المسرحية لا تختلف عن الاعلام الغربي الذي يحاول اظهار العرب والمسلمين بانهم غير حضاريين ويهتمون بالجنس والقتل وفي نفس الوقت يتجاهل هذا الاعلام بان الغرب لديه مشاكل اكثر من المجتمعات العربية".
ورد المخرج هاورد بالقول "لا نحاول في هذا العمل التعليق على الوضع السياسي لكن ما اود قوله هو ان المسرحية عرضت في كثير من المدن الاجنبية البريطانية والاميركية وكان دور الشخصية العربية في المسرحية هو الايجابي بالنسبة للحضور وبول مؤلف الكتب هو السلبي. ولم يكن بول بطلا لدى الجمهور الاجنبي".
---------------------------------------
الصورة : مشهد من مسرحية دمشق للبريطانيين كريغ وهاورد

حسام عز الدين
الاحد 12 أبريل 2009