تلك هي النظرية العسكرية الأهمّ التي يطبقها القادة العسكريون في أرض المعركة، ومن المعلوم أنه من المحظور عسكرياً، أن يقوم القائد العسكري باستخدام الأنساق الثانية والاحتياطات العملياتية بما يخالف هذه النظرية.
في بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، كان هناك خرق سريع للدفاعات الأوكرانية وعلى معظم الاتجاهات، ولم يكن الروس أصلاً بحاجة ماسّة لاستخدام احتياطاتهم العملياتية من أجل تطوير معركتهم باتجاه العمق الأوكراني.
لكن ما الذي حصل فيما بعد، وأجبر القوات الروسية على التوقف في أرض المعركة والانتقال للدفاع وبطريقة عشوائية غير منتظمة؟
كان هذا أول أخطاء القادة الروس؛ لأنهم خططوا للنجاح فقط، ولم يضعوا خططاً للانتقال المنظم للدفاع فيما إذا اُضطُرّوا لذلك، ومن هنا كان اصطياد قواتهم أسهل، وتدمير أسلحتهم بأقل وقت وجهد مما يتطلب ذلك عادةً.
طبعاً لا شك أن الفوقية والعنجهية لدى القادة الروس، هي التي أوصلتهم إلى هذا المطاف والموقف الذي لا يُحسَدون عليه.
وبالعودة إلى نظرية الاستثمار العسكري الروسي في أرض المعركة، يمكننا القول: إنه من هنا بدأت العقيدة والفكر العسكري الروسي بالسقوط والانكسار.
طبعا لسبب بسيط جداً، فالروس وخلافاً لنظريتهم تلك بدؤوا وعلى كافة المستويات وبكل قطاعات المعركة، الاستثمار العسكري لاحتياطاتهم باتجاه الفشل، وعلى القطاعات المتوقفة والتي تكبدوا بها خسائر كبيرة.
طبعاً القادة الروس لم ينسوا النظريات العسكرية التي تم تدريبهم عليها، ومنذ نعومة أظفارهم بالعلم العسكري ولكنهم مجبرون، فكل قواتهم متوقفة في أرض المعركة، وليس لديهم قطاع واحد ناجح يمكنهم الاستثمار به.
تلك هي معجزات القرن الحادي والعشرين، فروسيا العظمى تزجّ بقواتها الاحتياطية لتحدّ من الفشل، ومن أجل تقليل الخسائر في أرض المعركة.
المؤكد عسكرياً أن هذا بمفرده لم يكن السبب الرئيسي للانسحاب الروسي، سواءً كان من محيط العاصمة كييف سابقاً، ومن خيرسون لاحقاً.
لا شك أن هناك أسباباً أكبر وأعمق، وربما هي بالوقت الحاضر خارج مدركاتنا العلمية والعسكرية، وربما يتم الكشف عنها لاحقاً خلال السنوات القادمة.
من المؤكد أيضاً ووَفْق المدرسة العسكرية الشرقية، أن الخسائر الكبيرة التي يمكن أن تقع في صفوف القوات الروسية، لا يجب أن تكون السبب دون تحقيق فكرة القائد الأقدم للمعركة ومهما كانت هذه الخسائر كبيرة.
وهنا يمكننا القول: إن هذه أيضاً من المعجزات العسكرية للقرن الحادي والعشرين.
القوات الروسية تُجبَر على الانسحاب دون أن تحقق فكرة القائد الأقدم في أرض المعركة، والأسوأ من ذلك أن القادة الروس يُصرِّحون بقولهم: “إننا لا يمكننا إبقاء قواتنا في أرض خطرة ممكن أن تتعرض للمزيد من التدمير والخسائر الكبير”.
أيُّ معجزة تلك التي حصلت؟ وأيّ سرّ كبير غامض لا يقوى الروس على البوح به خوفاً من إظهار ضعفهم؟ ولا يريد الغرب عموماً وبريطانيا خصوصاً الإعلان عنه، حتى لا يصرحوا بأسرار عملهم العسكري في الأراضي الأوكرانية.
يمكننا أن نقول وبكل تأكيد: إن الغرب استخدم وعلى نطاق واسع الحرب الإلكترونية وبوسائط وعتاد متقدم جداً، وحتى أكبر مما يعتقد معظم المحللين العسكريين، أكاد أجزم ونتيجة هذا الاستخدام الواسع النطاق، أصبحت القوات الروسية لا تسمع، ولا ترى، ولا تتحرك، تلك هي لعبة الحرب وتلك هي فنون القتال والمعركة؛ أن يستطيع مركز قيادة وعمليات متقدم يشغله بضعة من الجنود البريطانيين والأمريكان والإسبان، أن يوقفوا فرقتين عسكريتين مدرعتين روسيتين في أرض المعركة وبشكل اضطراري، ويسأل ويتساءلون من أين يمر اتجاه الشمال؟ وأين يكون الحد الأمامي المعادي؟ وللأمانة فإن قسماً من الجنود الروس كان يسأل ”أين أمي؟“.
-------
نداء بوست
في بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، كان هناك خرق سريع للدفاعات الأوكرانية وعلى معظم الاتجاهات، ولم يكن الروس أصلاً بحاجة ماسّة لاستخدام احتياطاتهم العملياتية من أجل تطوير معركتهم باتجاه العمق الأوكراني.
لكن ما الذي حصل فيما بعد، وأجبر القوات الروسية على التوقف في أرض المعركة والانتقال للدفاع وبطريقة عشوائية غير منتظمة؟
كان هذا أول أخطاء القادة الروس؛ لأنهم خططوا للنجاح فقط، ولم يضعوا خططاً للانتقال المنظم للدفاع فيما إذا اُضطُرّوا لذلك، ومن هنا كان اصطياد قواتهم أسهل، وتدمير أسلحتهم بأقل وقت وجهد مما يتطلب ذلك عادةً.
طبعاً لا شك أن الفوقية والعنجهية لدى القادة الروس، هي التي أوصلتهم إلى هذا المطاف والموقف الذي لا يُحسَدون عليه.
وبالعودة إلى نظرية الاستثمار العسكري الروسي في أرض المعركة، يمكننا القول: إنه من هنا بدأت العقيدة والفكر العسكري الروسي بالسقوط والانكسار.
طبعا لسبب بسيط جداً، فالروس وخلافاً لنظريتهم تلك بدؤوا وعلى كافة المستويات وبكل قطاعات المعركة، الاستثمار العسكري لاحتياطاتهم باتجاه الفشل، وعلى القطاعات المتوقفة والتي تكبدوا بها خسائر كبيرة.
طبعاً القادة الروس لم ينسوا النظريات العسكرية التي تم تدريبهم عليها، ومنذ نعومة أظفارهم بالعلم العسكري ولكنهم مجبرون، فكل قواتهم متوقفة في أرض المعركة، وليس لديهم قطاع واحد ناجح يمكنهم الاستثمار به.
تلك هي معجزات القرن الحادي والعشرين، فروسيا العظمى تزجّ بقواتها الاحتياطية لتحدّ من الفشل، ومن أجل تقليل الخسائر في أرض المعركة.
المؤكد عسكرياً أن هذا بمفرده لم يكن السبب الرئيسي للانسحاب الروسي، سواءً كان من محيط العاصمة كييف سابقاً، ومن خيرسون لاحقاً.
لا شك أن هناك أسباباً أكبر وأعمق، وربما هي بالوقت الحاضر خارج مدركاتنا العلمية والعسكرية، وربما يتم الكشف عنها لاحقاً خلال السنوات القادمة.
من المؤكد أيضاً ووَفْق المدرسة العسكرية الشرقية، أن الخسائر الكبيرة التي يمكن أن تقع في صفوف القوات الروسية، لا يجب أن تكون السبب دون تحقيق فكرة القائد الأقدم للمعركة ومهما كانت هذه الخسائر كبيرة.
وهنا يمكننا القول: إن هذه أيضاً من المعجزات العسكرية للقرن الحادي والعشرين.
القوات الروسية تُجبَر على الانسحاب دون أن تحقق فكرة القائد الأقدم في أرض المعركة، والأسوأ من ذلك أن القادة الروس يُصرِّحون بقولهم: “إننا لا يمكننا إبقاء قواتنا في أرض خطرة ممكن أن تتعرض للمزيد من التدمير والخسائر الكبير”.
أيُّ معجزة تلك التي حصلت؟ وأيّ سرّ كبير غامض لا يقوى الروس على البوح به خوفاً من إظهار ضعفهم؟ ولا يريد الغرب عموماً وبريطانيا خصوصاً الإعلان عنه، حتى لا يصرحوا بأسرار عملهم العسكري في الأراضي الأوكرانية.
يمكننا أن نقول وبكل تأكيد: إن الغرب استخدم وعلى نطاق واسع الحرب الإلكترونية وبوسائط وعتاد متقدم جداً، وحتى أكبر مما يعتقد معظم المحللين العسكريين، أكاد أجزم ونتيجة هذا الاستخدام الواسع النطاق، أصبحت القوات الروسية لا تسمع، ولا ترى، ولا تتحرك، تلك هي لعبة الحرب وتلك هي فنون القتال والمعركة؛ أن يستطيع مركز قيادة وعمليات متقدم يشغله بضعة من الجنود البريطانيين والأمريكان والإسبان، أن يوقفوا فرقتين عسكريتين مدرعتين روسيتين في أرض المعركة وبشكل اضطراري، ويسأل ويتساءلون من أين يمر اتجاه الشمال؟ وأين يكون الحد الأمامي المعادي؟ وللأمانة فإن قسماً من الجنود الروس كان يسأل ”أين أمي؟“.
-------
نداء بوست