أضافت ولاية قونية وسط تركيا وجهة جديدة على قائمة الوجهات المفضلة لعشاق السياحة الأثرية والتاريخية على أراضيها عقب الانتهاء من ترميم خان أوبروق الذي يعود إلى ما قبل 800 عام.
الخان الذي يعد أحد أبرز آثار الحقبة السلجوقية شهد أخيراً انتهاء أعمال ترميمه تمهيداً لفتحه أمام الزوار.
ويقع خان أوبروق على الطريق الواصل بين ولايتي قونية وأقصراي، ويبعد عن مركز مدينة قونية 70 كيلومتراً.
ويعود بناء الخان التاريخي إلى القرن الـ13 الميلادي ويعكس جانبه المعماري آثار الخانات السلجوقية التي كانت سائدة آنذاك.
- الخان
يستمد الخان التاريخي اسمه من منطقة "قيز أوران أوبروغو" الواقعة بالقرب منه، وتعني كلمة "أوبروق" في اللغة التركية "البَالُوعَة" أو "الهبوط الأرضي".
وبدأ ترميم خان أوبروق عقب مرسوم يحمل توقيع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باعتبار منطقة "قيز أوران أوبروغو" منطقة حساسة تخضع للحماية المؤكدة.
وقبل قرابة عامين بدأت بلدية قضاء قراطاي في قونية أعمال ترميم الخان التاريخي ومنطقة "قيز أوران أوبروغو" ومحيطهما.
واستكملت البلدية أعمال الترميم في المنطقة المذكورة بدعم الرئاسة التركية ووزارة البيئة والتطور العمراني والتغير المناخي وولاية قونية.
- ماركة
وقال حسن قيلجا رئيس بلدية قراطاي للأناضول إن الخان التاريخي سيتحول إلى إحدى الماركات البارزة في المنطقة.
وأضاف أن الخان تعرض مع مرور الزمن لأضرار أدت إلى انهيارات في بعض أجزائه، ما دفعهم إلى ترميمه بدعم من الحكومة.
وأوضح أنهم استكملوا أعمال تعديل الخان التاريخي ومحيطه استعداداً لفتحه أمام الزوار والسياح القادمين بكثرة إلى المنطقة.
وأفاد قيلجا بأن موقع الخان التاريخي على الطريق الواصل بين ولاية قونية ومنطقة كبادوكيا السياحية الشهيرة يعزز من الإقبال السياحي عليه، مبيناً أن المنطقة كانت تستقبل نحو 100 حافلة سياحية يومياً قبل وباء كورونا.
وأكد أن المنطقة تحظى باهتمام سياحي كبير، ما دفعهم إلى إثرائها وتحسين خدماتها.
وتابع: "نولي أهمية كبيرة لحماية الأثر التاريخي من الاندثار، فقد رمّمنا بناءً كان على وشك الانهيار بشكل كامل".
- جدران
ولفت رئيس بلدية قراطاي إلى أن منطقة "قيز أوران أوبروغو" تجذب هي الأخرى السياح الأجانب والزوار المحليين أيضاً.
وأوضح أن الزوار يقصدون المنطقة للتمتّع بمشاهدة المعالم الطبيعية فيها، مؤكداً أنهم يعملون حالياً على إدراج المنطقة بقائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي.
وأشار قيلجا إلى ترجمتهم خلال أعمال ترميم خان أوبروق الكتابات التاريخية الموجودة على جدرانه إلى اللغة التركية، لافتاً إلى وجود قصص وحكايات جميلة عن الفترة التي كان متاحاً فيها للاستخدام.
وأضاف أنهم يعتزمون لاحقاً مشاركة كتابات جدران الخان الأثري، لافتاً إلى أنها ستسلط الضوء على تلك الفترة التاريخية.