وفي ذلك السياق جاءت هذه الرواية الجديدة للكاتب الروائي السوري المقيم في ألمانيا إبراهيم اليوسف، لتتخذ من المهجر الألماني ساحة لأحداثها وتسلط الضوء على قضية صعوبة الاندماج في المجتمع الجديد.
تتعرض رواية "جمهورية الكلب" لقضية صدام الثقافات والمنظور البديل للهجرة، إذ إنه وبالرغم من الترحيب الرسمي باللاجئين وسياسة فتح الأبواب، فإن المضيف لطالما توقف عند تحديات "سياسات الاندماج" واضعا شروطا للاستقبال لا خيار إلا بقبولها، وهي الشروط التي رأى البعض -داخل الرواية وخارجها- أنها نوع من التدخل في الهوية، ولا سيما أن جيل الأبناء بات يتماهى مع الواقع الجديد، على عكس جيل الآباء، صعب الاقتلاع، والذي يتحين الفرصة للعودة إلى وطنه، بعد أن دفع كل هذه التضحيات في العشرية الماضية.
وتعد "جمهورية الكلب" من الأعمال الروائية التي تناولت هجرة السوريين إلى أوروبا، حيث يعيش الروائي وسط المهاجرين ويحاول أن يعبر عن آمال وإحباطات الكثيرين من الهجرة التي تحمل معها وجها آخر للوهم والأوجاع والاغتراب، بحسب تقديره.
يبين الكاتب أزمة المهاجرين السوريين في ألمانيا، من خلال قصص متشابكة، طغى عليها نقاش الهوية وازدواج الانتماء، عبر شخصيات تعيش صراعات كثيرة من أجل الحصول على حياة أكثر رفاهية، ولكن سرعان ما تصحو تلك الشخصيات من وهمها وألمها الذي تكابده في الغربة.
يلتقط المؤلف في روايته الصادرة حديثا عن دار خطوط وظلال، الأردن، عمّان (2020) فكرة صدمة السوري بالواقع الجديد بعد اللجوء، وينظر لها كامتداد لصدمة الشرق بالغرب، عبر التركيز على مقارنة رؤية كلا الطرفين للكلب.
ويوضح المؤلف في روايته -التي تعد الكتاب الـ29 في سلسلة إصداراته، ما بين شعر وسرد ونقد ودراسة- أن الكلب يظل وفيا لصاحبه على كل حال، ويجري الكثير من المقارنات بين واقع الكلب في بلده، من خلال الاستعانة بذاكرة المؤلف كطفل وبين واقع الكلب في أوروبا، إذ إنه يصنف في "مرتبة ما قبل اللاجئ الذكر، الذي يفتقد أدوات رجولته، ويصبح مجرد رقم" بحسب الرواية.
ويوضح بطل الرواية "آلان نقشبندي" أن ترتيب المكانات في هذا المجتمع الجديد تتأسس على أولوية الطفل، ومن ثم المرأة، فالكلب، فالرجل، وهو ما لا يستطيع بطل الرواية، وهو الراوي نفسه استيعابه، حيث تظل مشكلات اللاجئين في التأقلم مع حضارات وقوانين مختلفة هاجسا يرعبهم ويعرضهم للمخاطر في الواقع، ويضعهم أحيانا تحت طائلة المساءلة القانونية، بحسب تعبيره.
يقول اليوسف مؤلف الرواية إن "من أوائل مفردات الحياة اليومية، في المكان الجديد تبدو العلاقة مع ما هو جزء يومي من حياة المضيف الأوروبي الغربي -وهنا الألماني تحديدا- الذي يعيش لديه 10 ملايين كلب، ومن السهل إدراك ذلك من خلال إلقاء نظرة عابرة على المارة في الشوارع والحدائق وعلى ضفاف الأنهار والبحيرات، وفي وسائل النقل، الخاصة أو العامة من قطارات وباصات نقل داخلي. الكلب جزء من هذا المجتمع الجديد، ولعلي أحد هؤلاء الذين لم يستسيغوا هذه العلاقة نتيجة ثقافة محددة تربيت عليها، في أسرتي المحافظة"
في المقابل، يرى الناقد الروائي السوري ثائر الناشف المقيم في النمسا "أن الراوي توغل كثيرا في سبر عوالم الكلاب، واستكشافها في تغريبته الجديدة التي قادته إلى ألمانيا، ورغم أن الساحة الأدبية لا تخلو من بعض السرديات التي ناقشت جوهر العلاقة الحميمة بين الإنسان والكلب أو غيره من الحيوانات الأليفة والمتوحشة -كعلاقة الفرزدق (شاعر العصر الأموي الشهير) بالذئب مثلا- فإن تناول الراوي لتلك العلاقة، لم يأت بصورة عفوية أو مجرد نزوة شخصية للتسرية عن النفس".
يستعرض الراوي تفاصيل الحياة التي فتح عليها وأسرته عيونهم، في وطنهم الأم، ويتذمر بطل الرواية من هذا الواقع قبل أن يتعرف على أرملة ألمانية أربعينية، كانت زوجة خبير نفط ألماني قضى وسائقه الخاص في الحرب العراقية نتيجة قصف السيارة التي كان يقلها وزوجته، هاربين من الموصل التي عمل بها، متوجهين إلى بغداد، لتنجو زوجته، ويبقى مصيره والسائق مجهولا.
وتبلغ الحكاية ذروتها، عندما يكتشف البطل أن صديقته الألمانية الشقراء التي حاولت مساعدته في تعلم اللغة، هي حفيدة أحد المقربين من الزعيم النازي هتلر، ما يجعله يتخوف منها، ولا سيما عندما يعلم أن لديها مخطوطا بخط جدها عن الأيام الأخيرة لهتلر، يحتوي الكثير من يوميات أدولف هتلر الأخيرة، قبل أن ترث أمها هذا المخطوط عن أبيها الذي كان مقربا من الزعيم الألماني في أيامه الأخيرة كمدرب كلب.
يندلع الخوف الذي عاشه بطل الرواية من أعماق روحه، ويدفعه للضغط على هذه المرأة لتسليم المخطوط إلى الجهات المسؤولة، خشية أن تمسه العقوبة إذا تم اكتشاف أمر المخطوط، وبالفعل تسلمه السيدة إلى المسؤولين إلا أن حالتها النفسية تتأزم، لأنها خانت الأمانة المسَلَّمة إليها جيلا عن جيل.
ويدفع ذلك التأزم النفسي المرأة إلى محاولة الانتحار، ثم ينفق كلبها روكي وتبدأ الشرطة المحلية في التحقيق، إذ اتُّهم بطل الرواية بالاعتداء على الكلب وحتى على صاحبته، لكن بيانكا تعود وتبرئه وتقول إنها حاولت الانتحار بالفعل ومات الكلب حزنا عليها.
وكان بطل الرواية قد تحدث للسيدة الألمانية (بيانكا شنيدر) عن خبرته بقسوة التعامل بين كلاب قريته الكردية بالوطن الأم، وشرح كيف أن كلاب القرية تحدد مساحاتها الخاصة وتمنع كلاب المناطق الأخرى من اختراق محيطها، وإن حدث مثل ذلك فإن معركة حامية الوطيس تشتعل بين كلاب هذا الطرف من القرية والطرف الآخر.
ويتابع اليوسف في حديثه، للجزيرة نت "وبهذا، فإنني أعول على النص الروائي ذاته في أن يجيب عن أية أسئلة من قبيل: هل كان رهاني على هذا الكائن الذي بات لصيقا بحياتنا اليومية. حاضرا فيها، نكاد لا نتخلص منه، سواء أجلسنا في كافتيريا، أو مطعم، أو حتى معهد تعليم للغة، باعتباره يمتلك حصانة تفتح له أبوابا كثيرة".
من جانبه، يقول ثائر الناشف للجزيرة نت إن المؤلف أراد التأكيد أيضا أن "قيمة الإنسان في مجتمعه من قيمة الكلب نفسه، فما يمس الكلب من عسف وقسوة -كما يظهر في قرية تل أفندي مسقط رأس الكاتب- يمس الإنسان عينه".
تستفيد الرواية، في جزء قليل، منها، من سرد الذكريات وفن كتابة السير، وتعتمد على التشويق تارة بطبيعة الحدث، وأخرى بسلاسة اللغة الجاذبة، من دون أن يفتقد الكاتب التواصل مع قارئه.
ويؤكد الناقد الروائي ثائر الناشف أن "بناء الرواية جاء زاخرا بالأحداث والوقائع التاريخية من خلال التطرق لعلاقة هتلر بالكلاب، والتي تعكس علاقة الأوروبيين قبل الحرب وبعدها بهذا الحيوان الأليف، فضلا عن الدلالات الرمزية العميقة التي سلطت الضوء المبهر على الثقافات المجتمعية المتفاوتة بين الشرق والغرب في طريقة التعامل مع الكلب".
من جهتها، تؤكد مديرة دار خطوط وظلال للنشر الدكتورة هناء البواب للجزيرة نت أن "جمهورية الكلب رواية ترتقي إلى مصاف الكتابة الجريئة"، وتضيف "تمكن إبراهيم اليوسف أن يصل للقمة من خلال روايته، متجبرا على كل قيود الكلمة العربية" بحسب تعبيرها.
وتجسد رواية "جمهورية الكلب" ما يعتبره المؤلف "أوهام المهاجرين الذين تحولوا إلى أشخاص مأزومين في مجتمعات لا يفهمون قيمها ومبادئها، ليعيشوا صراعا مزدوجا بين أوطانهم الأصلية وهوياتهم الطارئة، حيث تختلط آمال بعضهم بالإحباطات، بينما تبلدت مشاعر بعضهم الآخر، وباتوا لا يشعرون بألم الغربة، ولا يفهمون بأي انتماء يعيشون، وانتهى مصير بعضهم إلى المصحات النفسية، بينما يكابد آخرون، في انتظار العودة إلى الوطن، في مواجهة المحو".
وتجذب الرواية قارئها، منذ أول مغامرة لقراءتها، باعتمادها لغة يومية شفافة، تطرح أسئلة مهمة، بصدد قضية إشكالية تاريخية، متجددة، من خلال منظور قصصي، وهذا ما يرشحها لتكون من عداد الأعمال الروائية الجديرة بالقراءة والنقد.
تتعرض رواية "جمهورية الكلب" لقضية صدام الثقافات والمنظور البديل للهجرة، إذ إنه وبالرغم من الترحيب الرسمي باللاجئين وسياسة فتح الأبواب، فإن المضيف لطالما توقف عند تحديات "سياسات الاندماج" واضعا شروطا للاستقبال لا خيار إلا بقبولها، وهي الشروط التي رأى البعض -داخل الرواية وخارجها- أنها نوع من التدخل في الهوية، ولا سيما أن جيل الأبناء بات يتماهى مع الواقع الجديد، على عكس جيل الآباء، صعب الاقتلاع، والذي يتحين الفرصة للعودة إلى وطنه، بعد أن دفع كل هذه التضحيات في العشرية الماضية.
وتعد "جمهورية الكلب" من الأعمال الروائية التي تناولت هجرة السوريين إلى أوروبا، حيث يعيش الروائي وسط المهاجرين ويحاول أن يعبر عن آمال وإحباطات الكثيرين من الهجرة التي تحمل معها وجها آخر للوهم والأوجاع والاغتراب، بحسب تقديره.
يبين الكاتب أزمة المهاجرين السوريين في ألمانيا، من خلال قصص متشابكة، طغى عليها نقاش الهوية وازدواج الانتماء، عبر شخصيات تعيش صراعات كثيرة من أجل الحصول على حياة أكثر رفاهية، ولكن سرعان ما تصحو تلك الشخصيات من وهمها وألمها الذي تكابده في الغربة.
يلتقط المؤلف في روايته الصادرة حديثا عن دار خطوط وظلال، الأردن، عمّان (2020) فكرة صدمة السوري بالواقع الجديد بعد اللجوء، وينظر لها كامتداد لصدمة الشرق بالغرب، عبر التركيز على مقارنة رؤية كلا الطرفين للكلب.
ويوضح المؤلف في روايته -التي تعد الكتاب الـ29 في سلسلة إصداراته، ما بين شعر وسرد ونقد ودراسة- أن الكلب يظل وفيا لصاحبه على كل حال، ويجري الكثير من المقارنات بين واقع الكلب في بلده، من خلال الاستعانة بذاكرة المؤلف كطفل وبين واقع الكلب في أوروبا، إذ إنه يصنف في "مرتبة ما قبل اللاجئ الذكر، الذي يفتقد أدوات رجولته، ويصبح مجرد رقم" بحسب الرواية.
ويوضح بطل الرواية "آلان نقشبندي" أن ترتيب المكانات في هذا المجتمع الجديد تتأسس على أولوية الطفل، ومن ثم المرأة، فالكلب، فالرجل، وهو ما لا يستطيع بطل الرواية، وهو الراوي نفسه استيعابه، حيث تظل مشكلات اللاجئين في التأقلم مع حضارات وقوانين مختلفة هاجسا يرعبهم ويعرضهم للمخاطر في الواقع، ويضعهم أحيانا تحت طائلة المساءلة القانونية، بحسب تعبيره.
يقول اليوسف مؤلف الرواية إن "من أوائل مفردات الحياة اليومية، في المكان الجديد تبدو العلاقة مع ما هو جزء يومي من حياة المضيف الأوروبي الغربي -وهنا الألماني تحديدا- الذي يعيش لديه 10 ملايين كلب، ومن السهل إدراك ذلك من خلال إلقاء نظرة عابرة على المارة في الشوارع والحدائق وعلى ضفاف الأنهار والبحيرات، وفي وسائل النقل، الخاصة أو العامة من قطارات وباصات نقل داخلي. الكلب جزء من هذا المجتمع الجديد، ولعلي أحد هؤلاء الذين لم يستسيغوا هذه العلاقة نتيجة ثقافة محددة تربيت عليها، في أسرتي المحافظة"
في المقابل، يرى الناقد الروائي السوري ثائر الناشف المقيم في النمسا "أن الراوي توغل كثيرا في سبر عوالم الكلاب، واستكشافها في تغريبته الجديدة التي قادته إلى ألمانيا، ورغم أن الساحة الأدبية لا تخلو من بعض السرديات التي ناقشت جوهر العلاقة الحميمة بين الإنسان والكلب أو غيره من الحيوانات الأليفة والمتوحشة -كعلاقة الفرزدق (شاعر العصر الأموي الشهير) بالذئب مثلا- فإن تناول الراوي لتلك العلاقة، لم يأت بصورة عفوية أو مجرد نزوة شخصية للتسرية عن النفس".
يستعرض الراوي تفاصيل الحياة التي فتح عليها وأسرته عيونهم، في وطنهم الأم، ويتذمر بطل الرواية من هذا الواقع قبل أن يتعرف على أرملة ألمانية أربعينية، كانت زوجة خبير نفط ألماني قضى وسائقه الخاص في الحرب العراقية نتيجة قصف السيارة التي كان يقلها وزوجته، هاربين من الموصل التي عمل بها، متوجهين إلى بغداد، لتنجو زوجته، ويبقى مصيره والسائق مجهولا.
وتبلغ الحكاية ذروتها، عندما يكتشف البطل أن صديقته الألمانية الشقراء التي حاولت مساعدته في تعلم اللغة، هي حفيدة أحد المقربين من الزعيم النازي هتلر، ما يجعله يتخوف منها، ولا سيما عندما يعلم أن لديها مخطوطا بخط جدها عن الأيام الأخيرة لهتلر، يحتوي الكثير من يوميات أدولف هتلر الأخيرة، قبل أن ترث أمها هذا المخطوط عن أبيها الذي كان مقربا من الزعيم الألماني في أيامه الأخيرة كمدرب كلب.
يندلع الخوف الذي عاشه بطل الرواية من أعماق روحه، ويدفعه للضغط على هذه المرأة لتسليم المخطوط إلى الجهات المسؤولة، خشية أن تمسه العقوبة إذا تم اكتشاف أمر المخطوط، وبالفعل تسلمه السيدة إلى المسؤولين إلا أن حالتها النفسية تتأزم، لأنها خانت الأمانة المسَلَّمة إليها جيلا عن جيل.
ويدفع ذلك التأزم النفسي المرأة إلى محاولة الانتحار، ثم ينفق كلبها روكي وتبدأ الشرطة المحلية في التحقيق، إذ اتُّهم بطل الرواية بالاعتداء على الكلب وحتى على صاحبته، لكن بيانكا تعود وتبرئه وتقول إنها حاولت الانتحار بالفعل ومات الكلب حزنا عليها.
وكان بطل الرواية قد تحدث للسيدة الألمانية (بيانكا شنيدر) عن خبرته بقسوة التعامل بين كلاب قريته الكردية بالوطن الأم، وشرح كيف أن كلاب القرية تحدد مساحاتها الخاصة وتمنع كلاب المناطق الأخرى من اختراق محيطها، وإن حدث مثل ذلك فإن معركة حامية الوطيس تشتعل بين كلاب هذا الطرف من القرية والطرف الآخر.
ويتابع اليوسف في حديثه، للجزيرة نت "وبهذا، فإنني أعول على النص الروائي ذاته في أن يجيب عن أية أسئلة من قبيل: هل كان رهاني على هذا الكائن الذي بات لصيقا بحياتنا اليومية. حاضرا فيها، نكاد لا نتخلص منه، سواء أجلسنا في كافتيريا، أو مطعم، أو حتى معهد تعليم للغة، باعتباره يمتلك حصانة تفتح له أبوابا كثيرة".
من جانبه، يقول ثائر الناشف للجزيرة نت إن المؤلف أراد التأكيد أيضا أن "قيمة الإنسان في مجتمعه من قيمة الكلب نفسه، فما يمس الكلب من عسف وقسوة -كما يظهر في قرية تل أفندي مسقط رأس الكاتب- يمس الإنسان عينه".
تستفيد الرواية، في جزء قليل، منها، من سرد الذكريات وفن كتابة السير، وتعتمد على التشويق تارة بطبيعة الحدث، وأخرى بسلاسة اللغة الجاذبة، من دون أن يفتقد الكاتب التواصل مع قارئه.
ويؤكد الناقد الروائي ثائر الناشف أن "بناء الرواية جاء زاخرا بالأحداث والوقائع التاريخية من خلال التطرق لعلاقة هتلر بالكلاب، والتي تعكس علاقة الأوروبيين قبل الحرب وبعدها بهذا الحيوان الأليف، فضلا عن الدلالات الرمزية العميقة التي سلطت الضوء المبهر على الثقافات المجتمعية المتفاوتة بين الشرق والغرب في طريقة التعامل مع الكلب".
من جهتها، تؤكد مديرة دار خطوط وظلال للنشر الدكتورة هناء البواب للجزيرة نت أن "جمهورية الكلب رواية ترتقي إلى مصاف الكتابة الجريئة"، وتضيف "تمكن إبراهيم اليوسف أن يصل للقمة من خلال روايته، متجبرا على كل قيود الكلمة العربية" بحسب تعبيرها.
وتجسد رواية "جمهورية الكلب" ما يعتبره المؤلف "أوهام المهاجرين الذين تحولوا إلى أشخاص مأزومين في مجتمعات لا يفهمون قيمها ومبادئها، ليعيشوا صراعا مزدوجا بين أوطانهم الأصلية وهوياتهم الطارئة، حيث تختلط آمال بعضهم بالإحباطات، بينما تبلدت مشاعر بعضهم الآخر، وباتوا لا يشعرون بألم الغربة، ولا يفهمون بأي انتماء يعيشون، وانتهى مصير بعضهم إلى المصحات النفسية، بينما يكابد آخرون، في انتظار العودة إلى الوطن، في مواجهة المحو".
وتجذب الرواية قارئها، منذ أول مغامرة لقراءتها، باعتمادها لغة يومية شفافة، تطرح أسئلة مهمة، بصدد قضية إشكالية تاريخية، متجددة، من خلال منظور قصصي، وهذا ما يرشحها لتكون من عداد الأعمال الروائية الجديرة بالقراءة والنقد.