القسم الأول
حين يستعيد المرء مرثية صور – كما وردت في التوراة- وزعم التيار الاستشراقي التوراتي، انها صور لبنان البلد العربي، فسوف يكتشف مدى الخداع والتضليل في كتابة تاريخ فلسطين القديمة، فهذه القصيدة التي كتبها شاعر- نبي مجهول يدعى حسقيل، وشوًهت الترجمة معاني كلماتها وأغراضها الشعرية ، كما شوهت مسرحها الجغرافي، لا علاقة لها بفلسطين او لبنان، وهي كما يتضح من وصفها للمواضع والاماكن والقبائلن تتحدث عن صور عمان
إن هذه الإستعادة المنهجية والنقدية، ستكون دون أدنى شك، نوعا ً من استرداد متأخر لقصيدة هي من عيون الشعر العربي القديم، مجدّ فيها الشاعر ذكرى مدينة احترقت وضاعت في زحام التاريخ. لقد استذكر شاعر مجهول جمالها وازدهار تجارتها وسكانها المحليين من القبائل المندثرة، ولكن دون أن يغفل توصيف كل المواضع والأماكن التي تشكل فضاءها الجغرافي . ولسوف يتبدى أمامنا بفضل هذه الإستعادة، أن ما ورد فيها من توصيفات، لا يشير، لا من قريب ولا من بعيد إلى فلسطين او لبنان، وأن الزج بهما كان لأغراض أخرى تقع كليا ً خارج الشعر. ولأن القصيدة تتحدث صراحة عن تجار سبأ وعدن، كما تشير إلى قبائل عربية لم يعرف لها وجود أو نشاط تجاري في فلسطين أو لبنان، فمن المؤكد أن إستعادتها من الضياع والنسيان والتشويه، سيكون نوعا ً من مساهمة جديدة في تصحيح التاريخ لا الشعر وحده. ولعل مهمة من هذا النوع في ظل غياب أي معطيات تاريخية ذات قيمة أو صدقية، سواء عن الشاعر أم البيئة التي عاش وكتب فيها مرثيته، سوف تبدو ضربا ً من عمل يائس وشاق بصورة لا توصف. ومع ذلك سنبدأ مغامرة الإسترداد العلمي والمنهجي من تحليل اسم الشاعر حزقيل ( حزقيل- حزقءيل) . وهذا هو السبيل الوحيد الذي قد يمكنا من الحصول على مقاربة أخرى، وبالطبع في ظل الصمت التاريخي التام عن أي معطيات تخص القصيدة أوالشاعر أواللهجة التي كتب بها. ولأن من البداهة القول أن حزقيل اسم ينتمي في مبناه إلى النسيج اللغوي العربي القديم لا إلى النسيج اللغوي اللاتيني؛ فإن العودة إلى اللغة العربية القاموسية ، قد تصبح على نحو ٍ ما حاجة ملحة، وربما ضرورية لأي مقاربة صحيحة. كما أن العودة إلى القاموس العبري- العبري، قصد تقريب المعنى الذي يتضمنه الجذر ( حزق) سوف تغدو حاسمة.
برأي الفيروز آبادي أن بناء الاسم ( حِزْقِلٌ، أو حِزْقيلٌ، كزِبرِجٍ وزِنْبيلٍ اسْمُ نَبيٍّ من الأَنْبياءِ، عليهم الصلاةُ والسلامُ. وحَزاقِلَةُ الناسِ: خُشارَتُهُم . وكزِبْرِجٍ: الضَّيِّقُ في خُلُفِهِ.والحِسْقِلُ، كزِبْرِجٍ الصَّغيرُ من ولَدِ كلِّ شيءٍ. كالحِسْكِلِ، ج/ حَساكِلُ وحِسْكِلَةٌ، بالكسر). وكجعفرٍ، بمعنى الرَّديءُ من كلِّ شيءٍ. وكزِبْرِجٍ ما تَطَايَرَ من الحديدِ المُحْمَى إذا طُبعَ. والحِسْكِلَتانِ الخُصْيَتانِ. وحَسْكَلَ : نَحَرَ صِغارَ إبِلِهِ.وحَساكِلَةُ الجُنْدِ: صِغارُهم) أما ابن منظور فيرى المعنى ذاته ويقول أن ( حزقل ) الحَزاقِل خُشارة الناس. قال بحمد أَمير المؤمنين : أَقرّهم شباباً وأَغزاكم حَزاقِلة الجُنْد. وحِزْقِل اسم رجل قال الأَصمعي ولا أَدري ما أَصله من كلام العرب. وحسكل الحَسْكَل بالفتح ، الرَّديء من كل شيء . والحِسْكِل بالكسر الصِّغار من ولد كل شيء، وخَصَّ بعضهم بالحِسْكِل ولد النَّعام أَوَّلَ ما يولد وعليه زغَبُهُ الواحدة حِسْكِلة قال علقمة :
تَأْوِي إِلى حِسْكِل زُغْبٍ حَواصِلُها
كأَنَّهُن إِذا بَرَّكْن جُرْثُوم
ويقال للصبيان حِسْكِل، وتَرَك عِيالاً يتامى حِسْكِلاً أَي صِغاراً . وهذا رأي ابن الأَعرابي: إِذا جاء الرجل ومعه صبيانه، قلنا جاء بحِسْكِله ، والحَساقِل صِغار الصبيان. يقال مات فلان وخَلَّفَ يتامى حَساكِل، واحِدُهم حِسْكِل وكذلك صِغار كل شيء حَساكِل ، وحَساكِلة الجُنْد صِغارُهم قال ابن سيده، أُراهم زادوا الهاء لتأْنيث الجماعة. قال بفَضْل أَمير المؤمنين أَقَرَّهم شَباباً وأَغزاكم حَساكِلة الجُنْد . الجوهري الجمع حَساكِل وحِسْكِلة وأَنشد الأَصْمعي :
أَنت سَقَيْت الصِّبْية العِياما
الدَّرْدَقَ الحِسْكِلَة الهِياما
خَنَاجِراً تَحْسَبُها خِياما
وأَنشد ابن بري لراجز
وبَرَزَتْ حِسْكِلةُ الوُلْدان
كأَنَّهم قَطارِبُ الجِنان
إذا كان هذا التأويل اللغوي للاسم ينصرف إلى معنى الضعيف، الهزيل أو الصغير من كل شئ، فإن للزبيدي رأيا ً آخر فهو أولا ً وقبل كل شئ اسم سرياني –عبراني، يعني عبد الله أو هبة الله ( حِزْقِل أو حِزْقِيل كزِبْرِجٍ وزِنْبِيلٍ أهمله الجوهريّ وقال الصاغاني : اسمُ نَبِيّ مِن الأنبياءِ أي مِن بني إسرائِيلَ عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ وهو اسمٌ سُريانيٌ أو عِبرانيٌّ معناه : عبدُ اللّه أو هِبَةُ الله . وقال الأزهريُّ : حِزْقِل : اسمُ رجُلٍ ولا أدرِي ما أصْلُه في كلامِهم . وحُزاقِلَةُ النّاسِ : خُشارَتُهُم ورُذالُهم عن ابن سِيدَه . الحِزْقِلُ كزِبْرِجٍ: الرجُلُ الضَّيِّقُ في خُلُقِه وبه سُمِّىَ الرجُلُ إن كانت اللفظةُ عربيَّةً ). وفي مادة ح - ز - ك - ل ، تؤدي الكلمة إلى لحَزَوْكَلُ وهذا بناء أهمله الجوهريّ وقال الصاغانِيُّ عنه هو القَصِيرُ مِن الرّجال. ويلاحظ في الكثير من هذه التخريجات اللغوية، تكلف فائض عن الحاجة، بينما يمكن أخذ ملاحظة الزبيدي عن تركيب الاسم بنظر الاعتبار، فهو برأينا الرأي الأقرب للدقة والصواب من بين سائر تأويلات اللغويين العرب الاخرى، مع ملاحظة أن السين والزاي تتبادلان الوظيفة في العربية والعبرية ( بسق- بزق، الأزد- الأسد ) كما ان حرفي الكاف والقاف يقومان بالتبادل ذاته في أداء الوظيفة . ولأن الاسم مؤلف من مقطعين حسق- حسك وءيل ، مثل ءسر- ءيل ، مخا-ءيل واسمع-ءيل ( إسماعيل) فإن المعنى يجب أن ينصرف إلى الدلالة المركبة. وقد لاحظ ابن دريد وهو يحلل بيت شعر لعنترة أن حزق لغة يمانية . قال:
يأوي إلى قُلُص النَّعام كما أوتْ
حِزَق يَمانية لأعْجمَ طِمْطِم
و( حِزَق: جمع حِزْقة، وهي القطيع. والطِّمْطِم : ضرب من الضَّأن لها إذان صغار وأغباب كأغباب البقر تكون بناحية اليمن) أما الزمخشري فيستدّل إلى معنى حزق من حديث لعلي بن أبي طالب حين- خطب أصحابه في أمر الخوارج، وحضهم على قتالهم، فلما قتلوهم جاءوا فقالوا: أبشر يا أمير المؤمنين؛ فقد استأصلناهم. فقال: حزق عيرٍ، أي قد بقيت منهم بقية أو فرقة أو فضلة. وهذا ما رآه الجوهري ( الحِزقُ والحِزْقَةُ: الجماعةُ من الناس والطيرِ والنخلِ وغيرها. وفي الحديث: كأنهما حِزْقانِ من طير صَوافَّ والجمع الحِزَقُ، مثل فِرْقَةٍ وفِرَقٍ. وكذلك الحازِقَةُ والحَزيقُ والحَزيقَةُ. والحُزُقُّ: القصيرُ الذي يقارِب الخَطْوَ) وفي العبرية ينصرف المعنى إلى دلالات متعددة: شدّ، غضب ، شعر بالضيق، بقية، قطعة ، فرقة( بقية الله ، فضلة الله ، قطعة الله ، قطيع الله ).وفي السريانية تعني كلمة حزق: شد، تكلم بعصبية وغضب, والحزام محزوق أي مشدود.ويلاحظ أن معاني الكلمة في العربية والعبرية والسريانية متماثلة وتؤدي إلى الدلالات ذاتها. لقد تركت القبائل العربية ذات يوم، هذه الكلمة في صورة اسم موضع لعله انتقل مع الهجرات إلى تونس، حيث توجد قرية جميلة وقديمة تدعى حزق
حين يستعيد المرء مرثية صور – كما وردت في التوراة- وزعم التيار الاستشراقي التوراتي، انها صور لبنان البلد العربي، فسوف يكتشف مدى الخداع والتضليل في كتابة تاريخ فلسطين القديمة، فهذه القصيدة التي كتبها شاعر- نبي مجهول يدعى حسقيل، وشوًهت الترجمة معاني كلماتها وأغراضها الشعرية ، كما شوهت مسرحها الجغرافي، لا علاقة لها بفلسطين او لبنان، وهي كما يتضح من وصفها للمواضع والاماكن والقبائلن تتحدث عن صور عمان
إن هذه الإستعادة المنهجية والنقدية، ستكون دون أدنى شك، نوعا ً من استرداد متأخر لقصيدة هي من عيون الشعر العربي القديم، مجدّ فيها الشاعر ذكرى مدينة احترقت وضاعت في زحام التاريخ. لقد استذكر شاعر مجهول جمالها وازدهار تجارتها وسكانها المحليين من القبائل المندثرة، ولكن دون أن يغفل توصيف كل المواضع والأماكن التي تشكل فضاءها الجغرافي . ولسوف يتبدى أمامنا بفضل هذه الإستعادة، أن ما ورد فيها من توصيفات، لا يشير، لا من قريب ولا من بعيد إلى فلسطين او لبنان، وأن الزج بهما كان لأغراض أخرى تقع كليا ً خارج الشعر. ولأن القصيدة تتحدث صراحة عن تجار سبأ وعدن، كما تشير إلى قبائل عربية لم يعرف لها وجود أو نشاط تجاري في فلسطين أو لبنان، فمن المؤكد أن إستعادتها من الضياع والنسيان والتشويه، سيكون نوعا ً من مساهمة جديدة في تصحيح التاريخ لا الشعر وحده. ولعل مهمة من هذا النوع في ظل غياب أي معطيات تاريخية ذات قيمة أو صدقية، سواء عن الشاعر أم البيئة التي عاش وكتب فيها مرثيته، سوف تبدو ضربا ً من عمل يائس وشاق بصورة لا توصف. ومع ذلك سنبدأ مغامرة الإسترداد العلمي والمنهجي من تحليل اسم الشاعر حزقيل ( حزقيل- حزقءيل) . وهذا هو السبيل الوحيد الذي قد يمكنا من الحصول على مقاربة أخرى، وبالطبع في ظل الصمت التاريخي التام عن أي معطيات تخص القصيدة أوالشاعر أواللهجة التي كتب بها. ولأن من البداهة القول أن حزقيل اسم ينتمي في مبناه إلى النسيج اللغوي العربي القديم لا إلى النسيج اللغوي اللاتيني؛ فإن العودة إلى اللغة العربية القاموسية ، قد تصبح على نحو ٍ ما حاجة ملحة، وربما ضرورية لأي مقاربة صحيحة. كما أن العودة إلى القاموس العبري- العبري، قصد تقريب المعنى الذي يتضمنه الجذر ( حزق) سوف تغدو حاسمة.
برأي الفيروز آبادي أن بناء الاسم ( حِزْقِلٌ، أو حِزْقيلٌ، كزِبرِجٍ وزِنْبيلٍ اسْمُ نَبيٍّ من الأَنْبياءِ، عليهم الصلاةُ والسلامُ. وحَزاقِلَةُ الناسِ: خُشارَتُهُم . وكزِبْرِجٍ: الضَّيِّقُ في خُلُفِهِ.والحِسْقِلُ، كزِبْرِجٍ الصَّغيرُ من ولَدِ كلِّ شيءٍ. كالحِسْكِلِ، ج/ حَساكِلُ وحِسْكِلَةٌ، بالكسر). وكجعفرٍ، بمعنى الرَّديءُ من كلِّ شيءٍ. وكزِبْرِجٍ ما تَطَايَرَ من الحديدِ المُحْمَى إذا طُبعَ. والحِسْكِلَتانِ الخُصْيَتانِ. وحَسْكَلَ : نَحَرَ صِغارَ إبِلِهِ.وحَساكِلَةُ الجُنْدِ: صِغارُهم) أما ابن منظور فيرى المعنى ذاته ويقول أن ( حزقل ) الحَزاقِل خُشارة الناس. قال بحمد أَمير المؤمنين : أَقرّهم شباباً وأَغزاكم حَزاقِلة الجُنْد. وحِزْقِل اسم رجل قال الأَصمعي ولا أَدري ما أَصله من كلام العرب. وحسكل الحَسْكَل بالفتح ، الرَّديء من كل شيء . والحِسْكِل بالكسر الصِّغار من ولد كل شيء، وخَصَّ بعضهم بالحِسْكِل ولد النَّعام أَوَّلَ ما يولد وعليه زغَبُهُ الواحدة حِسْكِلة قال علقمة :
تَأْوِي إِلى حِسْكِل زُغْبٍ حَواصِلُها
كأَنَّهُن إِذا بَرَّكْن جُرْثُوم
ويقال للصبيان حِسْكِل، وتَرَك عِيالاً يتامى حِسْكِلاً أَي صِغاراً . وهذا رأي ابن الأَعرابي: إِذا جاء الرجل ومعه صبيانه، قلنا جاء بحِسْكِله ، والحَساقِل صِغار الصبيان. يقال مات فلان وخَلَّفَ يتامى حَساكِل، واحِدُهم حِسْكِل وكذلك صِغار كل شيء حَساكِل ، وحَساكِلة الجُنْد صِغارُهم قال ابن سيده، أُراهم زادوا الهاء لتأْنيث الجماعة. قال بفَضْل أَمير المؤمنين أَقَرَّهم شَباباً وأَغزاكم حَساكِلة الجُنْد . الجوهري الجمع حَساكِل وحِسْكِلة وأَنشد الأَصْمعي :
أَنت سَقَيْت الصِّبْية العِياما
الدَّرْدَقَ الحِسْكِلَة الهِياما
خَنَاجِراً تَحْسَبُها خِياما
وأَنشد ابن بري لراجز
وبَرَزَتْ حِسْكِلةُ الوُلْدان
كأَنَّهم قَطارِبُ الجِنان
إذا كان هذا التأويل اللغوي للاسم ينصرف إلى معنى الضعيف، الهزيل أو الصغير من كل شئ، فإن للزبيدي رأيا ً آخر فهو أولا ً وقبل كل شئ اسم سرياني –عبراني، يعني عبد الله أو هبة الله ( حِزْقِل أو حِزْقِيل كزِبْرِجٍ وزِنْبِيلٍ أهمله الجوهريّ وقال الصاغاني : اسمُ نَبِيّ مِن الأنبياءِ أي مِن بني إسرائِيلَ عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ وهو اسمٌ سُريانيٌ أو عِبرانيٌّ معناه : عبدُ اللّه أو هِبَةُ الله . وقال الأزهريُّ : حِزْقِل : اسمُ رجُلٍ ولا أدرِي ما أصْلُه في كلامِهم . وحُزاقِلَةُ النّاسِ : خُشارَتُهُم ورُذالُهم عن ابن سِيدَه . الحِزْقِلُ كزِبْرِجٍ: الرجُلُ الضَّيِّقُ في خُلُقِه وبه سُمِّىَ الرجُلُ إن كانت اللفظةُ عربيَّةً ). وفي مادة ح - ز - ك - ل ، تؤدي الكلمة إلى لحَزَوْكَلُ وهذا بناء أهمله الجوهريّ وقال الصاغانِيُّ عنه هو القَصِيرُ مِن الرّجال. ويلاحظ في الكثير من هذه التخريجات اللغوية، تكلف فائض عن الحاجة، بينما يمكن أخذ ملاحظة الزبيدي عن تركيب الاسم بنظر الاعتبار، فهو برأينا الرأي الأقرب للدقة والصواب من بين سائر تأويلات اللغويين العرب الاخرى، مع ملاحظة أن السين والزاي تتبادلان الوظيفة في العربية والعبرية ( بسق- بزق، الأزد- الأسد ) كما ان حرفي الكاف والقاف يقومان بالتبادل ذاته في أداء الوظيفة . ولأن الاسم مؤلف من مقطعين حسق- حسك وءيل ، مثل ءسر- ءيل ، مخا-ءيل واسمع-ءيل ( إسماعيل) فإن المعنى يجب أن ينصرف إلى الدلالة المركبة. وقد لاحظ ابن دريد وهو يحلل بيت شعر لعنترة أن حزق لغة يمانية . قال:
يأوي إلى قُلُص النَّعام كما أوتْ
حِزَق يَمانية لأعْجمَ طِمْطِم
و( حِزَق: جمع حِزْقة، وهي القطيع. والطِّمْطِم : ضرب من الضَّأن لها إذان صغار وأغباب كأغباب البقر تكون بناحية اليمن) أما الزمخشري فيستدّل إلى معنى حزق من حديث لعلي بن أبي طالب حين- خطب أصحابه في أمر الخوارج، وحضهم على قتالهم، فلما قتلوهم جاءوا فقالوا: أبشر يا أمير المؤمنين؛ فقد استأصلناهم. فقال: حزق عيرٍ، أي قد بقيت منهم بقية أو فرقة أو فضلة. وهذا ما رآه الجوهري ( الحِزقُ والحِزْقَةُ: الجماعةُ من الناس والطيرِ والنخلِ وغيرها. وفي الحديث: كأنهما حِزْقانِ من طير صَوافَّ والجمع الحِزَقُ، مثل فِرْقَةٍ وفِرَقٍ. وكذلك الحازِقَةُ والحَزيقُ والحَزيقَةُ. والحُزُقُّ: القصيرُ الذي يقارِب الخَطْوَ) وفي العبرية ينصرف المعنى إلى دلالات متعددة: شدّ، غضب ، شعر بالضيق، بقية، قطعة ، فرقة( بقية الله ، فضلة الله ، قطعة الله ، قطيع الله ).وفي السريانية تعني كلمة حزق: شد، تكلم بعصبية وغضب, والحزام محزوق أي مشدود.ويلاحظ أن معاني الكلمة في العربية والعبرية والسريانية متماثلة وتؤدي إلى الدلالات ذاتها. لقد تركت القبائل العربية ذات يوم، هذه الكلمة في صورة اسم موضع لعله انتقل مع الهجرات إلى تونس، حيث توجد قرية جميلة وقديمة تدعى حزق