المغاربة يكسرون احتكار العواصم للفنون المسرحية

ولن يقتصر المهرجان على محوري الرباط والدار البيضاء، بل سيشمل مدنا مختلفة من المغرب من بينها: المحمدية، الجديدة، مراكش، مكناس، فاس،..وذلك بهدف تقريب الفن المسرحي من المغاربة في المدن التي لا تصلها عادة العروض المسرحية. وأشارمدير المسرح الوطني عبداللطيف نسيب المسناوي أن هذا المهرجان سيسجل للمغرب حضورا فاعلا ضمن خريطة المهرجانات العالمية التي تهتم بالفنون الدرامية الحية، وسيؤكد أن المغرب بلد الانفتاح على الثقافات والحضارات الإنسانية ومساهم دائم في نشر قيم السلم والتسامح من جهة، ومن جهة أخرى، سيكمل الحلقة المتبقية ضمن العقد المتميز لخريطة المهرجانات الوطنية الراقية كمهرجان مراكش الدولي، فيما يخص السينما ومهرجان موازين لإيقاعات العالم فيما يخص الموسيقى. ويشارك في الدورة الأولى من البينالي الدولي لمسارح العالم، الذي رصدت له ميزانية تقدر بمليون و500 ألف درهم مغربي( مئتا الف دولار تقريبا)، مجموعة من الفرق المسرحية المحترفة من المغرب والجزائر وتونس والمملكة العربية السعودية وفلسطين وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وسويسرا وجورجيا. وتتنوع العروض المقدمة ما بين المسرح والكوريغرافيا العصرية والرقص العمودي والرقص التقليدي والارتجال المسرحي، وعرض لمسرح الأصابع والأوبرا وغيرها من أنواع الفرجات الدرامية، هذا ناهيك عن تكريم عدد من رموز الفن المسرحي بالمغرب والخارج. ويسعى البينالي الدولي لمسارح العالم، إلى تحقيق مجموعة من الأهداف من بينا: خلق شراكات تعاون وتبادل ثقافي مع مختلف مسارح العالم، تحقيق الإشعاع الثقافي والفني لمؤسسة المسرح الوطني على المستوى الوطني والدولي ومن خلاله لمدينة الرباط وللمملكة المغربي، تجميع فنانين من مختلف بقاع العالم حول الإبداع الفني المعاصر من خلال هذه التظاهرة التي ستقام كل سنتين، تحقيق التواصل بين الفنانين المحليين والعالميين، توفير مناسبة للفرق المسرحية المغربية للاستفادة من تجارب الفرق العالمية المشاركة في التظاهرة، المساهمة في تنمية العمل الثقافي والفني بالمغرب بصفة عامة وممارسة الفنون الدرامية بصفة خاصة، وجعل مؤسسة المسرح الوطني ملتقى للفنون من مختلف مناطق المعمور ومكانا لاكتشاف المواهب.
هذا وقد عرض في حفل الافتتاح عرض للمسرحية المغربية «سلا الطرح» لفرقة أسيوان، وهي المسرحية الفائزة بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للمسرح الاحترافي بمكناس لعام 2008، وبالعرض الفرنسي «فاطمة» لمجموعة «لون شرقي»، والذي يعتمد السينما والموسيقى كأدوات لحكي سيرة كوكب الشرق أم كلثوم، وسيختتم البينالي يوم 27 مارس بالرباط أيضا بعرض مسرحي لفرقة المسرح الوطني بفلسطين بعنوان « عقد إلين».
و يبلغ عدد الأعمال التي ستقدم خلال هذه التظاهرة، المزمع تنظيمها كل سنتين، حوالي 26 حفلا و69 عرضا، من ضمنها عروض خاصة بالأطفال، إذ ستحضر 13 فرقة مغربية إلى جانب 13 فرقة أجنبية. وإلى جانب العروض، سيعرف البينالي الدولي الأول لمسارح العالم، تنظيم لقاءات وندوات وموائد مستديرة وورشات عمل، إلى جانب عرض حول الارتجال المسرحي، وعرض متميز للمخرج العالمي بيتر بروك، تمثيل فرقة إفريقية مكونة من ممثلين من بوركينا فاسو. كما يتضمن البينالي، الذي يندرج ضمن المهام المنوطة بالمسرح الوطني (محمد الخامس) لتنمية الممارسة المسرحية بالمغرب، عروضا مختلفة تتوزع بين المسرح والرقص التقليدي والارتجال المسرحي، وعرضا لمسرح الأصابع والأوبرا وغيرها من أنواع الفرجة الدرامية. يشار إلى أن منظمي البينالي الدولي الأول لمسارح العالم يراهنون على تحقيق التواصل بين الفنانين المغاربة والعالميين وتجميعهم حول الإبداع الفني المعاصر، والمساهمة في تنمية العمل الثقافي والفني بالمغرب بصفة عامة وممارسة الفنون الدرامية بصفة خاصة، وتمكين الجمهور المغربي من الاطلاع على مختلف التجارب العالمية، إلى جانب تحقيق إشعاع ثقافي وفني لمؤسسة المسرح الوطني محمد الخامس وطنيا و دولياً
ومن بين العروض التسعة والستين التي ستقدم خلال هذا المهرجان نذكر: «حالة قلق» لمسرح أطياف من السعودية، «ابن خلدون» لفرقة المسرح البلدي بتونس، «الرجل العاري» للمسرح الوطني بالجزائر، «شمس إفريقيا» لفرقة جون بيير أمييل من سويسرا، و «المزروب» لفرقة العرض الحر و «شكون فيه الديفو» لفرقة مسرح أكواريوم و «سعاد الرايس» لفرقة مسرح الكاف من المغرب
----------------------------------------
الصورة : المخرج العالمي بيتر بروك