ليس ادعاءً، ولكن ما من سوري- أكان نازحاً أو لاجئاً داخل سورية أو خارجها – إلا ويتوق للعودة إلى وطنه؛ فالسوري يعرف المثل الشعبي القائل: “مَن يترك داره، يقلّ مقداره”؛ وأكثر ما يعني هذا السوري {مقداره وكرامته}؛ فلا يترك مسقط رأسه، إلا إذا أصبح مقداره وكرامته وحتى بقاؤه، مستحيلاً، أو في خطر لا رادّ له؛ فخلال السنوات الماضية، حوّلت منظومة الاستبداد وداعموها معظم الأرض السورية إلى مكان استحال به العيش.
أكثر من نصف السوريين، الذين بقوا على قيد الحياة، أصبحوا لاجئين إما خارج وطنهم أو داخله. حتى إن نسبة كبيرة ممن لم يتعرضوا للاقتلاع من بيوتهم يتمنون ترك بلدهم لأسباب لا حصر لها.
لم تكن غاية مؤتمر بوتين تخص لملمة جراح السوريين المقتلعين من وطنهم، وعودتهم، وإعادة إعمار حياتهم وبيوتهم؛ بل لملمة الأموال وإعادة إعمار خزائن العصابات.
لقد كانت عين تلك الدعوة المشتركة من نظام الاستبداد الأسدي والنظام البوتيني لذلك المؤتمر على مسألة واحدة لا تتعلق بمأساة أو ذل أو تشرد أو مقدار أو كرامة الإنسان السوري، بل لدفع دول العالم باتجاه الدعم والمساهمة بإعادة الإعمار التي ستذهب حتماً لجيوب العصابة المشتركة. لقد كان طريقة للالتفاف على المساعدات الدولية والقول بأن الأمور أضحت طبيعية.
يبدو أن السيد بوتين، الذي يشرّد الأوكرانيين الآن، لم يسمع الذي دعاه “شرعياً”، قد قال في أحد خطاباته إنه يريد “مجتمعاً متجانساً” بعد الخلاص ممن سمّاهم “الجراثيم” التي خرجت من البلد.
حتى مَن تبقى من السوريين، وبينهم مَن سمّاهم رأس النظام “المجتمع المتجانس”، يتراقصون على صفيح العوز والإذلال، حيث بدأ صراخهم وطوابيرهم تصل إلى قبرص. هؤلاء يشكّلون سلفاً عبئاً اقتصادياً على كاهل نظام دمّر سُبل الحياة، فهل يمكنه تحمُّل المزيد، وأبواب العيش مقفلة؟
أبسط سؤال منطقي يدور في الأذهان: إذا كانت العصابة المشتركة تريد السوريين أن يعودوا إلى بلدهم، لمَاذا شردتهم بقصفها وتدميرها لبيوتهم ولحياتهم في المقام الأول؟! ولمَاذا خططت لتغيير ديموغرافي وجلبت جنسيات أخرى أفغانية وإيرانية لتقيم حيث كانوا، ولمَاذا فرض النظام “خوّة” لدخول السوري إلى بلده؟!
ها هي السلطات الساقطة في لبنان تعيد سوريين تقطعت بهم السبل إلى جحيم منظومة الاستبداد، منفذة إرادة الملالي متجاوزة البيئة الآمنة والقرارات الدولية والأخلاق والإنسانية. فإلى أين سيعود هؤلاء؟! صحيح أن سلطات “حزب الله” امتهنت كرامة هؤلاء في لبنان بعد أن كانت المساهم الأول في تشرُّدهم؛ إلا أنها الآن تعيدهم إلى المعتقل الكبير الذي يتحكم به عصابة باعت وطنهم!.
إلى أين سيعود هؤلاء وبيوتهم مدمرة، وسبل العيش مقفلة، والبطش المخابراتي على حاله؟! أين ضمانات عدم الملاحقة أو الاعتقال أو الخطف أو القتل لمن قال: “لا” للمنظومة الاستبدادية؟ أي سوري يمكن أن يثق بما يُسمى “قرارات عفو” يتبجح بها نظام الاستبداد؟! هل افتكر أو اعتبر هذا النظام كوادره المؤهلة ليحرص الآن على عودتهم؟! هل يحتاج النظام مزيداً من الرهائن كي يستمر بالابتزاز؟
وتبقى مطالبة السوريين الآن بوقف هذه المهازل، وهذا الإجرام المستمر والمتكرر بحق الإنسان السوري. وإنْ ضاق حال السوريين إلى هذه الدرجة في الدفاع عن أنفسهم، وإذا كان لبنان مغصوباً ومأخوذاً رهينة لحزب الله ومُشغِّله الإيراني بهذا الشكل؛ فهناك مجتمع دولي ومنظمات حقوق إنسان تتغنى بالحفاظ على إنسانية الإنسان وكرامته؛ فلا بُدّ من القيام بشيء للحؤول دون استمرار هذه المأساة. هل يصعب على أيّ من الدول العربية أو الأجنبية استيعاب هؤلاء المشردين الذين يُؤخَذون إلى حتفهم ثانية؟!
---------
نداء بوست
أكثر من نصف السوريين، الذين بقوا على قيد الحياة، أصبحوا لاجئين إما خارج وطنهم أو داخله. حتى إن نسبة كبيرة ممن لم يتعرضوا للاقتلاع من بيوتهم يتمنون ترك بلدهم لأسباب لا حصر لها.
لم تكن غاية مؤتمر بوتين تخص لملمة جراح السوريين المقتلعين من وطنهم، وعودتهم، وإعادة إعمار حياتهم وبيوتهم؛ بل لملمة الأموال وإعادة إعمار خزائن العصابات.
لقد كانت عين تلك الدعوة المشتركة من نظام الاستبداد الأسدي والنظام البوتيني لذلك المؤتمر على مسألة واحدة لا تتعلق بمأساة أو ذل أو تشرد أو مقدار أو كرامة الإنسان السوري، بل لدفع دول العالم باتجاه الدعم والمساهمة بإعادة الإعمار التي ستذهب حتماً لجيوب العصابة المشتركة. لقد كان طريقة للالتفاف على المساعدات الدولية والقول بأن الأمور أضحت طبيعية.
يبدو أن السيد بوتين، الذي يشرّد الأوكرانيين الآن، لم يسمع الذي دعاه “شرعياً”، قد قال في أحد خطاباته إنه يريد “مجتمعاً متجانساً” بعد الخلاص ممن سمّاهم “الجراثيم” التي خرجت من البلد.
حتى مَن تبقى من السوريين، وبينهم مَن سمّاهم رأس النظام “المجتمع المتجانس”، يتراقصون على صفيح العوز والإذلال، حيث بدأ صراخهم وطوابيرهم تصل إلى قبرص. هؤلاء يشكّلون سلفاً عبئاً اقتصادياً على كاهل نظام دمّر سُبل الحياة، فهل يمكنه تحمُّل المزيد، وأبواب العيش مقفلة؟
أبسط سؤال منطقي يدور في الأذهان: إذا كانت العصابة المشتركة تريد السوريين أن يعودوا إلى بلدهم، لمَاذا شردتهم بقصفها وتدميرها لبيوتهم ولحياتهم في المقام الأول؟! ولمَاذا خططت لتغيير ديموغرافي وجلبت جنسيات أخرى أفغانية وإيرانية لتقيم حيث كانوا، ولمَاذا فرض النظام “خوّة” لدخول السوري إلى بلده؟!
ها هي السلطات الساقطة في لبنان تعيد سوريين تقطعت بهم السبل إلى جحيم منظومة الاستبداد، منفذة إرادة الملالي متجاوزة البيئة الآمنة والقرارات الدولية والأخلاق والإنسانية. فإلى أين سيعود هؤلاء؟! صحيح أن سلطات “حزب الله” امتهنت كرامة هؤلاء في لبنان بعد أن كانت المساهم الأول في تشرُّدهم؛ إلا أنها الآن تعيدهم إلى المعتقل الكبير الذي يتحكم به عصابة باعت وطنهم!.
إلى أين سيعود هؤلاء وبيوتهم مدمرة، وسبل العيش مقفلة، والبطش المخابراتي على حاله؟! أين ضمانات عدم الملاحقة أو الاعتقال أو الخطف أو القتل لمن قال: “لا” للمنظومة الاستبدادية؟ أي سوري يمكن أن يثق بما يُسمى “قرارات عفو” يتبجح بها نظام الاستبداد؟! هل افتكر أو اعتبر هذا النظام كوادره المؤهلة ليحرص الآن على عودتهم؟! هل يحتاج النظام مزيداً من الرهائن كي يستمر بالابتزاز؟
وتبقى مطالبة السوريين الآن بوقف هذه المهازل، وهذا الإجرام المستمر والمتكرر بحق الإنسان السوري. وإنْ ضاق حال السوريين إلى هذه الدرجة في الدفاع عن أنفسهم، وإذا كان لبنان مغصوباً ومأخوذاً رهينة لحزب الله ومُشغِّله الإيراني بهذا الشكل؛ فهناك مجتمع دولي ومنظمات حقوق إنسان تتغنى بالحفاظ على إنسانية الإنسان وكرامته؛ فلا بُدّ من القيام بشيء للحؤول دون استمرار هذه المأساة. هل يصعب على أيّ من الدول العربية أو الأجنبية استيعاب هؤلاء المشردين الذين يُؤخَذون إلى حتفهم ثانية؟!
---------
نداء بوست