الزكام غيب الرئيس التونسي زين الدين بن على عن حضور حفل انطلاق القيروان كعاصمة للثقافة الاسلامية فناب عنه في القاء كلمته رئيس وزرائه محمد الغنوشي أما الحضور العربي والاسلامي فكان كثيفا جدا لكن حضور القرضاوي أو قبوله دعوة تونس كان مثار جدل لدى التونسيين فالشيخ القرضاوي كان دوما ينتقد تعامل السلطة التونسية مع الدين الاسلامي وطالما طالب ونادى "بفتح" جديد لتونس، وقد كانت له معركة اعلامية حامية مع الشاعر التونسي الصغير أولاد أحمد الذي وصفه بالشاعر ""الزنديق" ، وقد علق البعض بتهكم على هذه الزيارة الغريبة للشيخ القرضاوي بتساؤل : ترى من غير موقفه تونس ام الشيخ القرضاوي؟
وبعيدا عن القرضاوي وخلافاته التونسية القديمة فان الثامن من مارس-آذار هو اليوم العالمي للمرأة وليلة احتفال المسلمين بالمولد النبوي الشريفلذا كانت القيروان العاصمة الاسلامية التاريخية قبلة المثقفين العرب والمسلمين الذين توافدوا لحضور احتفالية القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية. كان كل شيء يوحي بحضور الرئيس زين العابدين بن علي إلا أن الزكام حال دون حضوره للإشراف بالقيروان على الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وإعطاء اشارة انطلاق برنامج "القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية 2009".
حيث تولى محمد الغنوشي رئيس الوزراء إلقاء الكلمة التي توجه بها الرئيس بن للحضور التي اشاد فيه بتاريخ القيروان وعراقتها واسهامها في شاعة قيم الاسلام .
فمذ ان اسس عقبة بن نافع مدينة القيروان سنة 50 للهجرة الموافقة لسنة 670 ميلادي ، وقد حل معه بافريقية خمسة وعشرون من أجلة الصحابة، ومجموعة فاضلة من كبار المهاجرين والانصار والتابعين، حتى اصحبت القيروان بوجود هؤلاء كافة، مدينة ذات خصوصية اسلامية
وجاء في كلمة الرئيس بن علي أن القيروان أرض منازل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهي الارض التي تحتضن قبر أبي زمعة البلوي صاحب الرسول الاكرم وممن بايعوه تحت "الشجرة" وهي اقدم قاعدة للاسلام والمسلمين ببلدان المغرب.
وهي رابعة المدن الاسلامية المقدسة مكة والمدينة وبيت المقدس وهي التي دعا عقبة بن نافع عند تاسيسها "بأن يملاها الله علما وفقها ويعز بها الاسلام والمسلمين الي اخر الدهر".
مذكرا بانه من ارض القيروان انطلقت الفتوحات نحو المغرب والاندلس وصقلية وجنوب الصحراء... وفي القيروان تأسست اكبر مدرسة فقهية لمذهب مالك تشيع الاعتدال والوسطية وترفض الغلو والشبهات وتتجنب اسباب الخلاف والفتنة.
وفي القيروان نشأت أرقى المدارس الفقهية والادبية والتربوية والطبية ودارت بها اثرى المناظرات والمساجلات الفكرية وراجت فيها اشهر كتب الطبقات والتراجم .
وفي القيروان تميز الرواد والاعلام في كل الاختصاصات بتكريس الحوار والتكامل مع غيرهم فاقتبسوا وابتكروا ونبغوا وتالقوا وكانوا حلقة وصل امينة ومتينة بين المشرق والمغرب.
وفي بلدة رقادة من احواز القيروان اسس الامير الاغلبي ابراهيم ابن احمد سنة 264 للهجرة الموافقة لسنة 878 للميلاد/بيت الحكمة/ اسوة ببيت الحكمة البغدادي الذي اسسه الخليفة المأمون. فجلب ابراهيم الثاني الي /بيت الحكمة/ الاغلبي امهر الاطباء والفلكيين والعلماء والمترجمين كما جلب اليه نفائس الكتب من مختلف اللغات.
ومن القيروان عاصمة الاغالبة ثم عاصمة بني زيرى سطعت اسماء مرجعية مشعة في الفقه امثال اسد بن الفرات وسحنون بن سعيد وعبد الله بن ابي زيد...وفي الادب امثال عبد الكريم النهشلي وابراهيم الحصرى وعلي الحصري وابن شرف وابن رشيق... وفي الطب أمثال إسحاق بن عمران واحمد بن الجزار وزياد بن خلفون.
وفي القيروان أيضا ساد احترام حقوق المراة في العلاقات الزوجية من خلال ما عرف /بالصداق القيرواني/ وشاعت العناية بتعليم البنت كما فعل اسد بن الفرات مع ابنته اسماء والامام سحنون مع ابنته خديجة حتي اشتهرت هاتان البنتان برواية الحديث والفقه وحذق اللغة العربية وعرفت ايضا الاميرة مهرية الاغلبية بعمق الثقافة ونظم الشعر.
وقد ازدهرت المدرسة التربوية والتعليمية القيروانية بظهور مؤلفات شهيرة اختصت بهذا الجانب امثال/اداب المعلمين/ لمحمد بن سحنون و/سياسة الصبيان وتدبيرهم/ لابن الجزار و/الرسالة المفصلة لاحوال المتعلمين واحكام المعلمين والمتعلمين / لابى الحسن القابسى.
وصارت القيروان كذلك مركز عبور اساسي ونشيط تنتهي اليها المسالك وتتفرق منها الطرق الي المشرق والمغرب وجنوب الصحراء... تعج بالمساجد والدواوين والاسواق والصناعات وتشهد تطورا عمرانيا بالغ القيمة لاسيما علي مستوى بناء الحصون والجسور والمواجل والفسقيات واقامة المؤسسات وتشييد الرباطات.
وما احتفالنا هذه السنة بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية إلا دليل على سعينا المتواصل من اجل ربط الماضي بالحاضر والعمل علي ان تبقي شخصية تونس الدينية والثقافية حصينة صامدة وحية متجددة"
----------------------------
الصورة : الشيخ يوسف القرضاوي يتوسط المحتفين بالقيروان
وبعيدا عن القرضاوي وخلافاته التونسية القديمة فان الثامن من مارس-آذار هو اليوم العالمي للمرأة وليلة احتفال المسلمين بالمولد النبوي الشريفلذا كانت القيروان العاصمة الاسلامية التاريخية قبلة المثقفين العرب والمسلمين الذين توافدوا لحضور احتفالية القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية. كان كل شيء يوحي بحضور الرئيس زين العابدين بن علي إلا أن الزكام حال دون حضوره للإشراف بالقيروان على الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وإعطاء اشارة انطلاق برنامج "القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية 2009".
حيث تولى محمد الغنوشي رئيس الوزراء إلقاء الكلمة التي توجه بها الرئيس بن للحضور التي اشاد فيه بتاريخ القيروان وعراقتها واسهامها في شاعة قيم الاسلام .
فمذ ان اسس عقبة بن نافع مدينة القيروان سنة 50 للهجرة الموافقة لسنة 670 ميلادي ، وقد حل معه بافريقية خمسة وعشرون من أجلة الصحابة، ومجموعة فاضلة من كبار المهاجرين والانصار والتابعين، حتى اصحبت القيروان بوجود هؤلاء كافة، مدينة ذات خصوصية اسلامية
وجاء في كلمة الرئيس بن علي أن القيروان أرض منازل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهي الارض التي تحتضن قبر أبي زمعة البلوي صاحب الرسول الاكرم وممن بايعوه تحت "الشجرة" وهي اقدم قاعدة للاسلام والمسلمين ببلدان المغرب.
وهي رابعة المدن الاسلامية المقدسة مكة والمدينة وبيت المقدس وهي التي دعا عقبة بن نافع عند تاسيسها "بأن يملاها الله علما وفقها ويعز بها الاسلام والمسلمين الي اخر الدهر".
مذكرا بانه من ارض القيروان انطلقت الفتوحات نحو المغرب والاندلس وصقلية وجنوب الصحراء... وفي القيروان تأسست اكبر مدرسة فقهية لمذهب مالك تشيع الاعتدال والوسطية وترفض الغلو والشبهات وتتجنب اسباب الخلاف والفتنة.
وفي القيروان نشأت أرقى المدارس الفقهية والادبية والتربوية والطبية ودارت بها اثرى المناظرات والمساجلات الفكرية وراجت فيها اشهر كتب الطبقات والتراجم .
وفي القيروان تميز الرواد والاعلام في كل الاختصاصات بتكريس الحوار والتكامل مع غيرهم فاقتبسوا وابتكروا ونبغوا وتالقوا وكانوا حلقة وصل امينة ومتينة بين المشرق والمغرب.
وفي بلدة رقادة من احواز القيروان اسس الامير الاغلبي ابراهيم ابن احمد سنة 264 للهجرة الموافقة لسنة 878 للميلاد/بيت الحكمة/ اسوة ببيت الحكمة البغدادي الذي اسسه الخليفة المأمون. فجلب ابراهيم الثاني الي /بيت الحكمة/ الاغلبي امهر الاطباء والفلكيين والعلماء والمترجمين كما جلب اليه نفائس الكتب من مختلف اللغات.
ومن القيروان عاصمة الاغالبة ثم عاصمة بني زيرى سطعت اسماء مرجعية مشعة في الفقه امثال اسد بن الفرات وسحنون بن سعيد وعبد الله بن ابي زيد...وفي الادب امثال عبد الكريم النهشلي وابراهيم الحصرى وعلي الحصري وابن شرف وابن رشيق... وفي الطب أمثال إسحاق بن عمران واحمد بن الجزار وزياد بن خلفون.
وفي القيروان أيضا ساد احترام حقوق المراة في العلاقات الزوجية من خلال ما عرف /بالصداق القيرواني/ وشاعت العناية بتعليم البنت كما فعل اسد بن الفرات مع ابنته اسماء والامام سحنون مع ابنته خديجة حتي اشتهرت هاتان البنتان برواية الحديث والفقه وحذق اللغة العربية وعرفت ايضا الاميرة مهرية الاغلبية بعمق الثقافة ونظم الشعر.
وقد ازدهرت المدرسة التربوية والتعليمية القيروانية بظهور مؤلفات شهيرة اختصت بهذا الجانب امثال/اداب المعلمين/ لمحمد بن سحنون و/سياسة الصبيان وتدبيرهم/ لابن الجزار و/الرسالة المفصلة لاحوال المتعلمين واحكام المعلمين والمتعلمين / لابى الحسن القابسى.
وصارت القيروان كذلك مركز عبور اساسي ونشيط تنتهي اليها المسالك وتتفرق منها الطرق الي المشرق والمغرب وجنوب الصحراء... تعج بالمساجد والدواوين والاسواق والصناعات وتشهد تطورا عمرانيا بالغ القيمة لاسيما علي مستوى بناء الحصون والجسور والمواجل والفسقيات واقامة المؤسسات وتشييد الرباطات.
وما احتفالنا هذه السنة بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية إلا دليل على سعينا المتواصل من اجل ربط الماضي بالحاضر والعمل علي ان تبقي شخصية تونس الدينية والثقافية حصينة صامدة وحية متجددة"
----------------------------
الصورة : الشيخ يوسف القرضاوي يتوسط المحتفين بالقيروان