وطلب الكاردينال بارولين “من العالم أن ينظر بشكل خاص إلى الأطفال ضحايا هذا الصراع الجديد”، وقال: “لنفكر بالأطفال الذين قتلتهم (حماس)، وكذلك الأطفال العديدين الذين يموتون في غزّة تحت القصف. إنَّ النداء موجه لأجلهم بشكل خاص، لكي يؤخذ بعين الاعتبار براءتهم ومستقبلهم”.
وردًّا على أسئلة الصحفيين، أكد أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان مجدداً، “استعداد الكرسي الرسولي الكامل للمساهمة في حل سلمي للشرق الأوسط المطبوع بالتوترات والعنف”، وقال: “سنبذل كل ما بوسعنا، والبابا مستعدٌّ جدًّا لذلك”.
وأعاد المسؤول الفاتيكاني إطلاق النداء الذي كرره البابا فرنسيس عدة مرات في زمن الحرب هذا، أي أنّه “يمكن لأسباب السلام أن تسود على العنف والحرب” و”كذلك النداء من أجل تحرير الرهائن. ومن ثم الأزمة الإنسانية في غزة”. وأوضح أن “هذان هما المحوران اللذان يركز عليهما عمل الكرسي الرسولي”.
وذكر الكاردينال بارولين، أن “في الوقت الحالي لا توجد فُسحات كبيرة لوساطة الكرسي الرسولي”، لكن، “هناك احتمال من خلال حضور الكنيسة المحلية، ومن خلال البطريركية اللاتينية في القدس أن يكون هناك بعض الحوار وتبادل الرسائل. وعلى هذا الجانب نحن نحاول أن نفعل شيئًا ما”.
وفيما يتعلق بالاجتياح البري المحتمل لقطاع غزة، أعرب الكاردينال عن أمله بـ”ألا يكون هناك تفاقم في الوضع وأن يتم حله بطريقة أخرى”. وأضاف: أعتقد أن الأمر مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمسألة إطلاق سراح الرهائن، فإذا أمكن حل مشكلة الرهائن، فمن المحتمل أن تكون هناك حاجة أقل إلحاحًا لاتخاذ إجراءات ميدانية”.
وفيما يتعلق بالرهائن الإسرائيليين، أوضح بارولين ردا على سؤال حول لقاء البابا مع أهالي المختطفين: “نحن نفكر بهذا الأمر، لقد رأينا أنهم موجودون هنا وأنّه قد تم استقبالهم على مستوى المؤسسات في إيطاليا، بالنسبة لنا لم يتم اتخاذ القرار النهائي بعد ولكن أعتقد أنه سيتم اتخاذه اليوم”.
هذا ولم يكن هناك أي إعلان من قبل الكاردينال بارولين بشأن المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس التركي أردوغان أمس مع البابا، قائلا: “لست على علم بمحتوياتها”، بينما حول المحادثة الهاتفية التي جرت في 22 تشرين الأول/أكتوبر بين البابا فرنسيس والرئيس الأميركي جو بايدن، قال: “نعتقد أن الولايات المتحدة يمكنها أن تلعب دوراً مهماً في هذه الحالة أيضاً. وقد كرر البابا موقف الكرسي الرسولي لبايدن، إذ وجد أذنا صاغية لأن بايدن نفسه -مما علمته- يشعر بالقلق من التصعيد المحتمل ويأمل ألا تتفاقم الأمور”. كذلك لا يتم استبعاد اتصالات أخرى مع زعماء دوليين آخرين: “سيتم تقييمها يوما بعد يوم بناء على كيفية تطور الوضع”.
وفي الختام، لم ينس الكاردينال بارولين أوكرانيا و”مأساة” السكان الذين يعيشون في حالة حرب منذ عامين تقريباً. وأكّد قائلاً: “لقد خرجت أوكرانيا الآن من دائرة الاهتمام قليلاً، لكننا بالتأكيد نواصل العمل على ذلك أيضاً”. “نحن نواصل العمل بشكل خاص على الجانب الإنساني، ويعقد اجتماع للمستشارين السياسيين بشأن برنامج الرئيس زيلينسكي للسلام في مالطا. وستكون هناك مشاركة السفير البابوي. لقد قمت بتصوير مقطع فيديو بالأمس لأقول إننا نواصل الاهتمام بالمأساة في أوكرانيا ولتسليط الضوء حول ضرورة إشراكنا جميعًا من أجل إيجاد حل”.