متظاهرون في مسيرة في القدس يحملون لافتات عليها أسماء ووجوه الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة، 24 فبراير، 2024. (Charlie Summers/Times of Israel)
وقال بيان للشرطة بشأن الاعتقالات إن المتظاهرين “تجمعوا بشكل غير قانوني” في الشارع وأخَلوا بالنظام.
وقال البيان “للأسف، شاهدنا اليوم عددا من المتظاهرين الذين جاءوا بهدف مواجهة الشرطة، وليس للاحتجاج المشروع”.
وفي منطقة التجمع المعتمدة، دعا المتحدثون إلى استقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته، من بين مطالب أخرى، بما في ذلك التقدم في المفاوضات بشأن صفقة رهائن مع حماس والحل الدبلوماسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وجاء بعض المتظاهرين للاحتجاج على مشروع قانون من شأنه تمديد إعفاء طلاب المعاهد الدينية الحريدية من الخدمة العسكرية والوطنية الإلزامية.
ونُظمت مسيرات احتجاجية أصغر شارك فيها الآلاف في جميع أنحاء البلاد مساء السبت، بما في ذلك في كفار سابا وقيساريا بالقرب من منزل نتنياهو الخاص، حيث أغلق المتظاهرون لفترة وجيزة طريقا رئيسيا.
أحد المتحدثين في احتجاجات تل أبيب، كان الملازم (احتياط) أور شاينبرغ من اللواء المدرع السابع، الذي أصيب بجروح خطيرة خلال الحرب المستمرة التي أشعل فتيلها الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر، حيث دعا “أفشل حكومة في التاريخ: ارحلوا”.
وأضاف: “بينما نحن جنود الاحتياط نحمل هذا البلد على أكتافنا، فإن هذه الحكومة المجرمة تجلس خلفنا.أنا هنا أدعو جميع جنود الاحتياط الذين قد يشعرون بعدم الارتياح للاحتجاج أثناء الحرب إلى القيام بذلك”.
وفي كلمته أمام المظاهرة المناهضة للحكومة، انتقد وزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون نتنياهو لرفضه تحمل المسؤولية عن أحداث 7 أكتوبر.
وقال يعالون “إن مسؤولية رؤساء المؤسسة الأمنية واضحة وقد تحمّلوا المسؤولية، لذلك سنتركهم الآن يقاتلون بضمير حي”، وأضاف، مستخدما الشعارات التي تستخدمها حركة الاحتجاج المناهضة لنتنياهو منذ 7 أكتوبر، عندما قام حوالي 3000 من مسلحي حماس بقتل حوالي 1200 شخص في إسرائيل واختطاف 253 آخرين، “لكن أنت يا نتنياهو، أنت على الرأس، لذا فأنت مذنب”.
وتم إطلاق سراح أكثر من 100 من الرهائن كجزء من اتفاق هدنة استمر لمدة أسبوع في أواخر نوفمبر. ويُعتقد أن 130 آخرين – وليسوا جميعهم على قيد الحياة – محتجزين في غزة، وعودتهم هي موضوع محادثات في باريس بين إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، السبت، بوجود تقدم في المفاوضات بشأن هدنة مدتها 6 أسابيع والإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل إطلاق سراح نحو 40 رهينة إسرائيلية. وقال نتنياهو إنه سيطرح الأمر للتصويت عليه يوم الأحد في كابينت الحرب، الذي وافق ليلة السبت على إرسال وفد إلى قطر لإجراء مزيد من المحادثات.
ودفعت الفظائع التي ارتكبتها حماس إسرائيل إلى شن هجوم ضد الحركة في غزة وتصعيد تبادل إطلاق النار مع منظمة حزب الله في لبنان. وأدى القتال إلى حد كبير إلى تهميش الصراع السياسي الذي كان محتدما منذ يناير 2023 بين حكومة نتنياهو اليمينية وأنصارها وحركة احتجاجية حازمة نشأت من معارضة مساعي الحكومة لإصلاح الجهاز القضائي.
لكن في الأسابيع الأخيرة، زادت الاحتجاجات تدريجيا من حيث الحجم والحدة، وبلغت ذروتها في الاشتباكات ليلة السبت.
وحضرت عيناف زانغاوكر، التي يُفترض أن نجلها ماتان محتجز في غزة، المظاهرة المناهضة للحكومة في تل أبيب، حيث هتفت عبر مكبر الصوت حول الحاجة إلى استعادة الرهائن. وأفاد موقع “واينت” الإخباري أنها وصديقة ماتان، إيلانا غريتزفسكي، التي احتُجزت كرهينة في غزة لمدة 55 يوما قبل إطلاق سراحها في نوفمبر، تعرضتا لخراطيم المياه التي استخدمتها الشرطة أثناء الاحتجاج. وفقا للتقرير، علقت الاثنتان في اشتباكات بين قوات الشرطة والمتظاهرين المناهضين للحكومة، وعند هذه النقطة نشرت الشرطة خراطيم المياه على الرغم من وجودهما داخل الحدود المعتمدة مسبقا لمسار المظاهرة.
متحدثة للموقع الإخباري العبري، قالت زنغاوكر إن المرأتين كانتا ضمن حشد من المتظاهرين الذين “أغلقوا المسارات في شارع بيغن ونظموا مسيرة مشاعل حيث قمنا بتطويق قاعدة الكيرياه العسكرية بتصريح من الشرطة”.
ومع ذلك، عندما وصلت المسيرة إلى شارع كابلان، حيث اندلعت احتجاجات كبيرة مناهضة للحكومة وتحولت إلى حالة من الفوضى مع وصول عناصر الشرطة لتفريق الحشود التي حاولت عرقلة حركة المرور، غادر الشرطي الذي كان يرافقهم وأصيبوا هم بخراطيم المياه، وأضافت أن الشرطيين فشلوا في التنسيق فيما بينهم لمنع حدوث ذلك.
وقالت عيناف “أنا والدة رهينة، وإيلانا كانت في الأسر لمدة 55 يوما وحضرت لإطلاق صرخة من أجل شريكها، وهذه هي المعاملة التي نتلقاها؟” على بعد حوالي 500 ياردة من المظاهرة المناهضة للحكومة، في ساحة الرهائن في شارع شاؤول هاميلخ، حضر آلاف الأشخاص المظاهرة الأسبوعية العشرين على التوالي للمطالبة بعودة الرهائن. وقد ألهم التقدم الذي تحدثت عنه تقارير في باريس أملا نادرا في هذا التجمع الذي ينظمه منتدى عائلات المخطوفين والمفقودين.
مستشهدا بالتقدم في المفاضات، قال إيال إيشيل، الذي قُتلت ابنته روني على يد مسلحي حماس في 7 أكتوبر في قاعدة “ناحل عوز” العسكرية، إن مظاهرة يوم السبت في ساحة المخطوفين مثلت “لحظة تفاؤل”.
وسلط المنتدى، الذي يقول إنه غير حزبي، الضوء في مظاهرات سابقة على محنة عائلات الرهائن وضم العديد من المتحدثين الذين انتقدوا الحكومة ودعوا إلى استقالة أعضائها. واتهم بعض المتحدثين نتنياهو بتقويض عودة الرهائن لإطالة أمد الحرب وتجنب الانتخابات.
على النقيض من ذلك، تضمنت مظاهرة يوم السبت تعبيرات متعددة عن الأمل والثناء النادر لنتنياهو.
وقالت عنات أنغريست، التي يُحتجز ابنها ماتان كرهينة في غزة، في خطابها: “نحن نشد على يديك، يا رئيس وزرائنا، حتى تتمكن من الاستمرار في طريقك الشجاع”. وأضافت أن ذلك يهدف إلى “منح شعب إسرائيل صورة النصر التي يريدونها: عودة الرهائن إلى ديارهم، وعودة الجنود إلى أمهاتهم”.
وأضافت “نشعر بالتفاؤل بشأن قادتنا العسكريين والقادة الدبلوماسيين”.
لكن أنغريست انتقد مع ذلك “المتطرفين”، كما وصفتهم، الذين قد يعارضون الاتفاق كما قالت. من الواضح أنها كانت تشير إلى سياسيين من اليمين المتطرف أمثال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اللذين أعلنا أنهم سيمنعان أي اتفاق يشعران بأنه يهدد أمن إسرائيل أو يكون بمثابة استسلام لحركة حماس.
وقال أنغريست “توقفوا عن إصدار دعوات طائشة”، مستخدمة عبارة يستخدمها بن غفير لوصف ما يقول إنها صفقة غير مقبولة. “تجنبوا عرض صفقة رهائن وكأنها مساومة على الأمن. توقفوا عن الاستخدام التهكمي للعائلات الحزينة. توقفا عن القيام بانتخابات وحملات انتخابية”.
في وقت سابق السبت، حذر منتدى “تيكفا” لذوي الرهائن، الذي يعارض تقديم التنازلات التي طالب بها العديد من المتحدثين في ساحة المخطوفين يوم السبت لحماس، في بيان من المضي قدما في “اتفاق طائش” مع الحركة. وقال المنتدى في بيانه إن صفقة جيدة “تعني زيادة الضغط العسكري ووقف المساعدات الانسانية التي تقوي حماس”. وحذر عميرام ليفين، وهو ميجر جنرال في قوت الاحتياط، في خطابه أمام المظاهرة في ساحة المخطوفين من أنه ما لم يتم إعادة الرهائن – وهو احتمال قال إنه سيكون بمثابة “نصر أخلاقي” – فإن الجنود الإسرائيليين سيتوقفون عن المخاطرة بحياتهم في ساحة المعركة.
بحسب الجيش الإسرائيلي، قُتل 577 جنديا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر. من بين هؤلاء القتلى، قُتل 238 جنديا بعد بدء التوغل الإسرائيلي في غزة. 339 آخرين قُتلوا في 7 أكتوبر، الكثيرون منهم خاطروا بحياتهم من أجل التصدي للمسلحين، الذين قُتل معظمهم.
ولقد قُتل نحو 30 ألف فلسطيني في غزة بعد 7 أكتوبر، نتيجة للقتال هناك، بحسب معطيات لم يتسن التأكد منها زودتها وزارة الصحة التي تديرهما حماس. هذه الأرقام لا تميز بين المدنيين والمقاتلين، الذين يقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل 12 ألفا منهم، بالإضافة إلى ألف مسلح آخر قُتلوا في إسرائيل في 7 أكتوبر.
وقال ليفين، القائد السابق للقيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي ونائب رئيس الموساد سابقا: “سنحتاج إلى جيش قوي وآلاف من المقاتلين المستعدين للمخاطرة بحياتهم في ساحة المعركة. لكن من دون نصر معنوي، لن يحدث ذلك”. كما نظم منتدى عائلات المخطوفين والمفقودين مسيرة في القدس مساء السبت حضرها مئات الأشخاص. من بين المتحدثين كانت ياعيل أدار، التي احتجزت حماس ابنها تمير كرهينة وأُعلن لاحقا أنه قُتل في 7 أكتوبر. وتوسلت أدار لاستلام رفات ابنها لدفنه، وحثت الحكومة على “إعادة ابني المقتول مع جميع الذين قُتلوا والسماح لنا، نحن العائلات المنكوبة، بإعادة بناء أنفسنا”.
كما اتهمت الحكومة باستخدام سكان البلدات الحدودية مع غزة كـ “دروع بشرية”.
وقالت: “كنا نعتقد أنكم [أولئك الذين في الحكومة] تقومون بحمايتنا، لكنكم حولتمونا جميعا إلى درع بشري. بينما كانوا يبنون الأنفاق، كنتم تتمنون أن يكون كل شيء على ما يرام، وتقولون لنا إننا محميون، لكنكم تخليتم عنا”.
وأضافت “لقد بدأت هذه الحرب من أجل الرهائن، فلماذا لا ترغبون في إيقافها وإعادتهم إلى الوطن؟” واتهم ماي ألفيني، حفيد حاييم بيري، رهينة حماس البالغ من العمر 79 عاما، سموتريتش بالتخلي عن الرهائن و”إلقاء اللوم على عائلات الرهائن”.
وقال بمرارة “أنا آسف لأنهم اختطفوا جدي. لم أقصد ذلك، لن يحدث ذلك مرة أخرى”.
واتهم ألفيني الوزير سموتريش بإعطاء الأولوية لبناء “آلاف الوحدات السكنية الجديدة في معاليه أدوميم وإفرات وكيدار قبل إعادة إنشاء الكيبوتسات المحيطة بغزة”، في إشارة إلى الخطط التي أعلنها الوزير اليميني المتطرف بعد هجوم إطلاق نار دام يوم الخميس.
وناشدت ديفورا ليشيم، جدة رومي غونين (23 عاما) التي اخُتطفت من مهرجات سوبر نوفا في 7 أكتوبر، نتنياهو في خطابها، داعية إلى عودة الرهائن بعد 141 يوما في أسر حماس.
وقالت “خططت حفيدتي للسفر حول العالم لمدة أربع سنوات، ولم تكن تخطط للسفر إلى غزة”.
وتلا المنظمون أسماء الرهائن الذين ما زالوا في أسر حماس، وتعهدوا بعدم التخلي عنهم. بالعودة إلى ساحة المخطوفين في تل أبيب، كان أحد المتحدثين الأخيرين هو مايكل رابابورت، الممثل اليهودي الأمريكي من نيويورك، الذي حضر العديد من المسيرات ودافع بصوت عال عن قضية الرهائن في الولايات المتحدة.
وقال رابابورت للحشد عن الرهائن: “أشعر بالاشمئزاز من اضطراركم إلى التوسل إلى الأشخاص الذين تتمثل مهمتهم في إعادتهم إلى الوطن. أشعر بالاشمئزاز أن الأمم المتحدة والصليب الأحمر ولاهاي قد تخلوا عنكم. يجب أن يخجلوا من أنفسهم. أنتم جميعا تستحقون أفضل من ذلك
------------
تايمز اوف اسرائيل