ويضع عروة النيربية احد مؤسسي المهرجان، اندفاعهم وطموحهم في سياق "النقص الواضح والاساسي عندنا في التعبير عن ذاتنا كافراد وجماعة"، ولذلك يشكل الفيلم التسجيلي برايه "حاجة عميقة عند الشباب والجمهور لنتمكن من التعبير عن حياتنا الواقعية بشكل فني".
اما المخرجة ديانا جيرودي التي انجزت فيلمين تسجيليين وهي واحدة من المنظمين ايضا، فترى ان هناك ظروفا تلعب لصالح المهرجان "لدينا حرية كبيرة لانه لا يوجد في البلد امور شبيهة ننافسها".
وتضيف "هناك فراغ، ويمكننا استثمار حاجة حتى لو لم يكن الناس واعين لوجودها".
لكن بالمقابل هنالك تجارب أخرى لا تبدو مشجعة على اقامة مهرجان للفيلم التسجيلي، خصوصا ان المهرجانات العربية الشبيهة توقفت وآخرها كان مهرجان "ايام الفيلم التسجيلي" في بيروت الذي توقف منذ عامين بعد سبع دورات له.
وفي هذا السياق ترى جيرودي انه "لا نستطيع ان نأخذ تجربة غيرنا ونعتبرها شرطا او معيارا للقياس".
ومع ذلك يقول النيربية انهم استخلصوا دروسا من توقف المهرجانات العربية، من خلال "محاولة المهرجان تطوير الجانب المهني عبر توفير التدريب والنشاطات التخصصية للمهتمين بالفيلم التسجيلي".
وسيكون افتتاح المهرجان يوم 4 آذار/مارس في سينما الكندي برعاية المؤسسة العامة للسينما في سوريا، عبر فيلم "ولو في الصين" بحضور مخرجه الجزائري الفرنسي مالك بنسماعيل، ويقدم خلاله "بورتريه" لقرية في جبال الاوراس انطلقت منها الثورة الجزائرية اذ يسافر المخرج اليها بحثا عما بقي من ارث الثورة لدى طلاب صف مدرسي في القرية.
وسيشهد المهرجان مشاركة عربية فعالة، اذ سيعرض خلاله فيلم "سمعان في الضيعة" للبناني سيمون الهبر الذي كان من المختارات الرسمية لمهرجان برلين هذا العام وفيلم "هيب هوب المقلاع" للفلسطينية الامريكية جاكلين سلوم.
كما سيجري العرض العربي الاول لفيلم "في منزل والدي" للمخرجة المغربية فاطمة جبلي وزاني الذي نال جوائز عديدة وعرض في الصالات الهولندية ستة اشهر متواصلة، اضافة الى افلام للمخرجين السوريين ميار الرومي ومحمد الرومي ومحمد ملص.
وسيتنافس نحو عشرين فيلما من انحاء العالم على جائزة الجمهور، وهي الوحيدة التي يمنحها المهرجان، وسينظم عدة تظاهرات جانبية منها "روائع المهرجانات" التي تضم بعض الافلام التسجيلية التي حصدت جوائز هامة في المهرجانات الدولية وتظاهرتي "الفرد في الحرب" و"صوت امرأة".
وسيشكل عنوانا هاتين التظاهرتين محورين لامسيتين حواريتين، الاولى تضم الكاتب اللبناني فواز طرابلسي مع بعض المخرجين للحديث عن الحرب والفرد، وتلتقي مجموعة سينمائيات في الامسية الثانية ليتحدثن عن صوت المرأة في المجتمع.
ويقول النيربية ان تظاهرة الحرب والفرد نظمت "لان لدينا وضعا خاصا كسوريين معنيين باسئلة الحرب ومحاطين بها"، ويضيف "ربما نعيش حالة من الحرب السلبية (على غرار التدخين السلبي)".
اما المخرجة الجيرودي فتوضح ان تنظيم امسية حوارية حول صوت المرأة ياتي "من هم شخصي واجتماعي في مجتمعات فيها عجز كامل لرفع صوت شريحة اساسية في المجتمع".
ومن التظاهرات البارزة في هذه الدوره "لقاء مع مخرج" التي تستضيف المخرج الفرنسي نيكولا فيليبير في حوار مفتوح معه وتعرض ثلاثة من افلامه هي "العودة الى النورمندي" و"اصغر الاشياء" و"بلاد الصم".
وستشارك في هذه الدورة من المهرجان افلام لمجموعة من المخرجين التسجيليين العالميين، ومنهم السلوفاكي يوراي ليوتسكي بشريطه "حب اعمى"، والبريطاني جيفري سميث بفيلم "الجراح الانكليزي" الذي حصد العديد من الجوائز العالمية، والدنماركيين اندرياس اوسترغارد واسغر سميث.
وسيشمل المهرجان في ظل عدم وجود معهد لتدريس السينما في سوريا ورشة كتابة للفيلم التسجيلي تضم 12 مشروعا لهواة ومهتمين ومخرجين شباب.
ومن النقاط اللافتة في الدورة الثانية من المهرجان التي ستفتتح في دمشق وتنتقل الى مدينتي طرطوس وحمص، محاولة منظميه للتنقل به عربيا. وهم يؤكدون انه تم الاتفاق مع جهات في عدة مدن وعواصم عربية سيزورها المهرجان.
ومهما كان حساب الحقل طموحا، الا ان حساب "البيدر" لا يمكن التنبؤ به، وسينتظر ردة فعل الجمهور ومدى اهتمامه بالمتابعة، مع العلم ان الدورة الاولى من المهرجان استفادت من جمهور احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008 التي رعته.
--------------------------
الصورة ك المخرج السوري محمد ملص
اما المخرجة ديانا جيرودي التي انجزت فيلمين تسجيليين وهي واحدة من المنظمين ايضا، فترى ان هناك ظروفا تلعب لصالح المهرجان "لدينا حرية كبيرة لانه لا يوجد في البلد امور شبيهة ننافسها".
وتضيف "هناك فراغ، ويمكننا استثمار حاجة حتى لو لم يكن الناس واعين لوجودها".
لكن بالمقابل هنالك تجارب أخرى لا تبدو مشجعة على اقامة مهرجان للفيلم التسجيلي، خصوصا ان المهرجانات العربية الشبيهة توقفت وآخرها كان مهرجان "ايام الفيلم التسجيلي" في بيروت الذي توقف منذ عامين بعد سبع دورات له.
وفي هذا السياق ترى جيرودي انه "لا نستطيع ان نأخذ تجربة غيرنا ونعتبرها شرطا او معيارا للقياس".
ومع ذلك يقول النيربية انهم استخلصوا دروسا من توقف المهرجانات العربية، من خلال "محاولة المهرجان تطوير الجانب المهني عبر توفير التدريب والنشاطات التخصصية للمهتمين بالفيلم التسجيلي".
وسيكون افتتاح المهرجان يوم 4 آذار/مارس في سينما الكندي برعاية المؤسسة العامة للسينما في سوريا، عبر فيلم "ولو في الصين" بحضور مخرجه الجزائري الفرنسي مالك بنسماعيل، ويقدم خلاله "بورتريه" لقرية في جبال الاوراس انطلقت منها الثورة الجزائرية اذ يسافر المخرج اليها بحثا عما بقي من ارث الثورة لدى طلاب صف مدرسي في القرية.
وسيشهد المهرجان مشاركة عربية فعالة، اذ سيعرض خلاله فيلم "سمعان في الضيعة" للبناني سيمون الهبر الذي كان من المختارات الرسمية لمهرجان برلين هذا العام وفيلم "هيب هوب المقلاع" للفلسطينية الامريكية جاكلين سلوم.
كما سيجري العرض العربي الاول لفيلم "في منزل والدي" للمخرجة المغربية فاطمة جبلي وزاني الذي نال جوائز عديدة وعرض في الصالات الهولندية ستة اشهر متواصلة، اضافة الى افلام للمخرجين السوريين ميار الرومي ومحمد الرومي ومحمد ملص.
وسيتنافس نحو عشرين فيلما من انحاء العالم على جائزة الجمهور، وهي الوحيدة التي يمنحها المهرجان، وسينظم عدة تظاهرات جانبية منها "روائع المهرجانات" التي تضم بعض الافلام التسجيلية التي حصدت جوائز هامة في المهرجانات الدولية وتظاهرتي "الفرد في الحرب" و"صوت امرأة".
وسيشكل عنوانا هاتين التظاهرتين محورين لامسيتين حواريتين، الاولى تضم الكاتب اللبناني فواز طرابلسي مع بعض المخرجين للحديث عن الحرب والفرد، وتلتقي مجموعة سينمائيات في الامسية الثانية ليتحدثن عن صوت المرأة في المجتمع.
ويقول النيربية ان تظاهرة الحرب والفرد نظمت "لان لدينا وضعا خاصا كسوريين معنيين باسئلة الحرب ومحاطين بها"، ويضيف "ربما نعيش حالة من الحرب السلبية (على غرار التدخين السلبي)".
اما المخرجة الجيرودي فتوضح ان تنظيم امسية حوارية حول صوت المرأة ياتي "من هم شخصي واجتماعي في مجتمعات فيها عجز كامل لرفع صوت شريحة اساسية في المجتمع".
ومن التظاهرات البارزة في هذه الدوره "لقاء مع مخرج" التي تستضيف المخرج الفرنسي نيكولا فيليبير في حوار مفتوح معه وتعرض ثلاثة من افلامه هي "العودة الى النورمندي" و"اصغر الاشياء" و"بلاد الصم".
وستشارك في هذه الدورة من المهرجان افلام لمجموعة من المخرجين التسجيليين العالميين، ومنهم السلوفاكي يوراي ليوتسكي بشريطه "حب اعمى"، والبريطاني جيفري سميث بفيلم "الجراح الانكليزي" الذي حصد العديد من الجوائز العالمية، والدنماركيين اندرياس اوسترغارد واسغر سميث.
وسيشمل المهرجان في ظل عدم وجود معهد لتدريس السينما في سوريا ورشة كتابة للفيلم التسجيلي تضم 12 مشروعا لهواة ومهتمين ومخرجين شباب.
ومن النقاط اللافتة في الدورة الثانية من المهرجان التي ستفتتح في دمشق وتنتقل الى مدينتي طرطوس وحمص، محاولة منظميه للتنقل به عربيا. وهم يؤكدون انه تم الاتفاق مع جهات في عدة مدن وعواصم عربية سيزورها المهرجان.
ومهما كان حساب الحقل طموحا، الا ان حساب "البيدر" لا يمكن التنبؤ به، وسينتظر ردة فعل الجمهور ومدى اهتمامه بالمتابعة، مع العلم ان الدورة الاولى من المهرجان استفادت من جمهور احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008 التي رعته.
--------------------------
الصورة ك المخرج السوري محمد ملص