وكان العديد من التقارير أورد أن الرئيس السوري بشار الأسد أجرى الأسبوع الماضي تغييرات كبيرة في قيادة الأجهزة الأمنية حيث قام بعزل اللواء علي مملوك من منصبه في رئاسة مكتب الأمن الوطني وعينه مستشاراً أمنياً له. وأضافت هذه التقارير أن الأسد عيّن رئيس المخابرات العسكرية اللواء كفاح ملحم مكان اللواء علي مملوك، بينما عيّن اللواء كمال حسن خلفاً لملحم على رأس شعبة المخابرات العسكرية.
وتحدثت التقارير السابقة عن دخول علي مملوك المستشفى بسبب تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، وأعقبها بعد ذلك بساعات قليلة شائعات عن تعرض اللواء البالغ من العمر 77 عاماً لعملية اغتيال من قبل جهة حليفة لدمشق.
وكان آخر ظهور علني للواء مملوك في تشييع القائد في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي الذي اغتالته إسرائيل الشهر الماضي في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق.
ولا تعلن السلطات السورية بشكل رسمي عن التعديلات التي تطال القوات الأمنية والعسكرية في صفوفها.
وذكر المصدر الذي تحدث إلى "النهار العربي" شرط عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن التقارير المذكورة تحمل الكثير من المغالطات والمعلومات المضللة، مشيراً إلى أن اللواء علي مملوك يشغل منصب المستشار الأمني للرئيس السوري منذ سنوات، لذلك لا يعقل إعادة تعيينه في المنصب ذاته مرة أخرى.
وذكر موقع "عنب بلدي" نقلاً عن مصادر موالية أن الرئيس السوري قرر في شهر تموز (يوليو) 2019 تعيين اللواء علي مملوك مستشاراً ونائباً له للشؤون الأمنية. وقيل حينها أن تعيين مملوك كمستشار سيجعله يفقد منصب رئيس مكتب الأمن الوطني حيث تداولت بعض المواقع السورية أن محمد ديب زيتون الذي كان يتولى شعبة الأمن السياسي مرشح قوي لخلافته، لكن مملوك استمر في أداء مهامه في منصبيه الجديد والقديم.
وكانت قناة "القدرات العسكرية السورية" على تلغرام نفت صحة المزاعم المتداولة عن مملوك، مؤكدة أنه بصحة جيدة ويمارس عمله بشكل طبيعي ولم يدخل إلى أي مستشفى في العام الحالي، وهو ما أكدته المصادر التي تحدثت إلى "النهار العربي".
وسطع نجم علي مملوك في سوريا منذ ثمانينات القرن الماضي عندما عينه الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد مشرفاً على برنامج الأسلحة الكيميائية في إشارة إلى مدى ثقته به. ولكنه منذ تولي الرئيس السوري الحالي بشار الأسد عام 2000 بدأ يتدرج في المناصب القيادية في الأجهزة الأمنية السورية، حيث تم تعيينه عام 2005 رئيساً لإدارة المخابرات العامة (أمن الدولة) بعد أن كان رئيساً لفرع التحقيق بالمخابرات الجوية.
وإضافة إلى دوره الأمني اعتمد بشار الأسد على مملوك للقيام بأدوار سياسية سرية مع العديد من الجهات العربية والغربية منذ اندلاع الأزمة في البلاد عام 2011.
ومنذ عام 2015 تلاحق الشائعات امملوك سواء ما يتعلق منها بصحته حيث يقال أنه مصاب بسرطان الدم، أو بمدى ولائه حيث كانت بعض وسائل الإعلام تستغل فترات غيابه الطويلة عن الظهور الإعلامي كي تنسج حوله روايات شبه خيالية منها أنه في عام 2015 كان يخطط للانقلاب على النظام السوري وأنه رصدت له مكالمات مع المخابرات التركية.
وعام 2022 تكرر الأمر ذاته وتحدثت بعض وسائل الإعلام عن اختفاء علي مملوك، وقادتها التحليلات إلى الحديث عن اعتقاله أو وضعه قيد الإقامة الجبرية بعد افتضاح علاقته مع بعض الجهات الخارجية.