افتتحت الفنانه الشابة امل البرغوثي معرضها الشخصي الأول بعد عدة مشاركات لها بلوحات ضمن معارض مشتركة في كل من مصر و الاردن و لبنان ، و البرغوثي مهمومة بنقل تفاصيل الصورة الفوتغرافية للواقع الى اللوحة بأمانه متناهية يخالطها وهج المعرفة بالمكان وشخوصه وكائناته ، فهى لا تنقل الخطوط و الألوان و لكنها تنقل الاحساس بالمكان و الزمان داخل الصورة / اللوحة ، و لذلك فقد اختارت للوحاتها الزيتية محوراً هو البعد الرابع الذي يتجسد في مكان محدد في قطر هو سوق واقف ، و هو سوق قطري شعبي ذو عراقة ، تُباع فية كل مستلزمات الحياه الحديثة و تلك التي تعرضها متاحف المنطقة ، فالسوق اليوم و بعد الترميمات و التجديدات و التوسعات التي قامت بها الدوله مؤخراً للحفاظ على الشكل التقليدى للعمارة للسوق و الحفاظ على عبق التراث في وسط مدينة خليجية تحاكي المدنية و المعمار الحديث في شكل أبراج متراصة على ضفاف الخليج ، تلك الجهود التي نحجت في إضفاء روح الأصاله في السوق الشعبي القديم مما جعله مادة خصبة لأمل البرغوتي لتسجل بالريشة لوحات ليوميات السوق و شخصياته الأدمية و غير الآدمية ، فالطيور جزء من شخصية المكان و من الشكل العام الذي صار إلية ، ففي إحدى اللوحات تسجل أمل مجموعة من الحمائم تقف على أعمدة خشبية ، و تُبرز اللوحة جفاف الخشب و تشققة و هي حالة ساكنة و في الوقت ذاته ترصد إرتعاشة ريشات حمامه و جنوح الأخرى الى فرش جناحيها للطيران ، و في مشهد آخر للسوق ترصد الفنانة صورة صبي يرقب تزاحم الحمائم على الحبوب ، و اللوحة بديعة في كون مجموعة الطيور المجتمعة على حبات الشعير تنلاحم و لا تتلاحم ، فكل طير له شكله و مساحتة المستقله حين تقترب من اللوحة ، و ما أن تبتعد حتى تبدو الحمامات ككتله من الالوان الرمادية المتداخله
والشخصيات الآدمية التي تقدمها أمل البرغوتي شخصيات حية تكاد تنطق من خلال اللون و الظل و ثنايا الثوب و تجاعيد الوجة ، أما الأبعد من ذلك فهو هذا الأحساس المبطن بالحزن الذي انتقل الى الفنانة من خلال عدستها الخاصة و من ثم انتقل الى المتلقي من خلال ريشة مبدعة ، فالسوق ليس مكان للمتعة و الاسترخاء ، بل انه مكان الكد من أجل لقمة العيش ، فكان لا بد للوجوه أن تعكس هذا التعطش للحياه في انتظار الرزق الذي قد يأتي اليوم و قد لا يأتي ، ذاك بالتحديد ما تشي به لوحات البورتريه عند الفنانة، وأبرز مثال على ذالك لوحة بائع السجاد عند امل البرغوتي ، و التي ما ان تقف امامها إلا و تذكر لوحة «تاجر السجاد» للفنان فيتوريو راتيني و لوحات آخرى للمستشرقين في تصويرهم لتفاصيل شوارع القاهرة أو أزقة دمشق القديمة و مشاهد من خان أسعد باشا ، و لا تبتعد بك لوحة الانتظار لرجل خليجي في منتصف العمر ينظر للعدسة / الريشة و يحرك بين أصابعة حبات مسبحة ، لا تبتعد فى الاحساس بها عن لوحة "قارئ القرآن" لجون فريدريك لويس.
و البرغوتي بهذه اللوحات و التفاصيل تسجل "سحر الشرق" في الألفية الثالثة ، دون مبالغة أو زيف ، فإذا كان سوق واقف المكان صار يبعث سحر الماضي و عبق التراث في نفوس مرتاديه ، فإن تصوير امل البرغوتي للسوق في لوحاتها تبعث في سوق واقف الروح و المعني وتنقله الى زوار المعرض الذي يستمر لمدة اسبوع من تاريخ اليوم في داخل السوق الذي تسجله اللوحات حدثا و نغما ، في قاعة الفنون المعروفة بأسم "الحوش القطري"
-------------------------------------------------------------
الصور : من لوحات أمل البرغوثى (خاص بالهدهد )
و البرغوتي بهذه اللوحات و التفاصيل تسجل "سحر الشرق" في الألفية الثالثة ، دون مبالغة أو زيف ، فإذا كان سوق واقف المكان صار يبعث سحر الماضي و عبق التراث في نفوس مرتاديه ، فإن تصوير امل البرغوتي للسوق في لوحاتها تبعث في سوق واقف الروح و المعني وتنقله الى زوار المعرض الذي يستمر لمدة اسبوع من تاريخ اليوم في داخل السوق الذي تسجله اللوحات حدثا و نغما ، في قاعة الفنون المعروفة بأسم "الحوش القطري"
-------------------------------------------------------------
الصور : من لوحات أمل البرغوثى (خاص بالهدهد )