نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


أكثرهم وضوحابطائفيته..رحيل الروائي السوري حيدرحيدر عن ٨٧ عاما




رحل الروائي السوري حيدر حيدر عن ٨٧ عاما ومن اشهر اعماله "الزمن الموحش" و"الفهد" التي تحولت لفيلم سينمائي، ويوم رحيله كتب الناقد السوري محمد منصور مقالا اعتبره "الكاتب الأكثر طائفية ووضوحاً بين كتاب طائفته، فقد كان صادقا في التعبير عن مشاعره الطائفية وعن فاشيته" وفي ما يلي المقال الكامل لمحمد منصور كما نشره على صفحته في "فيسبوك"


الكاتب السوري الراحل حيدر حيدر - فيسبوك
الكاتب السوري الراحل حيدر حيدر - فيسبوك
 رحل الروائي حيدر حيدر
رحل الكاتب الأكثر طائفية ووضوحاً بين كتاب طائفته، فقد كان صادقا في التعبير عن مشاعره الطائفية وعن فاشيته، لم يخفها كما فعل غيره، ولم يداور ويناور كما ذهب أقرانه المملوئين بالحقد الأسود والعفن التاريخي حول مظلومية تغذيها الأكاذيب وتضخمها الأحقاد، ولهذا عندما كتب روايته (الزمن الموحش) عن دمشق وذكرياته فيها، ونشرها عام 1973 لم يخف إحساسه الطائفي بالنشوة والظفر فكتب في السطور الأولى للرواية:
" هاهم قادمون من الجبال والسهول باتجاه المدن، في عيونهم غضب، وعلى جباههم غبار ومجد منتظر، في الرياح تخفق راياتهم وأصواتهم الجليلة تملأ سمع العالم، تحتهم ترتعش الأرض ونفوسهم مفعمة بالآمال والغبطة. بخطى واثقة كما يتقدم موجب غضب نحو شواطئ مجهولة يتقدمون. لواء فرحهم معقود وأنا حاديهم، ومعنا مسرة وبنادق، كتب وسجلات فقر، زحفا باتجاه المدن التي سقطت تحت ضربات الطلائع الأولى".
أعجبتني الحقيقية عبارة "أنا حاديهم" هذا يعني أنه جزء منهم ولا يقدم وصفا حياديا للمشهد. وأعجبتني أكثر عبارة " كتب وسجلات فقر" ذكرتني بعبارة كاشفة وضعها الروائي فواز حداد على لسان أحد ضباط المخابرات العلويين في رواية (السوريين الأعداء) حين قال: " حتى الفقر انتزعناه منهم. لم يجرِ الاعتراف إلا بفقرائنا، كأن لا فقراء سوانا. "
أما روايته الأولى (الفهد) التي صدرت عن وزارة الثقافة السورية عام 1968 وحولها نبيل المالح إلى فيلم سينمائي بالعنوان نفسه، وتتناول سنوات الحكم الوطني الأولى بعد الاستقلال، فتفيض بالهجاء وخطاب المظلومية الفاجر ضد الحكم الوطني، وتصور تسلط الدولة كلها على فلاح فقير تمرد على دفع الضريبة الجائرة في إحدى قرى جبال الساحل، وترد فيها عبارات افترائية من قبل "العثملي ما عمل اللي عم يعملوه فينا" و"الفرنساوي ما عمل مثلهم" وعندما يقول له شاب أنزله من الحافلة بعد أن أصبح هذا الفهد قاطع طريق: "البلد فيها قانون" يصفعه على وجهه قائلا: "لو البلد فيها قانون كنت شفتني هون يا ابن الساقطة"؟! أي كان أصبح قاطع طريق!
ليست مشكلة حيدر حيدر موقفه من الثورة فقط، بل أدبه الطائفي الذي تم التسويق له باعتباره من نفائس الأدب السوري المعاصر. فروايته (وليمة لأعشاب البحر) رغم جمالياتها اللغوية العالية التي لا ينكرها إلا جاهل بتقييم الأدب، ورغم قوة السرد فيها، تفيض بالتجديف والافتراء على الإسلام، والاعتداء على عقائد يقول خطاب كراهيته المعلن أنها ليست دينه ولا تمثله.
وأذكر أنه عندما وضع نبيل صالح حيدر حيدر ضمن أهم شخصية في تاريخ سورية في موسوعته (رواية اسمها سورية) التي شارك في الكتابة عن شخصياتها عدد من الكتاب، قال لي الراحل ميشيل كيلو بعد خروجه من السجن واطلاعه على الكتاب: "رواية وليمة لأعشاب البحر شو فيها غير السب على الإسلام".
هذا هو حيدر حيدر الذي رحل عن (87) عاماً، والذي سينعاه الكثير من أبناء الثورة لأسباب أدبية وثقافية، وهم أحرار في ذلك، لكنه بالنسبة لي لم أستطع أن أراه إلا من هذه الزاوية. أديبا ومثقفا وظف موهبته للتعبير عن مشاعره الطائفية وعدوانيته السافرة، وكان تمرده الذي حاول أن يبلسه لبوسا مطلقا ضد الظلم والديكتاتوريات وسلطة الدين هو في جوهره ازدراء للروح الوطنية السورية الجامعة أمام الانتماء الطائفي الضيق

محمد منصور
الجمعة 5 ماي 2023