لقائد العام لـ”هيئة تحرير الشام” في إدلب “أبو محمد الجولاني” والقيادي “أبو ماريا القحطاني” (تعديل عنب بلدي)
هدأت وتيرة الحديث عن ملف “العمالة” في “الهيئة” التي يقودها “أبو محمد الجولاني”، مقارنة بالأسابيع الماضية حين شهدت انشقاق القيادي الثالث في “الهيئة” جهاد عيسى الشيخ (أبو أحمد زكور)، لكن لم تُطوَ صفحة الصراع والخلاف بين التيارات، خاصة مع وجود “أبو أحمد زكور” خارج قبضة “الهيئة”، ووجود “أبو ماريا” خلف قضبانها.
وقال عبر بيان ، في 15 من كانون الثاني الحالي، إنه مع إعلانه استكمال التحقيقات واستيفاء أركان القضية وشواهدها، يطمئن الجميع بأنه شارف على إنهاء الأعمال الأمنية المتعلقة بملف الاختراق، واعتبر أن إفشال المخطط وكسره يشكل “إنجازًا جديدًا يضاف إلى إنجازات المشروع الثوري في إدلب”.
ومنذ 2020، نشط “جهاز الأمن العام ” في إدلب كجهة مسؤولة عن عمليات ملاحقة المطلوبين أمنيًا، ويعلن بشكل دوري عن إلقائه القبض على مطلوبين و”خلايا نائمة”، أو “عملاء للنظام”، وكان مكتب التواصل في “هيئة تحرير الشام” نفى لعنب بلدي في وقت سابق تبعية “الجهاز” لها، لكن مع تعاقب السنوات برز على أنه الذراع الأمنية لها.
الباحث في الجماعات الجهادية عرابي عرابي، قال لعنب بلدي، إن الملاحظ من البيان أنه لم يذكر انتهاء ملف “العمالة” كليًا، إنما أركان القضية وما تتضمنه من تحقيق ورصد أسماء متورطة وغيرها، ما يعني أنهم وضعوا الأهداف المحتملة ووصلوا إلى خيوط المسألة، وأنهم مستمرون في التحقيق، وما يؤكد ذلك اعتقال “الأمن العام” بعض الأشخاص بعد البيان.
ويرى عرابي أن البيان جاء في سياق طمأنة الواقع المحيط، ويحمل رسالة أساسية إلى الحاضنة الشعبية بأن الفصيل وصل إلى الفاعلين، وأنه لم يكن هناك أي استهتار بالأمن، وهناك ضبط لمسألة “العملاء”.
ويحمل البيان رسالة ثانية للجهات التي انشقت عن “تحرير الشام” من عناصر وقياديين، بأن خروجهم من الفصيل لن يكون له أي أثر سلبي، ورسالة ثالثة إلى الجهات التي تريد الانشقاق بأن “الهيئة” لديها علم ومعرفة بمخططهم، وفق عرابي.
ويعتقد الباحث أن البيان يحمل رسالة رابعة إلى الجهات الدولية، بأن “تحرير الشام” أحاطت بالقضية وعرفت كل التفاصيل، وهذا يفتح “بازار” المفاوضات والمساومات مع تلك الجهات التي لها أصابع أو أيدٍ أو أذرع داخل “الهيئة”.
الاعترافات المتداولة خرجت بعد أربعة أشهر من تجميد صلاحيات “القحطاني”، في 17 من آب 2023، بسبب “خطئه في إدارة تواصلاته دون اعتبار لحساسية موقعه”، حسب بيان لـ”الهيئة”، وتضمنت التسريبات مؤخرًا:
الباحث في الجماعات الجهادية عرابي عرابي لا يعتقد أن التسريبات بوابة لتصفية “أبو ماريا”، مرجحًا إمكانية تصفيته فيما بعد، لكن ليس في سياق العملية الأمنية الحالية، وربما بعد عام أو عامين، حتى تهدأ الأجواء الداخلية وتتقبل أي عملية للمحاسبة والتصفية.
ورجّح الباحث أن تضحي “تحرير الشام” في الوقت الحالي ببعض العناصر “الصغار”، دون التضحية بالقيادات الكبيرة على مستوى الصف الأول.
تسيطر “الهيئة” عسكريًا وأمنيًا على محافظة إدلب وجزء من ريف حلب الغربي وريف اللاذقية وسهل الغاب، شمال غربي حماة، ويقودها “أبو محمد الجولاني” الذي لا يزال مدرج ً ا ضمن المطلوبين لأمريكا، وبمكافأة تصل إلى عشرة ملايين دولار أمريكي لمن يدلي بمعلومات عنه.
وعن سؤال طرحته عنب بلدي سابقًا على القيادي جهاد عيسى الشيخ، حول تفرد “الجولاني” بوضع استراتيجيات “الهيئة” وتغيير خطابها وتواصلاتها مع الجهات الخارجية، ومن يشاركه في هذه العملية، أجاب “أبو أحمد زكور” بأن “الجولاني” هو القائد الأوحد.
وذكر أن “الجولاني” يعتمد في قيادته على ثلاثة أشخاص هم زيد العطار بما يخص الملفات الخارجية، و”أبو أحمد حدود” بما يخص الملفات الأمنية الداخلية وتصفية الخصوم، وعبد الرحيم عطون للفتوى الدينية و”الترقيع وتجميل المشروع بأعين الجنود”.
بيان بأربع رسائل
أعلن “جهاز الأمن العام” العامل في إدلب أنه تمكن خلال الأشهر الماضية من إحباط مخطط أمني تقف خلفه ما أسماها “جهات معادية”، يهدف إلى تجنيد بعض الأفراد والعمل من خلالهم على “بث الفتنة وشق الصف وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة”.وقال عبر بيان ، في 15 من كانون الثاني الحالي، إنه مع إعلانه استكمال التحقيقات واستيفاء أركان القضية وشواهدها، يطمئن الجميع بأنه شارف على إنهاء الأعمال الأمنية المتعلقة بملف الاختراق، واعتبر أن إفشال المخطط وكسره يشكل “إنجازًا جديدًا يضاف إلى إنجازات المشروع الثوري في إدلب”.
ومنذ 2020، نشط “جهاز الأمن العام ” في إدلب كجهة مسؤولة عن عمليات ملاحقة المطلوبين أمنيًا، ويعلن بشكل دوري عن إلقائه القبض على مطلوبين و”خلايا نائمة”، أو “عملاء للنظام”، وكان مكتب التواصل في “هيئة تحرير الشام” نفى لعنب بلدي في وقت سابق تبعية “الجهاز” لها، لكن مع تعاقب السنوات برز على أنه الذراع الأمنية لها.
الباحث في الجماعات الجهادية عرابي عرابي، قال لعنب بلدي، إن الملاحظ من البيان أنه لم يذكر انتهاء ملف “العمالة” كليًا، إنما أركان القضية وما تتضمنه من تحقيق ورصد أسماء متورطة وغيرها، ما يعني أنهم وضعوا الأهداف المحتملة ووصلوا إلى خيوط المسألة، وأنهم مستمرون في التحقيق، وما يؤكد ذلك اعتقال “الأمن العام” بعض الأشخاص بعد البيان.
ويرى عرابي أن البيان جاء في سياق طمأنة الواقع المحيط، ويحمل رسالة أساسية إلى الحاضنة الشعبية بأن الفصيل وصل إلى الفاعلين، وأنه لم يكن هناك أي استهتار بالأمن، وهناك ضبط لمسألة “العملاء”.
ويحمل البيان رسالة ثانية للجهات التي انشقت عن “تحرير الشام” من عناصر وقياديين، بأن خروجهم من الفصيل لن يكون له أي أثر سلبي، ورسالة ثالثة إلى الجهات التي تريد الانشقاق بأن “الهيئة” لديها علم ومعرفة بمخططهم، وفق عرابي.
ويعتقد الباحث أن البيان يحمل رسالة رابعة إلى الجهات الدولية، بأن “تحرير الشام” أحاطت بالقضية وعرفت كل التفاصيل، وهذا يفتح “بازار” المفاوضات والمساومات مع تلك الجهات التي لها أصابع أو أيدٍ أو أذرع داخل “الهيئة”.
تسريبات دون نفي
مطلع العام الحالي، بدأت تخرج تسريبات عبر “الإعلام الرديف” لـ”هيئة تحرير الشام” (غرف “تلجرام” واسع الانتشار في المنطقة تنقل رواية “الهيئة” ومقربة منها) على أنها أجزاء من محاضر التحقيق مع القيادي “أبو ماريا القحطاني”، واعترافات منه بالتهم المنسوبة إليه.الاعترافات المتداولة خرجت بعد أربعة أشهر من تجميد صلاحيات “القحطاني”، في 17 من آب 2023، بسبب “خطئه في إدارة تواصلاته دون اعتبار لحساسية موقعه”، حسب بيان لـ”الهيئة”، وتضمنت التسريبات مؤخرًا:
- اعترف “القحطاني” بأنه تابع لغرفة عمليات التحالف الدولي في مدينة أربيل العراقية، حيث يرأس الغرفة ضابط عراقي عميل زار إدلب أكثر من مرة والتقى به.
- تضم الغرفة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، وجهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية (MI6)، ووكالة المخابرات الفرنسية (DGSE)، ووكالة المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد)، ووكالة الاستخبارات الوطنية التركية (MIT).
- يوجد تنسيق عالٍ بين غرفة أربيل وبين المخابرات الروسية عن طريق ضابط سوري مجنّس روسيًا.
- أقر “أبو ماريا” أنه مجند للعمل لمصلحة التحالف منذ عام 2018، وأن عمله مع غرفة أربيل كان من أجل ملاحقة فصيل “حراس الدين” وتنظيم “الدولة الإسلامية”.
- جاء أمر لـ”أبو ماريا” ببدء عمليات التجنيد داخل صفوف “الهيئة”، تمهيدًا لعمل انقلاب داخلي (انقلاب العملاء) والسيطرة على الشمال بالقوة، ليصبح قرار المنطقة خالصًا بيد التحالف، وبدأ بذلك منذ أكثر من عامين.
- رفع “أبو ماريا” قبل اعتقاله بفترة تقريرًا لغرفة أربيل مفاده أن “جهاز الأمن العام” أصبح معه وتحت سيطرته بعد تجنيده لمعظم قادة الجهاز، وكذلك حكومة “الإنقاذ” (المظلة السياسية لـ”الهيئة”) بعد تجنيده لبعض الوزراء والمسؤولين فيها، وأنه بدأ بالتجنيد داخل الجناح العسكري، ويحتاج إلى عام كامل حتى يضمن الجناح، أي حتى منتصف 2024، ويكون حينها جاهزًا لبدء الانقلاب.
- تنفيذ انقلاب على “الهيئة” في نهاية عام 2024، حيث يشن النظام السوري وروسيا حملة عسكرية على المنطقة، ويحتل قرى تفتناز ومعارة النعسان والفوعة وطعوم وبنّش وطريق حلب- اللاذقية الدولي (4M)، بالتعاون مع “العملاء”.
- في أثناء الحملة يبدأ “أبو ماريا” بتنفيذ الانقلاب، وذلك بقتل الأمراء وقادة الفصائل عن طريق المرافقين الذين تم تجنيدهم، ووُضعت عدة سيناريوهات وخطط احتياطية لتنفيذ ذلك، ومنها خطف بعض قادة الفصائل وتسليمهم للنظام فيصورهم النظام على أنهم عادوا لحضن الوطن.
- بعد ذلك يشكل “أبو ماريا” مع قادة “الجهاز الأمني” وبعض المحسوبين عليه مجلس قيادة الانقلاب، ويفرض حظر تجول من شمالي مدينة إدلب حتى الشريط الحدودي مع تركيا، وتنتشر قوات خاصة تركية لمساعدة “أبو ماريا” في انقلابه وضبط المنطقة.
- يشكل التحالف “خلية خاصة” برئاسة مرافق “أبو ماريا”، لقتل معظم قادة الانقلاب الذين شاركوا به ليستفرد بالقيادة.
الباحث في الجماعات الجهادية عرابي عرابي لا يعتقد أن التسريبات بوابة لتصفية “أبو ماريا”، مرجحًا إمكانية تصفيته فيما بعد، لكن ليس في سياق العملية الأمنية الحالية، وربما بعد عام أو عامين، حتى تهدأ الأجواء الداخلية وتتقبل أي عملية للمحاسبة والتصفية.
ورجّح الباحث أن تضحي “تحرير الشام” في الوقت الحالي ببعض العناصر “الصغار”، دون التضحية بالقيادات الكبيرة على مستوى الصف الأول.
تفرد بالقرار
ظهرت “تحرير الشام” لأول مرة في سوريا مطلع 2012، تحت اسم “جبهة النصرة لأهل الشام”، وهي فصيل تميز بخروجه من رحم تنظيم “القاعدة”، أبرز الفصائل “الجهادية” على الساحة العالمية، وأعلنت لاحقًا انفصالها عن أي تنظيم، واعتبرت نفسها قوة سورية محلية.تسيطر “الهيئة” عسكريًا وأمنيًا على محافظة إدلب وجزء من ريف حلب الغربي وريف اللاذقية وسهل الغاب، شمال غربي حماة، ويقودها “أبو محمد الجولاني” الذي لا يزال مدرج ً ا ضمن المطلوبين لأمريكا، وبمكافأة تصل إلى عشرة ملايين دولار أمريكي لمن يدلي بمعلومات عنه.
وعن سؤال طرحته عنب بلدي سابقًا على القيادي جهاد عيسى الشيخ، حول تفرد “الجولاني” بوضع استراتيجيات “الهيئة” وتغيير خطابها وتواصلاتها مع الجهات الخارجية، ومن يشاركه في هذه العملية، أجاب “أبو أحمد زكور” بأن “الجولاني” هو القائد الأوحد.
وذكر أن “الجولاني” يعتمد في قيادته على ثلاثة أشخاص هم زيد العطار بما يخص الملفات الخارجية، و”أبو أحمد حدود” بما يخص الملفات الأمنية الداخلية وتصفية الخصوم، وعبد الرحيم عطون للفتوى الدينية و”الترقيع وتجميل المشروع بأعين الجنود”.