في البداية، قدّم التقي عرضًا تاريخيًا سريعًا، لظروف نشوء نظام العولمة، وملامح تشكّل العالم بعد الحرب العالمية الثانية التي خرجت منها أميركا متعافية، والجهود الأميركية للقضاء على الشيوعية، متمثلة في تقديم صفقة لـ 45 دولة، تضمنت فتح أسواقها وحماية التجارة العالمية، مقابل أن تتعامل هذه الدول بالدولار، وأن تعادي الشيوعية. وتابع التقي أن الولايات المتحدة، بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، عاشت مرحلة القطب الواحد، الأمر الذي دفع العديد من الدول المنافسة إلى العمل في إطار سحب البساط من الدولار الأميركي، واختراق البنية الأساسية لأميركا وغيرها من الدول.
في الشأن السوري، قدّم التقي مقاربة كاملة حول رؤية الولايات المتحدة الأميركية للوضع في سورية، وعلى الصعيد الإقليمي أيضًا. وأوضح أن القرار الأميركي ليس بيد رئيس الدولة، لأن بنية السلطة الأميركية مبنية على جملة من القرارات تصنعها العديد من المراكز والمؤسسات، التي تضع خططًا مستقبلية للسياسة الأميركية، وهذه المراكز هي التي تحدد السمت الرئيسي للمصالح الأميركية، وتضع الخيارات المناسبة أمام الرئيس.
أضاف التقي أن الولايات المتحدة فوّضت روسيا لإدارة الصراع في سورية، خوفًا من التورّط بشكل مباشر على الأرض، ما لم يكن هناك تهديد مباشر لمصالحها، ولرغبتها في إيجاد قوى إقليمية تقوم بالدور اللازم. وأشار إلى أن أميركا كان لديها اعتقاد بأن الإسلام السياسي سيكون الوريث للأنظمة الحاكمة في سورية ودول الربيع العربي، لكنها استنتجت أنه غير قادر على المتابعة في هذا المجال، ولذلك نقلت تفويض إدارة حل الصراع إلى روسيا وإيران، لكن روسيا أدارت الأزمة وفقًا لمصالحها، وفشلت في تأسيس أي شكل من أشكال المصالحة المجدية في سورية.
وأوضح التقي أنه في نهاية عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، بدأت حالة الانفصال بين الموقفين الأميركي والروسي، لسبيين: الأول هو أن الولايات المتحدة اكتشفت أن إيران لا تستطيع أن تؤمن الاستقرار في الإقليم، وخاصة بعد تجربة العراق التي فشلت فيها إيران في تأسيس نموذج تنمويّ وعقد اجتماعي يخلق حدًّا أدنى من الاستقرار العام، كما فشلت في قضية المصالحة مع الأكراد والسنّة. والنقطة الثانية هي فشل روسيا في المصالحات، وكانت تجربة درعا نقطة تحوّل مهمّة جدًا في الرؤية الأميركية. وأضاف أنه نتيجة لذلك، دخلت تركيا إلى شمال غرب سورية، بالإضافة إلى الوجود العسكري الأميركي، لكي تصبح طرفًا في هذه العملية، بعد فشل توكيل روسيا في إدارة الصراع، مؤكدًا أنّ المعيار الرئيسي لأميركا هو عدم التدخل المباشر، وإدارة الصراع وفق ما يقتضيه الوضع الدبلوماسي.
تطرّقت الندوة إلى الحرب الروسية على أوكرانيا التي نسفت أيّ أمل للشراكة الأميركية مع الروس، لأن روسيا فقدت قدرتها على أن تكون وسيط قوة في أوكرانيا. وفي المقابل، أعادت هذه الحرب إحياء التحالف الأميركي الأوروبي، خاصة أن أميركا لم تعد قادرة على مواجهة الصين بدون أن يكون هناك دور رئيسي لأوروبا.
ورأى التقي أن الولايات المتحدة تعيش حالة من الفراغ السياسي، وأن السياسة الأميركية بدأت تنعطف لتبحث عن بديل للتفويض الروسي في سورية، مبيّنًا أن تركيا ستلعب دورًا كبيرًا في المرحلة القادمة، لأنها مؤهلة لذلك، موضوعيًا وإستراتيجيًا، ولأنها موجودة على الأرض، وقادرة على أن تكون قوة ضاربة في هذا السياق.
وفي ما يتعلق بالعملية العسكرية التركية شمال غرب سورية، رجّح التقي أن تقوم تركيا بعمل عسكري، لأن هذا الأمر مرتبط بالمصلحة الوطنية التركية، وليس له علاقة بالوضع الإستراتيجي المحيط بسورية.
واختُتمت الندوة بنقاش مطوّل، أجاب خلاله سمير التقي عن أسئلة الحضور ومداخلاتهم.
في الشأن السوري، قدّم التقي مقاربة كاملة حول رؤية الولايات المتحدة الأميركية للوضع في سورية، وعلى الصعيد الإقليمي أيضًا. وأوضح أن القرار الأميركي ليس بيد رئيس الدولة، لأن بنية السلطة الأميركية مبنية على جملة من القرارات تصنعها العديد من المراكز والمؤسسات، التي تضع خططًا مستقبلية للسياسة الأميركية، وهذه المراكز هي التي تحدد السمت الرئيسي للمصالح الأميركية، وتضع الخيارات المناسبة أمام الرئيس.
أضاف التقي أن الولايات المتحدة فوّضت روسيا لإدارة الصراع في سورية، خوفًا من التورّط بشكل مباشر على الأرض، ما لم يكن هناك تهديد مباشر لمصالحها، ولرغبتها في إيجاد قوى إقليمية تقوم بالدور اللازم. وأشار إلى أن أميركا كان لديها اعتقاد بأن الإسلام السياسي سيكون الوريث للأنظمة الحاكمة في سورية ودول الربيع العربي، لكنها استنتجت أنه غير قادر على المتابعة في هذا المجال، ولذلك نقلت تفويض إدارة حل الصراع إلى روسيا وإيران، لكن روسيا أدارت الأزمة وفقًا لمصالحها، وفشلت في تأسيس أي شكل من أشكال المصالحة المجدية في سورية.
وأوضح التقي أنه في نهاية عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، بدأت حالة الانفصال بين الموقفين الأميركي والروسي، لسبيين: الأول هو أن الولايات المتحدة اكتشفت أن إيران لا تستطيع أن تؤمن الاستقرار في الإقليم، وخاصة بعد تجربة العراق التي فشلت فيها إيران في تأسيس نموذج تنمويّ وعقد اجتماعي يخلق حدًّا أدنى من الاستقرار العام، كما فشلت في قضية المصالحة مع الأكراد والسنّة. والنقطة الثانية هي فشل روسيا في المصالحات، وكانت تجربة درعا نقطة تحوّل مهمّة جدًا في الرؤية الأميركية. وأضاف أنه نتيجة لذلك، دخلت تركيا إلى شمال غرب سورية، بالإضافة إلى الوجود العسكري الأميركي، لكي تصبح طرفًا في هذه العملية، بعد فشل توكيل روسيا في إدارة الصراع، مؤكدًا أنّ المعيار الرئيسي لأميركا هو عدم التدخل المباشر، وإدارة الصراع وفق ما يقتضيه الوضع الدبلوماسي.
تطرّقت الندوة إلى الحرب الروسية على أوكرانيا التي نسفت أيّ أمل للشراكة الأميركية مع الروس، لأن روسيا فقدت قدرتها على أن تكون وسيط قوة في أوكرانيا. وفي المقابل، أعادت هذه الحرب إحياء التحالف الأميركي الأوروبي، خاصة أن أميركا لم تعد قادرة على مواجهة الصين بدون أن يكون هناك دور رئيسي لأوروبا.
ورأى التقي أن الولايات المتحدة تعيش حالة من الفراغ السياسي، وأن السياسة الأميركية بدأت تنعطف لتبحث عن بديل للتفويض الروسي في سورية، مبيّنًا أن تركيا ستلعب دورًا كبيرًا في المرحلة القادمة، لأنها مؤهلة لذلك، موضوعيًا وإستراتيجيًا، ولأنها موجودة على الأرض، وقادرة على أن تكون قوة ضاربة في هذا السياق.
وفي ما يتعلق بالعملية العسكرية التركية شمال غرب سورية، رجّح التقي أن تقوم تركيا بعمل عسكري، لأن هذا الأمر مرتبط بالمصلحة الوطنية التركية، وليس له علاقة بالوضع الإستراتيجي المحيط بسورية.
واختُتمت الندوة بنقاش مطوّل، أجاب خلاله سمير التقي عن أسئلة الحضور ومداخلاتهم.