واكدت ان الفيلم اسر جمهور صالات السينما حيثما حل، في ولايات امريكية ومهرجانات اوروبية او عواصم عربية، كان اخرها جمهور دمشق في "مهرجان ايام سينما" الواقع.
وتقول المخرجة الشابة في حديثها لوكالة فرانس برس انها من ابناء الجيل الاول للعرب الاميركيين، مولودة لاب سوري وام فلسطينية. وتوضح انها كانت دائما قريبة اكثر من نصفها الفلسطيني وخصوصا ذلك "التأثير" الكبير لجدها وهو يقص عليها حكاياته عن المقاومة الفلسطينية التي انخرط فيها.
لكن تكوين الهوية بالنسبة للمخرجة التي عاشت مواطنة في الولايات المتحدة لم يخل من المفارقات ولم يمر بسهولة.
وتحكي كيف كانت في صباها تتحاشى القول انها عربية او فلسطينية، وهي العربية الوحيدة في مدرستها.
وتقول عن تلك المرحلة "لم اكن ارى اي شيء ايجابي في تقديم نفسي كعربية، فكل ما ينقله الاعلام الغربي عن العرب كان سلبيا وكل ما كنت اريد فعله كغيري (من الاميركيين) كانت تمنعه عنه تربيتي العربية المحافظة".
تغير تفكير جاكلين سلوم وصارت كما تروي، تنضج على تكوين شخصيتها وتعي هويتها. حتى الفكرة التي استحوذت عليها بعد انهاء دراستها الثانوية هي "يجب ان افعل شيئا يغير صورتنا كفلسطينيين في الاعلام" الغربي.
سلسلة من المصادفات قادت المخرجة الشابة لانجاز فيلمها التسجيلي الاول "هيب هوب المقلاع".
اول خطوة كانت انجازها فيديو كليب تضمن صورا لاجتياح جنين عام 2002 على خلفية اغنية "مين ارهابي" لفرقة "دام" التي سمعتها مصادفة على احدى اذاعات نيويورك.
موسيقى الهيب هوب حلت لها معادلة كانت صعبة التحقق، اذ تشرح "بدأت اجمع السياسة بثقافة البوب، لانك اذا اردت لفت انتباه الناس الى قضية وصدمتهم بالسياسة سيديرون ظهرهم لك".
وتضيف" لكنك اذا وضعت السياسة في شكل يجذب الناس مثل الفيديو والالعاب والصور الجذابة فهم سيلتفتون اليك".
لم تقتنع جاكلين سلوم بجدوى ما كانت تفعله، ومضت للخوض في مجال الفيلم التسجيلي بعد نصيحة من احد اساتذتها "لأن الفن يبقى تأثيره محدودا اذا بقي في صالات العرض وشاهده جمهور ضيق" كما تلفت.
سافرت سلوم بعدها مرارا الى الاراضي الفلسطينية المحتلة وقضت نحو خمس سنوات في تصوير وانجاز فيلمها الاول، الذي مدته 80 دقيقة من اصل 700 ساعة تصوير هي المادة التي جمعتها للفيلم.\
وقد رصدت بشكل اساسي فرقتين فلسطينيتن تعيشان تحديات لها طبيعة مختلفة، ويجمعهما مقاساة ظروف الاحتلال.
تتابع مشاهد الفيلم اعضاء فرقة "دام" التي يقطن افرادها مدينة اللد وكيف بدأوا من احتجاجهم على ترك مدينتهم فريسة المخدرات والقتل، واطلقوا البومهم الاول "اوقفوا بيع المخدرات"، ثم تحول مسار الفرقة لتغني احتجاجا على القتل المستمر للفلسطينيين ومعانتاهم اليومية من الاحتلال.
وفي عرض دمشق، شأن العروض العربية الاخرى، لم تحمل المخرجة "مفاجأة" للجمهور، كما كان حالها عندما خاطبت جمهورا جعل بطاقات ستة عروض للفيلم تنفذ في واحد من أهم مهرجانات الفيلم التسجيلي العالمية (مهرجان "صندانس" في ولاية "يوتا" الامريكية) وقالت لهم انها احضرت احد مغني الراب الذين ظهروا في الفيلم ليغني لهم.
المغنون الضيوف على عروض الفليم غير العربية من فرقة "دام"، وهم يحتجون في الفيلم انه كونهم من عرب 48 جعلهم "مكروهين" من الجميع، من فلسطينيين اخرين يتهمونهم بالعمالة للاحتلال، ومن اسرائيليين يضيقون عليهم ويهدمون بيوتهم، ومن عرب يمنعونهم من دخول البلاد العربية.
والى جانب هذه الفرقة، تتابع مشاهد اخرى قادمة من غزة حيث المعاناة التي تخوضها فرق "ال بي ار" هنا اثقل، وينتهي الفيلم بعدم سماح الاحتلال الاسرائيلي لهذه الفرقة بلقاء كان منتظرا في حفلة تجمع فرق الراب الفلسطينية في رام الله.
وبعد انجازها للفيلم الذي حصده جوائز الجمهور في عدة مهرجانات، تقول مخرجته بعد ان صار شعورها بهويتها "اقوى واعمق"، انها ليست متفائلة بالنسبة لتأثر الرأي العام في اي صراع.
وتوضح مدللة على رأيها بكثرة الاحتجاج عبثا الذي سبق الحرب على العراق "كنت اظن اني استطيع احداث تغيير كبير لكني عرفت ان من يمتلكون السلطة والمال هم من يقررون".
ذلك لا يعني لجاكلين سلوم اليأس، بل نضوجا في الوعي والنظر بشكل ناقد لما يجري في العالم، وتصل الى ان "ما يفيد العرب هو فقط ما يفعلونه بايديهم، وليس رأي الاخرين بهم".
اما خطوتها القادمة فهي ليست فيلما تسجيليا اخر، بل اخراج "الفيديو كليب" لمغنين عرب وعرب اميركيين لان "الفيدو كليب العربي سيئ، اريد عمل فيديو كليب فيه قصة وليس مجرد دموع ونحيب".
-----------------------------
الصورة : المخرجة جاكلين سلوم
وتقول المخرجة الشابة في حديثها لوكالة فرانس برس انها من ابناء الجيل الاول للعرب الاميركيين، مولودة لاب سوري وام فلسطينية. وتوضح انها كانت دائما قريبة اكثر من نصفها الفلسطيني وخصوصا ذلك "التأثير" الكبير لجدها وهو يقص عليها حكاياته عن المقاومة الفلسطينية التي انخرط فيها.
لكن تكوين الهوية بالنسبة للمخرجة التي عاشت مواطنة في الولايات المتحدة لم يخل من المفارقات ولم يمر بسهولة.
وتحكي كيف كانت في صباها تتحاشى القول انها عربية او فلسطينية، وهي العربية الوحيدة في مدرستها.
وتقول عن تلك المرحلة "لم اكن ارى اي شيء ايجابي في تقديم نفسي كعربية، فكل ما ينقله الاعلام الغربي عن العرب كان سلبيا وكل ما كنت اريد فعله كغيري (من الاميركيين) كانت تمنعه عنه تربيتي العربية المحافظة".
تغير تفكير جاكلين سلوم وصارت كما تروي، تنضج على تكوين شخصيتها وتعي هويتها. حتى الفكرة التي استحوذت عليها بعد انهاء دراستها الثانوية هي "يجب ان افعل شيئا يغير صورتنا كفلسطينيين في الاعلام" الغربي.
سلسلة من المصادفات قادت المخرجة الشابة لانجاز فيلمها التسجيلي الاول "هيب هوب المقلاع".
اول خطوة كانت انجازها فيديو كليب تضمن صورا لاجتياح جنين عام 2002 على خلفية اغنية "مين ارهابي" لفرقة "دام" التي سمعتها مصادفة على احدى اذاعات نيويورك.
موسيقى الهيب هوب حلت لها معادلة كانت صعبة التحقق، اذ تشرح "بدأت اجمع السياسة بثقافة البوب، لانك اذا اردت لفت انتباه الناس الى قضية وصدمتهم بالسياسة سيديرون ظهرهم لك".
وتضيف" لكنك اذا وضعت السياسة في شكل يجذب الناس مثل الفيديو والالعاب والصور الجذابة فهم سيلتفتون اليك".
لم تقتنع جاكلين سلوم بجدوى ما كانت تفعله، ومضت للخوض في مجال الفيلم التسجيلي بعد نصيحة من احد اساتذتها "لأن الفن يبقى تأثيره محدودا اذا بقي في صالات العرض وشاهده جمهور ضيق" كما تلفت.
سافرت سلوم بعدها مرارا الى الاراضي الفلسطينية المحتلة وقضت نحو خمس سنوات في تصوير وانجاز فيلمها الاول، الذي مدته 80 دقيقة من اصل 700 ساعة تصوير هي المادة التي جمعتها للفيلم.\
وقد رصدت بشكل اساسي فرقتين فلسطينيتن تعيشان تحديات لها طبيعة مختلفة، ويجمعهما مقاساة ظروف الاحتلال.
تتابع مشاهد الفيلم اعضاء فرقة "دام" التي يقطن افرادها مدينة اللد وكيف بدأوا من احتجاجهم على ترك مدينتهم فريسة المخدرات والقتل، واطلقوا البومهم الاول "اوقفوا بيع المخدرات"، ثم تحول مسار الفرقة لتغني احتجاجا على القتل المستمر للفلسطينيين ومعانتاهم اليومية من الاحتلال.
وفي عرض دمشق، شأن العروض العربية الاخرى، لم تحمل المخرجة "مفاجأة" للجمهور، كما كان حالها عندما خاطبت جمهورا جعل بطاقات ستة عروض للفيلم تنفذ في واحد من أهم مهرجانات الفيلم التسجيلي العالمية (مهرجان "صندانس" في ولاية "يوتا" الامريكية) وقالت لهم انها احضرت احد مغني الراب الذين ظهروا في الفيلم ليغني لهم.
المغنون الضيوف على عروض الفليم غير العربية من فرقة "دام"، وهم يحتجون في الفيلم انه كونهم من عرب 48 جعلهم "مكروهين" من الجميع، من فلسطينيين اخرين يتهمونهم بالعمالة للاحتلال، ومن اسرائيليين يضيقون عليهم ويهدمون بيوتهم، ومن عرب يمنعونهم من دخول البلاد العربية.
والى جانب هذه الفرقة، تتابع مشاهد اخرى قادمة من غزة حيث المعاناة التي تخوضها فرق "ال بي ار" هنا اثقل، وينتهي الفيلم بعدم سماح الاحتلال الاسرائيلي لهذه الفرقة بلقاء كان منتظرا في حفلة تجمع فرق الراب الفلسطينية في رام الله.
وبعد انجازها للفيلم الذي حصده جوائز الجمهور في عدة مهرجانات، تقول مخرجته بعد ان صار شعورها بهويتها "اقوى واعمق"، انها ليست متفائلة بالنسبة لتأثر الرأي العام في اي صراع.
وتوضح مدللة على رأيها بكثرة الاحتجاج عبثا الذي سبق الحرب على العراق "كنت اظن اني استطيع احداث تغيير كبير لكني عرفت ان من يمتلكون السلطة والمال هم من يقررون".
ذلك لا يعني لجاكلين سلوم اليأس، بل نضوجا في الوعي والنظر بشكل ناقد لما يجري في العالم، وتصل الى ان "ما يفيد العرب هو فقط ما يفعلونه بايديهم، وليس رأي الاخرين بهم".
اما خطوتها القادمة فهي ليست فيلما تسجيليا اخر، بل اخراج "الفيديو كليب" لمغنين عرب وعرب اميركيين لان "الفيدو كليب العربي سيئ، اريد عمل فيديو كليب فيه قصة وليس مجرد دموع ونحيب".
-----------------------------
الصورة : المخرجة جاكلين سلوم