مذاق الكلام
سألتني نجمتي: كيف يكون طعم الكلام؟ هل له مذاق؟ أتشعرين بطعمه وأنت تتكلمين؟ يذوب عسلاً أم أن العسل هو كلام اتخذ صفته. هل ترين بياض الكلام ثلجاً. أم أن الثلج هو كلام اتخذ صفته. ثم عاودت السؤال: هل تنظرين للعيون ؟ نحن في عالم النجوم ، ننظر للعيون ملياً. نعرف أن للكلام طعماً فنتذوقه. بعضه نمتصه رويداً رويداً ، ليسري مباشرةً في القلب.
سألتها: يا نجمتي عندما كان الشجار ، الخناق في أروقة حارتنا، هل كان لكلامهم طعماً؟ في الأفواه.
صمتت نجمتي: ثم قالت:
الإنسان عاشق للجدران، للأبواب، لا يُريد إلا المواثيق المكتوبة. نحن في عالم النجوم لا نعتمد الأوراق مطلقاً. يكفي أن تمر نجمة أمام نجمة، ليُعرف أن الحب قد استقر بينهما. يكفي أن يمر رجل أمام بيتي، لأعرف أنه يُريدني. لا نحتاج الى طرق الأبواب، الى فتح الشبابيك لا نحتاج الى العهود، المواثيق... انظري الى هذه الأوراق المتراكمة ، هل تضمن الحقوق؟ .
ولكن؟
قلت: لا لا نحن بحاجة للأوراق. العلامات المدرسية يجب أن تأتي في ورقة. الزواج في ورقة.
حتى الطلاق في ورقة، سمعت أمي تقول: ما اسعدني عندما استلمت ورقتي. يا نجمتي أبي من البداية، رفض إرسال ورقتها. رفض الطلاق.
ثم قال: إن كبريائه لا تسمح له. هي لا تُريده، هو يُريدها. فليطلق. وهو الممسك بورقتين رابحتين أختي وأنا.
شعر بانتصاره مؤقتاً.
ولكن عندما كثرت تساؤلاتي عنها، عن أم الأشجار، البساتين أمسك أبي بكلماتي، ثم وضع بها بعضاً من محلول الحنان لعل قلب أمي يرق. ثم استعار بعضاً من أجنحة الطيران لتصل سريعاً الى مسامع أمي. سألني يا نجمتي بأي مكان احتفظ بدموعي: ركضت مسرعة لوسادتي، وأعطيته بعضاً منها. لكي يبدأ بعجن الكلام. ولكن يا نجمتي، لابد له في النهاية من أن يكتب ذلك في مكتوب. وإلا كيف سوف تسمع أمي ما قلت: لا لا أخالفك. يجب أن تكون بعضاً من الأوراق.
كان الصمت
قالت نجمتي: تابعي تابعي...
ـ أتابع ماذا؟
هذا الحديث
أي حديث
أنني أغيب يا نجمتي. أغيب. ألا ترين الشمس في غروبها. إنها تسكب ألوانها، تريد الذهاب لمن ينتظرها. دعينا نحاول أن نغير مجرى هذا الحديث. فما عدت أدري يا نجمتي ما عدت أدري يا نجمتي من القائل. من السامع ؟-----------------
فنجان قهوة أول
شاليمار
سألتني صديقتي المقربة من قلبي: متى ستعاودين الكتابة.
سأكتب. سأكتب أجبنت.. ولكن ثمة مشاغل تُشغلني.
ماذا مشاغل؟ عن الكتابة. يجب أن تكفي عن هذا. عليك. أن تضعي برنامجاً محدداً. فمنذ كتابك الأول لم تبادري الى نشر أي جديد.
رغماً عني رغماً عني. معذرة صديقتي. سرحت بفكري الى أيام مضت. كنت عاشقة لكتابات كاتب مشهور. أشتري كتبه. أعيش كل نَبضة. أتجول بكل نقطة. الى جاء يوماً، عرفت بحضوره من الخارج، لإعطاء محاضرة عن إبداعاته. احترت في أمري. وأنا في انتظار محموم، والأسئلة تضج بدواخلي، ماذا سأسمع؟ وأيضاً تحضيرات الأنثى، ماذا سوف ارتدي؟ أركض باتجاه مكتبتي لأعيد ماذا قرأت؟ هل فهمت كل شيء...
أحصي في قلبي وعقلي كل ما قال... وكنت أتساءل لماذا لو اقتحمت عوالمه، وسألته أن يُعطي شخوص قصصه شيئاً مما عندي...
جاء اللقاء ليأتِ متأخراً متأخراً جداً. قلت لذاتي لا يهم سوف يشرح لنا سبب هذا التأخير..
لكنه لم يفعل.
قام الحضور. قامت الحاضرات. بل قامت القاعة بأكملها للترحيب، الترحيب الحار جداً بتصفيق رفع من حرارة القاعة. بادرنا بهزة صغيرة من رأسه. أعدتُ القول الذاتي: لابد أنه شعر بالإحراج من هذا.
قيل لنا لنبدأ الأسئلة. ابتدأ البعض بطرح الأسئلة. تمتد من الفعل الى الفاعل الى المفعول به الى التذكير الى التأنيث الى أو الجر... لم استطع أن أفهم أغلب الأسئلة. وبالتالي لم أفهم أيضاً أياً من الأجوبة. كان يُجيب أحياناً بهزة من رأسه. عدم فهمي ارجعته الى أسباب ذاتية ولكن. رغماً عني بدأت السير باتجاه آخر. وثم طلب الحضور منه بإلحاح إلحاح شديد أن يحدثنا عن مشاريعه المستقبلية.
قال: أن ثمة موضوع قدُ طُلب منه الكتابة عنه ولسوف يضع برنامجاً محدداً لذلك.
برنامجاً محدداً. برنامجاً محدداً...موضوعا محددا موضوعا محددا .
تملكني شعوراً جارفاً حزيناً. أهو التخطيط المبرمج لما يكتب. كان اعتقادي أن بحر الكلمات يأتيه هائجاً فَيُلقيه لنا على صفحات أوراقه. وإن بعض المعاني تأتيه كفراشات طائرة. وأنه لا موسم لا موسم لديه لإبداعاته. فالبحر في مده وجزره هو الذي يُملي عليه متى كيف؟. هكذا كان اعتقادي. ولكنه قال وأنا سمعت. أنه يخطط لذاك المشروع، الذي أصرّ البعض عليه. لأن الظروف مواتيه لمثل هذا الموضوع. أهكذا
أهكذا يا أيها الصديق الذي مضى: تعد العنوان وتعد الوقت الكافي... لعلك تعد الفواصل ثم عدد الكلمات... ثم النقاط.
-------------------------
ملابس داخلية
ما أن سمعت صوت مفاتيح أبو العبد تفتح الباب. تفتحت أشواقي، طارت إليه رغباتي عنك عنك يا أبو العبد. هات الجاكيت لكي أعلقه... ما رأيك أن تأخذ حماماً، فمن الأكيد أن يومك حافلاً... وأريدك يا ابو العبد أن ترتدي الملابس الداخلية الجديدة التي اشتريتها لك". يا هيفاء لقد سئمت ملابسه الداخلية، التي يأتي بها من عند أم العبد. يا جارتي لم تعد بيضاء أبداً. لا أريد أن أتدخل بطريقة غسيل أم العبد. ثم أنها قد كشت من على كتفيه. ولا أدري كيف أنه يحتمل هذه الملابس لا لون، لا حجم مناسب لقد اشتريت له ملابس داخلية ملونة، ثم أن بعضها معرق هل تصدقين أن ملابس الرجال الداخلية أصبحت ملونة ثم تراخى صوتها: يا هيفاء أنها أيضاً فضفاضة بانسياب جميل.
هيفاء: هل أخذ حماماً هل أخذ حماماً.
نوال: يا جارتي. اصر على جوعه. فقلت: يا نوال كوني مرنة كوني حركة لا تتجمدي طرت الى غرفة النوم، ارتديت قميص نومي الأسود رشرشت عطراً كان قد جاءني هدية. نسيت أن أخبرك أن أبو العبد لم يقم. بإهدائي شيئاً منذ الزواج الى الآن..
هيفاء: لا يهم لا يهم تابعي ماذ حصل. إن معظم الرجال لا يؤمنون بالهدايا.. هكذا اسمع من أغلب المتزوجات.. يقولون للمرأة، ما الذي ينقصك، اذهبي واشتريه أو البعض لا يؤمن بتاتاً، فيقول لها: هدايا لماذا ما هذه العادات المستوردة... كلام له أول وليس له آخر. ولكن ما علينا من ذلك... أكملي يا نوال.
نوال: حملت صواني الطعام لغرفة الجلوس يا جارتي. غرفة الجلوس ذات المقاعد العريضة...
شعرت هيفاء بالجفاف في حلقها، لكي يبتدئ بعضاً من التنميل في طرف شفتها العليا، ثم السفلى. الى أن امتد التنميل لكافة أنحاء جسمها.. فحاولت أن لا يظهر ذلك في تفاصيل صوتها، فهمهمت: وماذا بعد يانوااااال....
نوال: فوراً، اتجه أبو العبد الى غرفة الطعام: ناديت يا جارتي هيفاء، بصوت مستعار من الأفلام الموسيقية: ابو العبد أبو العبد... سيكون العشاء اليوم في غرفة الجلوس... تعال تعال يا أبو العبد اجلس في مقابلتي تماماً. أمسكْ بقطعة الخبز ضع فيها قليلاً من الجبن... ها أنا افتح فمي، لقمة أخرى يا أبو العبد. ثم امسكت يدي معلقة فتوش تقترب ملعقة الفتوش من فم أبو العبد. أين أبو العبد؟ أين الفتوش؟ أين الخبز؟ أين الجبن؟ يا جارتي هل كنت احلم بالاقتراب من أبو العبد تداخلت رغبتي إحساسي بكل شيء...
هيفاء: هل اطعمكِ؟ هل أطعمته؟ هل أعجبه قميص النوم الأسود...
نوال: اهدئي قليلاً وكفي عن تلك الأسئلة... فأنا أفور أفور يا جارتي.
هيفاء: لماذا؟ لماذا؟
نوال: ركض أبو العبد الجائع الى غرفة الجلوس.. هل أنتِ معي...
هيفاء: معك معك
نوال: تسابقت نظراته الى صينية الطعام. تسمرت على صينية الطعام... لكي يبحلق في ا تجاهي عينيه فيها احمرار البندورة الناضجة. لتبدأ شفاهه بالارتجاف... الى أن يا جارتي امتدت يده باتجاهي. خفتُ تراجعت الى الوراء لا لم تكن باتجاهي.. كانت باتجاه المسجل فلقد نسيت أن أخبرك. أنني كنت قد اشتريت شريط أغنية أم كلثوم "عودت عيني على رؤياك" لكي يكتمل عشاء الكنكنة... لكنه أمسك المسجل بعصبية، ثم خاطبه أن يخرس هو وأم كلثوم أيضاً. "عودت عيني قال" عودت عيني...
أما أنا فلامست يدي أزرار قميص نومي الأسود تلك الأزرار لم ولن لم ولن
لا تشلحوا بيشلح لحالو يا دراق
سألتني نجمتي: كيف يكون طعم الكلام؟ هل له مذاق؟ أتشعرين بطعمه وأنت تتكلمين؟ يذوب عسلاً أم أن العسل هو كلام اتخذ صفته. هل ترين بياض الكلام ثلجاً. أم أن الثلج هو كلام اتخذ صفته. ثم عاودت السؤال: هل تنظرين للعيون ؟ نحن في عالم النجوم ، ننظر للعيون ملياً. نعرف أن للكلام طعماً فنتذوقه. بعضه نمتصه رويداً رويداً ، ليسري مباشرةً في القلب.
سألتها: يا نجمتي عندما كان الشجار ، الخناق في أروقة حارتنا، هل كان لكلامهم طعماً؟ في الأفواه.
صمتت نجمتي: ثم قالت:
الإنسان عاشق للجدران، للأبواب، لا يُريد إلا المواثيق المكتوبة. نحن في عالم النجوم لا نعتمد الأوراق مطلقاً. يكفي أن تمر نجمة أمام نجمة، ليُعرف أن الحب قد استقر بينهما. يكفي أن يمر رجل أمام بيتي، لأعرف أنه يُريدني. لا نحتاج الى طرق الأبواب، الى فتح الشبابيك لا نحتاج الى العهود، المواثيق... انظري الى هذه الأوراق المتراكمة ، هل تضمن الحقوق؟ .
ولكن؟
قلت: لا لا نحن بحاجة للأوراق. العلامات المدرسية يجب أن تأتي في ورقة. الزواج في ورقة.
حتى الطلاق في ورقة، سمعت أمي تقول: ما اسعدني عندما استلمت ورقتي. يا نجمتي أبي من البداية، رفض إرسال ورقتها. رفض الطلاق.
ثم قال: إن كبريائه لا تسمح له. هي لا تُريده، هو يُريدها. فليطلق. وهو الممسك بورقتين رابحتين أختي وأنا.
شعر بانتصاره مؤقتاً.
ولكن عندما كثرت تساؤلاتي عنها، عن أم الأشجار، البساتين أمسك أبي بكلماتي، ثم وضع بها بعضاً من محلول الحنان لعل قلب أمي يرق. ثم استعار بعضاً من أجنحة الطيران لتصل سريعاً الى مسامع أمي. سألني يا نجمتي بأي مكان احتفظ بدموعي: ركضت مسرعة لوسادتي، وأعطيته بعضاً منها. لكي يبدأ بعجن الكلام. ولكن يا نجمتي، لابد له في النهاية من أن يكتب ذلك في مكتوب. وإلا كيف سوف تسمع أمي ما قلت: لا لا أخالفك. يجب أن تكون بعضاً من الأوراق.
كان الصمت
قالت نجمتي: تابعي تابعي...
ـ أتابع ماذا؟
هذا الحديث
أي حديث
أنني أغيب يا نجمتي. أغيب. ألا ترين الشمس في غروبها. إنها تسكب ألوانها، تريد الذهاب لمن ينتظرها. دعينا نحاول أن نغير مجرى هذا الحديث. فما عدت أدري يا نجمتي ما عدت أدري يا نجمتي من القائل. من السامع ؟-----------------
فنجان قهوة أول
شاليمار
سألتني صديقتي المقربة من قلبي: متى ستعاودين الكتابة.
سأكتب. سأكتب أجبنت.. ولكن ثمة مشاغل تُشغلني.
ماذا مشاغل؟ عن الكتابة. يجب أن تكفي عن هذا. عليك. أن تضعي برنامجاً محدداً. فمنذ كتابك الأول لم تبادري الى نشر أي جديد.
رغماً عني رغماً عني. معذرة صديقتي. سرحت بفكري الى أيام مضت. كنت عاشقة لكتابات كاتب مشهور. أشتري كتبه. أعيش كل نَبضة. أتجول بكل نقطة. الى جاء يوماً، عرفت بحضوره من الخارج، لإعطاء محاضرة عن إبداعاته. احترت في أمري. وأنا في انتظار محموم، والأسئلة تضج بدواخلي، ماذا سأسمع؟ وأيضاً تحضيرات الأنثى، ماذا سوف ارتدي؟ أركض باتجاه مكتبتي لأعيد ماذا قرأت؟ هل فهمت كل شيء...
أحصي في قلبي وعقلي كل ما قال... وكنت أتساءل لماذا لو اقتحمت عوالمه، وسألته أن يُعطي شخوص قصصه شيئاً مما عندي...
جاء اللقاء ليأتِ متأخراً متأخراً جداً. قلت لذاتي لا يهم سوف يشرح لنا سبب هذا التأخير..
لكنه لم يفعل.
قام الحضور. قامت الحاضرات. بل قامت القاعة بأكملها للترحيب، الترحيب الحار جداً بتصفيق رفع من حرارة القاعة. بادرنا بهزة صغيرة من رأسه. أعدتُ القول الذاتي: لابد أنه شعر بالإحراج من هذا.
قيل لنا لنبدأ الأسئلة. ابتدأ البعض بطرح الأسئلة. تمتد من الفعل الى الفاعل الى المفعول به الى التذكير الى التأنيث الى أو الجر... لم استطع أن أفهم أغلب الأسئلة. وبالتالي لم أفهم أيضاً أياً من الأجوبة. كان يُجيب أحياناً بهزة من رأسه. عدم فهمي ارجعته الى أسباب ذاتية ولكن. رغماً عني بدأت السير باتجاه آخر. وثم طلب الحضور منه بإلحاح إلحاح شديد أن يحدثنا عن مشاريعه المستقبلية.
قال: أن ثمة موضوع قدُ طُلب منه الكتابة عنه ولسوف يضع برنامجاً محدداً لذلك.
برنامجاً محدداً. برنامجاً محدداً...موضوعا محددا موضوعا محددا .
تملكني شعوراً جارفاً حزيناً. أهو التخطيط المبرمج لما يكتب. كان اعتقادي أن بحر الكلمات يأتيه هائجاً فَيُلقيه لنا على صفحات أوراقه. وإن بعض المعاني تأتيه كفراشات طائرة. وأنه لا موسم لا موسم لديه لإبداعاته. فالبحر في مده وجزره هو الذي يُملي عليه متى كيف؟. هكذا كان اعتقادي. ولكنه قال وأنا سمعت. أنه يخطط لذاك المشروع، الذي أصرّ البعض عليه. لأن الظروف مواتيه لمثل هذا الموضوع. أهكذا
أهكذا يا أيها الصديق الذي مضى: تعد العنوان وتعد الوقت الكافي... لعلك تعد الفواصل ثم عدد الكلمات... ثم النقاط.
-------------------------
ملابس داخلية
ما أن سمعت صوت مفاتيح أبو العبد تفتح الباب. تفتحت أشواقي، طارت إليه رغباتي عنك عنك يا أبو العبد. هات الجاكيت لكي أعلقه... ما رأيك أن تأخذ حماماً، فمن الأكيد أن يومك حافلاً... وأريدك يا ابو العبد أن ترتدي الملابس الداخلية الجديدة التي اشتريتها لك". يا هيفاء لقد سئمت ملابسه الداخلية، التي يأتي بها من عند أم العبد. يا جارتي لم تعد بيضاء أبداً. لا أريد أن أتدخل بطريقة غسيل أم العبد. ثم أنها قد كشت من على كتفيه. ولا أدري كيف أنه يحتمل هذه الملابس لا لون، لا حجم مناسب لقد اشتريت له ملابس داخلية ملونة، ثم أن بعضها معرق هل تصدقين أن ملابس الرجال الداخلية أصبحت ملونة ثم تراخى صوتها: يا هيفاء أنها أيضاً فضفاضة بانسياب جميل.
هيفاء: هل أخذ حماماً هل أخذ حماماً.
نوال: يا جارتي. اصر على جوعه. فقلت: يا نوال كوني مرنة كوني حركة لا تتجمدي طرت الى غرفة النوم، ارتديت قميص نومي الأسود رشرشت عطراً كان قد جاءني هدية. نسيت أن أخبرك أن أبو العبد لم يقم. بإهدائي شيئاً منذ الزواج الى الآن..
هيفاء: لا يهم لا يهم تابعي ماذ حصل. إن معظم الرجال لا يؤمنون بالهدايا.. هكذا اسمع من أغلب المتزوجات.. يقولون للمرأة، ما الذي ينقصك، اذهبي واشتريه أو البعض لا يؤمن بتاتاً، فيقول لها: هدايا لماذا ما هذه العادات المستوردة... كلام له أول وليس له آخر. ولكن ما علينا من ذلك... أكملي يا نوال.
نوال: حملت صواني الطعام لغرفة الجلوس يا جارتي. غرفة الجلوس ذات المقاعد العريضة...
شعرت هيفاء بالجفاف في حلقها، لكي يبتدئ بعضاً من التنميل في طرف شفتها العليا، ثم السفلى. الى أن امتد التنميل لكافة أنحاء جسمها.. فحاولت أن لا يظهر ذلك في تفاصيل صوتها، فهمهمت: وماذا بعد يانوااااال....
نوال: فوراً، اتجه أبو العبد الى غرفة الطعام: ناديت يا جارتي هيفاء، بصوت مستعار من الأفلام الموسيقية: ابو العبد أبو العبد... سيكون العشاء اليوم في غرفة الجلوس... تعال تعال يا أبو العبد اجلس في مقابلتي تماماً. أمسكْ بقطعة الخبز ضع فيها قليلاً من الجبن... ها أنا افتح فمي، لقمة أخرى يا أبو العبد. ثم امسكت يدي معلقة فتوش تقترب ملعقة الفتوش من فم أبو العبد. أين أبو العبد؟ أين الفتوش؟ أين الخبز؟ أين الجبن؟ يا جارتي هل كنت احلم بالاقتراب من أبو العبد تداخلت رغبتي إحساسي بكل شيء...
هيفاء: هل اطعمكِ؟ هل أطعمته؟ هل أعجبه قميص النوم الأسود...
نوال: اهدئي قليلاً وكفي عن تلك الأسئلة... فأنا أفور أفور يا جارتي.
هيفاء: لماذا؟ لماذا؟
نوال: ركض أبو العبد الجائع الى غرفة الجلوس.. هل أنتِ معي...
هيفاء: معك معك
نوال: تسابقت نظراته الى صينية الطعام. تسمرت على صينية الطعام... لكي يبحلق في ا تجاهي عينيه فيها احمرار البندورة الناضجة. لتبدأ شفاهه بالارتجاف... الى أن يا جارتي امتدت يده باتجاهي. خفتُ تراجعت الى الوراء لا لم تكن باتجاهي.. كانت باتجاه المسجل فلقد نسيت أن أخبرك. أنني كنت قد اشتريت شريط أغنية أم كلثوم "عودت عيني على رؤياك" لكي يكتمل عشاء الكنكنة... لكنه أمسك المسجل بعصبية، ثم خاطبه أن يخرس هو وأم كلثوم أيضاً. "عودت عيني قال" عودت عيني...
أما أنا فلامست يدي أزرار قميص نومي الأسود تلك الأزرار لم ولن لم ولن
لا تشلحوا بيشلح لحالو يا دراق