وما زال أوبورن عضوًا في حزب المحافظين، لكنه لم يعد مناصرًا لتاريخ الحكم الاستعماري والإمبريالي البريطاني؛ حيث يشبهه بعض الناس بصمويل جونسون (كاتب وأديب بريطاني ناصر ثورة العبيد في أمريكا). تبنَّى الصحفي المخضرم الدفاع عن مسلمي بريطانيا الذين عانوا من تهميش السياسيين ووسائل الإعلام لهم.
ويرى أوبورن أن هذا الصراع أدى إلى حروب مخفقة في الخارج، واضطهاد المجتمعات الإسلامية في بعض الدول الغربية.
فعلى سبيل المثال: حاول أحد رؤساء الولايات المتحدة منع المسلمين من دخول بلاده، وفي فرنسا فاز المرشحون المعادون للإسلام بأكثر من خمسين في المئة من الأصوات خلال الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية.
أما المسلمون في المملكة المتحدة فإن وضعهم ليس بهذا السوء رغم معاناة المجتمع الإسلامي؛ حيث يعيش أكثر من نصف المسلمين في المملكة المتحدة داخل أحياء فقيرة، كما توجد نسبة مرتفعة من السجناء المسلمين في بريطانيا الذين يدانون عادةً بحيازة المخدرات.
وساهمت بعض الأعمال الإرهابية في تصعيد التوتر مع المسلمين، وخاصة بعد اغتيال النائب ديفيد أميس على يد أحد مناصري داعش.
وجمع أوبورن في كتابه بعض الاقتباسات والشذرات المهمة من المراجع التاريخية؛ فقد تحدث أوبورن عن اهتمام الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية توماس جيفرسون بالإسلام؛ إذ إنه كان يمتلك نسخة من القرآن الكريم.
وفي المقابل تحدث أوبورن عن حرب جيفرسون مع قراصنة شمال إفريقيا، وهو أول الأمريكيين الذين يطرحون حجة الحرب على الإرهاب.
وذكر أوبورن في كتابه أيضًا أن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين الذي اتهم مارين لوبان بالتساهل مع المسلمين هو حفيد لضابط جزائري عميل للفرنسيين استطاع الهروب عند إعدام مجموعته بعد استقلال الجزائر.
لكن بالنسبة للمؤلف الذي سلط الضوء على صراع الحضارات يبدو أنه أغفل بعد النقاط الإيجابية كتكريم الولايات المتحدة الأمريكية للنبي محمد صلى الله وعليه وسلم بصفته أحد أفضل المشرعين في تاريخ البشرية، كما لم يذكر الكاتب المسجد الكبير الذي بُنِي في باريس على نمط مشابه لقصر الحمراء.
وتحدث أوبورن عن مؤسسة (Quilliam Foundation) التي كانت تدّعي محاربة التطرف بأشكاله كافة، مع أن الواقفين وراء تمويلها مؤسسات أمريكية تابعة لمجموعة من المتطرفين المعادين للإسلام!
وركَّز أوبورن على كيفية تناول وسائل الإعلام الغربية لقضية حصان طروادة (وهي مجموعة من الادعاءات التي تزعم أن المسلمين يحاولون الاستيلاء على مدارس بيرمنغهام). وأشار أوبورن إلى أنه في الغالب يُساء إلى جميع المسلمين بناءً على الممارسات السيئة التي يرتكبها بعض الأفراد منهم.
وعلى الرغم من دفاعه الشرس عن المسلمين المستضعفين في المملكة المتحدة، إلا أن بعض الناس يعيب على أوبورن علاقته مع بعض الشخصيات الإسلامية.
إذ يمدح أوبورن المعارض التونسي الإسلامي محمد علي حراث الذي أسس قناة الإسلام ويصفه بالبطل، فيما انتقد حراث لتغاضيه عن قضايا العنف ضد المرأة.
ويقول منتقدو أوبورن: كان من الأجدر به أن يدعم المسلمين أصحاب الحق في كفاحهم كالنساء المسلمات اللاتي يسعَيْن لتحصيل مزيد من الحقوق، إضافة إلى أولئك الذين يناضلون ضد التمييز الجنسي في المجتمعات الإسلامية.
من جانب آخر يحظى مسلمو بريطانيا بحرية دينية لا ينعم بها كثير من الناس في البلدان الإسلامية نفسها؛ حيث تعيش في بريطانيا الأقليات عديدة، وخلال العقود الماضية أصبح بعض المسلمين رموزًا وطنية في السياسة والرياضة والفن.
وفي حال صدق زعم أوبورن الذي يقول: إن المسلمين يتعرضون لحملة تشويه ومحاصرة في الغرب، فلنأمل إذن أن تكون مجرد حدث عابر في المستقبل الطويل والمزدهر الذي سيحظى به مسلمو المملكة المتحدة.
“The Fate of Abraham” مراجعة في العلاقة بين الغرب الإسلام
وأصدر أوبورن كتابه الذي حمل اسم: “مصير إبراهيم” (The Fate of Abraham)، وهو مجموعة من التقارير الصحفية والنصوص التاريخية التي تسلط الضوء على صراع الحضارات، والتصادم بين الغرب والإسلام.ويرى أوبورن أن هذا الصراع أدى إلى حروب مخفقة في الخارج، واضطهاد المجتمعات الإسلامية في بعض الدول الغربية.
فعلى سبيل المثال: حاول أحد رؤساء الولايات المتحدة منع المسلمين من دخول بلاده، وفي فرنسا فاز المرشحون المعادون للإسلام بأكثر من خمسين في المئة من الأصوات خلال الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية.
أما المسلمون في المملكة المتحدة فإن وضعهم ليس بهذا السوء رغم معاناة المجتمع الإسلامي؛ حيث يعيش أكثر من نصف المسلمين في المملكة المتحدة داخل أحياء فقيرة، كما توجد نسبة مرتفعة من السجناء المسلمين في بريطانيا الذين يدانون عادةً بحيازة المخدرات.
وساهمت بعض الأعمال الإرهابية في تصعيد التوتر مع المسلمين، وخاصة بعد اغتيال النائب ديفيد أميس على يد أحد مناصري داعش.
وجمع أوبورن في كتابه بعض الاقتباسات والشذرات المهمة من المراجع التاريخية؛ فقد تحدث أوبورن عن اهتمام الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية توماس جيفرسون بالإسلام؛ إذ إنه كان يمتلك نسخة من القرآن الكريم.
وفي المقابل تحدث أوبورن عن حرب جيفرسون مع قراصنة شمال إفريقيا، وهو أول الأمريكيين الذين يطرحون حجة الحرب على الإرهاب.
وذكر أوبورن في كتابه أيضًا أن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين الذي اتهم مارين لوبان بالتساهل مع المسلمين هو حفيد لضابط جزائري عميل للفرنسيين استطاع الهروب عند إعدام مجموعته بعد استقلال الجزائر.
لكن بالنسبة للمؤلف الذي سلط الضوء على صراع الحضارات يبدو أنه أغفل بعد النقاط الإيجابية كتكريم الولايات المتحدة الأمريكية للنبي محمد صلى الله وعليه وسلم بصفته أحد أفضل المشرعين في تاريخ البشرية، كما لم يذكر الكاتب المسجد الكبير الذي بُنِي في باريس على نمط مشابه لقصر الحمراء.
أوبورن يعرّي تحيّز الإعلام الغربي ضد الإسلام
وسلط أوبورن الضوء على وعي المسلمين في المملكة المتحدة بصفة دقيقة؛ حيث جمع موادَّ من مراكز الدراسات والسياسيين والصحفيين حول الإسلام في بريطانيا.وتحدث أوبورن عن مؤسسة (Quilliam Foundation) التي كانت تدّعي محاربة التطرف بأشكاله كافة، مع أن الواقفين وراء تمويلها مؤسسات أمريكية تابعة لمجموعة من المتطرفين المعادين للإسلام!
وركَّز أوبورن على كيفية تناول وسائل الإعلام الغربية لقضية حصان طروادة (وهي مجموعة من الادعاءات التي تزعم أن المسلمين يحاولون الاستيلاء على مدارس بيرمنغهام). وأشار أوبورن إلى أنه في الغالب يُساء إلى جميع المسلمين بناءً على الممارسات السيئة التي يرتكبها بعض الأفراد منهم.
وعلى الرغم من دفاعه الشرس عن المسلمين المستضعفين في المملكة المتحدة، إلا أن بعض الناس يعيب على أوبورن علاقته مع بعض الشخصيات الإسلامية.
إذ يمدح أوبورن المعارض التونسي الإسلامي محمد علي حراث الذي أسس قناة الإسلام ويصفه بالبطل، فيما انتقد حراث لتغاضيه عن قضايا العنف ضد المرأة.
ويقول منتقدو أوبورن: كان من الأجدر به أن يدعم المسلمين أصحاب الحق في كفاحهم كالنساء المسلمات اللاتي يسعَيْن لتحصيل مزيد من الحقوق، إضافة إلى أولئك الذين يناضلون ضد التمييز الجنسي في المجتمعات الإسلامية.
من جانب آخر يحظى مسلمو بريطانيا بحرية دينية لا ينعم بها كثير من الناس في البلدان الإسلامية نفسها؛ حيث تعيش في بريطانيا الأقليات عديدة، وخلال العقود الماضية أصبح بعض المسلمين رموزًا وطنية في السياسة والرياضة والفن.
وفي حال صدق زعم أوبورن الذي يقول: إن المسلمين يتعرضون لحملة تشويه ومحاصرة في الغرب، فلنأمل إذن أن تكون مجرد حدث عابر في المستقبل الطويل والمزدهر الذي سيحظى به مسلمو المملكة المتحدة.