بعد حياة حافلة بالأدب والإبداع والتفرد بجماليات النص الشعري، فُجع الوسط الثقافي والأدبي برحيل الشاعر والأديب المبدع الأستاذ شوقي بغدادي أحد أهم الرموز والأسماء الشعرية في سوريا والوطن العربي في العصر الحديث عن 93 عامًا.
ومن المعروف أن بغدادي كان صاحب الدور الفاعل في تأسيس أول تنظيم أدبي سوري، العام 1951، والذي عُرف بـ"رابطة الكتاب السوريين" إلى جانب شخصيات أدبية وثقافية سورية مازال لها ألقها الثقافي، مثل: حنا مينة، وسعيد حورانية، وفاتح المدرس، وغيرهم، كما كان له الدور المهم والكبير في تأسيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا العام 1969.
ولعل من أهم ما يميز تجربة الأديب شوقي بغدادي انحيازه لقضايا الفقراء والمظلومين من أبناء أمته، إذ شغلته أفكار العدالة الاجتماعية والمساواة، مما جعله في شبابه ماركسيًا شرسًا، وسجن بسبب توجهه الفكري ذاك في عهد دولة الوحدة، العام 1959، مدة 9 أشهر.
لكنه ما لبث أن ترك هذا التوجه، عندما رأى أنه "أدى إلى تكوين الدولة البوليسية التي لا تحقق هذه الأهداف بل وتظلم الناس بسببها"، كما ذكر في أحد حواراته.
ومن المعروف أن بغدادي كان صاحب الدور الفاعل في تأسيس أول تنظيم أدبي سوري، العام 1951، والذي عُرف بـ"رابطة الكتاب السوريين" إلى جانب شخصيات أدبية وثقافية سورية مازال لها ألقها الثقافي، مثل: حنا مينة، وسعيد حورانية، وفاتح المدرس، وغيرهم، كما كان له الدور المهم والكبير في تأسيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا العام 1969.
ولعل من أهم ما يميز تجربة الأديب شوقي بغدادي انحيازه لقضايا الفقراء والمظلومين من أبناء أمته، إذ شغلته أفكار العدالة الاجتماعية والمساواة، مما جعله في شبابه ماركسيًا شرسًا، وسجن بسبب توجهه الفكري ذاك في عهد دولة الوحدة، العام 1959، مدة 9 أشهر.
لكنه ما لبث أن ترك هذا التوجه، عندما رأى أنه "أدى إلى تكوين الدولة البوليسية التي لا تحقق هذه الأهداف بل وتظلم الناس بسببها"، كما ذكر في أحد حواراته.
بغدادي هو أحد الأدباء القلائل الذين لم يستطع الزمن أن يجعلهم يتخاذلون، بل نراه يزداد أصالة وخبرة، وظل يراهن على الشعر مرآةً حقيقية لأرواحنا، وطريقًا وحيدًا للخلاص.
قدم خلال تلك الفترة شعرًا سياسيًا عالي النبرة، جعله علامة أدبية فارقة في المشهد الثقافي السوري، ولم يتعارض ذلك مع أشعاره الوجدانية الشفيفة، وأيضًا مع قصائده التي تناول من خلالها موضوعات وطنية تتعلق بسوريا وفلسطين وبقية البلدان العربية.
فمثلًا نقل حسرته على غوطة دمشق التي غزتها المصانع بفعل الفساد الإداري في العاصمة، إلى ديوانه "البحث عن دمشق"، وعندما رأى أن المواطنة في سوريا باتت عصية على السوريين الخائفين، كتب ديوانه "جمهورية الخوف"، ومنذ فترة قصيرة وبعد رؤيته لحال وطنه وساكنيه، حمل قلمه وروحه وكتب ديوانه الأخير "بعد فوات الأوان".
يقول في إحدى قصائده: "حلمت أمس أنني أموت/ وأن جثتي يرفعها العمال أعلى من التابوت/ قلت لهم تمهّلوا لا ترفعوني عاليًا/ فأرجعوني نحو أقرب البيوت/ قولوا لهم هو الذي صاح بنا: هيا ارجعوا: ونحن لا نعرف بيته فأين نرميه إذًا".
ويضيف في النص ذاته: "استغرب السكان حين صرت عاريًا بينهم/ فألبسوني كفنًا ممزقًا فرفضته/ وحين فتشوا عندهم لم يجدوا من الثياب ما يروق لي/ وهكذا صاحوا: مقبرة الأغراب ليست بعيدة/ امض إليها قبل أن تغلق الأبواب/ وهكذا سايرتهم وقلت في نفسي/ أفضل ما أصنعه الآن إذًا/ لا بد أن أموت".
أي أنه بقي ملتزمًا بالناس وقضاياهم، ويعكس صوته همومهم طيلة 70 عامًا قضاها في الدفاع عنهم أدبيًا، ويضاف لذلك أن بغدادي هو أيضًا أحد الأدباء القلائل الذين لم يستطع الزمن أن يجعلهم يتخاذلون، بل نراه يزداد أصالة وخبرة، وظل يراهن على الشعر مرآةً حقيقية لأرواحنا، وطريقاً وحيداً للخلاص.
فمثلًا نقل حسرته على غوطة دمشق التي غزتها المصانع بفعل الفساد الإداري في العاصمة، إلى ديوانه "البحث عن دمشق"، وعندما رأى أن المواطنة في سوريا باتت عصية على السوريين الخائفين، كتب ديوانه "جمهورية الخوف"، ومنذ فترة قصيرة وبعد رؤيته لحال وطنه وساكنيه، حمل قلمه وروحه وكتب ديوانه الأخير "بعد فوات الأوان".
يقول في إحدى قصائده: "حلمت أمس أنني أموت/ وأن جثتي يرفعها العمال أعلى من التابوت/ قلت لهم تمهّلوا لا ترفعوني عاليًا/ فأرجعوني نحو أقرب البيوت/ قولوا لهم هو الذي صاح بنا: هيا ارجعوا: ونحن لا نعرف بيته فأين نرميه إذًا".
ويضيف في النص ذاته: "استغرب السكان حين صرت عاريًا بينهم/ فألبسوني كفنًا ممزقًا فرفضته/ وحين فتشوا عندهم لم يجدوا من الثياب ما يروق لي/ وهكذا صاحوا: مقبرة الأغراب ليست بعيدة/ امض إليها قبل أن تغلق الأبواب/ وهكذا سايرتهم وقلت في نفسي/ أفضل ما أصنعه الآن إذًا/ لا بد أن أموت".
أي أنه بقي ملتزمًا بالناس وقضاياهم، ويعكس صوته همومهم طيلة 70 عامًا قضاها في الدفاع عنهم أدبيًا، ويضاف لذلك أن بغدادي هو أيضًا أحد الأدباء القلائل الذين لم يستطع الزمن أن يجعلهم يتخاذلون، بل نراه يزداد أصالة وخبرة، وظل يراهن على الشعر مرآةً حقيقية لأرواحنا، وطريقاً وحيداً للخلاص.
نتيجة لمواقفه الحاسمة تجاه المظالم تم حظر اسمه من التداول في الإعلام الرسمي السوري إثر توقيعه بيان إعلان بيروت/دمشق، في أيار/ مايو 2006، ولم تصفح عنه السلطة إلا بعد أكثر من عام.
بغدادي من مواليد 26 يوليو (تموز)، عاش طفولته في بانياس على الساحل السوري وتنقل بين مدارس رسمية متعددة فيها وفي طرابلس في لبنان، مند 1934 حتى 1939، ثم اللاذقية 1939-1945.
درس الثانوية في دمشق، 1946-1947، ثم تابع دراسته في جامعة دمشق منتسبًا إلى المعهد العالي للمعلمين، وتخرج منها بإجازتين في الأدب العربي والتربية صيف العام 1951.
وبعد تخرجه، دَرَّس في مرحلة الثانوية، وانضم إلى اتحاد الكتاب العرب، في 1951، ونقابة المعلمين في دمشق. أقام في لبنان عامين ونصف، 1959-1961، وخمس سنوات في الجزائر 1968-1972 مدرّسًا، ثم تفرغ للكتابة.
ونتيجة لمواقفه الحاسمة تجاه المظالم تم حظر اسمه من التداول في الإعلام الرسمي السوري إثر توقيعه بيان إعلان بيروت/دمشق في أيار/ مايو 2006، ولم تصفح عنه السلطة إلا بعد أكثر من عام.
وفي حياة بغدادي العديد من الجوائز والتكريمات، منها: الجائزة الأولى للشعر والقصة القصيرة من مجلة النقاد الدمشقية، والجائزة الأولى للأناشيد الوطنية، وجائزة اتحاد الكتاب العرب لأحسن مجموعة شعرية، العام 1981، وجائزة البابطين للإبداع الشعري، العام 1998، وجائزة أحمد شوقي للإبداع الشعري من اتحاد كتاب مصر، العام 2021، كما كرم من قبل العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية العربية.
ومن إصداراته الشعرية: أكثر من قلب واحد، بين الوسادة والعنق، ليلى بلا عشاق، عودة الطفل الجميل، شيء يخص الروح، البحث عن دمشق، ديوان الفرح، مدينة الخوف، وبعد فوات الأوان، كتب بغدادي القصة القصيرة.
وأصدر عدة مجموعات منها: درب إلى القمة، مهنة اسمها الحلم، فتاة عادية، وفي الدراسات النقديه والمقالة له الكثير، منها: قديم الشعر وجديده، عودة الاستعمار، قُلْها وامش. وله رواية واحدة بعنوان "المسافرة"
----------
ارم نيوز .
درس الثانوية في دمشق، 1946-1947، ثم تابع دراسته في جامعة دمشق منتسبًا إلى المعهد العالي للمعلمين، وتخرج منها بإجازتين في الأدب العربي والتربية صيف العام 1951.
وبعد تخرجه، دَرَّس في مرحلة الثانوية، وانضم إلى اتحاد الكتاب العرب، في 1951، ونقابة المعلمين في دمشق. أقام في لبنان عامين ونصف، 1959-1961، وخمس سنوات في الجزائر 1968-1972 مدرّسًا، ثم تفرغ للكتابة.
ونتيجة لمواقفه الحاسمة تجاه المظالم تم حظر اسمه من التداول في الإعلام الرسمي السوري إثر توقيعه بيان إعلان بيروت/دمشق في أيار/ مايو 2006، ولم تصفح عنه السلطة إلا بعد أكثر من عام.
وفي حياة بغدادي العديد من الجوائز والتكريمات، منها: الجائزة الأولى للشعر والقصة القصيرة من مجلة النقاد الدمشقية، والجائزة الأولى للأناشيد الوطنية، وجائزة اتحاد الكتاب العرب لأحسن مجموعة شعرية، العام 1981، وجائزة البابطين للإبداع الشعري، العام 1998، وجائزة أحمد شوقي للإبداع الشعري من اتحاد كتاب مصر، العام 2021، كما كرم من قبل العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية العربية.
ومن إصداراته الشعرية: أكثر من قلب واحد، بين الوسادة والعنق، ليلى بلا عشاق، عودة الطفل الجميل، شيء يخص الروح، البحث عن دمشق، ديوان الفرح، مدينة الخوف، وبعد فوات الأوان، كتب بغدادي القصة القصيرة.
وأصدر عدة مجموعات منها: درب إلى القمة، مهنة اسمها الحلم، فتاة عادية، وفي الدراسات النقديه والمقالة له الكثير، منها: قديم الشعر وجديده، عودة الاستعمار، قُلْها وامش. وله رواية واحدة بعنوان "المسافرة"
----------
ارم نيوز .