نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


كيمياء التحولات قصة قصيرة من غزة للدكتور فوزي الحاج




الدكتور فوزي الحاج عميد كلية الآداب بجامعة الأزهر - غزة من القاصين الفلسطينيين المميزين لكنه قليل الأنتاج وهنا واحدة من قليله بعنوان كيمياء التحولات


كيمياء التحولات قصة قصيرة من غزة للدكتور فوزي الحاج
كيمياء التحولات بقلم : أ.د.فوزي الحاج
---------------------------------------------
انكفأ عالم الكيمياء الشهير الدكتور مجدي الحسن على أدواته جاداً في تجاربه وأبحاثه ، كان حلم حياته بعد أن حقق العديد من النجاحات والمخترعات العلمية أن يصل إلى اختراع يستطيع بواسطته تحويل التراب إلى ذهب ، فلطالما سمع عن كيمائيين حاولوا الوصول إلى هذا الاختراع ولكنهم فشلوا ، فتمنى أن ينجح ليهدي البشرية أعظم اكتشاف .
لم يشعر بمرور الوقت ، وضعت مساعدته العجوز ساندويتشاً بين يديه فأخذ يلتهمه وهو ينظر في الميكروسكوب تارة وفي أنبوب الاختبار تارة أخرى ، انقضى من عمره خمسون عاماً وكان في كل عام يعشق الكيمياء أكثر من العام السابق ، ويحقق في كل عام اختراعاً جديداً .
أما مساعدته العجوز التي تعودت على طباعه وعاداته لسنين طويلة ، فقد ألفت هي أيضاً رائحة التفاعلات الكيمائية حتى أصبح المعمل بيتها الأول ، انصرفت عن مشاغل الحياة وتكوين الأسرة وصار كل همها أن تكون مساعدة ناجحة وشريكة في اختراعات واكتشافات هذا العالم ، تجاوزت الستين من عمرها وكانت تقاوم تأثير الزمن عليها ، كانت تشعر أن العمل الناجح هو إكسير الشباب .

قال الدكتور مجدي لمساعدته وهو يزن بعض المواد الكيمائية :

_ إن من السهل تحويل الذهب إلى تراب ، ولكن من الصعب جداً تحويل التراب إلى ذهب.

كانت المساعدة العجوز تعجب بمثل هذه الملاحظات الفلسفية وتسارع إلى تدوينها مع ابتسامة إعجاب.

أما الشخص الثالث الذي ألفه المعمل برماً ساخطاً لاعناً فهو المدير الإداري للمعمل ، لقد كان هذا المدير يحلم بأن يكون مطرباً مشهوراً ويجمع الأموال جمعاً ، وتلتفّ حوله المعجبات من كل شكل ولون ، ولكن انتهى به المطاف إلى غير ما يهوى إلى إدارة هذا المعمل المنسي من عالم الشهرة والأضواء ، لقد بلغ به حب الشهرة والأضواء أن سكب بعض المواد الكيميائية على بعضها البعض مما أحدث انفجارات وحريقاً كاد أن يودي بحياته ، وحتى في هذه المرة لم يزره الصحفيون ليسألوه كما كان يحلم ، فقط رجال الأمن هم الذين سألوه ، واتهموه بالإهمال .

اقترب المدير من الدكتور محسن بحذر ، فقد بات يخشى المواد الكيميائية بعد ذلك الحريق ، تنحنح قليلا واستعد للهجوم .

- ها .. ما الذي اكتشفته بعد شهر كامل من التجارب ؟

كان الدكتور قد تعوّد على أسلوب المدير التهكمي ، وتعوّد على قدرته الهائلة على الإساءة للآخرين ، ابتسم قائلاً .

لقد اثبتُّ للعلماء من بعدي مائة وخمسين تجربة لا يمكن أن تؤدي إلى تحويل التراب إلى ذهب .

قهقه المدير وكأنه قد وجد ضالته التي ينفذ منها إلى مقتل:

- بإمكاني أن أضيف إليها مائة وخمسين تجربة من عندي لن تحول التراب إلى ذهب ، أولها أن نضيف زيت الخروع إلى الكوكا كولا ، ولن تحصل على الذهب...

لم يبتئس الدكتور مجدي ، واستمر على هدوئه ، لكن بحزم أكثر هذه المرة ..

- إن أي عاقل لن يفكر في إضافة زيت الخروع إلى الكولا ليحصل على الذهب ، أما تجاربي المائة والخمسين ، فسوف تخطر على بال كل كيميائي يفكر في هذا الهدف .. وبالتالي فإن لي أن أسجل هذه التجارب كي أوفر على الباحثين تكرارها ..

كانت المساعدة العجوز تعكس آثار هذا الحديث على وجهها بشكل طفولي ساذج ، فكلما تكلم المدير اكفهرت أساريرها ، وقطّبت ما بين حاجبيها ، وكلما تكلم د.مجدي بمنطق علمي انفرجت أساريرها ، وشعرت بلذة النصر ، وكان الدكتور مجدي يبتسم لها بين الفينة والأخرى مؤكداً لها أن المنطق السليم سوف ينتصر في النهاية على الهذر والسخف والضغينة التي يبثها المدير .

كان الدكتور مجدي كلما تعب من تحليلاته وأدواته المخبرية ، ينشغل بتحليل النفس البشرية ، وكثيراً ما كان يجد أوجه شبه بين التفاعلات الكيميائية ، والتفاعلات النفسية، وقد ساعده في ذلك بعض القراءات في علم النفس كان يتمتع بقراءتها .

كان المدير ينظر من بعيد وبرهبة إلى الأدوات والقوارير التي يغصّ بها المعمل ، ويصدر من شفتيه صفيراً أشبه بالفحيح .

كان يفكر في طريقة يستطيع أن يهزم بها الدكتور مجدي ومساعدته العجوز ،

اقترب من د.مجدي وقال له بصوت خفيض كي لا تسمعه المساعدة.

- إن أفضل اكتشاف تصل إليه هو أن ترسل هذه العجوز الشمطاء إلى بيتها كي تحضّر ترتيبات جنازتها وتموت بعيداً عن هذا المعمل ..

- نظر الدكتور مجدي إلى المساعدة العجوز كي يرى إن كانت قد سمعت هذا الكلام أم لا ، فشاهد العجب العجاب ، لقد امتقع وجه المرأة فتحول إلى أصفر كامد ، ارتجفت يداها وانسكب بعض ما في القوارير من مواد حارقة على يديها وبدأ في التفاعل وإحداث حروق ، لكن العجوز التي كانت تشعر بألم نفسي عميق لم تشعر بالآم الحروق في يديها ...

ارتخت يداها جانبيها وتكاثرت التجاعيد على وجهها فجأة ، ثم انطفأ بريق عينيها حتى سقط جفناهما ، واستسلمت للموت ، ولم يكن بمقدور أحد أن يعلم إن كانت على قيد الحياة أم لا ، حتى النفس الذي يعلو بها صدرها ، ويهبط كان قد توقف ..

هجم الدكتور مجدي على إناء به مادة كيميائية حارقة وقال للمدير :

- إن لم تخرج فوراً من المعمل فسوف أحوّلك إلى بخار ..

تمكن الخوف من المدير الإداري ، واستطاع بقفزة واحدة أن يكون خارج المعمل ، وربما واصل الهرب إلى خارج المدينة ..

اتجه الدكتور إلى المساعدة العجوز وقد شغلته فكرة كتابة التحولات التي تحدثها الكلمات ، لقد شاهد بأم عينه أن تفاعلات المادة الحارقة على يديّ العجوز كانت تافهة بالنسبة لتفاعلات النفس البشرية بعد الإساءة البالغة التي طالتها ، أرجأ فكرة كتابة هذه التحولات ، وحمل المساعدة العجوز التي تحولت إلى كومة من العظام ، ومددها على أريكة في طرف المعمل ، ثم تناول زجاجة كولونيا وسكب منها على الوجه الممتقع ..

فتحت العجوز عينيها بصعوبة .. حركت شفتيها بتثاقل وجاء صوتها من أعماق بئر ..

- دكتور مجدي .. وداعاً .. في شنطتي رقم تلفون أقاربي أرجو أن تتصل بهم كي يأخذوني ، أعلم أنك ستذكرني بالخير بعد وفاتي ، لأني دائماً أذكرك بالخير واحترمك .. فأنت أكثر من عملت معهم في حياتي علماً وأخلاقاً .

- قال الدكتور مجدي مازحاً ..

- هل اعتبر هذا غزلاً .. أنا مستعد لأن ( أطنّش )موعد الفتاة التي تنتظرني في الكازينو .. فأنت أجمل فتاه عرفتها في حياتي ..

بدأ اللون الأحمر، لون الحياة، يعود إلى وجه العجوز وقالت في خجل ..

- الله يجبر بخاطرك .. أتقول لي هذا الكلام وأنا على فراش الموت ؟

- فليذهب الموت إلى الجحيم .. لقد أخبرتني ذات مرة أن والدتك ماتت في الخامسة والتسعين ، أي أن أمامك ثلاثين عاماً على الأقل تمتّعين كل من حولك بابتسامتك الرائعة وحديثك العذب ، وروحك الصافية ..

بدأ التنفس يعود طبيعياً إلى صدر المساعدة العجوز .. وأخذ اللون الأحمر لون الحياة ، يتضح في وجهها أكثر ، أما صوتها فأخذ يتضح ويصفو عما قبل ..

- كنت أظن انك ماهر في الكيمياء فقط .. ولكن اتضح أنك مجامل رائع .

- أنت تعلمين أنك سبب نجاحي ، وشريكتي في كل الاختراعات التي توصلت لها ، واعتقد أنه لولاك لما وصلت إلى شيء ..

قالت وقد اعتدلت قليلاً في نومها ..

- إن أيّ مساعد أو مساعدة يستطيع أن يفعل ما فعلت ..

- قد يعرف المساعد العادي أسماء المواد الكيميائية ووظائفها وأماكن تواجدها ، لكن أنت تعرفتِ على روح المواد الكيميائية ، كنت تشعرين بالتفاعلات قبل حدوثها .

اعتدلت العجوز ، وهي تحتضن يد الدكتور ,, وتمسح دموعها باليد الأخرى .

- نعم .. نعم .. هذا صحيح .. كم كنت أشعر بهذه المواد الجميلة ، نعم تعرفت على روح كل مادة منها وشعرت بألفة نحوها ..

- وهذا سر نجاحك الذي ظهر في نجاحي .

كانت التجاعيد تختفي من وجه المرأة العجوز ، ويعود إليها بريق عينيها ونقاء ذهنها

- أنت جدير بجائزة نوبل في الكيمياء .

- وأنت جديرة بجائزة نوبل في الدماثة والرقة والعذوبة .

نزلت المرأة العجوز عن الأريكة بحيوية

- هل أبوح لك بسر صغير ..

ولم تنتظر رده وقالت

- لقد حلمت في منامي كثيرا بالزوج وكان شبيهاً لك ، وحلمت بالابن وكان شبيها لك ، فما أدري هل أري فيك الزوج المفقود أم الابن المشتهى ؟؟

- كل النساء يقلن لي هذا الكلام ..

- ما هذا الغرور ..

- ولكني لا استجيب إلا لفاتنة واحدة تعمل معي منذ عشرين عاماً ، وأمامها ثلاثين عاما من العمل معي والتغزل في محاسني ..

تألمت العجوز من الحروق التي أصابت يديها ، فهرع الدكتور إلى بعض الملطفات ووضع على يديها وهو يشعر بسعادة بالغة ، فلقد انتهى التأثير المدمّر على نفسية العجوز ، انتهى الألم الداخلي الشديد وبدأت، تشعر بالألم الخارجي البسيط..

قال لها مشجعاً:

- بعد أسبوع سأعقد مؤتمراً صحفياً أعلن فيه ما توصلت إليه ..

- ولكنك لم تتوصل إلى الاختراع بعد

- بلى .. لقد توصلت ـ وسيكون هذا مفاجأة كيميائية من نوع جديد ..

- هل سيكون ذلك سراً بالنسبة لي أنا أيضاً ؟! هذه أول مرة تخفي عني اختراعك .

- سامحيني هذه المرة .. ولكنك ستسعدين لاختراعي ، وسيكون لك نفس الدور الذي كان لك في كل مرة ، أنت ذراعي اليمين في كل شيء .. مارست المساعدة عملها المعتاد بنشاط زائد ، وحماس شديد ،زاد من هذا الحماس عدم مجيء المدير الإداري المرتعب ، انقضى الأسبوع الذي فصلهم عن المؤتمر الصحفي .. وفي الموعد والمكان المحددين وقف الدكتور مجدي الحسن يعلن عن اختراعه ، كان الكل يتوقع حديثاً عن تحويل التراب إلى ذهب ، تكلم د. مجدي بعد طول انتظار ، وقد وقفت المساعدة بجانبه تنتظر، شأنها شأن الجميع .

- أيها السادة : لقد استطعت بفضل الله وبمساعدة هذه السيدة أن أقدم لكم أكثر من عشرين اختراعا نفعت البشرية ، ولكني اليوم أقدم لكم اكتشافا أهم من جميع المكتشفات ، السابقة ، وللدقة أقول لكم إنني أعيد اكتشاف هذا الأمر . لقد عملت في السنوات الثلاثين على التحولات الكيميائية ، وأغراني هذا بالبحث عن عملية تحويل التراب إلى ذهب ، ولكنني اهتديت إلى تحولات أكثر أهمية ، إن الاكتشاف الذي توصلت إليه يمكن تسميته بالكلمة الطيبة ، فلقد تمكنت من قياس التفاعلات التي تحدثها الإساءة على النفس البشرية ، وكانت تعادل تفجيراً بقوة 3 ميجاطن ، بينما كان تأثير الكلمة الطيبة على النفس البشرية يعادل رقة نسيم الجنة ، وعطر ياسمين الشام ، وكالعادة فإن مساعدتي هذه كان لها الدور الأكبر في هذا الاختراع الجديد .

همس صحفي لزميله :

- لقد تحوّل الدكتور إلى شاعر

قال زميله بلهجة العارف ببواطن الأمور :

-إنها أزمة منتصف العمر يا صديقي..

كانت المساعدة في هذه الأثناء تبتسم مؤمّنة على كل كلمة يقولها الدكتور مجدي ، وكانت تعلم ذلك علم اليقين ، فلقد استطاع المدير الإداري أن يدمّرها بكلمات قليلة لكنها حافلة بالإساءة ، أما الدكتور فقد استطاع أن يعيدها إلى الحياة بالكلمة الطيبة.

أضاف الدكتور وسط ذهول الصحفيين ، وخيبة أمل بعضهم ، وتأييد البعض الآخر :

- أقول إنني أعيد اكتشاف هذا الأمر لأنه معروف منذ أزمان بعيدة ولقد نصّ عليه القرآن الكريم عندما قال ..

- "وادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم " ، كما شبّه القرآن الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أُكلها كل حين "

- تذمر أحد الصحفيين قائلاً

- جئنا لنسمع عن اكتشاف أو اختراع علميّ خطير ، فإذا بنا نستمع إلى خطبة جمعة لا معنى لها .

وقال آخر يبدو أن الدكتور قد أفرط في الشراب ..

- شعر الدكتور مجدي بتذمر البعض فقال :

- إن جميع المخترعات الكيميائية لا يمكن أن تُدخل السعادة على قلب الإنسان ككلمة طيبة ، وجميع المخترعات الكيميائية لا يمكن أن تمحو أثر الإساءة من نفس الإنسان ، ورغم أن هذا الاختراع معروف منذ زمن طويل إلا أن معظم الناس لا يحفل به ، ولا يهتم كثيراً بتأثير كلامه على الآخرين ، ولو انتقى كل إنسان كلماته بحيث يسعى إلى إسعاد الآخرين لعاش الناس في سعادة غامرة .لهذا قال الرسول الكريم "الكلمة الطيبة صدقة" وتبسمك في وجه أخيك صدقة "..

بدأ الصحفيون يتسربون من المؤتمر يملؤهم شعور بفقدان سبق صحفية كبير، ولم يهتم بتدوين كلام الدكتور إلا صحفي شديد التدين ، كان يكتب وهو شديد التجهم ،ويشتم الصحفيين الذين خرجوا ويتوعدهم بالويل والثبور وعظائم الأمور.

همس الدكتور لمساعدته:

- أنا سعيد بهؤلاء الذين خرجوا معترضين مبتسمين يمرحون أكثر من هذا الذي ظل يكتب كلامي دون أن يفقه منه شيئاً ، وظلّ يطعن في زملائه وتكشيرته تملأ وجهه..

قالت المساعدة:

- في كل لحظة أتعلم منك الجديد..

خرج الدكتور من المؤتمر الصحفي برفقة المساعدة العجوز التي عادت إلى الوراء ثلاثين سنة ، قال الدكتور .

- سوف أتناول الغداء مع فتاة في منتهى الجمال .

- وهل تنتظرك هذه الفتاة ، كالعادة ، في الكازينو .

قال غامزاً

- لا .. هذه المرة الفتاة الجميلة التي لها أفضال عظيمة علىّ ، تسير بجانبي.
كانت السيدة العجوز في هذه الأثناء لا تسير على الأرض، ولكنها تطير من السعادة ، أو هي ترقص على إيقاع يشمل روحها من الداخل ، موسيقى تمسح تجاعيد وجهها فتعيدها إلى الشباب ، بينما الدكتور أكثر سعادة باكتشافه هذه التحولات الكيميائية ، ولكن على النفس البشرية هذه المرة .



الدكتور فوزي الحاج
الاحد 29 مارس 2009