نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


كمالا إسحاق فنانة سودانية رفضت وسام فرنسا للفنون والاداب




تداولت وسائل الإعلام في الاونة الاخيرة اسم الفنانة السودانية كمالا إبراهيم إسحاق بسبب رفضها وسام الجمهورية الفرنسية للآداب، كرد فعل وموقف على خلفية الرسوم المسيئة للنبي محمد وتداعياتها.


 وكان من المقرر أن تتسلم إسحاق الوسام افي الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر، لكنها أبلغت السفارة الفرنسية في الخرطوم، حيث تعيش، أنها لن تفعل. وسبق لإسحاق أن كرّمت بعديد الجوائز والأوسمة العالمية، ففي العام الماضي مُنحت "جائزة الأمير كلاوس" الهولندية، ولا شك أن الالتفات إلى تجربتها يستحق فقد كانت من أوائل من درسن الفن في الخرطوم قبل أن تتابع تعليمها في إيطاليا ثم لندن  وارتبط كذلك بأحداث الثورة السودانية التي لفتت الأنظار إليها من منظور  الثقافة والفنون  . 

عاشت إسحاق في لندن في الستينيات، وعادت راغبة في تعليم الفن وممارسته في بلادها عام 1971، وهناك التقت بالفنانة نايلة الطيب والفنان محمد حميد شداد وأسّست جماعة "البلوريون" (كريستاليون) التي تقوم على موقف جمالي مفاهيمي يسعى إلى شكل فني جديد يقف في الجهة المقابلة لـ"جماعة الخرطوم" الفنية ذات التوجه التقليدي من حيث ذكورية الموضوع ومن حيث المعالجة الفنية للزمان والمكان. أطلق "البلوريون" المانيفستو الخاص بهم عام 1978 وضمنه قولتهم: "الكون مشروع بلورة شفافة بلا حجاب". 

دائماً ثمة شيء غير متوقّع يحدث في بقعة ما من أعمالها الفنية

اختارت الجماعة الكريستال لأنه الأكثر شفافية، لأن لا عنصر فيه يحجب عنصراً آخر، فلا انتقائية لما يظهر وما لا يظهر فيه. الكريستال يكشف كل ما يقف خلفه، وانطلاقا من رمزيته قال الكريستاليون إنهم يريدون لغة وشعراً وحياة جديدة وجماليات نقية. 

تستمدّ أعمال كمالا إبراهيم إسحاق معظم ألوانها من الطين والتراب والطبيعة السودانية في حالة من الشحوب، وفيها حضور كبير للنساء في تجمّعاتهنّ، أو ضمن الحالات الطقسية مثل حفلات الزار وطقوس طرد الشياطين الشعبية. هنا، تستعير الفنانة تفاصيل من الأيقونات، لكنها بدلاً من أن تفردها لشخصية واحدة، تحشد فيها الوجوه، كأننا أمام أيقونة/مرآة ينعكس فيها الوجه إلى ما لانهاية، كلها وجوه نساء وكلهن في مكان ضيق ومساحة محددة بزوايا حادة، إنهن نساء في حالة من الخوف الجماعي يمارسن طقوسهنّ العريقة للخروج من مأزق جسديّ أو نفسيّ، وتصوّرهن كمالا في عدة لوحات نتابع من خلالها كيف يجري إنهاك الجسد مراراً وتكراراً من لوحة إلى أخرى إلى أن تطير الوجوه وحدها متفرقة في الفراغ. 

في مرحلة لاحقة بدأت إسحاق بالانسحاب من مجموعات النساء وبدأت ترسم المرأة في الطبيعة بالأخضر القوي والكثيف بين نباتات أفريقية أو ضمن جمهرة من الأشجار، لكن الجذوع نفسها سيكون لها وجوه بشرية. دائماً هناك ما هو سحري وخرافي ومخيف ومقلق في أجواء لوحاتها، دائماً ثمة شيء غير متوقع يحدث في بقعة ما من العمل الفني. 
------------
العربي الجديد


لارا عبود
الثلاثاء 3 نونبر 2020