و اما ضيف الشرف في هذا المعرض ، و الذي كان له ايضا كلمة ترحيبية في الافتتاح ، فهو الدكتور حمد عبدالعزيز الكواري ، قد اعقب كلمات الترحيب و الجولة العامة في المعرض ، تلى ذلك اول الفعاليات الثقافيه المصاحبة ، و هي ندوة لعرض كتاب "جسور لا أسوار" للدكتور حمد الكواري ، و هو مقاربة جديدة لعلاقة الشمال بالجنوب ، كما يصف الكتاب نفسه على عنوانه ، و قد بدأت الندوة بقراءه للكاتب لصفحات من كتابه باللغة العربيه ، ثم قرأت نفس الصفحات باللغة الألمانية ، حيث تم تدشين النسخة الألمانية من الكتاب في تلك الندوة التي شارك فيها ممثل دار النشر الألمانيه ، السيد فايت هويف ، و تلت الندوه حفل توقيع للكتاب و تهافت عدد كبير من القراء الالمان للحصول على نسخة موقعة من الكاتب للكتاب الذي يعمل على بناء جسر جديد ، وحرص الدكتور حمد الكوارى على ان يحصل جميع الراغبين على نسخة الكتاب الموقعة منه .
في اليوم الثاني من معرض الكتاب ، بدأت فعاليات المعرض بندوة أدبية و نقاشية نسائيه اشترك فيها تسع أديبات عربيات من مختلف العالم العربي ، غالبتهن ممن ضمهن المهجر الالماني او الاوربي ، لتقدم كلا منهن كتابها الاخير او اصدارها الاخير ، حيث ان الاصدارات المقدمة جميعها حديثة ، صادره خلال العامين الاخيرين فقط ، و اما المشاركات في الندوة فهن : د / هدى النعيمي ، الكاتية القطريه ، و جائت متحدثة حول كتابها الاخير الصادر عن دار نشر جامعه حمد بن خليفة في الدوحة ، و الكتاب بعنوان "حين يبوح النخيل" و هو عبارة عن سيرة ذاتيه للكاتبة و تحركاتها على مدى العقود الماضية ما بين تخصصها العلمي في الفيزياء الطبية و الهوى للكتابية الادبية التي مكنتها من اصدار ثمان اصدارات ادبية حتى الان و ما يزال في جعبتها الكثير ، تحدثت الدكتورة هدى حول الكتاب و تجربتها الانسانيه التي يضمها الكتاب، كما يضمن تجربتها الخاصة في مواجهه سرطان الثدى بكل ما في التجربة من الم جسدى و انساني و معاناه صامتة ، الدكتورة هدى كانت الصوت النسائي الخليجي الوحيد في الندوة و لذلك تحدثت بصوت الكاتبة الخليجية و اعتبرذلك تمثيلا لقلم المرأة من منطقة الخليج في تلك الندوة .
اشترك في الندوة ايضا الدكتورة إشراقة مصطفى حامد ، و هي كاتبة و باحثة و مترجمة سودانية / نمساوية ، اكملت مراحل التعليم في السودان ، و هي مقيمة في النمسا منذ ثلاثون عاما ، و تعمل اشراقة على تقريب الصوت النسوي العربي الى الثقافة الالمانية و تعمل على مشاريع خاصة تصب في هذا الاتجاة ، و هي تجمع الاصوات العربية و المسلمة لتقدمها في ثوب الادب و الفن و الابداع ، الي الطيف الالماني ، لتفرح و تشعر بنشوى النجاح عندما يتقابل الطرفان على حب الانسانية ويتقبل كلامنها الاخر ، و تعتبر الدكتورة إشراقة ان مشروعها الي لا ينتهي هو "الانسان" و في هذا الندوه ، تقدم الدكتورة اشراقة عددا من الأصوات النسائية العربية المهاجرة الي الغرب ، و لكلا منها حكاية قد تدمع عيناك عند سماعها لكنك لا تلبث ان تشعر بالفخر للبطولات العربية النسائية ، هنا في اوربا ، الكتاب الذي قدمته اشراقة ، بعنوان "سيرتنا" و من العنوان تعرف انه ليس سيرة واحدة ، بل عدة سير لنساء ، و اما العنوان الاخر و الغير ظاهر للكتاب ، فهو كما تقول اشراقة ( لن يكتب سيرتنا سوانا) ، و لذلك فقد اشتركت اشراقة في الندوة و معها سيدتين ممن اشتركن في كتابه "سيرتنا" و هن المخرجة المصرية فايزة حبي و الكاتبة العراقية ندو الفواح ، و كلاتهن هجرت بلادها لتعيش في احدى مدن المانيا لاسباب خاصة بها ، تقدمها في كتاب "سيرتنا".
من ليببا حضرت معرض الكتاب العربي و الندوة المصاحبة ، الروائيه و الكاتبة رازان المغربي ، و للكاتبة رازان تجربة حياتية ثرية في الكتابة الادبية تحت نظام متسط متمثلا في ديكتاتور ليبيا السابق ، معمر القدافي و الذي كان يتحكم حتى فيما تكتبة الاقلام الليبية ، زاران كانت مقاومة للدكتاتورية ة التسلط و اتضمت الي صفوف الثورة اللبيبة منذ بدايتها ، لتكتب و تؤرخ الواقع اللبيبي الذي لا يعرفة الا المقربون ، و اما الكتاب الذي قدمتة راوان في تلك الندوة فهو روايتها الاخيرة و هي بعنوان "الرسام الانجليزي" الصادرة عن دار الاختلاف ، و الرواية تحكي حكاية جدارية البراديا و طبرق ، الجدارية القديمة التي رسمها جندى انجليزي وجد نفسة محاصرا بين الفنان الذي هو شخصيته الحقيقة و بين كونه جنديا في الجيش البريطاني الذي جاء محاربا الى ارض غريبة هي ليبيا و بالتحديد "طبرق" ، الروائيه زاران المغربي ، شكلا عالما من المتخيل حول الجدارية و حول الرسام الانجليزي او الجندى الانجليزي المجهول .
اشتركت في الندوة ايضا الدكتورة نجاة عبدالصمد ، الكاتبة و المترجمة السورية ، و التي سبق و فازت روايتها " لا ماء يرويها" بجائزة كتارا للرواية عام 2018 ، و ما تزال تتذكر قطر بكل جمالها و روعتها عندما زارتها لاستلام جائزة كتارا للرواية ، الدكتورة نجاة عبد الصمد طبية بتخصص نساء وولادة ، و ما تزال تمارس عملها ، لتقابل مرضاها في عيادتها في برلين/ المانيا و هي القادمة من سوريا و تحتض سوريتها داخل الاضلع لا تنام ، كما انها لا تنسى كونها طبية ايضا ، و ينعكس هذا على اغلب رواياتها و خاصة روايتها الأخيرة التي قرات جزء منها في الندوة ، الرواية بعنوان "خيط البندول" حيث مسرح الرواية هو عيادة الطبيب اسامة، وهو طبيب متخصص في الامراض النسائية ، و في ذات الوقت يعاني من عدم الانجاب مع زوجته ، و ترصد الرواية معاناه الزوجين مع علاج العقم و مراحل العلاج داخل عالم اطفال الانابيب و التلقيح الصناعي ، و ارتدادات هذا الانجاز الطبي العظيم داخل الاسر التي تعاني مع عدم الانجاب ، و رصد الاثر الايجابي على الاسرة و المجتمع المحيط بها و هو موضوع لم يطرق من باب الادب العربي ، كما تقول الروائية و الطبيبة نجاة عبدالصمد .
ديما مصطفى سكران ، احدى المبدعات المشاركات في الندوة ، و هي كاتبة و باحثة سورية ، و تعمل في مجال البحث العلمي و تحقيق المخطوطات ، حصلت على جائزة العجيلي للقصة القصيرة و صدر لها مؤخرا ، مجموعة قصصية بعنوان "حقيبة نسائية" و هى المجموعة التي قرات منا في الندوة قصة شفافة ، حازت على اعجاب الحضور ، وحقيبة ديما النسائية ، مجموعة قصصية تبحر فيها الكاتبة في خيوات الكثير من الشخصيات النسائية و الرجالية ، لتسلط الضوء على هواجس المسكوت عنه ، و تعثيدات العلاقة بين الذات النسوية و الاخر .
اما الدكتورة ايمان العذري ، فهي باحثة و كاتبة اليمنية ، حاصلة على الدكتوراة من كلية الاداب بجامعة عين شمس / القاهرة ، صدر ديوانها الشعري الاول عام 2004 بعنوان "لربما أنست نارا " و الديوان الثاني عام 2010 بعنوان "محاريب في سجون النصر" ، ثم صدر لها رواية باللغه الالمانيه بعنوان "المكعب السحري للقدر" حيث الراوي فيها راو مطلق المعرفة ، تدور احداثها في عالم ملئ بالمتناقضات ، الحب و الكرة ، الوفاء و الخيانة ، الملائكة و الشياطين ، كل هذا في قالب جمع ما بين العاطفة و الفنتازيا الطابع البوليسي ، حيث البطل الحقيقي للروايه – ليس ليلي – و لكنه القدر ، و قرأت الدكتورة ايمان في تلك الندوة الشيقة جزء من روايتها تلك باللغه الالمانيه ، ثم انها قرأته مرة اخرى باللغة العربية .
احدى المشاركات في الندوة ايضا هي خلود شرف الدين ، و هي شاعرة و كاتبة سورية ، عضو في منظمة القلم الالمانية و حاصلة على جائزة ابن بطوطة عن ادب الرحلات ، عام 2019 عن يومياتها " رحلة العودة الى الجبل .. يوميات في ظلال الحرب" و ايضا حاصلة على خمس منح دولية ، صدر لها مؤخرا عن دار الساقي رواية "يوميات لا شأن لي بها " وهي الرواية التي قدمت منها الروائية بعض الفقرات ، و الرواية عباره عن نشيد يتحرك بين عوالم متوازنة بين الماضي و الحاضر ، الوهم و الخيال ، حيث لغة الرواية سردية يتقنية معاصرة ، بطرح فلسفي واسئلة حول الوجود الاخلاقي و ما نخرج به من رحلة الحياه بشكل عام .
و اما المشاركة التي تلت خلود فهي الروائية المغربية ريم نجمي ، فهي صحفية وكاتبة ، تعمل في القسم العربي لدويتشه فيله كمحررة ومنتجة منفذة لعدد من البرامج الحوارية والإخبارية التلفزيونية والإذاعية ، ريم نجمي خريجة أكاديمية دويتشه فيله في بون والمعهد العالي للإعلام والاتصال في الرباط تخصص إعلام سمعي بصري ، وهي أيضا حاصلة على ماستر في الإعلام من جامعة بون ولها عدد من الإصدارات الأدبية في الشعر والرواية والترجمة ، و قدمت ريم في الندوة شيئا من روايتها " تشريح الرغبة " .
و من الجميل ان تضم الندوة ابداعات فنيه بالاضافة الي الابداع الأدبي ، حيث تنظم الي الكاتبات الكاتبة يارا وهبي ، و هي صحافية سورية مقيمة في ألمانيا عملت مراسلة للعديد من الصحف العربية ، لكنها فنانة و رسامة مبدعة ، تجيد الرسم على الزجاج و المرايا و الورق و القماش و احيانا على ورق الرز الشفاف ، و اقامت لأعمالها الفنية هذه معرضا في مدينة فايمر الألمانية حمل عنوان "رؤية جديدة للشرق"، وكان المعرض بمثابة محاولة لنقل أفكار جديدة حول الشرق والمدن القديمة المندثرة، وركزت عملها بشكل خاص على دمشق والقدس، كما ترى يارا ، الكاتبة و الرسامة المبدعة ، و كان ليارا دور في هذه الندوة بقراءه شيئ من روايتها الأخيرة "وشمس اطلت على البلاد الغربية" و هي ما وصفها احد النقاد بانها " تشكّل ما يشبه البانوراما التاريخية التي تضع حياة الكثير من السوريين والألمان تحت عين المجهر، لترصد حركة التاريخ منذ الحرب العالمية الثانية التي شهدت الهجرات القسرية الأوروبية، مرورًا بانقسام ألمانيا، ثم صعود اليمين المتطرف فيها مرة أخرى، وصولًا إلى لحظة وصول السوريين المهاجرين إلى محطة القطار في مدينة ألمانية صغيرة تدعى زالفيلد. حيث تدور أحداث الرواية" يارا و بالحس الفني العالي الذي تملكه ، قرأت فقرة عميقة الأثر من روايتها تلك ، فقد احسنت الاختيار للجزء المقروء.
كل هؤلاء المبدعات و الكتب الادبية المتنوعه ، تم تقديمها للحضور في زمن قياسي من خلال مقدمة الندوة ، و هي المبدعة المصرية اماني الصيفي ، و كاتبة و باحثة في تخصص الدراسات الأدبية ، لها العديد من الأبحاث المحكمة باللغتين العربية و الانجليزية ، و كتاب تحت النشر باللغة الانجليزية ، تشتغل حاليا على بحث ما بعد الدكتوراة ، حول الجماليات و البيئة و المرأة في الأدب ، أدارت الدكتورة أماني بحكمة و اقتدار شديد و نجحت في منح الكاتبات فرص متساوية لتقديم انفسهن و شيئ من ابداعاتهن ، ثم اعلنت الدكتورة اماني ، اعلنت عن توقيع الكاتبات لكتبهن في الركن الذي خصصة المنظمون لتوقيع الكتب ، و بعد ان استمتع الحضور بالقراءت الادبية من الكاتبات ، اتجه الجميع الي ركن حفل التوقيع ، و منحت كل كاتبة مساحة خاصة و زمننا خاصة لتوقيع كتابها ، و قد كان لي – كاتبة هذه السطور – حظا وافرا من الزمن لتوقيع كتاب "حين يبوح النخيل"
و تستمر فعاليات معرض الكتاب العربي في برلين في يومها الثاني ، لتنعقد ندوة حول " دور المؤسسات الاكاديمية في تعزيز التفاهم الثقافي بين المجتمعات الالمانية و العربية" تشترك فيها كلا من : الدكتورة ليسيلي ترامونتييب، المديرة التنفيذية والمنسقة لمركز دراسات الادنى و الأوسط ، جامعة ماربورغ ، و كذلك يشارك في الندوة السيد نيلز فيشر، من الأكاديمية الكاثوليكية للتبادل الدولي و رئيس قسم الأوسط الأوسط ، و ادار الندوة الدكتور شتيفان فايدنر، و هو عالم في الدراسات الإسلامية، و ايضا كاتب و مترجم .
وانتهت فعاليات اليوم الثاني بوصلة موسيقية جميله .
جدير بالذكر أن البيت الثقافي العربي الديوان، أنشئ في نوفمبر 2017 من قبل دولة قطر بهدف تعزيز التواصل والتفاهم بين العرب والألمان، من خلال نشر الثقافة العربية وإطلاع المتلقي الألماني والأوروبي بشكل عام على الدور الثقافي الحضاري والإنساني للعرب في مختلف العصور، ونبعت فكرته من حقيقة إدراك قطر دور الثقافة في مد جسور التواصل البشري والحضاري والحوار والتفاهم، حيث تلعب الثقافة دورا محوريا في التعرف على الآخر، وفهم وجهات نظره لتعزيز قيم الحوار الثقافي والتفاهم المتبادل.
ويعمل البيت الثقافي العربي الديوان، من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية، على خلق حالة من الحوار والتفاعل بين الجالية العربية والجمهور الألماني، حيث تغطي فعالياته جزءا كبيرا من عناصر التبادل الثقافي، من معارض فنية وفوتوغرافية ومسرح وموسيقى وأفلام.
في اليوم الثاني من معرض الكتاب ، بدأت فعاليات المعرض بندوة أدبية و نقاشية نسائيه اشترك فيها تسع أديبات عربيات من مختلف العالم العربي ، غالبتهن ممن ضمهن المهجر الالماني او الاوربي ، لتقدم كلا منهن كتابها الاخير او اصدارها الاخير ، حيث ان الاصدارات المقدمة جميعها حديثة ، صادره خلال العامين الاخيرين فقط ، و اما المشاركات في الندوة فهن : د / هدى النعيمي ، الكاتية القطريه ، و جائت متحدثة حول كتابها الاخير الصادر عن دار نشر جامعه حمد بن خليفة في الدوحة ، و الكتاب بعنوان "حين يبوح النخيل" و هو عبارة عن سيرة ذاتيه للكاتبة و تحركاتها على مدى العقود الماضية ما بين تخصصها العلمي في الفيزياء الطبية و الهوى للكتابية الادبية التي مكنتها من اصدار ثمان اصدارات ادبية حتى الان و ما يزال في جعبتها الكثير ، تحدثت الدكتورة هدى حول الكتاب و تجربتها الانسانيه التي يضمها الكتاب، كما يضمن تجربتها الخاصة في مواجهه سرطان الثدى بكل ما في التجربة من الم جسدى و انساني و معاناه صامتة ، الدكتورة هدى كانت الصوت النسائي الخليجي الوحيد في الندوة و لذلك تحدثت بصوت الكاتبة الخليجية و اعتبرذلك تمثيلا لقلم المرأة من منطقة الخليج في تلك الندوة .
اشترك في الندوة ايضا الدكتورة إشراقة مصطفى حامد ، و هي كاتبة و باحثة و مترجمة سودانية / نمساوية ، اكملت مراحل التعليم في السودان ، و هي مقيمة في النمسا منذ ثلاثون عاما ، و تعمل اشراقة على تقريب الصوت النسوي العربي الى الثقافة الالمانية و تعمل على مشاريع خاصة تصب في هذا الاتجاة ، و هي تجمع الاصوات العربية و المسلمة لتقدمها في ثوب الادب و الفن و الابداع ، الي الطيف الالماني ، لتفرح و تشعر بنشوى النجاح عندما يتقابل الطرفان على حب الانسانية ويتقبل كلامنها الاخر ، و تعتبر الدكتورة إشراقة ان مشروعها الي لا ينتهي هو "الانسان" و في هذا الندوه ، تقدم الدكتورة اشراقة عددا من الأصوات النسائية العربية المهاجرة الي الغرب ، و لكلا منها حكاية قد تدمع عيناك عند سماعها لكنك لا تلبث ان تشعر بالفخر للبطولات العربية النسائية ، هنا في اوربا ، الكتاب الذي قدمته اشراقة ، بعنوان "سيرتنا" و من العنوان تعرف انه ليس سيرة واحدة ، بل عدة سير لنساء ، و اما العنوان الاخر و الغير ظاهر للكتاب ، فهو كما تقول اشراقة ( لن يكتب سيرتنا سوانا) ، و لذلك فقد اشتركت اشراقة في الندوة و معها سيدتين ممن اشتركن في كتابه "سيرتنا" و هن المخرجة المصرية فايزة حبي و الكاتبة العراقية ندو الفواح ، و كلاتهن هجرت بلادها لتعيش في احدى مدن المانيا لاسباب خاصة بها ، تقدمها في كتاب "سيرتنا".
من ليببا حضرت معرض الكتاب العربي و الندوة المصاحبة ، الروائيه و الكاتبة رازان المغربي ، و للكاتبة رازان تجربة حياتية ثرية في الكتابة الادبية تحت نظام متسط متمثلا في ديكتاتور ليبيا السابق ، معمر القدافي و الذي كان يتحكم حتى فيما تكتبة الاقلام الليبية ، زاران كانت مقاومة للدكتاتورية ة التسلط و اتضمت الي صفوف الثورة اللبيبة منذ بدايتها ، لتكتب و تؤرخ الواقع اللبيبي الذي لا يعرفة الا المقربون ، و اما الكتاب الذي قدمتة راوان في تلك الندوة فهو روايتها الاخيرة و هي بعنوان "الرسام الانجليزي" الصادرة عن دار الاختلاف ، و الرواية تحكي حكاية جدارية البراديا و طبرق ، الجدارية القديمة التي رسمها جندى انجليزي وجد نفسة محاصرا بين الفنان الذي هو شخصيته الحقيقة و بين كونه جنديا في الجيش البريطاني الذي جاء محاربا الى ارض غريبة هي ليبيا و بالتحديد "طبرق" ، الروائيه زاران المغربي ، شكلا عالما من المتخيل حول الجدارية و حول الرسام الانجليزي او الجندى الانجليزي المجهول .
اشتركت في الندوة ايضا الدكتورة نجاة عبدالصمد ، الكاتبة و المترجمة السورية ، و التي سبق و فازت روايتها " لا ماء يرويها" بجائزة كتارا للرواية عام 2018 ، و ما تزال تتذكر قطر بكل جمالها و روعتها عندما زارتها لاستلام جائزة كتارا للرواية ، الدكتورة نجاة عبد الصمد طبية بتخصص نساء وولادة ، و ما تزال تمارس عملها ، لتقابل مرضاها في عيادتها في برلين/ المانيا و هي القادمة من سوريا و تحتض سوريتها داخل الاضلع لا تنام ، كما انها لا تنسى كونها طبية ايضا ، و ينعكس هذا على اغلب رواياتها و خاصة روايتها الأخيرة التي قرات جزء منها في الندوة ، الرواية بعنوان "خيط البندول" حيث مسرح الرواية هو عيادة الطبيب اسامة، وهو طبيب متخصص في الامراض النسائية ، و في ذات الوقت يعاني من عدم الانجاب مع زوجته ، و ترصد الرواية معاناه الزوجين مع علاج العقم و مراحل العلاج داخل عالم اطفال الانابيب و التلقيح الصناعي ، و ارتدادات هذا الانجاز الطبي العظيم داخل الاسر التي تعاني مع عدم الانجاب ، و رصد الاثر الايجابي على الاسرة و المجتمع المحيط بها و هو موضوع لم يطرق من باب الادب العربي ، كما تقول الروائية و الطبيبة نجاة عبدالصمد .
ديما مصطفى سكران ، احدى المبدعات المشاركات في الندوة ، و هي كاتبة و باحثة سورية ، و تعمل في مجال البحث العلمي و تحقيق المخطوطات ، حصلت على جائزة العجيلي للقصة القصيرة و صدر لها مؤخرا ، مجموعة قصصية بعنوان "حقيبة نسائية" و هى المجموعة التي قرات منا في الندوة قصة شفافة ، حازت على اعجاب الحضور ، وحقيبة ديما النسائية ، مجموعة قصصية تبحر فيها الكاتبة في خيوات الكثير من الشخصيات النسائية و الرجالية ، لتسلط الضوء على هواجس المسكوت عنه ، و تعثيدات العلاقة بين الذات النسوية و الاخر .
اما الدكتورة ايمان العذري ، فهي باحثة و كاتبة اليمنية ، حاصلة على الدكتوراة من كلية الاداب بجامعة عين شمس / القاهرة ، صدر ديوانها الشعري الاول عام 2004 بعنوان "لربما أنست نارا " و الديوان الثاني عام 2010 بعنوان "محاريب في سجون النصر" ، ثم صدر لها رواية باللغه الالمانيه بعنوان "المكعب السحري للقدر" حيث الراوي فيها راو مطلق المعرفة ، تدور احداثها في عالم ملئ بالمتناقضات ، الحب و الكرة ، الوفاء و الخيانة ، الملائكة و الشياطين ، كل هذا في قالب جمع ما بين العاطفة و الفنتازيا الطابع البوليسي ، حيث البطل الحقيقي للروايه – ليس ليلي – و لكنه القدر ، و قرأت الدكتورة ايمان في تلك الندوة الشيقة جزء من روايتها تلك باللغه الالمانيه ، ثم انها قرأته مرة اخرى باللغة العربية .
احدى المشاركات في الندوة ايضا هي خلود شرف الدين ، و هي شاعرة و كاتبة سورية ، عضو في منظمة القلم الالمانية و حاصلة على جائزة ابن بطوطة عن ادب الرحلات ، عام 2019 عن يومياتها " رحلة العودة الى الجبل .. يوميات في ظلال الحرب" و ايضا حاصلة على خمس منح دولية ، صدر لها مؤخرا عن دار الساقي رواية "يوميات لا شأن لي بها " وهي الرواية التي قدمت منها الروائية بعض الفقرات ، و الرواية عباره عن نشيد يتحرك بين عوالم متوازنة بين الماضي و الحاضر ، الوهم و الخيال ، حيث لغة الرواية سردية يتقنية معاصرة ، بطرح فلسفي واسئلة حول الوجود الاخلاقي و ما نخرج به من رحلة الحياه بشكل عام .
و اما المشاركة التي تلت خلود فهي الروائية المغربية ريم نجمي ، فهي صحفية وكاتبة ، تعمل في القسم العربي لدويتشه فيله كمحررة ومنتجة منفذة لعدد من البرامج الحوارية والإخبارية التلفزيونية والإذاعية ، ريم نجمي خريجة أكاديمية دويتشه فيله في بون والمعهد العالي للإعلام والاتصال في الرباط تخصص إعلام سمعي بصري ، وهي أيضا حاصلة على ماستر في الإعلام من جامعة بون ولها عدد من الإصدارات الأدبية في الشعر والرواية والترجمة ، و قدمت ريم في الندوة شيئا من روايتها " تشريح الرغبة " .
و من الجميل ان تضم الندوة ابداعات فنيه بالاضافة الي الابداع الأدبي ، حيث تنظم الي الكاتبات الكاتبة يارا وهبي ، و هي صحافية سورية مقيمة في ألمانيا عملت مراسلة للعديد من الصحف العربية ، لكنها فنانة و رسامة مبدعة ، تجيد الرسم على الزجاج و المرايا و الورق و القماش و احيانا على ورق الرز الشفاف ، و اقامت لأعمالها الفنية هذه معرضا في مدينة فايمر الألمانية حمل عنوان "رؤية جديدة للشرق"، وكان المعرض بمثابة محاولة لنقل أفكار جديدة حول الشرق والمدن القديمة المندثرة، وركزت عملها بشكل خاص على دمشق والقدس، كما ترى يارا ، الكاتبة و الرسامة المبدعة ، و كان ليارا دور في هذه الندوة بقراءه شيئ من روايتها الأخيرة "وشمس اطلت على البلاد الغربية" و هي ما وصفها احد النقاد بانها " تشكّل ما يشبه البانوراما التاريخية التي تضع حياة الكثير من السوريين والألمان تحت عين المجهر، لترصد حركة التاريخ منذ الحرب العالمية الثانية التي شهدت الهجرات القسرية الأوروبية، مرورًا بانقسام ألمانيا، ثم صعود اليمين المتطرف فيها مرة أخرى، وصولًا إلى لحظة وصول السوريين المهاجرين إلى محطة القطار في مدينة ألمانية صغيرة تدعى زالفيلد. حيث تدور أحداث الرواية" يارا و بالحس الفني العالي الذي تملكه ، قرأت فقرة عميقة الأثر من روايتها تلك ، فقد احسنت الاختيار للجزء المقروء.
كل هؤلاء المبدعات و الكتب الادبية المتنوعه ، تم تقديمها للحضور في زمن قياسي من خلال مقدمة الندوة ، و هي المبدعة المصرية اماني الصيفي ، و كاتبة و باحثة في تخصص الدراسات الأدبية ، لها العديد من الأبحاث المحكمة باللغتين العربية و الانجليزية ، و كتاب تحت النشر باللغة الانجليزية ، تشتغل حاليا على بحث ما بعد الدكتوراة ، حول الجماليات و البيئة و المرأة في الأدب ، أدارت الدكتورة أماني بحكمة و اقتدار شديد و نجحت في منح الكاتبات فرص متساوية لتقديم انفسهن و شيئ من ابداعاتهن ، ثم اعلنت الدكتورة اماني ، اعلنت عن توقيع الكاتبات لكتبهن في الركن الذي خصصة المنظمون لتوقيع الكتب ، و بعد ان استمتع الحضور بالقراءت الادبية من الكاتبات ، اتجه الجميع الي ركن حفل التوقيع ، و منحت كل كاتبة مساحة خاصة و زمننا خاصة لتوقيع كتابها ، و قد كان لي – كاتبة هذه السطور – حظا وافرا من الزمن لتوقيع كتاب "حين يبوح النخيل"
و تستمر فعاليات معرض الكتاب العربي في برلين في يومها الثاني ، لتنعقد ندوة حول " دور المؤسسات الاكاديمية في تعزيز التفاهم الثقافي بين المجتمعات الالمانية و العربية" تشترك فيها كلا من : الدكتورة ليسيلي ترامونتييب، المديرة التنفيذية والمنسقة لمركز دراسات الادنى و الأوسط ، جامعة ماربورغ ، و كذلك يشارك في الندوة السيد نيلز فيشر، من الأكاديمية الكاثوليكية للتبادل الدولي و رئيس قسم الأوسط الأوسط ، و ادار الندوة الدكتور شتيفان فايدنر، و هو عالم في الدراسات الإسلامية، و ايضا كاتب و مترجم .
وانتهت فعاليات اليوم الثاني بوصلة موسيقية جميله .
جدير بالذكر أن البيت الثقافي العربي الديوان، أنشئ في نوفمبر 2017 من قبل دولة قطر بهدف تعزيز التواصل والتفاهم بين العرب والألمان، من خلال نشر الثقافة العربية وإطلاع المتلقي الألماني والأوروبي بشكل عام على الدور الثقافي الحضاري والإنساني للعرب في مختلف العصور، ونبعت فكرته من حقيقة إدراك قطر دور الثقافة في مد جسور التواصل البشري والحضاري والحوار والتفاهم، حيث تلعب الثقافة دورا محوريا في التعرف على الآخر، وفهم وجهات نظره لتعزيز قيم الحوار الثقافي والتفاهم المتبادل.
ويعمل البيت الثقافي العربي الديوان، من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية، على خلق حالة من الحوار والتفاعل بين الجالية العربية والجمهور الألماني، حيث تغطي فعالياته جزءا كبيرا من عناصر التبادل الثقافي، من معارض فنية وفوتوغرافية ومسرح وموسيقى وأفلام.