ويضيف الكاتب أنه حتى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لا تقبل أن تعيد إسرائيل احتلال قطاع غزة، كما أن العلاقات بين إسرائيل والأمم المتحدة قد انهارت، وبالتالي من المفهوم أن تصبح الأمم المتحدة حذرة من توسيع مسؤولياتها في غزة، خاصة بعد مقتل أكثر من مئة من موظفيها جراء الحرب الدائرة.
وفي ظل الافتقار إلى بديل أفضل، فإن الولايات المتحدة تعمل على وضع خطط لإعادة السلطة الفلسطينية، المسؤولة "اسميا" عن أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، إلى إدارة غزة مرة أخرى، ويضيف الكاتب أن الكثيرين ينظرون إلى السلطة الفلسطينية على أنها "ضعيفة وفاسدة ولا تتمتع إلا بقدر ضئيل من المصداقية"، وذلك أمر آخر"تتفق عليه إسرائيل وحماس أيضا"، بحسب راشمان.
وبالنسبة للأموال، يقول الكاتب إنه سمع مسؤولين كبارا في الاتحاد الأوروبي يقولون بشكل لا لبس فيه إن أوروبا لن تدفع تكاليف إعادة إعمار غزة، وفي نفس الوقت يبدو أن الكونغرس الأمريكي بدأ ينقلب ضد كافة أشكال المساعدات الخارجية.
ويتساءل الكاتب هل ستقبل السعودية وغيرها من دول الخليج العربية دفع الفاتورة دون وجود أي هياكل سياسية واضحة لتمويلها في غزة؟ ويعتقد أيضا أنه إذا انخرطت السعودية في أي جهد لإعادة إعمار غزة، فمن المؤكد أنها ستطالب في المقابل بالتزامات إسرائيلية أكثر جوهرية تجاه الدولة الفلسطينية المستقبلية.
اتفاق سياسي طويل الأمد
ويرى جدعون راشمان أنه قد لا تكون هناك طريقة للتعامل مع الكارثة في غزة من دون التوصل إلى اتفاق حول حل سياسي طويل الأمد، مثل حل الدولتين.
ويقول راشمان إن شروط حل الدولتين، في الوقت الحالي، باتت أسوأ بكثير مما كانت عليه عام 1991، عندما كان هناك أقل من 100 ألف مستوطن في الضفة الغربية المحتلة مقابل أكثر من 500 ألفٍ اليوم، وعندما كان "معسكر السلام" مزدهرا على الجانبين، أما الآن فإن بعض دعاة الحوار من الإسرائيليين يتحدثون عن "محو غزة"، فلماذا سيكون شعور الفلسطينيين مختلفا بعد مقتل أكثر من 17 ألفا منهم، بحسب تعبير راشمان
ويضيف الكاتب أن حكومة نتنياهو لم تقم بوضع أي نوع من الرؤية الجديدة طويلة المدى للمسألة الإسرائيلية الفلسطينية منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وربما يعود السبب إلى تركيزها على تدمير حماس، وربما لأن خطة الحكومة تتضمن إجبار سكان غزة على النزوح إلى مصر، وهي فكرة رفضتها إدارة بايدن ومصر مرارا وتكرارا.
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يأمل في أن تُفتح فرص جديدة، عندما يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية القادمة، ويضيف أن الوقت الآن هو اللحظة المناسبة لتقديم أي فكرة أفضل من حل الدولتين.