يقول الدم العربي
أخيـــــراً،
يقول الدم العربي :
تساويت والماء
أصبحت لا طعم ،
لا لون ، لا رائحة !
أخيـــــراً،
يقول الدم العربي :
أسيل
فلا يتداعى ورائي النخيل
ولا ينبت الشجر المستحيل
أسيل
أروي الشقوق العطاش ،
وأسكب ذاكرتي للرمال ،
فلا يتخلق وجه المليحة ،
أو حلم فارسها المستطار
وأنزف حتى النخاع ،
وينحسر المدُّ،
تنبت فوقي حجارتكم،
مدناً تتمدَّد أو تستطيل
وتأكل ما يتبقى من الأرض ،
لكنها أضرحة !
أخيـــــراً ،
يقول الدم العربي :
اكتفيت
تجاوزت جسر الشرايين ،
أسرجت خيلي بقلب العراء
وخيَّمتُ في نقطة الجدب
أحكمت أغنيتي
وانتشيت لنفسي
وقُلت :
أطاول كلَّ الدماء التي أنضجتها الحرائق
كلَّ الدماء التي أهرقتها الملاحم
كلَّ الدماء التي اعتصرتها المآدب ،
فاخرت أني الوحيد الذي
جعلوا من بقاياه خاتمة للبكاء
وفاتحة للغناء
ومن رئتي مذبحة !
أغوص بذاكرة الرمل
وجهي عروس تخطَّفها الموت ،
والقاتل الهمجي
تَغِيبُ ملامحها
ويغيب الهوى العربي
قاومتفانفلتت فيَّ فقَّاعة ،
وانطفأْت ،
تشاغلت ،
أحكمت فوق ملامحها قبضتي
واسترحت ،
أغوص بذاكرة الرعب ،
وجهي سحابة يتيم ،
تعشش في كل بيت
وتترك بعض عناكبها في تراب الملامح
وجهي الذي يتشكل في كل حال
ويلبس أقنعة لا تبوح ،
وينظر في رحم الغيب،
ماذا تجنُّ الغيوم ؟
وماذا تقول البروق ؟
وماذا تخبىء عاصفة في العروق ؟
ودمدمة في الرءوس ؟
وأشبهت الليلة البارحة !
أخيـــــراً،
يقول الدم العربي المسافر عبر العواصم
والمتجمِّع خلف الحواجز
والمتناثر في كل أرض :
تعبت
وهذي بقية لحمي ،
وهذي هوية جلدي
وبعض ملامح أرضي التي سكنت في العيون ،
تعِبْت ...
فمن يحمل عنِّي بقيَّة يومي ،
وأشلاء حُلمي
ويمضي
تعِبْت ...
الدروب يلاحقها الموت
يسكنها الصمت
والقلب يملؤه القهر ،
والشاحنات الرجيمة ترتد عبر الزوايا
شظايا
تعِبْت ...
المدى .. لا يُبين
الصَّدى .. لا يُبين
ووجهي ما زال منسحقاً
في جبين المرايا
تُلاحقه اللعنة الجامحه !
أخيـــــراً،
يقول الدم العربي :
تساويت والماء
أصبحت لا طعم ،
لا لون ، لا رائحة !
أخيـــــراً،
يقول الدم العربي :
أسيل
فلا يتداعى ورائي النخيل
ولا ينبت الشجر المستحيل
أسيل
أروي الشقوق العطاش ،
وأسكب ذاكرتي للرمال ،
فلا يتخلق وجه المليحة ،
أو حلم فارسها المستطار
وأنزف حتى النخاع ،
وينحسر المدُّ،
تنبت فوقي حجارتكم،
مدناً تتمدَّد أو تستطيل
وتأكل ما يتبقى من الأرض ،
لكنها أضرحة !
أخيـــــراً ،
يقول الدم العربي :
اكتفيت
تجاوزت جسر الشرايين ،
أسرجت خيلي بقلب العراء
وخيَّمتُ في نقطة الجدب
أحكمت أغنيتي
وانتشيت لنفسي
وقُلت :
أطاول كلَّ الدماء التي أنضجتها الحرائق
كلَّ الدماء التي أهرقتها الملاحم
كلَّ الدماء التي اعتصرتها المآدب ،
فاخرت أني الوحيد الذي
جعلوا من بقاياه خاتمة للبكاء
وفاتحة للغناء
ومن رئتي مذبحة !
أغوص بذاكرة الرمل
وجهي عروس تخطَّفها الموت ،
والقاتل الهمجي
تَغِيبُ ملامحها
ويغيب الهوى العربي
قاومتفانفلتت فيَّ فقَّاعة ،
وانطفأْت ،
تشاغلت ،
أحكمت فوق ملامحها قبضتي
واسترحت ،
أغوص بذاكرة الرعب ،
وجهي سحابة يتيم ،
تعشش في كل بيت
وتترك بعض عناكبها في تراب الملامح
وجهي الذي يتشكل في كل حال
ويلبس أقنعة لا تبوح ،
وينظر في رحم الغيب،
ماذا تجنُّ الغيوم ؟
وماذا تقول البروق ؟
وماذا تخبىء عاصفة في العروق ؟
ودمدمة في الرءوس ؟
وأشبهت الليلة البارحة !
أخيـــــراً،
يقول الدم العربي المسافر عبر العواصم
والمتجمِّع خلف الحواجز
والمتناثر في كل أرض :
تعبت
وهذي بقية لحمي ،
وهذي هوية جلدي
وبعض ملامح أرضي التي سكنت في العيون ،
تعِبْت ...
فمن يحمل عنِّي بقيَّة يومي ،
وأشلاء حُلمي
ويمضي
تعِبْت ...
الدروب يلاحقها الموت
يسكنها الصمت
والقلب يملؤه القهر ،
والشاحنات الرجيمة ترتد عبر الزوايا
شظايا
تعِبْت ...
المدى .. لا يُبين
الصَّدى .. لا يُبين
ووجهي ما زال منسحقاً
في جبين المرايا
تُلاحقه اللعنة الجامحه !