كما دأبت على سلوك نهج خاص بها. احدى قصائدها دفعت بثلاثة من العازفين الإيرانيين الأمريكان لتأليف ألبوم خصصوه لحياة الشاعرة وأعمالها
تقول في قصيدة بعنوان أرثي حديقتي
لا أحد يفكر في الزهور
لا أحد يفكر في الأسماك
لا أحد يريد أن يصدق أن الحدائق تموت
ولا أن قلبه يتورم من قيظ الشمس
ولا أن فكره يتفرغ من الذكريات الكثيرة"
هذه الكلمات كانت إلهاما لألبوم موسيقي جديد بعنوان "الذكرى الخضراء" لثلاثة من العازفين الإيرانيين الأمريكان. وبالتعاون مع المغني عاظم علي وعازف الكمان كيواش نوراي قام الملحن شاه روكاه ياديجاري بتأليف سلسلة من الإيقاعات بعنوان "محيط موسيقي"، ونجحوا من خلالها في استيحاء معاني وموضوع القصيدة.
شاعرة منعزلة اجتماعيا
منذ الإطاحة بالشاه واحتلال السفارة الأمريكية في طهران نشأ جدار يفصل بين الغرب والإسلام. وبينما كان الصوفي الفارسي جلال الدين الرومي يحظى في الغرب بشعبية كبيرة في تسعينيات القرن العشرين، إلا أنه لا يكاد أحد يعرف شيئا عن شعراء إيران المعاصرين. وعلى ما يبدو أن الغرب يكاد يكون قد ساوى بين جميع الإيرانيين بما في ذلك رجال الدين الحاكمين اليوم و،حتى إذا كانت فروخ زاد قد استفادت من قضية التجديد التي بدأت في إيران عام 1940 نجدها قاطعت كثيرا من المواثيق التي عانت منها المرأة في جميع أنحاء العالم. وعندما انفصلت من ابن عمها بعد زيجة استمرت عاما واحدا تركت طفلها لعائلة طليقها حتى تتمكن من التفرغ للشعر والفن. إن المرأة التي تسلك مثل هذا الطريق يُنظر إليها بارتياب، لهذا فلا عجب ألا تحظى بمحبة الناس في مجتمع طهران الليبرالي نسبيا في خمسينيات القرن العشرين. وعلى الرغم من نجاحها في أن تشتهر كفنانة بإخراجها عام 1962 الفيلم الوثائقي "البيت الأسود" وصفها كثير من مواطنيها بسبب عزمها وجرأتها على المضي في طريقها بـ"المنعزلة اجتماعيا".
المزج بين الفن والحياة
استطاعت الشاعرة من خلال قصائدها أن تجسد حالة المجتمع مع إيمانها بالقدرة على التغيير إلى جانب نشاطها في الكتابة والفن عملت فروخ زاد ممثلة أيضا، ففي عام 1967 قامت بالتمثيل في مسرحية "القديسة جون" للمخرج جورج برنارد شو، ولم تقم بدور البطل فقط، بل قامت أيضا بترجمة النص إلى اللغة الفارسية. وعندما يدقق المرء النظر في جملة "هل تتوقع بالفعل أن يحبّك البلهاء من الناس لأنك تندد بهم؟" يتضح له أن الكاتبة لم تتغافل عن أوجه الشبه بين حياة فروخ زاد وبطلة المسرحية.
هذه الكلمات قد تساعد فقط في التعبير عن ردود الفعل التي غالبا ما واجهتها فروخ زاد، والتي لم تجعل منها شاعرة فقط بل أيضا شاعرة ناجحة، الشيء الذي يعتبر من اختصاص الرجال. ولسوء الحظ تُوفيت فروخ زاد قبل أن تقوم بتمثيل الدور، وبهذا لا نستطيع معرفة ردود فعل الجمهور الإيراني حول رؤيتها في دور "القديسة جون". وتدور أحداث المسرحية حول مخالفة القديسة جون في "تمردها على الطبيعة، حيث تقلدت ملابس الرجال وكافحت"، وهذا ما فعلته فروخ زاد باقتحامها مجال الكتابة الذي يعتبر حكرا على الرجال فقط.
صور شخصية وتعبير عن اهتمامات عامة
في قصيدتها "أرثي حديقتي" استعارت فروغ فروخ زاد صورة احدى الحدائق المهملة ككناية عن انحلال احدى العائلات المحافظة. بيد أن كلا من ياديجاري وعلي ونوراي استوحوا صور اليأس والأمل من السطور المقتبسة أعلاه لوصف مشاعرنا الحالية. واستعملت فروخ زاد في عملها الكثير من الصور الشخصية للتعبير عن الاهتمامات العامة، لهذا لم يصعب على العازفين عزف كلماتها بهذا المعنى.
هذا العمل الموسيقي يشكل حالة تأمل في أعمال الشاعرة وحياتها وفلسفتها الخاصة بالحياة يعتبر "محيط الموسيقي" احدى الخطط التي تخدع بها مواهبها السامع، حيث تنفذ بصورة جيدة وتؤثر في العقل الباطن دون تلاعب لأنها تخلق جوا سماعيا لا ينقل رسالة فقط، وإنما هو الرسالة بعينها. وبلحن معين يتم الربط المحكم بين الصيغة والفحوى لأن كلاهما يعكس موضوع المسرحية. وفي تحليلهم لمسرحية فروغ فروخ زاد "أرثي حديقتي" قام كل من شاه روكاه ياديجاري وعاظم علي وكيواش نوراي بتحقيق ذلك وأنتجوا موسيقى ذات عمق انفعالي وشغف.
موسيقى محبوكة
كانت النتيجة أجمل ما يكون، وأخذت بلُب السامعين. وكانت الإيقاعات محبوكة مع بعضها بعضا لتكوّن مقطوعة متكاملة دون أن تؤثر أجزاؤها الفردية على الشكل الكلي، لدرجة أن المرء يمكنه أن يتصور أنها كما لو كانت سجادة منسوجة يُرى فيها كل خيط ملون على حده والمنظر العام للسجادة.
ويُأمل المرء أن يؤثر هذا الـ"سي دي" على كثير من الناس ليفكروا بعمق في أعمال فروغ فروخ زاد وأعمال الشعراء الفرس الآخرين. ولا يوجد شعب ولا ثقافة لها صوت واحد، ومن الأهمية بمكان أن يكون هناك أصوات كثيرة تُسمع حتى يمكننا التعرف عليها بالفعل. لهذا يعتبر سي دي -الذكرى الخضراء- بداية رائعة
تقول في قصيدة بعنوان أرثي حديقتي
لا أحد يفكر في الزهور
لا أحد يفكر في الأسماك
لا أحد يريد أن يصدق أن الحدائق تموت
ولا أن قلبه يتورم من قيظ الشمس
ولا أن فكره يتفرغ من الذكريات الكثيرة"
هذه الكلمات كانت إلهاما لألبوم موسيقي جديد بعنوان "الذكرى الخضراء" لثلاثة من العازفين الإيرانيين الأمريكان. وبالتعاون مع المغني عاظم علي وعازف الكمان كيواش نوراي قام الملحن شاه روكاه ياديجاري بتأليف سلسلة من الإيقاعات بعنوان "محيط موسيقي"، ونجحوا من خلالها في استيحاء معاني وموضوع القصيدة.
شاعرة منعزلة اجتماعيا
منذ الإطاحة بالشاه واحتلال السفارة الأمريكية في طهران نشأ جدار يفصل بين الغرب والإسلام. وبينما كان الصوفي الفارسي جلال الدين الرومي يحظى في الغرب بشعبية كبيرة في تسعينيات القرن العشرين، إلا أنه لا يكاد أحد يعرف شيئا عن شعراء إيران المعاصرين. وعلى ما يبدو أن الغرب يكاد يكون قد ساوى بين جميع الإيرانيين بما في ذلك رجال الدين الحاكمين اليوم و،حتى إذا كانت فروخ زاد قد استفادت من قضية التجديد التي بدأت في إيران عام 1940 نجدها قاطعت كثيرا من المواثيق التي عانت منها المرأة في جميع أنحاء العالم. وعندما انفصلت من ابن عمها بعد زيجة استمرت عاما واحدا تركت طفلها لعائلة طليقها حتى تتمكن من التفرغ للشعر والفن. إن المرأة التي تسلك مثل هذا الطريق يُنظر إليها بارتياب، لهذا فلا عجب ألا تحظى بمحبة الناس في مجتمع طهران الليبرالي نسبيا في خمسينيات القرن العشرين. وعلى الرغم من نجاحها في أن تشتهر كفنانة بإخراجها عام 1962 الفيلم الوثائقي "البيت الأسود" وصفها كثير من مواطنيها بسبب عزمها وجرأتها على المضي في طريقها بـ"المنعزلة اجتماعيا".
المزج بين الفن والحياة
استطاعت الشاعرة من خلال قصائدها أن تجسد حالة المجتمع مع إيمانها بالقدرة على التغيير إلى جانب نشاطها في الكتابة والفن عملت فروخ زاد ممثلة أيضا، ففي عام 1967 قامت بالتمثيل في مسرحية "القديسة جون" للمخرج جورج برنارد شو، ولم تقم بدور البطل فقط، بل قامت أيضا بترجمة النص إلى اللغة الفارسية. وعندما يدقق المرء النظر في جملة "هل تتوقع بالفعل أن يحبّك البلهاء من الناس لأنك تندد بهم؟" يتضح له أن الكاتبة لم تتغافل عن أوجه الشبه بين حياة فروخ زاد وبطلة المسرحية.
هذه الكلمات قد تساعد فقط في التعبير عن ردود الفعل التي غالبا ما واجهتها فروخ زاد، والتي لم تجعل منها شاعرة فقط بل أيضا شاعرة ناجحة، الشيء الذي يعتبر من اختصاص الرجال. ولسوء الحظ تُوفيت فروخ زاد قبل أن تقوم بتمثيل الدور، وبهذا لا نستطيع معرفة ردود فعل الجمهور الإيراني حول رؤيتها في دور "القديسة جون". وتدور أحداث المسرحية حول مخالفة القديسة جون في "تمردها على الطبيعة، حيث تقلدت ملابس الرجال وكافحت"، وهذا ما فعلته فروخ زاد باقتحامها مجال الكتابة الذي يعتبر حكرا على الرجال فقط.
صور شخصية وتعبير عن اهتمامات عامة
في قصيدتها "أرثي حديقتي" استعارت فروغ فروخ زاد صورة احدى الحدائق المهملة ككناية عن انحلال احدى العائلات المحافظة. بيد أن كلا من ياديجاري وعلي ونوراي استوحوا صور اليأس والأمل من السطور المقتبسة أعلاه لوصف مشاعرنا الحالية. واستعملت فروخ زاد في عملها الكثير من الصور الشخصية للتعبير عن الاهتمامات العامة، لهذا لم يصعب على العازفين عزف كلماتها بهذا المعنى.
هذا العمل الموسيقي يشكل حالة تأمل في أعمال الشاعرة وحياتها وفلسفتها الخاصة بالحياة يعتبر "محيط الموسيقي" احدى الخطط التي تخدع بها مواهبها السامع، حيث تنفذ بصورة جيدة وتؤثر في العقل الباطن دون تلاعب لأنها تخلق جوا سماعيا لا ينقل رسالة فقط، وإنما هو الرسالة بعينها. وبلحن معين يتم الربط المحكم بين الصيغة والفحوى لأن كلاهما يعكس موضوع المسرحية. وفي تحليلهم لمسرحية فروغ فروخ زاد "أرثي حديقتي" قام كل من شاه روكاه ياديجاري وعاظم علي وكيواش نوراي بتحقيق ذلك وأنتجوا موسيقى ذات عمق انفعالي وشغف.
موسيقى محبوكة
كانت النتيجة أجمل ما يكون، وأخذت بلُب السامعين. وكانت الإيقاعات محبوكة مع بعضها بعضا لتكوّن مقطوعة متكاملة دون أن تؤثر أجزاؤها الفردية على الشكل الكلي، لدرجة أن المرء يمكنه أن يتصور أنها كما لو كانت سجادة منسوجة يُرى فيها كل خيط ملون على حده والمنظر العام للسجادة.
ويُأمل المرء أن يؤثر هذا الـ"سي دي" على كثير من الناس ليفكروا بعمق في أعمال فروغ فروخ زاد وأعمال الشعراء الفرس الآخرين. ولا يوجد شعب ولا ثقافة لها صوت واحد، ومن الأهمية بمكان أن يكون هناك أصوات كثيرة تُسمع حتى يمكننا التعرف عليها بالفعل. لهذا يعتبر سي دي -الذكرى الخضراء- بداية رائعة