القصيدة بمناسبة وفاة الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب تحت عنوان:
(جيفارة العرب)
خَرِسَتْ أناشيدُ التَّحَرُّرِ في فَمٍ
كانَ النًّشيدُ بِهِ يُصَاغُ ويُنْشَدُ
عَثُرَتْ بلَجْلَجَةِ اللسَانِ نَشَائدٌ
كادتْ عَلَى شَفَةِ الغَضُوبِ تُعَرْبِدُ
وبِصَرْخَةٍ صَاغَتْ قصائِدَهُ انْتَضَى
مُهَنَّدٌ بِيَراعِهِ يَتَجَسَّدُ
أمْسَى يُكابِدُ في غَرامِ القُدْسِ لَوْ
عَتَهُ الَّتي بَيْنَ الْحَشَا تَتَوَقَّدُ
ومُزَمْجِرٌ برَفِيعِ صَوْتٍ ثائرًا
هُبُّوا إلى الْمَجْدِ ولا تَتَرَدَّدُ
وعَلَى زَئيرِ العَاصِفَاتِ مُحَلِّقًا
نَحْوَ الْعُلى مُسْتَبْشِرًا ويُغَرِّدُ
لكنَّها الْأَقْدَارُ قَدْ عَبَثَتْ بِنَا
صَرَعَتْ هُزَبْرًا لا يَكِلُّ ويَقْعُدُ
ينْعَى الْعِراقُ بِفَقْدِهِ ولِنَعْيِهِ
أحوَازُنا تُحْرَقُ فيهِ الْأَكْبُدُ
أُرْثِيكَ مِنْ وَطَنٍ بِهِ سَارَتْ قَوَا
فِلُكُم لِمَجْهُولٍ عَسِيرٍ مُصْفَدُ
وَأخَذْتَ مِنْ هُورِ الْحُوَيْزَةِ مَلْجَئً
مِنْ بَطْشِ جَيْشٌ غَاشِمٌ تَتَهَدَّدُ
وإذا اسْتَفَزَّ الصُّبْحُ ثِرْتَ مُناهِضًا
فَلا تَكِلُّ مِنَ النِّضَالِ وتَرْقَدُ
وعَقَدْتَ رايَةَ وَحْدَةٍ وكَرامَةٍ
كُلَّ العُروبَةِ تَحْتَها تَتَوَحَّدُ
وعَرُوسُ عُرْبِنَا تَعُودُ لِعِزِّهَا
مِن بَعْدِ بَطْشِ المُجْرِمين وتُسْعَدُ
لكنَّ أيْدِي الغاشِمين تَطَاوَلَتْ
دَوْمًا عَلَى أهْلِ النُّهَى تَتَمَرَّدُ
أرثِيكَ يا جِيْفَارَةَ العَربِ الْأبي
قَدْ يَقْصِرُ اللِسَانُ فِيكَ يُمَجِّدُ
ذَاكَ انْبَرَى بِسِلاحِهِ وأنتَ في
قَلَمٍ تَحِثُّ بِهِ الشُّعُوبَ وتُرْشِدُ
بأزِقَّةِ التأريخِ تبقى مَشْعَلًا
يُهْدَى بِهِ مَنْ للكَرامَةِ يَقْصِدُ
قَدْ أصْبَحَتْ ثَكلَى العُروبَةِ يا لَها
مِنْ طَعْنَةٍ لِفَنَاءِها تَتَجَدَّدُ
ذابَتْ حُشَاشَةُ مَجْدِنا لِحَلِيفِهِ
عِنْدَ الرَّحِيلِ بِحَسْرَةٍ يَتَنَهَّدُ
لَوْ إنَّنَا قِمْنَا الْحِدَادَ لِفَقْدِكُم
لَمْ نُوفي مِعْشَارًا ولا يَتَسَدَّدُ
*
إسماعيل المسعودي(الضَّبِّي)
عام ١٤٠١/٣/٤ ش
(جيفارة العرب)
خَرِسَتْ أناشيدُ التَّحَرُّرِ في فَمٍ
كانَ النًّشيدُ بِهِ يُصَاغُ ويُنْشَدُ
عَثُرَتْ بلَجْلَجَةِ اللسَانِ نَشَائدٌ
كادتْ عَلَى شَفَةِ الغَضُوبِ تُعَرْبِدُ
وبِصَرْخَةٍ صَاغَتْ قصائِدَهُ انْتَضَى
مُهَنَّدٌ بِيَراعِهِ يَتَجَسَّدُ
أمْسَى يُكابِدُ في غَرامِ القُدْسِ لَوْ
عَتَهُ الَّتي بَيْنَ الْحَشَا تَتَوَقَّدُ
ومُزَمْجِرٌ برَفِيعِ صَوْتٍ ثائرًا
هُبُّوا إلى الْمَجْدِ ولا تَتَرَدَّدُ
وعَلَى زَئيرِ العَاصِفَاتِ مُحَلِّقًا
نَحْوَ الْعُلى مُسْتَبْشِرًا ويُغَرِّدُ
لكنَّها الْأَقْدَارُ قَدْ عَبَثَتْ بِنَا
صَرَعَتْ هُزَبْرًا لا يَكِلُّ ويَقْعُدُ
ينْعَى الْعِراقُ بِفَقْدِهِ ولِنَعْيِهِ
أحوَازُنا تُحْرَقُ فيهِ الْأَكْبُدُ
أُرْثِيكَ مِنْ وَطَنٍ بِهِ سَارَتْ قَوَا
فِلُكُم لِمَجْهُولٍ عَسِيرٍ مُصْفَدُ
وَأخَذْتَ مِنْ هُورِ الْحُوَيْزَةِ مَلْجَئً
مِنْ بَطْشِ جَيْشٌ غَاشِمٌ تَتَهَدَّدُ
وإذا اسْتَفَزَّ الصُّبْحُ ثِرْتَ مُناهِضًا
فَلا تَكِلُّ مِنَ النِّضَالِ وتَرْقَدُ
وعَقَدْتَ رايَةَ وَحْدَةٍ وكَرامَةٍ
كُلَّ العُروبَةِ تَحْتَها تَتَوَحَّدُ
وعَرُوسُ عُرْبِنَا تَعُودُ لِعِزِّهَا
مِن بَعْدِ بَطْشِ المُجْرِمين وتُسْعَدُ
لكنَّ أيْدِي الغاشِمين تَطَاوَلَتْ
دَوْمًا عَلَى أهْلِ النُّهَى تَتَمَرَّدُ
أرثِيكَ يا جِيْفَارَةَ العَربِ الْأبي
قَدْ يَقْصِرُ اللِسَانُ فِيكَ يُمَجِّدُ
ذَاكَ انْبَرَى بِسِلاحِهِ وأنتَ في
قَلَمٍ تَحِثُّ بِهِ الشُّعُوبَ وتُرْشِدُ
بأزِقَّةِ التأريخِ تبقى مَشْعَلًا
يُهْدَى بِهِ مَنْ للكَرامَةِ يَقْصِدُ
قَدْ أصْبَحَتْ ثَكلَى العُروبَةِ يا لَها
مِنْ طَعْنَةٍ لِفَنَاءِها تَتَجَدَّدُ
ذابَتْ حُشَاشَةُ مَجْدِنا لِحَلِيفِهِ
عِنْدَ الرَّحِيلِ بِحَسْرَةٍ يَتَنَهَّدُ
لَوْ إنَّنَا قِمْنَا الْحِدَادَ لِفَقْدِكُم
لَمْ نُوفي مِعْشَارًا ولا يَتَسَدَّدُ
*
إسماعيل المسعودي(الضَّبِّي)
عام ١٤٠١/٣/٤ ش