وبحسب النتائج التي أجريت في المختبر، فقد تناقصت قدرة الأجسام المضادة المعدلة في إبطال قدرة هذا المتحور على الدخول إلى الخلايا،ومن هنا تبدو الحاجة لمستوى أعلى من الأجسام المضادة قادر على الحماية من الإصابة.
لحل هذه المعضلة هناك عدد من الحلول ذكرها مقال حديث نشر في مجلة نيتشر الطبية بعنوان : ماذا يعني أوميكرون بالنسبة لمستقبل اللقاحات. وتناقش المقالة آراء الباحثين والمختصين حول أي الحلول وأي التقنيات هي الأفضل بالنسبة لمستقبل اللقاحات.
الحل الأول- الجرعات المعززة:
وهو الحل الأسرع والأسهل، يكون بإعطاء جرعة ثالثة داعمة من اللقاحات المتوفرة حالياً وخصوصاً لقاحات فايزر وموديرنا وأسترازينيكا والتي أثبتت فعاليتها في الحماية من الأعراض الخفيفة للمرض بنسبة ٧٠-٧٥ بالمئة ويتوقع أن تكون هذه النسبة أعلى بكثير في الحماية من الأشكال الشديدة.
ومع ذلك يعتقد العلماء أن جرعتين من لقاحات (mRNA) ما زالت كافية لحماية معظم الأشخاص الأصحاء من الإصابات الخطيرة، حيث تشير إحدى الدراسات أن جرعتين من لقاح فايزر-بيونتيك يحمي بنسبة ٧٠ بالمئة من دخول المستشفيات.
الحل الثاني- تحديث اللقاحات:
أصبح هناك اجماع كبير على أنه قد حان الوقت لتجديد اللقاحات واستخدام نسخ محدثة توفر حماية أفضل من متحور أوميكرون كحل ثان بديل للقاحات الحالية. وتتيح التقنيات الجينية لتصنيع اللقاحات امكانية تطويرها بسرعة قياسية.
الحل الثالث - اللقاح الشامل:
وهو الحل الأفضل على المدى الطويل، حيث ينادي بعض العلماء بضرورة تطوير لقاح شامل لكل فيروسات الكورونا (Pancoronavirus)، وذلك بدل مطاردة متحورات تستبدل بغيرها باستمرار.
اللقاح المنشود هو لقاح فعال ضد كل فيروسات الكورونا بما فيها الفيروس المسبب لكوفيد-١٩ بكل متحوراته القادمة، وكذلك أي فيروس مستقبلي قد يستجد من فصيلة الكورونا.
ويتم حالياً العمل على تطوير لقاح كورونا شامل من قبل معهد والتر ريد العسكري للأبحاث التابع للجيش الأميركي، والذي أعلن عن انتهاء المرحلة الأولى من التجارب السريرية.
ويعتقد أطباء الجيش الأميركي أن هذا اللقاح ويدعى لقاح (SpFN) فعال ضد متحور أوميكرون و ضد كل المتحورات المسببة للكوفيد-١٩ وكذلك فيروسات الكورونا الأخرى مثل سارس.
أما اللقاحات المتوفرة اليوم، فما زالت فعالة في منع المرض الشديد. و يبدو من المعطيات المتوفرة أنه من غير المحتمل أن يسبب متحور أوميكرون خطراً كبيراً على الأشخاص الأصحاء والملقحين تحت سن الخامسة والستين، لأن هذا المتحور لا يتهرب من الخلايا التائية الذاكرة.
فالمناعة الخلوية والذاكرة المناعية لا تتأثر كثيراً بالطفرات. هذه المناعة وإن كانت لا تحمي من العدوى بالفيروس ولكنها قادرة على التخلص من الفيروس بسرعة وتحمي من المرض الشديد.
وخلاصة القول:
مع وجود اللقاحات، ومع حقيقة أننا أصبحنا نملك ولو مناعة جزئية تجاه الفيروس، لن نعود إلى المربع الاول. فلا داعٍ للذعر! ومع ذلك يجب ان نكون جاهزين للتعامل مع كل الاحتمالات.
وبين التفاؤل والتشاؤم، ما زال الحذر هو سيد الموقف في التعامل مع فيروس ما زال قادراً على صنع المفاجآت