وقد شرع البحث في دراسة تاريخ الطرق الصوفية في المحافظة وسماتها، من أجل تسليط الضوء على جدل بنيتها وتكوينها، وهي سمات حاول البحث أن يُبرز وظيفتها فيما يتعلق بالعلاقة بالنظام السياسي وتأثيرها في المجتمع، وتموضعها في حيّزٍ يشاركها فيه كيانان هما القبيلة والنظام السياسي بأجهزته الأمنية والحزبية. وقصَد الكشف عن السمات إلى تحديد الفوارق بين واقع هذه الطرق في منطقة الدراسة، وبين نظيراتها في المدن الكبرى.
وقد حاول البحث بعد ذلك أن يشتقّ أنموذجًا مفاهيميًا من واقع الطُرق، يساهم -في رأي الباحث- في عقد المقارنة بينها، وبين أنموذج مفاهيمي آخر هو المذهب الشيعي الذي يباشر أتباعه نشاطًا ملحوظًا اليوم، وإن كان ذلك النشاط لم ينقطع منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وهي مقارنة تحاول أن تكشف التشابه الوظيفي من حيث التأثير، ولا تكتفي بأقوال مؤيدي التشابه البنيوي ومنكريه. ومن سمات الطريقة وتموضعها، عطف الباحث على دورها في الثورة قبل أن ينتقل إلى ما يعدّه الباحث أهمّ محور في المشهد اليوم، وهو التقارب الطرقي الشيعي، محاولًا أن يستكشف علل هذا التقارب، وترتيبها ترتيبًا تفاضليًا من حيث أثر كل منها، ومن ثم محاولة استشراف المستقبل الأكثر إمكانية للتحقق بين ممكنات أخرى لمآلات الطرق الصوفية.
يمكنكم قراءة البحث كاملًا من خلال الضغط على علامة التحميل أدناه: